رواية
أحزان قسمت
الجزء 45
تأليف محمد أبو النجا
تتجمد قسمت في مكانها
وقد إتسعت عينيها وهي
لا تصدق ما تراه ...
فقد كان امامها فراش صغير
ِيرقد فوقه اخر شخص كانت
ممكن أن تتوقع رؤيته..
حماده ...
حماده سكر ...
الذي كانت ملامحه هزيله
وشاحبه ويائسه...
أشارت بيديها نحوه وهي تقول
لخالد فى صدمه :
مش ممكن..!
ده خالد سكر..!
انت جبته هنا ازاي..؟
يبتسم خالد : حبيت اوفر
وقت ومجهود بدل ما اروح
له بنفسي قولت اجيبه هنا ..
وكمان عشان اضمن حمايتك
تعود قسمت بالنظر الى
حماده ثم تقول : بس واضح
فعلاً انه تعبان ومرهق ..
ويجوز يكون في خطر على
حياته بوجوده هنا ..
ينفى خالد بيده :
المهم عندي ان ما يكونش
في خطر عليكى انتى..
لكن هو أو غيره مش مهم...
قسمت فى حيره :
هو نايم ولا ايه..؟
خالد : هصحيه دلوقت
تعقد قسمت حاجبيها
فى تعجب : هو انت جبته
ليه وازاى ..؟
خالد : ما انا قلت لك
عشان اضمن سكوته..
ومع نهايه حروفه كان
حماده سكر يفتح عينيه بصعوبه
وينظر لهم في خوف شديد
وهو يقول بكلمات مرتجفه :
انت جبتوني هنا ازاي..؟
وعايزين مني ايه ...؟
خالد بصوت حاد يقول :
عشان نعرف منك
كل حاجه...
نعرف ايه الحكايه بالضبط...
حماده السكر بصوت هزيل :
انا ما عنديش حاجه اقولها .
ينفى خالد : لاء...
عندك كتير ...
وانا عايز اعرف كل حاجه بالتفصيل
حماده
: عايز تعرف ايه بالضبط..؟
خالد : عايز اعرف اولًا
انت عملته كده ليه في قسمت..؟
انت وخميس الحقير ..
ثانياً عايز اعرف مكان ابنها ..
وقدامك حل من الاثنين ..
يا تجاوبني بكل صراحه .
يا هتفضل هنا لحد ما تموت...
حماده فى صوت ضعيف :
بس انا تعبان ...
تعبان فعلاً قوي ...
انا حاسس اني بموت..
والجرح بيألمني...
انت ازاي جبتني هنا
من المستشفى ...!
يضحك خالد :
مش صعب عليا اوصل لك
او أخلي رجالتي تجيبك هنا
وما تضيعش وقت بقى لو عايز
تنفد بجلدك وتنقذ نفسك ...
لازم تتكلم
وبسرعه ...
وتقول كل حاجه
والا هتموت هنا ...
حماده في تعب وارهاق
شديد وواضح يقول :
خميس كان طماع
وما كانش بيشبع من الحرام..
اختي مديحه تعبت معاه
واتعذبت كتير ..
شافت اسوء ايام حياتها
في جوازها منه...
لحد ما ابناه مات بسبب
اهماله ساعتها الدنيا ضلمت
فى وشها وجالها حاله عصبيه
وكانت بتتعالج لفتره
وأصبح
من الصعب السيطره
عليها لكن بعد ما تحسنت
بدات تفكر
وتعيد حساباتها ..
وتفكر ازاي تنتقم من خميس اللي
ساعتها
كان اتجوز من قسمت
واصبح الانتقام ضروري من
الاثنين...
قسمت وخميس...
قسمت في حسره :
وأنا علاقتى ايه عشان
تنتقم مني..؟
حماده : عشان خميس خد كتير
من فلوسها وخافت انك تاخدي كل
حاجه عشان كده حبيت تنتقم منكم
و قدرت توصل لورق خطير يدين خميس
ويحبسه وبدأت تهدده وبدأ يخاف
ويسمع كلامها وينفذه
لكنه رفض يطلقك
وبدأت تستخدمنى في اني اساعدها
لكن للأسف اني
اقول لك واعترفلك
بكل صراحه اني حبيتك..
حبيتك فعلاً ..
تتراجع قسمت من حديثه الذى
كان من الواضح عليه الصدقه
وهو يكمل : واتمنيت تكوني ليا
وكنت عارف ان ده امر صعب ومستحيل..
مديحه طلبت مني اني اقتلك لكني
رفضت
وقلت لها ان ما لكيش ذنب
قالت طالما خميس مش عايز يطلقها
لازم نحاول نجننها
ونخلص منها هي وابنها
قسمت في دهشه : لكن خميس كان
بيساعدكم..
هو ده مش امر غريب ..!
انا شفته قدام عينيا بيقتلك
ورماك من فوق الجبل
ينفى حماده : محصلش ..
انا فهمت خميس ان مديحه
عايزه تقتل قسمت ...
ولازم يكسب وقت في انه
يسمع كلامي
ونحاول فعلا نجننك
ونفذ تعليمات مديحه ...
بحيث ان مديحه ما تحاولش
تقتلك ...
خالد في تعجب شديد :
تفكير غريب...!
ومجنون ...
حماده :
انا كنت حاسس ان خميس
بيحب قسمت ...
لكن مش عارف يتصرف ازاي
قصاد جنون مديحه...
كان بينفذ كل كلامها بالحرف
وكل اللي عملناه كان تخاريف
مش حقيقه...
وكان خدعه ولا هو قتلني
ولا رماني من فوق جبل ...
كله لعب فى لعب ...
عشان يرضي مديحه ..
وينفذ طلباتها
عشان ما تسلمش الورق اللي ضده..
ويتسجن بسببه
...
لحد ما يشوف طريقه للخروج من الورطه
دى...
وطبعا كان بيدور في نفس
الوقت على ابنه ياسر
اللي هرب من السجن وعايز يقتل
قسمت ويوصل لها ...
لكن للاسف ياسر قتل ابوها
بدلها ..
خالد : وابن قسمت من كل ده
فين...؟
مين اللى خطفه ...؟
ينفي حماده برأسه :
ما اعرفش ...
خالد في غضب :
يعني ايه ما تعرفش...!
اكيد اللي عمل كده انتم برده..
مفيش غيركم من مصلحته
يأذى قسمت...
مط حماده شفتيه :
يجوز اختى مديحه اللي خدته...
جايز ..
معرفش ..
خالد في صوت حاد منفعل
وعصبى :
امال بتقول لي ما تعرفش..؟
لاء أنته عارف كويس ...
لكن مش عايز تقول ...
حماده انا فعلاً ما اعرفش ...
وكمان معرفش مديحه اختي
راحت فين ..
يجوز بعد ما خدت الطفل اختفت ..
قسمت فى حيرة :
بس انت قلت انها انتحرت..!
وماتت ...!
حماده : طبعا كدبت عليكى ..
انا قلت كده عشان ما تفكريش
فيها ثاني..
وابعد عقلك عنها..
وعاد بصوت أشبه بالبكاء :
صدقونى دى الحقيقه...
انا ما اكدبتش عليكم ...
وارجوك رجعني المستشفى..
انا حاسس بالم شديد..
وتعب ومش قادر اخذ نفسي..
خالد في غضب :
مش هترجع قبل ما توصلنا لاختك..
والابن قسمت...
حماده فى توسل :
صدقني انا قلت كل اللي عندي
ما فيش حاجه ثانيه أقولها..
يغمغم خالد : تمام ..
انا هسيبك تفكر شويه
وبعدها هرجع لك
حماده فى هلع : ممكن ترجع ما
تلاقينيش...
انا حاسس اني بموت ...
ارجوك انقذني...
تنظر قسمت في شفقه له
وهي تقول : واضح جداً
يا خالد انه تعبان من صوته
وشكله ...
ابتسم خالد ساخراً :
انت بتصدقي الاشكال الكدابه دى ...
بتصدقي انه فعلا تعبان وهيموت
قسمت : متنساش إنها كان بين الحياة
والموت فى المستشفى ...
ينفى خالد : ده عايز يهرب ...
لكن انا مش هسيبه غير لما
يعترف واعرف منه طريق ابنك..
تعود قسمت للنظر إلى حماده
وهى تقول فى قلق : طب ورحاب
صاحبتى مصيرها إيه ..؟
إيه اللى حصل لها ..؟
ينفى حماده : صدقينى
معرفش عنها أى حاجه ..
صدقنى أنا قولت كل اللى أعرفه
والمفروض اللى يكون مكانى
هنا وتسألوه هو خميس
مش أنا..
يبتسم خالد ساخراً :
ده اللى بيحصل فعلاً من إمبارح
ورجالتى قالبين عليه الدنيا ..
وهيكون هنا جمبك النهارده
إن شاء الله..
حماده فى صوت ونبره ضعيفه :
أنا... أنا ... مش قادر أخد نفسي..
يشير نحوه خالد بلهجه عنيف
: أنا مش هكرر الكلام مرتين ..
اللي عملتوه فى قسمت مش
قليل ..
أبنها يرجع لحضنها هتعيش..
لكن طول ما هو بعيد عنها انسي
وأشار بيده نحو الخارج :
فى واحد هيكون هنا على باب
الأوضه
لو افتكرت حاجه وعايز تقولها أو
تصارحنى بيها بلغه ..
وفكر فى كلامى كويس ..
ثم دار بجسده وهو يشير
إلى قسمت : يالا بينا ...
عشان نسيبه يفكر .
تتبعه قسمت حتى عادوا
إلى حديقة الفيلا
لتقول قسمت فى خوف
: أنا خايفه أوى ياخالد ..
حالة حماده سكر خطره فعلاً
وممكن يموت ..
يضحك خالد فى سخريه :
إيه خايفه عليه ..؟
تنفى قسمت : مش عايزه أكون
سبب فى موت حد ..أى حد ..
خالد : بعد كل اللى عمله ..!
أومأت قسمت برأسها : أيوه
هحس بالذنب..
أرجوك يا خالد بلاش ...
بلاش يموت ..
خالد بصوت حاد :هو انتى
مش عايزه ابنك يرجعلك ..
تتنهد قسمت وهى تهمس :
ايوه ..
يشيح خالد بيده : خلاص
يبقى سيبينى اتصرف ..
حماده سكر ده تعبان ولائيم ..
وأنا أعرف اكتر منك اتعامل
مع الأشكال دى كويس ..
حتى لو مات فى ستين داهيه ..
واتسعت عين قسمت فى
تعجب فقد كانت ما تراه أمامها
هو شخص آخر
لم تعرفه ولم تراه من قبل ..
فجأة يضرب مسامعها ذلك الصوت
الذى يهتف بإسمها فى قوة
قسمت ..
تدور قسمت ناحيته
وتتراجع فى صدمه شديده
وهى ترى أمامها آخر شخص
تتوقع رؤيته ...
أخيها محمد ..
قد جاء فجأة وهو ينظر ِ
إليها بأعين تحمل ال
كل الغضب...
وكل الشر ...
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق