رواية
أحزان قسمت
الجزء 28
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
كانت قسمت تشعر بأن حياتها
قد دخلت فى دائره من المصائب
لم تعد قادره على الخروج منها ...
أو الهروب ..
فقد كانت تأتيها من حيث لا تدرى ...
ومتتاليه ...
والآن جاءها حماده سكر ..
الجار السئيل ثقيل الدم ..
التى كانت تهرب من رؤيته أو حتى
الحديث معه ..
لقد جاءها اليوم يحمل فى جعبته
مصيبه جديده ..
بل كارثه ...
لقد كانت تشاهد فيديو دخول رحاب
من سلم العماره...
لتبتلع ريقها الذى جف فجأة
وتقول وهى تظهر عدم فهمها ما يقصده
: إيه ده يا استاذ حماده ..!
مش فاهمه ..!
يبتسم حماده فى سخريه
: مش فاهمه يعنى إيه .. ؟
دى رحاب حمدى ..
البنت اللى بقالهم حاولى اسبوع
قالبين عليها الدنيا . ..
مطت قسمت شفتيها فى حيره
وهى تحاول أن تتمالك أعصابها
والثبات والتحدث فى ثقه
لتقول : وأنا مالى بالقصه دى ...!
تتسع ابتسامه حماده قائلاً
: ازاى بقى ...!
أولاً دى زميلتك فى كلية طب ..
ثانيا دى كانت جايلك العماره ...
ترفع قسمت كتفيها : ما يمكن
جايه لحد تانى ..؟
يقهقه حماده : ما قولت لك ادخل .
عندك الشقه ..
خلينا نتكلم براحتنا....
قسمت فى ضجر :
قولى من فضلك عايز
إيه بالظبط ..؟
انا مش فاضيه ..
تتلاشى إبتسامه حماده فى سرعه
وهو يقول : أولا البنت دى
أنا شوفتها معاكى قبل كده
هنا قدام العماره ..
وصديقتك..
وفى كلية طب ..
وزميلتك ...
وانا بقى بدور فى كاميرات المراقبه
على الحرامى اللى مدوخنا وبيسرق
لمبات العماره ..
لقيت الفيديو اللى فيه طلوع رحاب
دى العماره .
واكيد كانت طالعه ليكى ...
لكن مهتمتش..
بالصدفه بقى لقيت بنت خالتى
عامله مشاركه
لمنشور اختفاء البنت دى ..
افتكرت الزياره ..
رحت راجعت كاميرات المراقبه ..
اكتشفت إيه بقى
تنظر له قسمت بأعين متراقصه متسعه
خائفه فى صمت وهو يكمل
بكل هدوء : اكتشفت
إنها منزلتش بعد ما طلعت ...
لاء والمفاجأة بقى
لقيت بعد شويه جوزك نازل ...
ومعاه لفه كبيره على كتفه ..
وطبعا مش عايزه تفسير
اللفه دى كانت مين ...
ساد الصمت برهة وهى تتطلع له
وهو يقول : ما تقولى . ؟
ساكته ليه ...؟
قسمت بصوت خافت : بسمعك
اشوف اخرتها ايه ..
حماده بصوت حازم : اللفه دى
اللى كان شايلها جوزك هيه رحاب ..
بعد ما قتلوها انتى وخميس ..
لقيتو الجثه فيها ..
واتخلص منها جوزك ..
تبتسم قسمت إبتسامه باهته
: اولا طلوعها العماره مش دليل إنها
كانت طالعه عندى ..
ثانيا اللفه دى كان فيها سجاد كان
هيتغسل...
يضحك حماده سكر وهو يشير لها
بيده : غسيل الساعه واحده بالليل .
تتنهد قسمت :
والله هو ده اللى عندى ..
شكلك بتتفرج على افلام رعب كتير ...
وبيتهيألك حجات محصلتش ...
وجاءت قسمت لتغلق الباب .
ليقول وهو يمنعها بيده :
على كل حال انا هبلغ
الشرطه ..
وهيه بقى تحقق ..
وتشوف إذا كان اللى شايلها خميس
دى سجاده ..
والاه جثة البت رحاب .
تتجمد قسمت من شدة الفزع
لتتراجع عن فكرة إنهاء الحوار قائله
: إنته عايز إيه بالظبط .. ؟
يضحك حماده :
اهو هو ده الكلام ..
بصراحه فكرة إنى ابلغ عن اللى حصل
ده مش مجديه ..
ازاى بقى ...؟
يعنى مش هستفيد حاجه ..
انتى وجوزك هتروحوا فى ستين
داهيه ...
طب وبعدين ...
ليه انا أعمل كده وانا ممكن اكسب
لو ابتزيتك..!
تتراجع قسمت من حديثه الغريب
فى صدمه
وهو يقول : معلش هكون صريح
معاكى شويه
يعنى لو دفعتى انتى وجوزك
اتنين مليون مثلا انا هكون مبسوط
وفيديو طلوع رحاب هنا هيختفى
ولا كأنى سمعت حاجه
ولا شوفت حاجه...
إيه رأيك...؟
قولتى إيه فى أفكارى . ؟
هسيبك تفكرى وتشاورى نفسك
وهرجعلك بكره
زى دلوقت اعرف ردك ...
سلام يا دكتوره ..
وغادر بعدها حماده سكر وعلى شفتيه
إبتسامه شريره ...
تاركا قسمت تشعر يأن هناك نار
اشعلت جسدها ..
ممزوجه ما بين
الغضب ..
والرعب ...
والحسرة ..
***********
( الواد ده لازم يموت )
نطق خميس عبد القوى
جملته بشكل غاضب وحاد داخل شقته
أمام قسمت التى تنظر له فى ذهول
: مش فاهمه ..!
خميس فى حدة : يعنى نقتله...
تنفى قسمت بيديها : لاء .
قتل تانى لاء . ..
خميس فى عصبيه :
عندك حل تانى ..؟
الواد بيبتزنا ..
عارفه يعنى إيه ابتزاز يا دكتوره. ..؟
يعنى بيستغل الظروف لمصالحته
وهيفضل يمص فى دمنا ...
ومش هيرحمنا...
تنفى قسمت فى إصرار :
القتل عمره ما كان حل. .
مش هنعالج المشكله بمصيبه تانيه ...
يشيح لها خميس بيده فى وجهها
: مش هيسبنا ...
ومهما هياكل مننا مش هيشبع ...
يبقى الحل نخلص منه ..
ونرتاح...
ونقفل الباب ده ...
قسمت : ولو حد شافك تانى برضه
هتقتله ...!
خميس ساخراً : قصدك نقتله..
تنفى قسمت فى فزع :
مستحيل طبعاً..
انا لا يمكن اعمل كده.
يضحك خميس وهو ينفى بيده
: لاء هتعملى..
عارفه ليه ...؟
اولا لانه معندكيش بديل تانى ..
ثانياً عشان مشيلش الليله لوحدى .
لا يامراتى يا حبيبتي...
لاء يا دكتوره .
انا كمان مش قتال قتله ..
بس الظروف برضه اجبرتنى
اوصل للنقطه دى ...
قسمت :
ممكن نحاول نخليه يقلل المبلغ
شويه . .
يعنى ممكن .
يقاطعها خميس مستطردا فى غضب حاد
: مش دافع ولا مليم بقولك ...
خلاصة الكلام انتهى ..
احنا ركبنا فى
مركب واحده ولازم نكمل سوا
والا هنغرق. ..
انا اتورط معاكى بسبب إنى ساعدتك
لانك مراتى.
ومش عايز ابنى كمان يتولد فى السجن..
او يلاقى أمه ماتت معدومه ...
عشان كده لازم نكون ايد واحده لحد
ما تعدى الازمه على خير ...
وقدامك اختيارين..
تختارى واحد فيهم ...
ياتقتلى ...
ياتتخلصى من الجثة ...
يعنى لو هتقتلى انا هتخلص من الجثه
والعكس برضه
انا لو قتلت انتى اللى تتخلصى منها ..
لازم نكون شيركه مع بعض
قولتى إيه ...؟
يخيم الصمت بعد حديثه
وهو يعود لإقناعها من جديد
بكل إصرار ...
حتى وجدت نفسها أمام حائط سد ..
لا يوجد هناك بالفعل حل آخر ...
اومات برأسها :
خلاص موافقه ...
وبالتالى أصبحت مهمتها هى القتل ..
فلا يمكن لها حمل جثه أو التخلص منها ..
وبدأ خميس زوجها يخبرها
بالطريقه
التى سيتم بها التخلص
من حماده سكر. ..
وكانت قسمت تشعر بالرعب
من الخطه التى ستقوم بها ..
او بالأدق الجريمه القادمه ...
وكانت خطته مخيفه ...
وبشعه ...
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق