رواية أحزان
قسمت
الجزء 39
تأليف الكاتب
محمد أبو النجا
تأليف الكاتب
محمد أبو النجا
الملثم الى صدر قسمت ٬ كان أبوها يندفع
ويقبض على يديه ويسقطا معاً ارضًا ..
ويحاول في
استماته الدفاع عن ابنتها ..
حتى قامت قسمت
بالصراخ ومحاوله الاستغاثه
بأى شخص ...
لكن بلا جدوى
..
لقد أستطاع
سكين الرجل الوصل إلى صدر
أبيها ويسقطه
أرضًا ..
وينجح الملثم
فى الفرار ...
وأقدامه تضرب
بركة الدماء التى تتسع بشكل
سريع ومرعب
...
وتصرخ قسمت بكل فزع وجنون...
وهى تشاهد
هروب القاتل وعاجزه عن
فعل شىء ...
وبعد دقائق
معدوده كان حشد من الناس
يجتمع حول قسمت...
وابيها الملقى ارضًا كالجثه الهامده....
وبعد لحظات آخرى كانت سياره الاسعاف تصل
وتحمل جسد
ابيها الذي لا يتحرك ...
ودموع قسمت لا تتوقف وهى لا تدري
من ذلك المجهول ولماذا اراد قتلها...؟؟
لكن يبدو ان
الاحزان ما تزال تلاحقها ...
والآن جاء
اخوتها يسالونها عما حدث ....
لكنها لم تملك
اي اجابه ...
ولا تعرف ماذا
تقول لهم ...
او تصف ذلك
الشعور الرهيب المخيف الذي
اصاب قلبها ...
وظل الجميع
مترقب فى قلق يدعو الله
ان ينجو ابوهم
من تلك الازمه الصعبه
التي حدثت له .
وبعد ساعات كان فيها ابوهم يجلس داخل
حجره العنايه المركزه يصارع الموت ..
لم يرى أحد النوم ....
الجميع في صمت
....
وفي خوف وفي
ترقب....
فجاه تقع فوق رؤوسهم تلك الصدمه
المفزعه المؤلمه
وتلك الحسره الجديده
التي اصابت قلوبهم وهي خبر فقدان ابيهم ....
لقد مات
....أثر طعنة ذلك
القاتل المتسلل المجهول ...
لتصرخ قسمت وهي تشير لنفسها قائله
: انا
المقصوده مش هو....
انا اللى كنت المفروض اموت ....
مش بابا. . .
وتنهار وهي تسقط فاقده للوعي بين اخوتها ...
لتعيش حاله
طويله من الغيبوبه...
لا ترى فيها سوء الذكريات المؤلمه
والوجوه
الكثير التي تتذكرها...
و الكوابيس
المفزعه ...
لا تعلم كم من الوقت مر عليها
حتى افاقت...
كانت وحيده.... لا احد بجانبها....
لا تعلم هل ما حدث كان حقيقه
أم حلم.....
هل بالفعل مات
أبوها ....؟
هل بالفعل
فقدته هو الاخر بعد امها.. ؟
ولكن من ذلك الملثم الذي قتله...!
من ذلك المجهول الذي اراد قتلها...!
وتتساقط الدموع من عينيها
وهي لا تملك
منعها..
لقد كانت تعيش اسوء ايام حياتها ...
وقد انهارت
تمامًا..
وتشعر بالخوف الى اقصى حد..
لقد كان كابوس
حى تعيشه بالفعل...
حاولت التحريك لكن جسدها
لم تستطع..
كانت متعبه وتشعر بالالم ....
فجأة يقتحم
حجرتها ذلك الشاب
رفيع الجسد..بملابسه البيضاء التى تدل
على أنه من
الفريق الطبى فى المستشفى
و الذي ابتسم
وقال :
حمد لله على سلامتك ...
قسمت بصوت
خافت :
انا فين...؟
وايه اللي حصل...؟
الرجل بشفتيه المبتسمه :
ما تخافيش ..
انتى كويسه ٬ مجرد اغماء بسيط ..
قسمت في خوف
وتلعثم وارتباك :
هو بابا فعلاً مات...؟
لم يجيبها بها الشاب وظل ينظر لها
وهي تعيد
السؤال من جديد :
ارجوك قولى هو
فعلاً بابا مات...؟
هز رأسه وقال : أيوه ..
الباقيه في حياتك كلنا هنموت...
لتعود قسمت في البكاء بشده هستيري
وهي تقول :
انا عايز اشوف بابا.
أنا عايزه
اخواتي ...
يجيبها الشاب بهدوء :
ما تقلقيش...
كلهم موجودين ..
وأشار إلى
صدره : أنا الدكتور محمد عصمت ...
ما تقلقش
ثواني واقول لهم أنك فوقتى...
قسمت في صوت
ضعيف :
ممكن اقوم من السرير...
أنا عايزه اشوف بابا ......
هز الطبيب
رأسه : حاضر...
بس ارجوكى
اهدي وما تقلقيش..
ويغادر بعضها الطبيب...
وظلت هي تبكي....
تبكي بشده...
دون ان تمنع نفسها من التوقف
عن البكاء...
******
(ما ينفعش
تفضلى لوحدك في الشقه هنا)
نطق محمد
جملته امام اخته فسمت التي
قالت بصوتًا مهموم :
هعمل ايه يعني
..؟
هاروح فين..؟
محمد بصوت قوي :
اللي حاول
يقتلك ده ممكن يحاول
يقتلك مره ثاني...
وكفايه موت ابوكى علينا ...
مش ناقصين يحصل لك أى حاجه ...
مش حمل كارثه
تانيه ...
قسمت في حزن :
انا عايز اعرف
مين اللي كان عايز يقتلني..!
وكان عايز يقتلني ليه..!
انا عملت له ايه ..!
ينفي محمد برأسه
:
الله اعلم
يبقى مين ...!
وكان عايز
يقتلك ليه ...!
انا زيك
بالظبط مش فاهم ايه اللي حصل..
على كل حال لازم تاخدي بالك في نفسك
الفتره اللي جايه...
مراد بصوت
حزين يقول : ما فيش اخبار عن التحقيق ...؟
لسه ما قدرش
يوصل لحاجه..؟
ينفي محمد من جديد براسه :
للأسف لسه...
ما فيش اي خيط يقدر يوصلنا
للعامل كده لحد دلوقت ...
وعاد يحك
بأصابعه ذقنه :
بس اعتقد ان قسمت ممكن يبقى
عندها الاجابه
...
وممكن تقول
مين اعدائها...
ومين اللي ممكن يحاول يقتلها...
تتراجع فسمت في توتر وهي تقول :
محمد انت اكثر واحد عارفني كويس...
وعارف إن انا ماليش اعداء...
يشير محمد إليها قائلاً :
واللي حاول
يقتلك ده كان جاي
لك صدفه...!
او ده حرامي...؟
من الواضح أنه
متعمد يقتلك ...
الموضوع مش
محتاج تفكير ...
وأنتى لازم
تعيدي حساباتك ...
وتعرفي مين ده...
وكان عايز يقتلك ليه ....
أنتى من ساعه
لما خرجتى من البيت
واتجوزتي واحنا ما نعرفش عنك اي حاجه.
على كل حال اقفلي الباب فى غيابنا
كويس...
وانا من رأى إن لازم يكون فى أي حد
من اخواتك
ديمًا معاكي في الشقه هنا...
لحد ما نشوف حل ...
مراد فى صوتًا
خافت متردد يقول :
هو ممكن يكون
خميس هو اللي عمل كده ..؟
يطلق محمد
زفره حاره من صدره وهو يقول
: ما اعرفش...
وما اقدرش اجاوب...
وما اقدرش اتهم حد ...
وزي ما قلت
قسمت بس هي اللي
تقدر تعرف مين
اللي عمل كده....
مراد في حزن :
مين يصدق أن البيت اللى
كان كله
سعاده..
في خلال سنه واحده يفارق منه
ماما وبابا
ويموتوا ....
يتنهد محمد
وهو يقول : مراد....
يا ريت بلاش كلام في الموضوع ده ...
البقاء
لله....
ما تحاولش تقلب علينا المواجع ...
ويلا حاولوا
تناموا وترتاحوا....
قسمت بصوت خافت ضعيف :
هو معتز فين...؟
انا ما شفتوش ...! ولا حتى نعيمه
محمد : نعيمه
من ساعه لما عرفت
وهي في ازمه نفسيه وحشه....
المصايب من كل جانب حاوليها ....
كفايه المطبعه
اللي اتحرقت....
ربنايعوضها هي وجوزها صلاح ...
يسود بعدها صمت طويل وحزين ودموع تسكن
القلوب والاعين...
*******
في اليوم
التالي...
ما يزال الحزن يخيم على الوجوه ...
وما يزال
الصمت هو المتحدث في المكان....
لا طعام ولا شيء سواء الهدوء الشديد
بين الاخوه
...
فجأه يقتحم
السكون طرقات باب المنزل ...
وكانت مفاجأه
لهم هي زياره نعيمه
اختهم وزوجها صلاح ...
لقد كان وجهها
شاحب و مهموم ....
تلقي السلام بصوت خافت ....
يقترب منها
مراد وهو يحاول الابتسامه...
قائلاً
: خلاص يا نعيمه ما بقاش لينا حد ...
تزداد دموع
نعيمه وهي تدفع بيديها
المقعد
المتحرك الى وسط الشقه ...
فى صمت ...
يقترب منها محمد وهو يضع يده على
كتفيها قائلاً :
طمنيني عليكى
يا نعيمه عامله إيه . ؟
نعيمه بصوت هادئ تقول بدموع متراقصه فى
عينيها وصوتها
: ما كنتش متخيله
أجى فى يوم البيت ما تلاقيش بابا ....
ومش مصدقه لحد
دلوقت اللي حصل....
مراد في صوت مهتز :
ولا حد فينا
مصدق اللي حصل.
كلنا فى غفله لينا نفسنا جوه كابوس ....
وعايشين لسه
فيه.
تمسح نعيمه براحت يديها دموعها :
وما عرفتوش
مين اللي عمل كده....؟
ينفي محمد
برأسه : للأسف لاء. ..
ما عرفناش لحد
دلوقت ....
نعيمه : بس
اللي عمل كده كان واضح
أنه يقصد يقتل
قسمت.....
مش بابا....
هزت قسمت رأسها قائله :
فعلاً ...
اللي عمل كده
كان عايز يقتلني انا...
وللأسف بابا فدانى بنفسه ...
وراح مكاني
....
وانا مش هسامح
نفسي طول عمرى ..
ومش هنسى اللي
حصل أبدًا ...
يا ريتني رحت بداله ..
يا ريتني
مت.
يا ريتنى مت مكانه ...
وانهارت تبكى
وتدفن وجهها فى راحت يديها .
تتنهد نعيمه
وهي تقول فى تجاهل بدموعها
: انا ما كنتش متخيله ان ممكن في يوم
حد يفكر يقتل
الملاك البريء قسمت...
هز محمد رأسه
قائلاً : فعلاً كانت مفاجأه
كمان بالنسبه
لي....
يعقد مراد ساعديها أمام صدره :
مش يمكن يكون
حرامى ..
ينفى محمد لاء
طبعاً حراميه إيه...
ده واضح اني
جاي يقتل...
الحرامى ما يعملش كده ...
وبعدين ده
ملثم وماسك سكينه ....
وداخل أوضة
قسمت ...
يعنى ..
وعهد وعاد
للصمت لحظات ثم قال :
يعني عارف
اوضة قسمت...
دي مش حاجه غريبه...
وتحدث صلاح
بصوت هادئ يقول :
واهم حاجه هو
دخل الشقه ازاي...!
فجأة يصدر في
مكان صوت جديد ..
صوت يقول :
(انا اقول لكم
دخل الشقه ازاي..!)
ويلتفت الجميع الى مصدر الصوت
ليجدوا أمامهم خالد ثروت....
المطرب الشهير ...
الذي ابتسم
واقترب من قسمت
وقال : انا هاقول لكم مين اللي حاول
يقتلك قسمت..
وكانت مفاجأة
صادمه ورهيبه
للجميع ...
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق