رواية
أحزان قسمت
الجزء 21
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
تقترب قسمت بخطوات هادئه نحو
تلك السياره الواقفه على ناصية الجامعه
إنها تعرفها تماماً..
وتعرف صاحبها ..
فتحت بابها وجلست فى المقعد المجاور له
بوجه جاد وحازم تقول :
اقدر افهم جيت ليه تانى هنا ...؟
خالد بكل هدوء : كان لازم اقابلك ..
وأتكلم معاكى ...
قسمت بصوت قوى وجاد :
يا استاذ خالد
مش هقدر أنكر جميلك معايا ..
ووقوفك جمبى ..
كل ده فوق راسى ...
واتمنى اقدر فى يوم ارد لك ده ...
لكن غير كده ارجوك بلاش تتمادى
فى محاولة إنك تتقرب منى ..
خالد فى دهشه :
انا من بعد ما سمعت
قصتك مكنتش متخيل إنك تختارى
خميس للمره التانيه ..
انتى جيت لك الفرصه تسيببه ...
تدور قسمت برأسها نحوه
وبعد ما أسيبه ...
إيه اللى هيحصل ..
خالد هتاخدى حقك ..
وفلوسك ..
وتقدرى بعدها تكملى دراستك ..
وتتفرغى ليها ...
خميس ده زى التعبان ..
ومش مضمون ..
وممكن ...
تقاطعه قسمت بإشاره من يديها
:
استاذ خالد ...
الموضوع خلص ..
انا رسمياً معايا اكتر من نص ثروته ..
وهو من يوم اللى حصل
أصبحت علاقته معايا محدوده ...
و بارده وهاديه ..
ومتجنب يحتك بيه ..
وده اللى انا عايزها ...
كنت حابه اتخلص من الطفل لكن الطبيب
للأسف أكد لى صعوبة ده ...
ووضع الحمل بتاعى يجبرنى
إنى اكمل ...
ينفى خالد برأسه :
سامحينى لو قولت
لك إختيارك غلط ...
ترفع قسمت اصبعها فى وجهه
صوب أنفه :
هو ده اللى مش عايزه اسمعه ..
مش عايزه اسمعه من أى حد ..
خصوصاً اسرتى ..
مش عايزه حد يشمت فيه ...
لازم افضل للنهايه اخترت صح ..
ينفى خالد برأسه مرة أخرى
: تفكيرك غريب اوى يا قسمت ..
قسمت اقدر اعرف انته مهتم
بيه اوى ليه ..؟
مش غريبه مطرب كبيرك ومشهور
زيك عمال بيطارد ست متجوزه ..!
انته ليه مصمم عليه أنا...؟
خالد فى إرتباك :
مش هقدر أنكر
إنى مشدود ليكى ..
ومهتم بحكايتك ..
وكتير سألت نفسي السبب ..
لكن مقدرش اعرف صدقينى ..
إحساس اول مره أحسه فى حياتى ..
فى وجودك انتى بس ..
قسمت فى تعجب : استاذ خالد ..
يشيح خالد بيده فى وجهها :
ممكن بلاش
كلمة استاذ خالد ..
تتنهد قسمت :
ياريت تبعد عنى يا استاذ خالد
ارجوك اطلع من حياتى ..
انته شخص مشهور وحاوليك
عشرات المعجبين ...
إعجابك بيه هيروح ويزول
لو فكرت تنسانى ..
وتبعد عنى ..
وتسيبنى فى حالى...
خالد : ولو قولت لك إنى فعلا معجب
بيكى جدا وتصورت إنك فاهمه كده ...!
وحاسه ..!
تنفى قسمت : للأسف يا خالد
انا مفيش فى قلبى اى مشاعر ليك
غير كل إحترام للى عملته معايا ...
لكن انته مش فى دماغى ..
ولا هتكون ..
انا عمرى ما افكر اربط حياتى بشخص
عنده مئات المعجبات ...
اكيد هيضعف مره واتنين ..
اللى زيك صعب يكون له مشاعر
تجاه واحده بس فى ظل كل
المعجبات دى حاوليه ..
ينفى خالد :
لاء طبعاً القلب ميقدرش
يحب ولا يختار غير واحده ..
تضحك قسمت ساخره :
الكلام ده تقوله فى الاغانى بتاعتك ...
يسود الصمت والوجوم بينهم ..
ثم عادت تتنهد قسمت :
ياريت نقفل قصتنا
لحد كده ..
وارجوك لو فعلاً بتعذنى ؟
مش عايزه اشوفك أو اقابلك تانى ...
أبعد عنى ... وعن طريقى ...
وارتجلت بعدها من سيارته ..
وهو شارد الذهن ..
يشعر بطعنه قويه فى منتصف قلبه ..
طعنه مزقته أشلاء ..
طعنه بيديها ..
لم يكن يتخيلها ....
*******
فى إجتماع عائلى ضم الحاج حسن وأولاده
مراد ومحمد ومعتز والام وقسمت ..
التى كانت تبدو فى غاية الأناقة
والجمال
وترتدى فستان اسود يبرز سحر جمالها ..
تجلس فى منتصف الحجره تقول بصوت
جاد ونبرات واثقه : عشان كده أنا
ناويت اعمل مشروع ...
ابوها فى تعجب : مشروع ..!
مشروع إيه...!
مش لما تخلصى الكليه ...!
قسمت : المشروع ده هعمله لأخواتى
هنا فى المنطقه ..
محمد : لكن انتى لحد دلوقت مفهمتناش
ازاى خميس الشرس بكل الجبروت والشر
اللى فيه ده فى لمح البصر
اتغير ميه وتمانين درجه ....!
بقى حمل وديع ..!
وكتب لك اكتر من نص ثروته ..!
مش شايفه الموضوع مريب ..!
تنفجر قسمت ضاحكه :
الحب يابنى ...
بيعمل المعجزات ...
خلاه لما شافنى
خلاص هروح منه وهطلق اتجنن
ومستحملش ...
وعادت تلتفت إلى مراد مبتسمه :
كمان مكالمة مراد كان ليها عامل السحر
عليه ...
أثرت فيه جدا ..
يشعر مراد بالفخر والسعاده وهو يقول
فى تباهى وزهو :
مكنش قدامى بديل غير
إنى اتتدخل لإنقاذ الموقف ..
بأسلوبى ...وحكمتى ...
يبتسم محمد ساخراً :
عايز تفهمني
إن مكالمتك انته تأثر فى
واحد زي ده ..!!
تقاطع قسمت نقاشهم بصوت حاد :
ياجماعه مش مهم
انا رجعت ازاى أو
ازاى اخدت حقى منه ...
المهم انا عايزه استثمر الفلوس
فى مشروع ..
منه أشغل الفلوس ومنه تشتغلوا فيه ..
ونعمل ارباح تصلح دخلكم ...
إيه رايكم ..
يغمغم مراد :
هيه فكره جهنميه وحلوه ..
عشان كده انا عندى فكرة مشروع
متخطرش على بال حد وتعمل ارباح
مؤكده
تنتبه له قسمت وهي تقول :
هيه إيه ...؟
مراد فى ثقه :
محل أجهزة بلايستيشن ...
مربح اوى ..
تنفى قسمت : لاء مش حلو ..
مش اللون المفضل ليه ....
عايزه مشروع احسن من كده ...
معتز فى ثقه :
يبقى نعمل مكتب سفريات ورحلات ...
ويكون..
تقاطعه قسمت :
لاء كده هنروح فى سكه
بعيده جداً..
مش بتاعتنا ...
وعادت تلتفت إلى محمد أخيها تقول
: ساكت ليه يا محمد ...
مفيش عندك افكار ..
يسند محمد رأسه على راحت يديها
قائلا : مش عارف ليه
حاسس
إنك جايه والمشروع
فى دماغك ...
بس سايبه اخواتك تحلم وتفكر ...
ضحكت قسمت بصوت مرتفع :
صح. ..
فعلا يامحمد دماغك حلوه ...
انا جايه وفى دماغى
مشىروع مضمون ومربح جدا ..
عقد محمد ساعديه أمام صدره
: طب كنتى قوليه من البدايه
قسمت تتبادل النظرات بينهم جميعاً
ثم قالت بهدوء : مطبعه ...
يتراجع محمد والجميع فى صدمه
وهى تكمل : إيه مالكم ...؟
محمد فى سخط :
بس انتى عارفه إن مشروع زى
ده ممكن يكون له تأثير كبير على مطبعة
صلاح ونعيمه ...
دا لسه يدوب بيعملوا فيها توسع ...
وبيقفوا على رجليهم ...
بعد كفاح طويل ...
دول نحو فى الصخر ..
يقاطع ابوها الحديث :
يعنى انتى
سيبتى كل المشاريع اللى فى الدنيا
كلها وجايه على مشروع
اختك وجوزها ...!
اللى بيكافحوا وبيبنوه طوبه ...
طوبه ..!
قسمت فى غضب :
افتكر إنى مش هعمل حاجه غلط ..!
يطلق محمد زفير :
على كل حال انتى
حره لكن أنا مش معاكى .
تتسع عين قسمت فى صدمه
تقول فى ضجر :
اقدر افهم ليه ...؟
محمد :
اولا لانه قرارا واختيار غلط ..
مينفعش تزاحمى اختك
وجوزها فى اكل عيشهم ..
قسمت فى عناد وتكابر :
انا مبعملش حاجه غلط ...
يشير محمد بيده نحوها
: لاء بتعملى ..
ودماغك فيها حاجه
أنا مش قادر افسرها..!
ثانيا صلاح ونعمه كلمونى من يومين
وعرضوا عليه
اشتغل معاهم فى المطبعه وانا وافقت ..
تقترب منه قسمت وقد اتسعت حدقت
عينيها تقول :
لكن أنا محتاجلك
جنمبى فى المشروع بتاعى ...
ينفى محمد : للأسف مش هقدر
تقترب قسمت أكثر :
حتى لو ضاعفت
لك المرتب بتاعك تلات مرات عن اللى
هتدهولك نعيمه وصلاح
من غير ما اعرفه ...؟
ينفى محمد وهو يبتعد عن الحجره
حتى لو كان عشر مرات انا اديتهم كلمه
وانصرف محمد تاركا قسمت تشتعل
غضبا قبل أن يتبعه ابوها وهو يقول
من الاحسن تركزى فى مستقبلك
وفى حلمك إيه نسيتى يا دكتوره ..؟
وغادر ابوها ومعه امها التى لم تنبس بكلمه
إلى حجرته ...
ولم يبق لها سوى مراد ومعتز ..
ليقول معتز : أحنا معاكى يا قسمت
شوفى ناويه على إيه ...
وهنعمله...
قسمت بصوت حاد وحازم وقوى
تنظر ناحية النافذه المفتوحه تقول
: اولا عايزه مكان كبير ضعف مكان
مطبعة
صلاح ونعيمه ..
ومالت برأسها تكمل :
وقريب منهم جدا...
مراد بهدوء : اعتبريه موجود ..
قسمت :
ثانيا انا هزود المطبعه بالآت حديثه
مبتكره ...
هتنجز الوقت والشغل وترفع كفائته ..
وبأسعار أقل من أى مطبعه تانيه ..
معتز فى صدمه يتلعثم فى الحديث
قائلا : ياه دى ... دى بدايه قويه اوى ...
مكنتش متخيلها ...
دى حرب ...
قسمت : انا معايا فلوس كتير ..
كتير اوى ..
عايزه فى خلال شهر مع حمله اعلانيه
ناكل السوق ...
ونبقى اكبر مطبعه فى مصر ...
اومأ مراد برأسه : هيحصل ...
قسمت بصوت يسكنه الشر تقول
: مش عايزه مطبعة صلاح
ولا نعيمه يكون ليها أى وجود ...
اى أثر ..
عايزها تقفل خالص ..
مراد فى تعجب شديد :
ازاى مش فاهم ...!!
وبدأت قسمت تخبرهم بفكرتها ...
وشعر مراد ومعتز للمره الاولى فى حياتهم
بالخوف من صوت قسمت ..
وكأن شيطانه سكنت جسدها ...
وتتحدث بدلاً منها ..
فلم تكن يوماً بمثل هذا الغل ..
وهذا الشر ...
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق