رواية
أحزان قسمت
الجزء 34
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
تجمدت قسمت فى
مكانها تنظر إلى
حماده سكر ..
وهى تتذكر
بسرعه تلك
الجريمه التى
أطلقت فيها رصاصتها
فى صدر حماده
سكر ..
لقد رأت
الدماء تنفجر ..
لقد رأت زوجها
خميس يلقى به
من فوق سفح
الجبل...
حتى يتأكد من
موته ..
ويتخلص من
الجثه ..
لقد قتلته هى
و زوجها ..
كيف عاد
للحياة من جديد ..!
انتفضت وهو
ينادى مرة أخرى :
اسمحيلى ارحمك
من الحر ده بتوصيله
سريعه...
ومجانيه..
ترفع قسمت
سبابتها فى وجهه
وهى تنفى فى
ذهول :
مش ممكن ..!
أنته لسه عايش
.. !
لسه مامتش. !
يضحك حماده :
للأسف ايوه ..
عمر الشقى
بقى..
تعالى بس
اركبى وانا هوضحاك كل
حاجه ..
وهشرحلك فى
الطريق ...
بس يالله
اركبى الجو حر عليكى ...
تقترب منه
قسمت وهى تتفحص
ملامحه وهو
يدفع باب سيارته
ويدعوها
للدخول قائلاً مبتسماً :
متخفيش يا
دكتوره ...
انا هفهمك كل
حاجه .
وهتعرفى انا
لسه عايش ازاى ..
دفع الفضول
الرهيب قسمت
للركوب فى
المقعد المجاور له ..
وهى تجلس فى
صمت وبصرها
شارد ..
تشعر
بالرجفه فى جسدها
وهو يأخذ
دوران بسيارته
ليخفق قلبها
تقول :
إنته رايح فين ..؟
حماده بهدوء
شديد :
هوضحلك السر ...
قسمت فى
إرتباك : سر إيه ..؟
حماده : السبب
فى إنى لسه
عايش ومامتش..
تأخذ قسمت نفساً عميقاً قائله
: انا عارفه
إنى غلطت ..
مكنش قصدى
أضربك بالنار ...
إنته اللى
أبتزتنى اولا
ثانيا حاولت
تتهجم عليه ..
وتعتدى عليه
...
وغضب عنى
الرصاصه طلعت ..
لكن ..
قاطعها حماده
بإشارة من يده :
ياسيتى انا مش
عايزك
تقولى أى حاجه
؟
أنا مسامحك ..
أنا عارف إنى
كنت غلطان ..
ووقح..
بس صدقينى أنا
عاتبت نفسي كتير
قولت ياواد
ياحماده
أنت اللى
غلطان ..
انته قذر
وتسحق الموت ...
ويزيد حماده
من سرعة سيارته
وتشعر قسمت
بالخوف وبالندم
على ركوبها
معه ..
لقد صعد بها
إلى سفح جبل المقطم
من جديد ..
حيث المكان
الذى أطلق فيه رصاصتها نحوه
يبتسم وهى
عاجزه عن فعل شىء
ليقول : مش
عايزك تخافى يا دكتوره
تبتلع قسمت
ريقها الجاف :
انته جبتنى
هنا ليه ..؟
يضحك حماده :
مش عايزه تعرفي
إيه اللى حصل
.
تطلق قسمت
زفره حاره قائله :
أيوه ...
تتبدل ملامح
حماده وتصبح عضلات
وجهه جاده
وهو يشير نحو
صدره :
كان إحساس
صعب اوى يا
دكتوره ...
صعب لما
ضربتنى بالنار ..
مكنتش مصدق
إنك اللى تقتلينى ...
قسمت : اظن
انا وضحت لك الموقف
وإن مكنش قصدى
...
حماده بأعين
ونظرات شريره :
والمفروض إنى
اسامحك مش كده ...؟
قسمت فى توتر
مستطرده :
أنا جيت معاك
ووثقت
فيك ...
بلاش تخلينى
اندم ...
أنا جيت عشان
اثبتلك إنى ندمانه على
اللى حصل ...
وفى نفس الوقت
سعيده
إنك لسه عايش وبخير ..
ده فى حد ذاته
هيشيل حمل من
على كتافى ..
فى كونى احس
بالذنب وتأنيب الضمير ..
يقهقه حماده
وهو يعود برأسه للوراء
: اسلوبك جميل
اوى.. يا دكتوره. .
لكن مسألتنيش
ازاى انا لسه
عايش بعد كل
اللى حصل ..؟
بعد ما
ضربتينى بالنار
وجوزك خميس
رمانى من فوق الجبل ..
يعنى أتقتلت
بطريقتين ...
أو مرتين زى
ما تحسبيها ...
تتنهد قسمت :
حقيقى لغز مش
قادره افسره
..
يبتسم حماده :
يعنى تفتكرى
نسبة نجاتى من
جريمه زى دى
كام فى الميه
..
قسمت تجيبه
بسرعه وبكلمه واحده
: صفر ..
أومأ برأسه
وهو يشير بيده نحوها
: صح ...
برافوا يا
دكتوره صفر ...
مستحيل حد
يعيش بعد القتل مرتين
بالشكل ده ...
قطبت قسمت
حاجبيها فى حيره
: مش فاهمه
...
رفع كتفه ومط
شفتيه فى وقت واحد
: الإجابه
واضحه يا دكتوره ..
وكشف فجأة
حماده عن صدره ..
ورفع ملابسه
..
لتتراجع قسمت
وهى ترى فى
منتصف صدره
ثقب وجرح رصاصتها
والدماء ما
تزال حوله ..
وهى يشير لها
قائلاً :
مستحيل حد
يعيش يا دكتوره ..
بعد كل ده ...
مستحيل ...
انا مت يا
دكتوره ..
مت ...
وتصرخ قسمت
بجنون وبرعب شديد ..
وتفقد وعيها
...
**********
( تخيلى لسه
هنبدأ المشوار من البدايه
تانى ...! )
نطق صلاح
جملته أمام زوجته نعيمه
وهو يطلق زفره
حاره ويجلس بجانبها
داخل المطبعه
المحترقه التى سيعاد
ترميمها
وهى تربت على
كتفيه فى حب
: متقلقش ...
كلها سنه
واحده وبكره افكرك
هنرجع شقتنا
اللى إتباعت تانى ..
يبتسم صلاح
ساخراً :
سنه أيه
يانعيمه ..!
المشوار طويل
...
طويل اوى...
نعيمه بصوت
حنون : المهم انك بخير
وجمبى عندى
بالدنيا ..
ينظر لها صلاح
فى عشق
وقبل أن تتحرك
شفتاه للكلام
كان طرقات على
الباب تقاطعه
صلاح فى تعجب
:
غريبه ..!
مين اللى جاي
لنا دلوقت ..؟
نعيمه : جايز
محمد أخويا ...
هو عارف إننا
هنروح المطبعه النهارده ..
يعتدل صلاح
واقفاً يتجه صوب
الباب ليجد
تلك الفتاة التى لم تتجاوز
عمرها السادسة
عشر تقول :
مساء الخير يا
استاذ صلاح ..
يبتسم صلاح هو
يقول :
ازيك يا فاطمه
..؟
عامله إيه ..؟
تعالى ..تعالى
اتفضلى..خوشي..
نعيمه فى تعجب
تنظر لها مبتسمه
تهتف : فاطمه
مش معقول..!
تعالى لما اسلم عليكى وحشانى ...
لقد كانت
فاطمه فتاة تسكن
بالقرب من
المطبعه ..
وعلى معرفة
وصداقه بصلاح ونعيمه
كواحده من
الجيران لهم داخل الحى ..
كانت ملامح
فاطمه مرتبكه للغايه ..
وخائفه.
صلاح يقترب
يشير لها
بالجلوس :
اقعدى ...أقعدى يا فاطمه
تدور فاطمه
برأسها للمطبعه المحترقه
فى حزن ..
ثم رفعت رأسها
: استاذ صلاح
معلش إنى جيت
فجأة كده ..
اصل ...
اصل ..
بدأت فاطمه
متلعثمه ومرتبكه للغايه
ليقترب منها
صلاح يشير لها بالجلوس
: اقعدى يا
فاطمه وأهدى...
مالك فى إيه
..؟
انتى خايفه من
حاجه ..؟
أومأت برأسها
: أيوه ..
خايفه من
ابويا ..
قطب صلاح
حاجبيه يردد
: ليه ...؟
خايفه من
ابوكى ليه ..!
نعيمه تحاول
دفع الطمائنينه لها
: أهدى يا
فاطمه ومتخفيش من حاجه
هو انتى لسه
صغيره ..
انتى ماشاء
الله كبرتى
وبقيتى عروسه
...
فاطمه فى توتر
: ابويا لو عرف
إنى جيت هنا
هيدبحنى..
يبتلع صلاح
ريقه :
عشان إيه كل ده ..؟
فاطمه تفرك
أصابعها بيديها فى توتر
شديد قائله :
عشان ..
عشان مقولشى..
صلاح فى شغف
رهيب :
تقولى على إيه
...!
فاطمه فى في
قلق :
على اللى حرق المطبعه ...
يتراجع صلاح
ونعيمه فى صدمه
قويه وهو يصرخ
من هول المفاجأة
: هو انتى
تعرفيه يافاطمه ..؟
أومأت فاطمه
برأسها
: ايوه ..
شوفته وهو
بيحرقها ..
شوفته بعنيه
...
وكانت مفاجأة
مذهله لهم ..
وهى تخبرهم
بسر
ذلك المجهول
الذى حرق لهم المطبعه
وكانت مفاجأة
غير متوقعه ...
مفاجأة لم تكن
فى الحسبان..
مفاجأة رهيبه
...
بكل معنى
الكلمة...
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق