رواية
أحزان قسمت
الجزء 33
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
بعد تحقيق
طويل عادت قسمت
إلى شقتها وهى
فى حالة بكاء
مستمر ...
لقد فقدت
ولدها ..
لقد استولى
عليه إثنان ملثمان
أمام أعينها
...
أخذوه من بين
بين يديها ..
ومن حضنها ..
دون أن تفعل
أى شىء ..
وهى عاجزة عن
منعهم ...
خميس يجلس إلى
جوارها
شارد الذهن ..
متجهم الوجه
...
تقترب قسمت
منه قائله :
واضح إن اللى
عمل كده
وحرق قلبك
وقلبى بينتقم ...
رفع خميس رأسه
نحوها يردد
وقد قطب
حاجبيه قائلاً
: بينتقم ..!
أومأت قسمت
برأسها : أيوه
بينتقم منك ..
واحد من
اعداءك ...
وانتى عارف
اعدائك كتير ...
والآه نسيت ..
فاكر لما
ضربوا عليك بالنار
يوم فرحنا ..؟
ولحد دلوقت
معرفتش مين ..
ساد الصمت
بينهم برهة
وهى تكمل فى
إنفعال :
انا عايزه
ابنى ياخميس ..
خميس فى حزن :
وانا اجيبهولك
منين ...؟
ما انتى شوفتى
بعنيكى
كانوا ملثمين
..
ومش باين لهم
ملامح ..
تميل قسمت
برأسها قليلاً نحوه :
ايوه لكن انته
عارفهم ..
خميس فى غضب
حاد
يطلق كلماته
منفعل :
بقولك إيه أنا
مش ناقصك ..
لو كنت اعرفهم
كنت بلغت عنهم ...
لكن دول
غامضين ...
ومجهولين...!
قسمت : فكر يا
خميس شوف
مين اللى له
مصلحه يحرق قلبك
على ابنك ...!
واكيد هتلاقى
إجابة السؤال ده ..
قبل ما يضيع
ابنك ..
خميس فى حيره
:
ممكن يطلبوا
فلوس ...
قسمت فى سرعة
تجيب :
ياريت يعملوا
كده ..
ياريت يكون ده
هدفهم ...
خميس : اكيد
هيحاولوا يتصلوا بيه ..
قسمت فى قلق
وخوف :
نفذ كل
طلباتهم ...
اعمل اللى هما
عايزينه ..
المهم ابنى
يرجع لحضنى ...
تنهد خميس :
هيرجع ..
هيرجع بأى تمن
...
ولكن قلبه لم
يكن مطمئن...
***********
( وانتى
صدقتيها ...! )
نطق محمد
جملته فى تعجب أمام
أخته تعيمه
التى أطلقت زفره حاره من
صدرها وقالت :
مش عارفه ...!
أسلوبها كان
صادق فعلاً..
انا عارفه
قسمت كويس ..
ولو كانت
بتكدب كنت اول واحده
هتعرف ..
وهتحس..
يبتسم محمد
ساخراً وهو يغمغم
ويضرب بأصابعه
شفيتيه :
لكن أنا بقى
مش مصدق ...
ومتأكد إن
قسمت اللى حرقت
المطبعه ...
أو حد تابعها
هيه اللى أمرته
يعمل كده
نعيمه فى حيره
تمتم :
لكن فعلاً هيه
هتستفيد إيه
بحرق المطبعه ...!
محمد فى سخريه
مستمره :
اكيد عشان
تمحى وجودنا ...
ومنفكرش فى
المشروع تانى ...
تنفى نعيمه
بيدها :
كانت حرقت المطبعه من البدايه
ولا عملت
واحده ونافستنا..
يعنى بعد ما
المطبعه بتاعتها
احتلت السوق
..
واحنا خلاص
حالنا وقف ومبقاش
لينا أى دور
أو أى خطوره
..
أو حتى نشاط
..
تحرق المطبعه
...!
أمر مستبعد
...
واخذت تنفى
برأسها : لاء ..
لاء يامحمد ..
مش قسمت ...
انا بدأت
اقتنع بنسبه مليون فى
الميه ..
قسمت ملهاش
علاقه بالموضوع
تماماً..
واتفاجأت بإنى
بتهمها..
فجأة ساد
الصمت ..
واتسعت عين
نعيمه وكأنها انتبهت
إلى شىء
ليميل محمد
نحوها يهمس :
مالك ..؟
سكتى فجأة..!
نعيمه أنا
تقريبا فهمت ..
اللى عمل كده
كان غرضه إيه ...
محمد فى تعجب
:
إيه ...؟
نعيمه : يوقع
بينى وبين قسمت ..
يضحك محمد وهو
يقهقه :
ياسلام على
الإستنتاج ...
نعيمه : صدقنى
يا محمد
اللى عمل كده
كان عايز يأكد
فكرة العداوة
اللى بينا ..
كان بينفخ فى
النار ..
استغل حالة
الشحن والغل..
وحب يزيد
الطين بله ...
ينفى محمد
بيده :
تفسير بعيد
جدا يا نعيمه..
معتقدتش إن
فيه حد هيستفيد
من التوقيع
بينكم ...
مطت نعيمه
شفتيها :
الإجابه عند
الشخص ده يا محمد ..
مين الشخص
المجهول ده ...؟
مين اللى حرق
المطبعه عشان
يخلينا نتهم
قسمت ..!
وإيه مصلحته
...؟
وعادت من جديد
للصمت
ثم نظرت نحوه
بنظرات حاده
وجادة وقالت :
لكن لازم
اعرفه ...
لازم ...
***********
بعد ثلاث ايام
توقفت اقدام
قسمت أمام فيلا
انيقه ..
أخذت تتطلع
لها تحت سماء شمس
محرقه..
وشعرت بإعياء
شديد ..
لكنها استمرت
فى السير
حتى توقفت
امام بوابه حديديه ضخمه
عليها حراسه
مشددة ..
وكتيبه من
رجال ضخام الجثه ..
اقتربت قسمت
فى توتر
وقبل أن تخطوة
خطوة أخرى
كان أحدهم
يستوقفها قائلاً :
رايحه فين يا
استاذه ..؟
تتلعثم قسمت
وهى تقول :
أنا...
أنا..عايزه ..
الرجل فى صوت
حاد :
عايزه إيه ..؟
قسمت فى
إرتباك لا تعلم مصدره
: عايزه اقابل
الاستاذ
خالد ثروت..
فى أمر ضرورى
...
كانت قسمت
تشعر بأنها فى حاجه
شديده لمساعدة
خالد
المطرب الشهير
..
الذى كاد أن
يقتل خميس يوماً من
أجلها ...
لقد شعرت
بالإحباط واليأس ..
ولم تجد بديل
سوى أن تطلب
مساعدته لها ..
لقد كان بمثابة طوق النجاة..
فجأة تنتفض مع صوت الرجل يقول
: استاذ خالد
مش موجود ...
ولو موجود
مفيش مقابلات ...
قسمت فى حزن :
انا كنت عايزه أقابله ضرورى ...
الرجل : انتى مين ...؟
قسمت فى توتر : أنا ..
أنا ...
عادت ترتبك وهى لا تجد إجابه ..
يتطلع لها الرجل ويتفرس ملامحها
قائلا : احسن لك متفكريش
تانى تقابليه ...
يخغق قلب قسمت وهى تقول
: ليه ...؟
الرجل : يعنى احنا بيجينلنا كل يوم
زيك كتير .
وأشار برأسه : انسي ..
مش بسهوله تقابليه .
وبعدين هو بره مصر ..
تتسع عين قسمت فى صدمه تردد
: بره مصر
..!
اومأ الرجل برأسه : ايوه
فى حفله فى فرنسا ...
وفى زيك
ملايين المعجبات
عايزين
يقابلوه ...
قسمت فجأة
تتبدل ملامحه بشكل
جاد تقول لاء
...
انا فيه معرفه
شخصية بينى وبينه ...
هو يعرفنى
كويس ...
كويس جداً...
وكان مدينى
ارقام تليفوناته لكن
مفيش حاجه
فيهم ردت ..
عشان كده جيت
له بنفسي ...
وعايزه اشوفوا
ضرورى ...
لو بس عرف ان
انا هنا ..
يقاطعها الرجل
: آسف ..
مش هقدر اعمل
لك حاجه للأسف ..
قسمت : بس حد
يوصله الرساله دى
قسمت سألت
عليك وعايزاك
ضرورى ...
غمغم الرجل
مبتسماً فى سخريه :
مش هقدر أوعدك
..
تنظر له قسمت
فى حزن
وهى تغادر فى
خطوات ثقيله ...
فى جو شديد
الحراره
تبحث عن سيارة
أجره ..
فجأة يعترض
طريقها تلك السياره
المسرعه
وصاحبها يضرب مكابح فى قوة..
ويطل من
نافذتها رجل يرتدى
نظاره شمسيه
ينزعها
وهو يبتسم
قائلاً :
تسمحيلى اوصلك ..؟
تتسع عين قسمت
وهى تتراجع
وتصرخ فى ذهول
ورعب
وصدمه لا حدود
لها ..
فلم يكن ذلك
الرجل سوى حماده
حماده سكر ...
الذى قتله
خميس ..

جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق