رواية
أحزان قسمت
الجزء 2
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
جلست قسمت تستمع فى أهتمام لحديث
أبيها عن الحل المقترح لحصولها على
فرصة
دخول كلية الطب فى ظل الظروف الصعب
التى تعيشها الأسرة ..
وبصوت هادئ يقول ابوها الاستاذ حسن
: من شهرين جالى عريس ليكى لكن أنا
مرضتش
اقولك أو اعرض عليكى الأمر ..
لأسباب كتير ....
أولا عشان دراستك
ثانياً لأنى مكنتش مقتنع بالشخص أو
بالعريس
اللى جاى ومتقدملك لكن...
وعاد للصمت لحظات ...
وقال وهو يطلق زفير قصير
لكن مدام وصلنا للمرحله دى لازم افكر
أو نفكر
كلنا فى العرض
تتسع عين قسمت فى حيره تقول : عريس.. !
عريس متقدملى أنا ...!
أومأ ابوها برأسها : أيوه
قسمت فى شغف : ويبقى مين العريس
ابوها فى صوت خافت :
خميس عبد القوى الفكهانى..
تتراجع قسمت فى صدمه وهى تقول فى ذهول
: عم خميس ..!
هز ابوها رأسه : أيوه
قسمت فى تعجب :
اللى مراته ماتت من اربع شهور صح ..؟
بجيبها أبوها بهدوء : هو بالظبط...
كنت راجع من الشغل نده عليه وانا معدى
وقالى من بعد وفاة مراته وهو بيدور على
بنت الحلال ..
تقاطعه قسمت : هو مش عنده ولدين
وابنه الكبير تقريبا قدى فى السن ..!
يعنى انا قد عياله ..!
ابوها :
انا مفكرتش فى لحظه إنى اعرض عليكى
فكرة الجواز منه ..
ولما طلب أديكى معرفتش أقوله اى حجه غير
أنك لسه قدامك دراسه وكليه ..
قالى انا مستعد اتجوزها وتكمل زى ما
هيه
عايزه ومتحمل كافة مصاريف الدراسه
يسود صمت بينهم ثقيل
يقطعه صوت ابوها : بصى يا بنتى
قدامك اختيارين وللأسف
مش بأيدى اقولك عليهم ... او اقولك اختارى..
وعاد يتنهد يقول :
يا تتجوزى خميس وتتدخلى كلية طب وتبقى
دكتوره وتحققى حلمك أو ..
وهز رأسه فى حزن وقال :
أو متكمليش تعليمك وتستنى ابن الحلال
اللى
يجيلك وتوافقى عليه ...
وانتى ونصيبك ساعتها ...
لكن أنا مقدرش اصرف اكتر من كده على
تعليمك
فكرى كويس وخودى قرارك بهدوء ..
وصدقنى ربنا يعلم قد إيه انا بتعذب
وانا بقولك
الكلام ده ...
على عينى يابنتى ...
وبدأت ترى قسمت الدموع تتراقص فى عين
أبيها وهو يقول بصوت مهموم :
سامحيني...
كان نفسي كنت اقدر اصرف عليكى وتبقى
أكبر دكتوره فى مصر ولا أنى احطم حلمك
واحطك فى الموقف ده ...
تبتسم قسمت رغماً عنها وهى تقول
: متشلش هم يا بابا
أنا راضيه بكل اللى يكتبه ربنا
وغادرت بعدها قسمت وقد انفجرت باكيه فى
طريقها واتجهت تعدو مبتعده نحو حجرة اختها
نعمة الجالسه فوق مقعد متحرك داخل
حجرتها وحدها ...
ألقت قسمت نفسها بين أحضانها تبكى
ونعمة بكل حب وود تهمس لها : مالك يا
قسمت ..!
فى إيه... ! هو فى دكتوره تعيط..؟
النهارده عيدك ..
تنفى قسمت برأسها وهى بين ذراعيها
بكل ألم : خلاص يا نعمه مش هبقى دكتوره ...
وتبدأ قسمت تخبر اختها بما دار وحدث مع
ابوها حينها سقط قلب نعمه بين
قدميها وهى تقول فى حزن :
جوازك من خميس مش حل ده راجل قد
ابوكى وبعدين افرضى طلعك من الكليه
او اجبرك متكمليش ..؟
هتعملى إيه ساعتها ..؟
قسمت فى قلق : مفكرتش فى النقطه دى ...
نعيمه بصوت حاد :
ممكن يطلعك بعد شهر ... اتنين ...أو
سنه
محدش عارف بيفكر ازاى ...
أو مثلا لو ربنا كرمك وخلفتى منه
عيل أو اتنين لا هتعرفى تذاكرى
ولا تنجحى ولا تبقى دكتوره ..
هزت قسمت رأسها : فعلاً عندك حق يا
نعيمه
بس الحل إيه دلوقت ..؟
مكملش تعليمى.. خلاص ..؟
تتنهد نعمه :
لازم كلنا نقعد مع بعض
وكل واحد فى اخواتك يعرف المشكله
ويقدم حل وإن شاءالله نقدر تلاقى حل
غير أنك تتجوزى خميس الفكهانى..
لازم تكونى دكتوره..
وتحققى حلمك وحلمنا...
***********
اجتماع عائلى للأسرة كلها .
بإستثناء صافيه التى لم تتمكن
من القدوم ..
وساد الصمت بعد أن أخبرهم أبيهم بحقيقة
الواضع فى إنتظار تقديم مقترحات منهم
والمشاركة فى حل مشكلة أختهم قسمت
ساد الصمت الثقيل ...
حتى قطعه الأب بوجه متحهم يقول :
أنا عارف صعوبه ظروف
كل واحد فيكم ...
ودى اختكم اللى ممكن ربنا يكرمها وتبقى
دكتوره وتحقق حلمها اللى للاسف كلكم
عارفين
إن ظروفى متقدرش تحققه ..
مراد أخيها : أنا شايف إن كفايه لحد
كده تعليم
ولا تتجوز خميس ولا تعذب نفسها بواحد
عنده
عيال قدها ...
تقعد فى البيت لحد ما يجعلها ابن
الحلال..
ينفى محمد : لاء طبعاً ...
اختنا لازم تكون دكتوره ...
وبطريقه غير إنها تتجوز واحد قد ابوها
..
مراد فى تعجب يعقد ساعديه أمام صدره
: طريقه تانيه زى إيه
محمد فى حماس :
أننا كلنا نبقى إيد واحده فى مصاريف
تعليمها لحد ما تتخرج ...
نشارك كل شهر بمبلغ مشترك مننا كلنا
...
ينفى مراد فى ضجر :
اللى بتقوله ده مش ممكن طبعاً ...!
افرض جينا فى شهر او اتنين ومقدرناش
ندفع
هتعمل إيه قسمت ساعتها
...؟
وانته عارف ظروفنا كلنا عامله ازاى ..
يقاطع معتز الحديث : أنا شايف أنها
تتجوز
خميس عبد القوى إيه المشكله ..؟
السن مش عيب ولا سبب لرفض الجواز ..
نعيمه فى غضب :
ايه اللى بتقوله ده يا معتز ..!
السن مش سبب ..!
طب والمستوى الفكرى والتعليمي ...!
برضه مش سبب ...؟
مفيش مقارنه خميس مدخلش غير ابتدائى
وهيكون فيه
صعوبه كبيره فى التعامل بينهم ..
معتز : فارق السن وخبرته هتعوضه فى
النقطه
دى ..
الأم فى حسره :
انا مستحيل أجوز بنتى لراجل زى ده ...
انا سمعت إن مراته ماتت من القهر ومن
معاملته
الوحشه اللى خلصت عليها ...
تغمغم نعيمه :
فكرة محمد كويسه كلنا نشارك فى
تعليم قسمت ..
مراد فى سخط : كلنا ظروفنا زفت ...
ومنقدرش ..
ولو قدرنا النهارده مش هنقدر بكره ..
نعيمه : مفيش حل مناسب غير كده ....
لازم نشارك وكل واحد يدفع مبلغ ..
مراد فى قسوه : وانتى هتدفعى وهتشاركى
بإيه إن شاء الله ...
كانت جملته كالصخر التى سقطت فوق
رأسها ..
لتتراقص دموع نعمه فى عينيها ..
قبل أن ينتبه مراد للخطأ الفادح الذى
ارتكبه وحاول فى أرتباك وبأعين زائغه
بين إخوته يصحح جرحه العميق لأخته ..
وبين بركان الغضب فى أعين كل من حوله
على ما فعله ...
يصرخ محمد فى وجهه :
إيه اللى بتقوله ده يا اخى ..؟
متحاسب على كلامك ...
مراد متلعثما : آسف والله مقصدتش ...
ونظر نحوها وقد ابتعدت بعينها عنه وقال
: آسف يا نعيمه حقك عليه سامحينى ...
مقصدتش والله ...
فجأة يقاطع حديثهم طرقات باب الشقه
يتوجه معتز لفتح الباب ليتراجع
فى صدمه وهو يرى الزائر القادم لهم
وكانت مفاجأة غير متوقعه ..
فقد كان الزائر هو خميس ..
خميس عبد القوى الفكهانى بنفسه ..
وسقط قلب قسمت بين قدميها ..
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق