القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 أحزان قسمت
 
الجزء 8

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

 

 

قبل أن تصرخ قسمت كان ذلك الرجل

 

المريب ينقص واقفاً يصوب

 

سلاحه فى وجهها ليجعلها

 

تحبس صرختها وانفاسها من شدة

 

الخوف وهو يقترب منها بخطوات

 

ثابته ويكشف عن طول قامته

 

 الملحوظ ...

 

ونحافة جسده ....

 

تبتلع قسمت ريقها ،

 

وهى لا تملك السيطره على جسدها

 

الذى كان يرتجف رغماً عنها ...

 

وهو يبتسم إبتسامه باهته مريبه

 

يقول بسخريه وصوت جاف

 

: إيه ياعروسه خايفه من إيه ...؟

 

تتراجع قسمت منكشمه للوراء

 

تلتصق بالحائط ..

 

 وهى تنظر إلى فواهة

 

سلاحه الشاهرة فى وجهها

 

تقول : انته مين ...؟

 

وعايز منى إيه ..؟

 

يضحك الرجل وهو يشير إلى نفسه

 

: أنا واحد جاى يبارك لك ..

 

تجمدت الكلمات بين شفتيها وهى

 

لا تجد ما تقوله ولا تجد ما تفعله ...

 

وهو يقترب أكثر ينظر الى وجهها

 

يتطلع إليها بأعين يسكنها الشر قائلاً

 

: الواد خميس ده مكار أوى

 

جابك منين ...!

 

بجد اول مره ذوقه يبقى حلو اوى كده .. !

 

عارفه أنا كنت ممكن أجيب الرصاصه

 

يوم فرحك وانتو فى قاعدين فى الكوشة

 

 فى دماغه ...

 

 ‏ لكن جمالك لخبطنى..

 

 ‏مبقاتش عارف اركز ...

 

تقع كلماته كالصاعقه فوق رأسها..

 

وتشعر بدمائها تتجمد فى عروقها

 

وهو يهز رأسها إيجابياً : أيوه

 

انا اللى بوظت الفرح بتاعكم من

 

اربع ايام ...

 

أنا اللى ضربت النار عليه ...

 

لكن ابن المحظوظه انكتب له عمر

 

جديد ..

 

عامل زى القطط بسبع ترواح ..

 

بس لعلمك جوزك ميت ..ميت ...

 

أنا عرفت إنه فاق وبقى كويس ..

 

لكن ده ما يمنعش إنه هيموت ...

 

بس معاده أتأجل شويه ..

 

ساد الصمت للحظات ثم ابتسم

 

بشكل مخيف بوجهه الشاحب وقال

 

: طبعاً انتى عماله دلوقت تسألى

 

نفسك و تقولى هو مين ..!

 

وعايز منى إيه ..!

 

أولاً اقلعى...

 

وضحك يقهقه وهو يكمل :

 

قصدى اقلعى الدهب اللى فى إديكى ...

 

الشبكه اللى جبهالك الحرامى

 

خميس عبد القوى...

 

هزت قسمت رأسها وهى تستجيب

 

على الفور وتلقى له بكل ما ترتديه بين

 

يديه ...

 

يتلاعب بالذهب بأصابعه

 

وهو يضحك قائلاً. :

 

بصى بقى هقولك على الكلام المفيد

 

أنا عايز منك ..

 

يقاطعه فجأة رنين جرس الباب..

 

يتراجع الرجل للوراء فى ارتباك

 

 وهو يحيط قسمت

 

بيديه بقوة يقول :

 

مين اللى جايلك على الباب ..؟

 

تنفى قسمت فى خوف : معرفش ..

 

يدفعها بيده فى عصبيه : طيب

 

شوفى مين وحسك عينى تعملى

 

اى حركه كده والاه كده تكشف

 

 وجودى جوه ...

 

ساعتها هقتلك انتى والضيف اللى جايلك...

 

ومش هفكر ...

 

سمعانى ..

 

هزت قسمت رأسها فى رعب ...

 

وهى تتحرك ببطء

 

تفتح باب الشقه لتجد ذلك الشاب الوسيم

 

فى بداية العقد الثالث من عمره

 

يبتسم قائلاً وهو يميل بجسده

 
















 نحو اليمن : مساء الخير ..

 

بادلته قسمت الابتسامة بأخرى

 

بارده من شفتيه والشاب يشير

 

إلى نفسه : أنا حماده ..

 

عقدت قسمت حاجبيها فى تعجب

 

وهو يكمل : حماده سكر ..

 

قسمت فى حيره شديده :

 

برضه معرفتش ...!

 

حضرتك مين ..! وعايز إيه ..!

 

يشير لها :

 

 أنا حماده سكر اللى ساكن

 

فوق شقة حضرتك ..

 

ابتسمت قسمت :

 

 ايوه أهلا وسهلا تشرفت ...

 

تحت امرك يا استاذ حماده ..

 

حماده : أنا عارف إن حضرتكم السكان

 

الجداد عندنا فى العماره ..

 

واول ما حسين البواب بلغنى بحضورك

 

دلوقت فرحت أوى ...

 

ونزلت جرى عشان اولا ابارك  لسياتك

 

بالشقه الجديده ثانياً عشان اعرفك بنفسى

 

تتنهد قسمت فى تعجب شديد والشاب

 

يكمل : احنا هنا فى العماره عاملين نظام

 

جميل جداً ومميز ومختلف عن أى

 

عماره حاولينا ..

 

وكلهم بيحسدونا ...

 

بأن فى عندنا رابطه مسؤوله

 

عن نظافه وجمال

 

وتزين العماره ..

 

وأشار إلى نفسه فى تفاخر :

 

 وانا رئيس الرابطة دى ...

 

وحبيت اشرح لك البرنامج بتاعنا ...

 

والخطه اللى ..

 

تشعر قسمت بالغثيان من أسلوب

 

هذا الشاب البارد

 

وتمنت لو خرج الرجل الذى يحمل سلاح

 

وتخفيه خلفها فى الشقه وقتله ..

 

قتل ذلك الشاب الثرثار ...

 

الذى لم يعطيها حتى فرصه

 

للنطق بحرف ..

 

تقاطعه قسمت فى إنفعال وهى تكاد تصفعه ليتوقف قائله :

 

استاذ حماده ..   ارجوك كفايه ..

 

لما يوصل الحاج خميس

 

إن شاء الله هخيله يكلمك ..

 

ويشوف حضرتك عايز ايه بالظبط ..

 

اقصد طلبات الرابطه بتاعتك إيه ..

 

يبتسم وهو يميل نحوها :

 

تمام بس يبقى مين الحاج خميس

 

ده ....!  والدك...!

 

تنفى وهى تطلق زفير حار قائله :

 

لاء ..

 

يقترب منها خطوه أخرى ويزيد إبتسامته

 

يقول : على فكره ممكن حضرتك

 

تبقى عضوه معايا فى الرابطه ..

 

وساعتها ه..

 

تقاطعه قائله وهى تشعر بأن الشخص الذى

 

جاء بسلاحه يهددها اهون من ذلك الشاب

 

السخيف والممل لتقول فى عصبيه

 

وهى تجذب باب الشقه

 













 : بعد إذنك انا تعبنانه

 

ومحتاجه انام..

 

وأغلقت الباب فى وجهه وفمه مفتوح

 

يهم يقول شىء ماء ...

 

أوقفه رد الباب فى وجهه ...

 

وعندما دارت قسمت لم تجد ذلك الرجل

 

داخل شقتها لقد اختفى ..

 

اختفى تماماً بلا أدنى أثر

 

دون أن تعرف من يكون ...!

 

ولماذا فعل ذلك معها ...!

 

 

 

**********

 

اليوم التالى

 

السابعه ونصف مساءاً..

 

طرقات على باب منزل الحاج

 

حسن أمين ..

 

يقترب معتز ويقوم بفتح فبل أن يتراجع

 

وهو يشاهد أمامه صلاح محمود

 

الذى يبتسم يقول : ازيك يا استاذ معتز ...؟

 

الحاج حسن موجود ..؟

 

أومأ معتز برأسه وهو يدعوه للدخول ...

 

ليخطوا صلاح ويجلس ..

 

 وبعد دقيقتين بالضبط

 

كان الحاج حسن يدخل ويصافحه فى

 

حراره وترحاب وصلاح يبتسم

 

ويجلس بالقرب منه  وهو يقول :

 

مبروك يا حاج على جواز الاستاذه

 

قسمت

 

الحاج حسن متلعثما فى ارتباك

 

 : الله... يبارك فيك

 

يا صلاح.... يابنى ...معلش كل شىء

 

قسمه ونصيب ..

 

هز صلاح رأسه فعلاً : عندك حق

 

ياحاج حسن محدش عارف نصيبه

 

فين ..؟

 

طبعاً انته بتسأل نفسك دلوقت عن سبب

 

زيارتى الغريبه ...!

 

ينفى الحاج حسن :  لاء يابنى عيب ..

 

انته تشرفنى فى اى وقت ...

 

انته زيك زى ولادى تمام...

 

حسن فى ثقه يقول :

 

عشان كده أنا عايز اتشرف

 

بأنى اكون فعلاً واحد منكم ..

 

من العيله ..

 

عقد الحاج حسن حاجبيه فى حيره

 

شديده من حديث صلاح الذى

 

رفع رأسه وإزاح خجله وقال :

 

انا جاى وطالب القرب منك ياحاج..

 

أصابت جملته دهشة الحاج حسن

 

الى أقصى حد وهو ينفى

 

برأسه : تطلب القرب منى ازاى يابنى ..!

 

قسمت اتجوزت خلاص  ..!

 

ينفى صلاح : لاء

 

انا يشرفنى يا حاج اطلب

 

ايد الانسه نعيمه اختها ...

 

وقعت كلمات صلاح فوق  رؤوس كل من فى البيت كالصاعقه ..

 

وهم لا يصدقون ما يحدث ...

 

وما سمعوه ....

 

حتى نعيمه الجالسه فوق مقعدها

 

.المتحرك عن قرب من الحجره ..

 

سمعت ما دار بينهم ..

 

ولم تصدق ما سمعته ..

 

وظلت تنفى برأسها فى ذهول ...

 

ذهول رهيب ....

إضغط هنا الجزء 9

 

جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب


    إضغط هنا الجزء35

   إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضغط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39


إضغط هنا الجزء 40


إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50 والأخير 

قصص قصيرة  

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات