رواية
أحزان
قسمت
الجزء 5
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
داخل حجره
مغلقه ساد الصمت بين الحاج
حسن وابنته
قسمت ...
ثم أخذ ابوها نفساً قصير وقال :
مش عارف اقولك ايه ياقسمت ...؟
قسمت فى تعجب
: خير يا بابا ...
في حاجه حصلت ..؟
حسن يجلس على
مقعد قريب وقال
: عريس تانى
متقدم لك ...
تنظر قسمت فى
شغف وتقترب
وتجلس على مقعد آخر قريب
منه قائله : عريس مين يا بابا ..؟
ابوها بصوت
هادئ : صلاح ..
صلاح محمود ..
تعقد حاجبيها
فى حيره وهى تفكر قليلاً
قائله : مين
صلاح محمود..!
معرفوش ..!
أبوها :
تفتكرى عم محمود اللى كان بيصلح
التلفزيونات زمان على ناصية الشارع
اللى ورانا ..؟
هزت قسمت
رأسها :
أيوه بس ده مات من سنين وانا صغيره ..
انا فاكره كويس ...
ابوها : ايوه ..
صلاح بقى ابنه الصغير ..
قسمت :
وبيشتغل ايه صلاح ده ..؟
ابوها : مدرس
فى مدرسه إعدادى ...
مطت قسمت
شفتيها وهزت
رأسها وقالت :
آه ...
وده شافنى فين ..؟
أو جاى يتقدم فى بمناسبة إيه...؟
أبوها : صباح
جالى الشغل وعرفنى بنفسه
وبصراحه ابوه
كان راجل طيب جداً ..
ياما كان
بيصلح ببلاش للغلابه أو بياخد
اجر رمزى ..
ولما سمعت
كلام صلاح ...
لقيته شاب
مؤدب جدا ... ومحترم
ولما سألت
عليه الناس اللى حاوليه ...
كلهم أجمعوا
إنه شاب ملتزم وطيب
ومفهوش أى عيب
...
يسود الصمت
بعد حديثه وهو يكمل : هو
لما شافك وسأل
انتى بنت مين كان عايز
يستنى الوقت
المناسب عشان يتقدم
لحد ما سمع إن
خميس عبد القوى الفكهانى
جالك وطلب
إيدك ..
مكدبش خبر وجه
جرى .. عشان يتقدملك...
كانت قسمت
تسمع له دون أن تنبس بكلمه
وهو يقول
مستطرد :
هو عنده شقه
صغيره ورثها من المرحوم أبوه
وملوش حد غير
اخ متجوز وعايش فى حلون
بعيد عنه
وبيشوفوا وبيقابله بعض قليل ...
واخت عايشه مع
جوزها فى الخارج ...
إيه رأيك بقى
فى العريس ده ...؟
تتنهد قسمت
وتنفى برأسها :
انته رأيك إيه يابابا ...
ابوها :
والله انتى اللى هتتجوزى مش أنا الرأى
رأيك انتى ...
ده شاب صغير
لسه بيبتدى حياته ...
واكيد هيعوز
شريكه مناسبه معاه ..
عشان يحقق أحلامه ..
تشير قسمت إلى
نفسها : طب وحلمى أنا
هيتحقق أزاى ...
ابوها بصوت
هادئ : حلم إيه اللى تقصديه...!
انك تبقى
دكتوره ...؟
أومأت قسمت
برأسها : أيوه..
من الواضح إن
صلاح على قد حاله وطموحه
أنه يتجوز
واحده ويخلف منها عيال ويربيهم
يكبروا ....
يجوزهم .....ويموت بعدها ....
وتوته توته
فرغت الحدوده ...
يتنهد ابوها :
دى سنة الحياة ..
وبعدين مش عيب لما يقضى عمره
يقومو بعمل زى ده ...
دى رساله بنأديها كلنا ...
وشرف لكل واحد
إنه ينجح فيها ...
تغمغم قسمت :
معنى كلامك
إنى اتجوزه واصرف نظرعن فكرة
إنى اكون دكتوره ...!
ينفى أبوها :
أنا مقولتش كده ..!
يجوز يكون
عنده رأى تانى ...
فى المسألة دى
هنعرفها النهارده ...
يسود فى
ملامحها علامات الصدمه
وهى تقول :
هنعرفها النهارده ..!
هز أبوها
رأسها وهو يعتدل واقفاً
: صلاح جاى
النهارده ...
عشان يتقدم
رسمى وتشوفيه
وتسمعيه انتى وأخواتك
وبعدين تقولى
رأيك..
وأشار بيده
نحوها وقال :
وزى ما قولت
لك فى الاول وفى الآخر
ده قرارك
وانتى الوحيده صاحبة الشأن فيه ...
********
جلست الأسرة
المكونه من
الاب الحاج حسن أمين
وابناؤه مراد
ومحمد ومعتز
أمام ذلك
الشاب الأنيق فى نهاية العقد الثالث
من عمره لا
تغادر الابتسامة العذبه شفتيه
والخجل يكسو
عضلات وجهه
لكن مراد كان
فى أعماق صدره لا يحبذ وجوده
او مقابلته أو
حتى طلب زواج أخته ...
يقاطع الصمت
صوت الاب قائلاً
: الله
يرحمهابوك يا صلاح ..
كانت كل الناس بتحبه وبتدعيله ..
عمر ما حد صلح
عنده تلفزيون أو راديوا
وقاله انته
دافع كام ..
او أجبره يدفع
مبلغ ....
ياه على الناس
الطيبه ...
هز صلاح رأسه
يقول :
وايه اللى
بيفضل ياحاج حسن من
الإنسان غير
السيره الطيبه ..
انا لحد
النهارده لما بروح مكان
بشوف الخير اللى عمله ابويا فى حياته
لسه عايش مماتش ...
وكفايه دعوة
الناس ليه ...
يقاطع مراد
حديث أبوها وصلاح قائلاً
: بس يا صلاح
اكيد انته سمعت إن قسمت
مخطوبه ..!
ازاى بقى جاى تتقدم لها ..؟
يسود الصمت
والصدمه على وجوه الجميع
ليقاطع الاب
ذلك نافيا بيده : لاء
هو اتقدم بس
لكن مخدتش كلمه لسه ..
او قولنا حتى
موافقين...
انا ماشى بمبدأ الرأى رأىاللى هيتحوز ...
ميدخلش غير بالنصيحه ...
صلاح : وانا
اتمنى اكون واحد منكم ..
معتز بصوت حاد
: انته عارف إن قسمت
جابت مجموع
يدخلها كلية طب ..؟
هز صلاح رأسه
يقول : ايوه سمعت ..
سمعت من الحاج
حسن وفرحت عشانها ..
مراد :
طيب ازاى بقى
جاى تتقدم وانته عارف
أن قدمها لسه
مشوار فى الكلية ..!
ده غير كمان
المصاريف بتاعتها ..!
كانت طريقة
مراد وأسلوبه لا يحتاج للنقاش
إنه يرفض وجود
صلاح ويبغضها ..
ويرفض طلب
زواجه من أخته
لكن صلاح كان يكمل بكل بثبات وهدوء
وهو يجيب بثقه : أنا معنديش مانع نتجوز وتكمل ..
محمد فى تعجب
:
بس هتكمل ازاى
وانته عارف
كلية زى دى
محتاجه حجات كتير ...؟
والمصاريف ..
وكمان عامل الوقت والمذاكره
ومعلش حضرتك
مدرس ...
لسه فى بداية
حياتك ..
مش هتقدر على
مصاريف البيت وكمان
مصاريف كلية
قسمت ...
صلاح :
اكيد أنا فكرت
فى النقطه دى كويس
وعندى الحل
ليها ...
فجأة تقتحم
الحجرة قسمت بكوب زجاجى من العصير مبتسمه وتقدمه إلى صلاح الذى
تجمدت الكلمات
بين شفتيه وهو يرى
فتاة بارعة
الحسن يأمل من أعماق قلبه
أن تكون له ..
يقاطع شروده
ونظراته إلى قسمت صوت
أخيها مراد :
ايه بقى الحل اللى عندك ...
مقولتش يا أستاذ صلاح ..
ينظر صلاح إلى
وجه قسمت مرة أخرى
وكأنه يستلهم
منه ثقته وقال :
نتجوز ونساعد
بعض فى تكوين مستقبلنا
انا وهيه
نشتغل ..
عقدت قسمت
حاجبيها فى تعجب
وهى تقول :
اشتغل إيه ..؟
صلاح : انا
عامل مشروع صغير فى اوضه
فى البيت عندى
..
فى شغف تقول
قسمت :
مشروع إيه ..؟
صلاح :
بجانب انى
مدرس جغرافيا ..
لكن عملت مطبعه صغيره كده
على قدى ..
بعمل فيها شغل للطلبه والمدرسين زمايلى وبصمم
كروت افراح وشخصية
وحاجات كتير ..
المشروع بقاله
شهور بسيطه
لكن الحمد لله
فى تتطور..
ومع الوقت
متعشم يكون أكبر..
واكيد لو حصل
نصيب واتجوزت هتكون
قسمت عندها
فرصه تشاركنى مشروعى ..
وتكمل دراستها
..
ونحقق منه كل
اللى نفسنا فيه ...
ساد الصمت بعد
كلماته بين الجميع ...
أبوها : والله
يابنى كلامك جميل لكن اكيد
قسمت محتاجه
وقت تتفكر ..
واللى فيه
الخير يقدمه ربنا...
ابتسم صلاح
وهو يعتدل واقفاً يبادلهم التحيه
يغادر وعيناه
لم تغفل أو تبتعد عن وجه
قسمت إلى أن
رحل ..
ألتف الجميع
حول قسمت فى صوتا واحد
: مقولتيش
رأيك فى العريس ..؟
موافقه والآه
لاء ..؟
خيم الهدوء
على المكان فى إنتظار رد قسمت
التى نظرت لهم
جميعاً وقالت :
عايزين تعرفوا
رأى فى العريس ..؟
هز معتز رأسه
: ياريت ...
وكان رأى قسمت
فى العريس
صادم للجميع
...
فما قالته لم
يتوقعه أحد ...
او يفكر به
...
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق