القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 أحزان قسمت
 
الجزء 19

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

 

 

كابوس جديد تعيشه قسمت وهى

 

مستيقظه ..

 

تراه بعينها ...

 

بقدر ما كانت تكره زوجها

 

خميس عبد القوى ..

 

إلا أن ذلك لم يمنع رفضها موته بهذه

 

الطريقه البشعه أمام عينيها ...

 

لتصرخ بكل قوة وحسره فى وجه

 

خالد الذى كانت ملامحه بارده وجافه

 

وجامده لا تتناسب مع صعوبة الموقف..

 

وكأن شىء لم يكن ..

 

وكأنه لم يلقى بزوجها منذ لحظه واحده

 

فى الماء ...

 

يهمس بكل هدوء :

 

عايزاه يعيش ...؟

 

زعلانه عشانه .. ؟

 

تصرخ قسمت فى إنفعال وعصبيه :

 

انته مجنون ... مجنون ...

 

مش طبيعى ...

 

يشير خالد لواحد من رجاله وكأنه فهم

 

إشارته وما يقصده ليقفز نحو الماء

 

ولحظات ويعود للسطح وبين يديه

 

خميس زوجها...

 

الذى يطلق من فمه الماء وينتفض ..

 

كالذى يحتضر...

 

يهمس خالد بهدوء إلى قسمه :

 

 مكنتش

 

متخيل إنك بتحبيه وخايفه عليه

 

بعد كل اللى عمله فيكى... !

 

تنفى قسمت وهى تنظر فى صدمه

 

إلى خميس الذى ما يزال يطرد الماء

 

من كل فتحات رأسه ..

 

يحاول إسنشاق الهواء ...

 

لتقول :

 

أنا مش مجرمه زيه ولا زيك ..

 

ينفى خالد : ولا أنا كمان مجرم ..

 

وعاد يقترب وينظر إلى خميس

 

التى اتسعت عيناه إلى حد لم تصل

 

له وهو يتبادل النظرات بين كل من

 

حوله فى فزع ...

 

كالجرذ الذى أغلقت عليه ابواب المصيده...

 

ليقترب منه خالد ويشير إلى رجاله

 

قائلاً بصوت قوى : فكوه ...

 

وبعد لحظات كان خميس حر بلا قيد

 

يلتقط أنفاسه السريعه المتلاحقه...

 

يبتلع ريقه ينظر وينتظر حديث خالد...

 

لكن خالد لم يتكلم معه بل نظر إلى

 

قسمت وقال :

 

أوامرك يا ست الكل ..؟

 

كنت هخلص عليه واريحك لكن

 

انته منعتينى .... ورفضتى..

 

عشان ينكتب له عمر جديد ...

 

ولو أنه يستحق الموت ...

 

دلوقت بقى نفسك فى إيه ...؟

 

اعمل لك فيه إيه ..؟

 

طلباتك..

 

لاذت قسمت بالصمت ولم تجد ما تقوله ..

 

ليعيد خالد سؤاله : قولى يا قسمت..؟

 

نفسك فى إيه عشان حقك يرجعلك ...؟

 

تنفى قسمت : مش عارفه ...!

 

يغمغم خالد :

 

طيب...طيب تسمحيلى

 

انا اتكلم مكانك ...؟

 

اتكلم بالنيابه عنك .. ؟

 

تتنهد قسمت فى هدوء دون

 

 أن تنبس بطرف كلمه ..

 

 ‏لينظر خالد إلى خميس وقال بصوت

 

 ‏حازم وجاد : اظن من الواجب انك

 

 ‏تشكرنى ...

 

 ‏كان خميس ينظر له فى خوف شديد

 

 ‏يحاول فهم ما يحدث وخالد يتابع

 

مستطردا :

 

 ‏تشكرنى أنى دوقتك طعم الموت ..

 

 ‏خليتك حسيت بيه ..

 

 ‏قربتك منه ..

 

 ‏وفى آخر لحظه جيبتك تانى ...

 

 ‏قبل ما يخطفك ...

 

 ‏وتروح ما ترجعش ..

 

 ‏بإختصار عشان مطولش عليك ...

 

 ‏انتى ضحكت على قسمت ...

 

 ‏اشتريتها بالفلوس فى يوم من الايام ..

 

 ‏وهى كأى بنت عاجزه عن تحقيق حلمها

 






 ‏وافقت تتجوزك...

 

 ‏وانته بدل ما تصون النعمه اللى متحلمش

 

 ‏بيها بهدلتها ..

 

 ‏اهانتها بكل شكل ولون وصنف ...

 

 ‏وفى الآخر نصبت عليها ...

 

 ‏وخت فلوسها اللى هيه المفروض

 

 ‏شبكتها ومهرها. 

 

 ‏وفى النهايه جاى تطلعها من المولد

 

 ‏بلا حمص ...

 

 ‏بعد ما ختها لحم ترميها عضم ...؟

 

 ‏وبتستغل ضعفها وقلة حيلتها ..

 

 ‏لكن ربنا بعت لك الاقوى منك ..

 

 ‏شوف انته فى نص ساعه كنت تحت

 

 ‏رجليه وبكلمه أو بإشاره واحده

 

 ‏ اخلص عليك ..

 

 ‏وجثتك ميعرفلهاش الدبان الازرق

 

 ‏ طريق ...

 

 ‏لكن زى ما انته اديتها فرصه لحد

 

 ‏ آخر اليوم ..

 

 ‏انا كمان هديلك فرصه أخيره ...

 

 ‏اولا تتطلقها...

 

 ‏اتسعت عين خميس فى ذعر وصدمه

 

 ‏يقول بتلعثم وارتباك :

 

 ‏أطلقها..!!

 

 ‏أومأ خالد يرأسه :

 

 ‏اظن سمعتنى كويس

 

 ‏ايوه تطلقها ..

 

 ‏ثانيا تكتب لها نص ثروتك ...

 

 ‏يتراجع خميس فى رعب شديد

 

 ‏وهو ينفى : نص ثروتى ...!

 

 ‏هز خالد رأسه إيجابياً :

 

 ‏ ده اقل حاجه ممكن

 

 ‏ تعوضها ...

 

 ‏بس خلى بالك انا كلمت واحد صاحبى

 

 ‏حبيبى بيجهز لى تقرير عنك ..

 

 ‏عن حجم ثروتك ...

 

 ‏وتجارتك ...

 

 ‏واعمالك الغير قانونيه ...

 

 ‏يعنى بالمختصر هيكون عندى ملفك

 

 ‏كامل فى خلال يومين ..

 

 ‏نيجى بقى للسؤال المهم لو منفذتش

 

 ‏بقى المطلوب منك ورفضت ...

 

 ‏او اتهربت ..

 

 ‏ساعتها بقى يبقى الموت مش

 

 ‏ خساره فيك ..

 

 ‏خميس فى ارتباك يرفع يده المرتعشه

 

 ‏وقسمت تنظر له وهى لا تصدق

 

 ‏ان ذلك الذليل أمامها هو خميس الرجل

 

 ‏المتكبر الشرس الشرير ...

 

 ‏اين جبروته..؟ الذى ظل يمارسه عليها

 

 ‏بصوت هزيل منكسر ضعيف يقول خميس

 

 ‏: انا مستعد اصلح كل حاجه ...

 

 ‏مستعد اعوضها ...

 

 ‏انا هرضيها ..

 

 ‏بس هيه تسامحنى ...

 

 ‏انا غلطان... انا ندمان ...انا ..

 

 ‏قاطعه خالد : لاء مش عايز

 






















 ‏ الاسطوانه المشروخه دى ...

 

 ‏انجز ...

 

 ‏هتنفذ والآه لاء ...؟

 

 ‏خميس :

 

 ‏انا مستعد انفذ لها كل طلباتها

 

 ‏ودلوقت حالا وقدامك ...

 

 ‏فى سبيل أنها متسبنيش....

 

 ‏انا مقدرش اعيش من غيرها..

 

 ‏دى مراتى .. حبيبتى ..

 

 ‏ وام ابنى ..

 

 ‏قسمت فى صدمه تتسع عيناها تقول

 

: ‏وانته عرفت منين إنى حامل ...!!

 

 ‏خميس : عرفت من اخوكى مراد ..

 

 ‏تتراجع قسمت فى صدمه تصرخ

 

: ‏مراد اخويا ..!!

 

 ‏أومأ خميس برأسه : ايوه ...

 

 ‏اتصل عليه و كلمنى وقالى لازم نصلح

 

 ‏الامور ومينقعش اللى حصل ..

 

 ‏ودى مهما كان أم ابنك ..

 

 ‏ساعت ما قالى كده الدنيا كلها اتغيرت

 

 ‏فى عنيه لانى بحب قسمت

 

 ‏انا خت منها الفلوس عشان خايف

 

 ‏فى يوم تسيبنى..

 

لما ‏تبقى دكتوره ومعاها كمان فلوس ...

 

 ‏هتعوز واحد زى حالاتى ليه ..

 

 ‏لكن لما تبقى ام ابنى وممعهاش فلوس

 

 ‏هتبقى ديما تحت طوعى ...

 

 ‏انا حسبتها كده ....

 

 ‏وكنت غلطان...

 

 ‏وبعترف إنى غلطان ...

 

 ‏تنهد خالد وهو ينظر إلى قسمت

 

 ‏التى تستمع له فى تعجب

 

 ‏حتى قال :

 

 ‏انا هكتب لك نص ثروتى ...

 

 ‏زى ما انتو طلبتوا ... ودلوقت ..

 

 ‏لكن خليكى معايا ...

 

 ‏ومتبعديش ...

 

 ‏لو قولت لك كلمه واحده بعد كده

 

 ‏حرف واحد يضايقك أمشى وسيبينى ..

 

 ‏خلى ابنى يتربى فى حضنى ...

 

 ‏نظر خالد إلى قسمت الصامته :

 

 ‏ إيه رأيك فى الكلام ده ..؟

 

 ‏شعرت قسمت أن الزمن يعيد نفسه ..

 

 ‏حين جاءت لها الفرصه للإختيار

 

 ‏ما بين صلاح وخميس ..

 

 ‏فى الماضى...

 

 ‏واختارت خميس ..

 

 ‏ها هى الفرصه والقرار والإختيار يعود

 

 ‏من جديد لها ..

 

 ‏ليقول خالد وهو ينظر إلى عينيها

 

 ‏الشارده :

 

 ‏قولتى إيه يا قسمت

 

 ‏فى الكلام ده ...؟

 

 ‏ويدأت قسمت : تتكلم ...

 

 ‏وما كانت تقوله لم يصدقه أحد ..

 

 ‏لم يصدقه خالد ..

 

 ‏ولا خميس نفسه ...


  إضغط هنا الجزء 20

 

جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب


    إضغط هنا الجزء35

   إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضغط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39


إضغط هنا الجزء 40


إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50 والأخير 

قصص قصيرة  

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات