رواية
أحزان قسمت
الجزء 10
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
كان الجميع فى إنتظار حديث صلاح
فى ترقب شديد ..
ليقاطع مراد ذلك الصمت فى إنفعال وهو
يقول : انته كمان جاى تحط شروطك
عشان تتجوز أختنا ..!
مش كفايه داخل وبتتصنت علينا ..
تبدلت ملامح صلاح للغضب فجأة
وتلاشت إبتسامته ..
وهو يشير حيث كان يجلس :
انا مبتصنتش يا استاذ مراد ..
انا من إرتباكى ولبختى وانا قاعد
مع عم حسن نسيت تليفونى على الكرسي
جمبى.
التفت الجميع إلى حيث يشير ..
وقد كان هناك بالفعل الهاتف ..
ليكمل حديثه :
لما رجعت عشان اخد تليفونى ..
غصب عنى سمعت على الباب
جزء من الحوار ...
مبقاتش عارف ادخل والاه أمشى ..
كان موقف صعب ..
لكن لما حسيت إن دخولى ممكن يساعد
على إن نعيمه توافق على جوازى
منها اتشجعت ودخلت ..
معتز : يعنى انته موافق تبقى العصمه
فى ايد نعيمه ..؟
رفع صلاح كتفيه : وايه يعنى ..؟
مدام ده يرضيها ويحسسها بالأمان ..
مراد : لكن انته كمان جاى تتشرط ..!
صلاح بسرعه وبلباقه يجيبه
: بس أنته لسه مسمعتش ايه
هوه الشرط ..
عقد مراد ساعديه أمام صدره
:
قول يا سيدى شروطك ...
يرفع صلاح أصبع واحد من يده
قائلا : هو شرط واحد بس ..
ينظر له الجميع فى إنتظار قول هذا
الشرط قبل أن يدور ويميل نحو نعيمه
قائلا : أننا نتجوز الشهر ده ...
تراجع الكل فى ذهول وصدمه
من حديثه لينفى ابوها :
مش ممكن اللى بتقول عليه يا صلاح ..!
يعنى إيه تتجوز فى شهر واحد ...!
صلاح : إيه المشكله يا حاج حسن ..؟
إيه المانع ...؟
انا الحمد لله شقتى جاهزه ..
ومحوش مبلغ كويس هشترى بيه
الشبكه والعفش ...
ابوها : أولاً فى اصول لازم تتعمل ..
ثانياً احنا لسه مش عارفين رد نعميه
على الجواز ...؟
ثالثا لو حصل واتفقنا على الجواز
فأحنا محتاجين نحضر ونجهز
ونشترى الجهاز
وال...
وبتر عبارته لحظه وعاد يكمل :
يابنى الموضوع عايز وقت طويل ..
يسود الصمت برهة من الوقت فبل
ان تقاطعها نعيمه فجأة وهى ترمق صلاح
بنظرات حاده تقول :
انته عايز تتجوزنى ليه ياصلاح ...؟
شعر الجميع بأن نعيمه اختصرت كل
ما دار فى عقولهم وقالت ما تمنوا قوله
بكل صراحه ...
صمت صلاح وهو يتطلع لها والجميع فى
ترقب وشغف واضح لسماع رده وإجابته
ليخطوا بالقرب منها قائلا : إحساس
جالى لما شوفتك إنى هنجح فى حياتى
بوجودك معايا ...
وربنا وضع فى قلبى راحه وقبول لا يمكن
كنت اتخيلها ...
وشعور بالطمأنينه محستوش قبل كده ...
وعلى فكره من حقك ترفضينى ..
لكن يعلم ربنا إنى صادق فى كل كلمه
قولتها ..
ساد هذه المره صمت طويله ..
وقد قال صلاح كل ما لديه ..
ثم عاد ابوها بذكاء يدير الحوار وكأنه قد
قرأ علامات الرضا على وجه ابنته نعيمه
ليقول : بس مسألة شهر دى مستحيله
يا صلاح ...!
صلاح بهدوء : ياحاج حسن انا عايش
سنين يتيم لوحدى ..
وتعبت ...
وكافحة عشان ربنا يكرمنى
بأنسانه تكون ونيس ليه ..
وتملى عليه البيت ...
انا جاهز للجواز ...
وربنا ييسر علينا الأمور مش عايزين
نبالغ ونعقدها فى الطلبات
ونخسر وقت من غير داعى من عمرنا
احنا اولى بيه ...
شوفوا اللى انتوا محتاجينه
من ضروريات فقط .. وهاتوها ...
وانا كفيل أجيب كل حاجه فى سبيل
تنور نعيمه بيتى ..
فى اقرب وقت ..
يتنهد ابوها وهو يقول : خلاص يابنى
ادينا وقت نفكر ..
ابتسم صلاح وهو ينظر إلى عين نعيمه
التى بادلته نفس الإبتسامه وتعلن أن
ذلك الرجل الذى اقتحم حياتها قد نجح
فى سرقة اغلى وأثمن شىء لديها ...
قلبها ...
وتحرك صلاح مبتعدا وقبل بلوغه باب
الشقه انتبه وهو يبتسم عائدا
يقول فجأة : ياه ...
يادى النيله ..
مراد فى تعجب : فى إيه مالك ..؟
صلاح ساخراً وهو يعود ضاحكاً :
نسيت تليفونى تانى ...
بعد اذنكم اخدوا ...
وانفجرت نعيمه تضحك ...
وشعرت فى أعماقها أنها تضحك
للمره الاولى فى حياتها ...
*******
بعد اسبوع
كان خميس يرقد فوق فراشه داخل شقته
وقسمت وأولاده معه ليقول ياسر :
حمد الله على سلامتك ياحاج ..
ربنا يتم شفاك على خير
هز خميس رأسه :
الحمد لله على كل حال ..
وليد : طيب نستأذن بقى ..
نشوفك على خير ..
تتابع قسمت رحيلهم فى صمت ثم
عادت تنظر إلى خميس قائله : الحمد
لله على رجوعك بيتك ياحاج ..
يتنهد خميس : انا مش مصدق إنى
لسه عايش بعد اللى حصل ...!
طمنينى عليكى ..؟
عملت إيه فى غيابى الفتره اللى فاتت..؟
والبت كريمه اللى جبتها تقعد معاكى ..؟
وتشوف طلباتك عامله ايه ...؟
أومأت قسمت برأسها : كويسه
كانت قايمه بشغل البيت كويس
ومونسانى ..
خصوصاً بعد اللى حصل لى...
عقد محروس حاجبيه وهو ينظر لها
فى حيره يقول :
إيه اللى حصل لك ..!
قسمت فى توتر :
أنا مكنتش عايزه اقولك وابلغك
وانته فى المستشفى
عشان الحاله اللى كنت فيها متسمحش ..
لكن خلاص لازم اقولك ..
خميس فى غضب وإنفعال
تعجبت من حديث قسمت
يقول : اخلصى وقولى حصل إيه ..؟
قسمت فى رهبه وخوف : لقيت
واحد هنا اول ما جيت الشقه ...
كان ماسك سلاح وهددنى ..
واعترف لى إنه هو اللى ضرب عليك
بالنار فى الكوشة..
وقالى أنه هيحاول يقتلك تانى ..
وانك ميت ...ميت ..
وطلب منى الشبكه وخدها ..
يتابعها خميس فى صدمه وذهول حتى
انتهت ليقول : انتى عبيطه يابت ...
واحد مين اللى ضحك عليكى
واديتيله دهبك وشبكتك ..؟
ودخل هنا الشقه ازاى ..!
تنفى قسمت برأسها : معرفوش ..
ولا اعرف دخل ازاى ..!
ومكنش قدامى بديل تانى غير
إنى اديله الدهب
بدل ما يقتلنى...
ينفى خميس فى غضب : شكله ايه
الراجل ده ..؟
اوصفولى بالظبط
وبدأت قسمت توصف له الرجل بكل دقه ..
حتى انتهت وهو يتابعها فى ترقب
وأشار اللى هاتفه ؛ ناولينا كده
تليفونى
وبدأ يلامسه بأصابعه ثم رفعه وهو
يحمل صورة لرجل يقول وهو يشير لها
برأسه : هوه ده ..؟
اتسعت عين قسمت فى توتر وهى
تنتفض بجسدها وترفع سبابتها
نحوه : ايوه...
هوه ده ..
انته لازم تبلغ عنه ..
لازم يقبضوا عليه ..
ينفى خميس برأسه مستحيل
يقبضوا عليه ..
تعقد قسمت ساعديها أمامها تقول
فى تعجب : ليه بقى ...؟
خايف منه
ينظر لها خميس فى سخط
وهو يقول : لاء مش
خايف منه ..
بس لانه مات من سنتين ...
مات مقتول ..
وحضرت جنازته بنفسي ...
وسقط قلب قسمت بين
قدميها ....
من شدة الفزع ...
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب

تعليقات
إرسال تعليق