رواية
أحزان قسمت
الجزء 6
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
كان الجميع فى لهفه شديده لسماع
رد قسمت ...
حتى نعيمه جاءت تدفع بيديها
مقعدها المتحرك بالقرب من أختها ..
وأبوها الحاج حسن يميل نحوها يقول
: مبتتكلميش ليه يا قسمت ..؟
مقولتيش ناويه على إيه ..؟
مراد فى قلق : إيه ياقسمت .. مالك ..!
محمد بصوت يحمل وقار
: يا جماعه محدش يضغط عليها
اكيد محتاجه وقت تفكر ..
خصوصا الموضع دلوقت بقى متلخبط
وفيه عرسين ومن حقها ..
تقاطعه قسمت حديثه وهو تقول
بصوت حازم : بس انا خلاص اخترت
يا محمد ..
خفق قلب محمد مع صوتها وتعلقت أبصار
الجميع وهى واقفه فى وسط الحجره
تقول بثبات : أكيد انتو عرفتوا العريس
اللى اخترته ..
مراد فى توتر : اوعى تقولى اخترتى
العيال الصغير اللى عامل فيها
السندباد و عايز يبنى العش طوبه طوبه
انتى وهوه ..
هزت رأسها :
صح يا مراد مينفعش اضحك
على نفسي ..
العقل والمنطق بيقول إنى أختار الإنسان
المناسب فى المرحله الجايه فى حياتى
...
اللى هيحقق احلامى مش هستنى
مصيرى المجهول ..
معتز فى تعجب :
افهم من كده إنك اخترتى ..
أومأت قسمت برأسها : أيوه اخترت ..
الحاج خميس عبد القوى الفكهانى ..
وكان قرارا بمثابة الصاعقه فوق الرؤوس
...
وانقسمت الأسرة بين مؤيد ومعارض لذلك
الاختيار ...
ولكن كل هذا كان مرسوم فى الوجوه
والعيون والملامح ..
لقد تهللت أسارير مراد ومعتز وارتسمت
الفرحه بكل وضوح عليهم ...
اما ابيها ومحمد ونعميه فقد اكتفوا بالصمت
وكذلك الام لم يتضح موقفها من هذا
الاختيار ...
مراد فى سعاده واضحه يكاد يقفز فى
الهواء يقول : برافوا عليكى يا قسمت ...
اهو كده انتى اختى بجد ..
خلينا نودع الفقر .. وخلينا...
بتر عبارته وهو يرى وجه أبيه متجهم وهو
ينصرف مبتعدا نحو حجرته
ومن خلفه أمه ..
ويسود بعدها الصمت إلى أن قطعه محمد
بصوت متزن وهادىء يقول : قسمت ...
انتى فكرتى كويس فى اختيارك ...
انا متوقعتش أبدا انك ممكن توافقى ..
تصورت إنك أقتنعنى ب صلاح محمود ..
وإنك ممكن تبدأى معاه البيت بتاعكم ..
بالكفاح والعمل ايد واحده ...
شاب ماشاءالله ممتاز و..
يقاطعه مراد فى غضب :
جرا إيه ياعم الحاج ...؟
انته مالك ...؟
عمال تحاول تقنعها بالجواز من صلاح
بتاعك ده ليه ..!
انته يتصدق الرومانسيه الكذابه
اللى عمال يقولها ويضحك على عقلنا بيها
...
وأنه عايز يبنى معاها عش العصافير ..
قسمت اختارت الطريق السهل والصح ..
واظن مفيش حد فينا ضغط عليها
او أقنعها بحاجه ...
نعيمه تقاطع الجميع : طيب ...
ممكن نسمع قسمت
ونعرف منها ليه اختارت خميس عبد القوى
وفضلته على صلاح محمود ..!
تتنهد قسمت : الموضع مش عايز تفكير
يا نعيمه أنا قدامى شجره كبيره طارحه
فاكهه وجميله وفيها خير كتير ..
زى خميس ..
ليه بقى استنى ازرع شجره مش عارفه
مصيرها إيه ..!
يبتسم محمد ساخراً :
واضح انك كمان
بقيت تضربى امثال بالشجر والفاكهه ..
على كل حال أنا حبيت اريح ضميرى
عشان اكون راضى وتوصلك رسالتى
اللى عمليته ده غلط ...
لكن ألف مبروك وربنا يسعدك ..
وانصرف بعدها محمد يغادر الجلسه
ومراد بنظره مشمئزة له يقول :
وش فقر ..
سيبك منه ..
بكره لما يشوف العز اللى هتبقى فيه
هيعرف مين الصح ومين الغلط ...
أومأ معتز برأسه : فعلاً يا قسمت
كلامك كله صح ..
قدامك شخص جاهز وهيريحك
ليه تمشى فى سكه تانيه مع شخص
مش مضمون مستقبله ...
تدور بعدها قسمت إلى نعميه الصامته
تقول : مقولتيش رأيك يانعيمه ..
تمسك نعيمه بعجلة مقعدها المتحرك
وهو تدور مبتعده ثم ألتفت فجأة قائله
: ملوش لازمه رأىى ..
لأنه برضه هيكون وش فقر ...
زى محمد ...
وانصرفت بعدها نعيمه مغادره ...
لكن قسمت ظلت صامته لا تعلم
هل كان هذا الاختيار صح ام خطاء ..
ولم تجد إجابه فى الوقت الراهن ...
ولم يعد لديها سوى الإنتظار..
عما ستكشفه الايام
القادمة لها ..
***********
زفاف كبير أقيم داخل
قاعه ضخمه أنيقه ..
و حفل زواج قسمت على
الحاج خميس عبد القوى ...
فنانين ومطربين لم يتخيل أحد حضورهم
قد جاءوا إلى إحياء الحفل ..
رغم أن هناك حاله من السخريه واضحه
بين المدعويين ..
كان هناك حاله من التناقض واضحه
للأعين بين العريس والعروس ...
هناك فروق كثيره واضحه ...
لقد شعروا أن من يجلس بجانبها
هو أبيها ..
لكن خميس كان لا يبالى وكأنه
كان يعلم ذلك ورغم هذا
أصر على عمل حفل من أجل إسعاد
وارضاء قسمت ..
التى كانت تجلس وهى تشعر
بأن ما تراه وما تعيشه
ما هو إلا كابوس ..
مستحيل أن يكون من يحدث هو حقيقه
لا يمكن أن يصير هذا الرجل الضخم
العجوز
زوجها ...
لكن هى من اختارت وعليها أن تتحمل
ولم يعد هناك فرصه للتراجع ...
ومن بعيد كان هناك من يشاهد هذا
الحفل بأعين حزينه ..
لا يعلم لماذا استمع الى أقدامه
حينما ساقته إلى حفل زفاف قسمت ..!
لماذا قد جاء هذا المكان الذى لا ينبغى
وجوده فيه ..!
فجأة يستمع صلاح إلى هذا الصوت
الذى يقول بهدوء : جيت ليه ..؟
يدور صلاح فى دهشه ليرى
تلك الفتاة ذات الجمال المتواضع
التى تمسك بكلتا يديها عجلات مقعدها
المتحرك ..
ينظر لها صلاح فى تعجب :
انتى نعيمه مش كده ..؟
اخت قسمت ..؟
هزت نعيمه رأسها : أيوه
لكن برضه مجاوبتش على سؤالى
جيت ليه ..؟
صلاح فى ارتباك وتلعثم :
عشان ... اصل ..
هو زى ما تقولى ...
تقاطعه نعيمه :
مكنش لازم تيجى الفرح ياصلاح ..
مط صلاح شفتيه : ليه ..؟
نعيمه : انته عارف وانا عارفه السبب ..
صلاح :
لكن انا حقيقى مش عارف انا جيت ليه
رغم انى عارف أنه غلط ..
يمكن كان عندى فضول اشوفها مع خميس
فى الكوشه..
حقيقى مش عارف...!!
نعيمه : لو كل واحد ..
بترت نعيمه عبارتها فجأة
وقد استمع الجميع
إلى دوى صوت رصاص
وطلقه مجهوله تضرب أذآن الجميع
كالقنبله ..
وعندها انتشر الهرج والمرج ..
وتعال الصراخ ...
بعد أن استقرت الطلقه فى
آخر شخص يمكن توقعه ...
وصنع فى القاعه بركه كبيره من الدماء
..
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق