رواية
أحزان قسمت
الجزء 4
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
لم يتخيل الجميع ثبات خميس عبد القوى
أمام قسمت بمثل هذا الشكل ..
وهو يقول بمنتهى الهدوء :
أكيد لو يوم الخطوبه
لقيتى عربية بإسمك هديه مع شبكتك
ممكن ده يخليكى تحبينى ..
أصيب الجميع بالصدمه مع كلماته وعرضه
الجديد الذى يقدمه بسخاء..
وقسمت تبتسم ساخره :
مفيش فايده ..
أنته مصمم تشترى قلوب الناس
بالفلوس ...
يبتسم خميس ساخراً : لاء ...
مش هشترى القلوب
أنا هفتحها بالفلوس .....
عشان تحبنى ..
وغادر بعدها خميس منصرفا بعد أن
أصاب هدفه ...
واصاب الجميع بالصدمه القويه من أسلوبه
الذى لا يتناسب مع شخص قد حصل فقط
على الشهادة الابتدائيه...
معتز فى ذهول يقترب يقول بصوت يحمل
رنة الإعجاب :
تخيلوا شخص واحد خلانا كلنا
عاجزين عن الرد عليه ...!
بجد عقليه مثيره للاعجاب ..
وتحتاج دراسه ...
مراد فى حماس مفرط يقول :
اظن محدش فينا بقى عنده اى حجه
عشان نرفض الراجل ..
وإلا نبقى بنرفص النعمه برجلينا ...
محمد فى سخط :
خلاص سحركم بفلوسه
دا راجل معلم وابن سوق ..
ووصل للى هو فيه بذكائه ..
اللى شوفتوه دلوقت
وأسلوبه ...
ده بياع كلام ...
لكن الفرق كبيره بينه وبين قسمت
فى كل شىء ...
ونظر إلى نعيمه وقال : انتى مبتتكلميش
ليه يا نعيمة ...!
نعيمة بوجه صلب تنفى :
مفيش عندى كلام وصاحبة
الشأن موجوده ..
هيه اللى هتتجوز ...
وهى اللى تقول عايزه إيه ..
وتختار ..
مراد بنظرات دهشه يقول :
هيه دى عايزه كلام ...!
ده بيقولك يوم الشبكه هيجيب
لك عربيه بإسمك ..!
ياجماعه انا مش متخيل أننا لسه
بتفكر...!
أحنا بنضيع وقتنا ...
صراحه عريس ميترفضتش ...
يتابع الحاج حسن النقاش الملتهب بين
أبناءه عن العريس القادم لإبنته قسمت
الصامته والمتجمده بلا أى حركه أو كلمه
ليقترب منها ويلامس كتفيها برفق قائلاً
:
نعيمه عندها حق ....
المفروض كلنا نسيب قسمت تفكر
وتاخد قرارها على راحتها ...
وبهدوء ...
وبعدها هى المسؤوله عن الطريق
اللى هتختاره ...
وغادر الجميع المكان وتحركت قسمت
وحدها ناحية شرفة الشقه ...
تتنفس الهواء البارد
وتغلق عينيه لحظات وهى لا تعلم
ماذا عليها أن تفعل أو تختار ...؟
الحياة مع رجل ثرى فى عمر ابيها
سيحقق لها كل أحلامها ..
واحلام أخواتها ..
بل ربما هو طوق النجاة لهم جميع
وجاء في التوقيت المناسب ..
أو الرفض والمكوث فى إنتظار مصير
مجهول ...
كان إختيار صعب ..
صعب للغايه ...
********
( أنا مقدرش اقولك رأى )
نطقت نعيمة جملتها داخل حجرتها مع
اختها
قسمت التى قالت :
أزاى انتى عارفه رأيك يهمنى
وبالنسبه لى إيه ...!
تدور نعيمه وهى تضرب بيديها عجلات
كرسيها المتحرك تقول :
بعد المقابله اللى حصلت مع خميس
وأخواتك
مش قادره اقول رأى ...
مكنتش متخيله إن الوضع هيكون صعب
فيه الكلام ...
والإختيار فيه أصعب ...
قسمت فى إصرار :
لكن أنا مصممه اسمع رأيك ...
تبتسم نعيمة إبتسامه لم تفهم قسمت
معنى لها وهى تقول :
لو قولت بلاش تتجوزيه
معناه إنى حكمت عليكى وعلى اخواتك
بالشقا والتعب ...
واديكى شايفه الراجل ..
عامل زى مصباح علاء الدين ..
اللى ظهر فجأة يقولهم شبيك لبيك
وينفذ طلباتهم ....
اللى كانت مجرد احلام ..
وانتى هيتجوزك وتعيشى فى نعيم وعز
وهتتدخلى كلية طب ..
وتتحققى حلمك وتبقى دكتوره ..
يبقى ازاى بقى عايزانى ادمر كل الاحلام
الجميله دى ليكم كلكم ..!!
قسمت فى توتر :
لو اتجوزته يبقى حكمت على نفسى
اعيش عمرى مع شخص قد ابويا ...
تفكيره وعقله وثقافته هتكون بعيده عنى
..
تفمغم نعيمه :
والله انا بعذرك ....
لكن مقدرش دلوقت اقولك تعملى إيه ..
دى حياتك ..
يسود الصمت بعد كلمات نعيمه
ثم عادت تبتسم وهى تقول ساخره :
مش ملاحظه حاجه فى كلام خميس
عبد القوى يا قسمت ..؟
عقدت قسمت حاجبيها فى تعجب
: حاجه زى إيه ...!!
نعيمه بصوت حزين :
إنه مشفتيش خالص وأنا معاكم ...
قسمت فى تعجب : أزاى ...
نعيمه بكلمات وصوت حزين :
يعنى ...
عمال يوزع فى الاحلام على
اخواتك من غير ما يفوت عليه ..
ولا حتى قال ممكن يدينى إيه ..
وعنده حق واحده زىي مشلوله ..
هتعوز إيه ..
مفيش حاجه يدهللها ..
انشق قلب قسمت حزنا مع كلمات اختها
وهى تقترب منها وتحتضنها فى حب
قائله : إيه الكلام العبيط ده يا نعيمه
...!
تضحك نعيمه وعيناها تتراقص بالدموع
: بجد انا مش زعلانه ..
لأن فعلاً عنده حق ..
واحده زيي ممكن يقدم لها إيه ..؟
على رأى مراد لما قالها أنا هقدم لكم
إيه ..!
أنا مليش لازمه ..
قسمت فى غضب : بقولك إيه يانعمة
حرام عليكى بلاش الكلام اللى بيتعب
نفسيتي واعصابى اكتر ما هى تعبانه ..
انتى عندى بالدنيا ...
انتى عارفه غلاوتك على قلبى ...
الدنيا كلها كوم وانتى كوم ...
وعادت تبتعد للوراء تقول :
يالله بقى قولى لى
اعمل إيه ...؟
مش عارفه أخد قرار ..!
نعيمه : انتى عارفه أنك جميله أوى ..
عقدت قسمت حاجبيها فى تعجب
من حديثأختها نعيمه وقالت :
إيه اللى بتقوليه ده ..!
نعيمه : انتى اجمل بنت
فى العيله وفى الحاره كلها ..
ودى حقيقه مش مجامله من
اختك ..
تتنهد قسمت : ماشي ياسيتى شكراً ..
إيه بقى علاقه ده بالموضوع ... !!
نعيمه :
إن خميس عبد القوى بيشترى جمالك
وبأى تمن ...
يسود صمت بعد كلمات نعيمه ..
فجأة طرقات على باب الحجره
وصوت معتز
من خلف الباب ينادى
قائلاً : قسمت بابا عايزك ...
تنظر قسمت لأختها نعيمه :
اكيد عايز يسألنى رسيت على إيه ...
موافقه على العريس والآه لاء ..؟
مطت نعيمه شفتيها ولم تجيبها
خرجت قسمت لتجد أمها فى طريقها
تنادى لها : قسمت تعالى هنا ..
قسمت فى إشاره لها بيديها
للانتظار :
ثوانى يا ماما اشوف بابا عايزنى
فى إيه وهرجعلك ...
أمها : عايزك عشان العريس ..
قسمت : بس أنا لسه مخدتش قرارا
فى العريس ..
ومحتاجه وقت عشا...
تقاطعها أمها : لاء مش عشان خميس عبد
القوى
عشان العريس التانى ..
تراجعت قسمت من الصدمه وامها تكمل
: فى عريس تانى اتقدملك ..
تبتلع قسمت ريقها وهى تشير لنفسها
: عريس تانى .. جايلى ..!
أومأت امها : ومش هتصدقى مين ...؟
قسمت فى لهفه شديده :
مين يا ماما ..؟
وتخبرها أمها بالعريس الثانى ...
والذى كان مفاجأة ..
مفاجأة لم تتخيلها قسمت ..
أو تتوقعها ...
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل

تعليقات
إرسال تعليق