روايه
احزان قسمت
الجزء 37
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
كانت مفاجاه
مذهله بالنسبه الى قسمت
وهي ترى امام عينيها خالد ثروت داخل
منزل ابيها...
كان الامر
بالنسبه لها اشبه بالحلم...
قسمت فى
ارتباك واضح وتلعثم تقول
: استاذ خالد
مش ممكن...!
خالد بصوت
هادئ حنون :
ازيك قسمت عامله ايه...؟
انا عارف إنها
مفاجأه...
وزياره مش
متوقعه..
يقاطع حديثهم
صوت ابوه الذي قال
: يبقى من
الاستاذ يا قسمت..
نظر خالد في
بهدوء شديد وبملامح
جافه له
قائلًا : واضح ياحاج
انك ما تتفرجش على التلفزيون....
ولا بتشوفوا...
أومأ ابوها
براسه : فعلاً ...
أنا ما بتفرجش
على التلفزيون...
يبتسم خالد
قائلاً : انا المطرب
خالد ثروت ....
يجوز حضرتك
شوفتنى قبل كده
أو سسمعتنى...
عقد ابوها
حاجبيه قائلًا :
ايوه... ايوه... افتكرت...
انا فعلاً شوفتك قبل كده....
ودار بوجهه
ناحية ابنته قسمت وأكمل
حديثه : بس
حضرتك تعرف بنتى منين..؟
وممكن اعرف
سبب الزياره..؟
واسف من سؤالي
ومن صراحتي
ابتسم خالد
ببرود قائلاً :
انا اعرف قسمت
من مده كبيره جداً...
ينظر ابوها في
دهشه عارمه :
تعرفها من مده
كبيره يعنى إيه...؟
ممكن...
تقاطع هذا
الحديث الحاد قسمت
قائله : انا هفهمك كل حاجه بعدين
يا بابا ...
وعادت تشير
إلى خالد بالجلوس
فى المقعد القريب قائله :
اتفضل يا
استاذ خالد...
جلس خالد
بهدوء وهو ينظر لها
ويميل بصدره
للأمام يقول :
انت جيتى سألت عليه في الفيلا
مش كده..؟
هزت قسمت
رأسها :
ايوه حصل...
لكن أنته عرفت
أزاى..؟
يجيبها خالد
قائلاً :
من أمن الفيلا
بلغني بزيارتك يومها
بالصدفه...وإن
فيه واحده بتقول تعرفنى...
ولما فتحت كاميرات المراقبه
وشفتك استغربت جداً..
ومش هنكر إنى
فرحت...
ولما رجعت مصر
جيت لك على طول...
حسيت إن في حاجه..
أقصد فيه
مشكله...
مالك طمنيني
حصل إيه..؟
تتنهد قسمه
وهي تقول :
ايوه فعلاً
...
كنت محتاجه لك
قوي ...
أنا حصل لي
حاجات كثير صعبه...
وحسيت انك الوحيد اللي ممكن تقف جنبه...
وتساعدني...
عقد حاجبيه في
دهشه وقال :
أكيد طبعاً
...أنا تحت أمرك...
خير
...مالك...؟
في إيه...؟
طمنيني واحكي
لي....
تعود قسمت
براسها للوراء قائله :
هحكيلك
بالتفصيل كل شىء...
وبدأت قسمت في سرد ما حدث لها
من احداث سابقه...
حتى انتهت وهو
يستمع لها في اصغاء تام
وصمت بدون
مقاطعه...
ثم قال وهو
يطلق زفره حاره من صدره :
ياه كل ده حصل
لك...!
واضح إنك تعبتى كتير واتعذبت أكتر..
واضح كمان انك
كنت الضحيه...
ضحيه لعبه
كبيره قوي...
قصتك اللى
بتقوليه دلوقت مش منطقيه..
فيه حد شرير
ومجرم بيستغل طيبتك...
وبيخدعك...
حد قريب منك
جداً..
مش هقدر أحدد
دلوقت هو مين...
لكن هعرفه ..
نظرت له قسمات
في حزن قائله :
انا المهم عندي دلوقتي ابني...
ابني اللي راح مني...
خايفه يكون حصل له حاجه ..
ومش عارفه مين
اللي خطفوا...
خالد بهدوء :
ما تقلقيش...
انا هصلح كل حاجه....
وهرجع لك ابنك ان شاء الله قريب...
اوعدك...
وهعرف اللي حصل لك ده كله
سببه ايه...
وهلاقى حل لمشكلة رحاب..
أنتى ملكيش
ذنب فى موتها...
دا إذا كانت
ماتت فعلاً ..
انا حذرتك من
الاول بلاش خميس وانتى
اللي اصريتى
عليه...
واخترتيه رغم إنى ما كنتش مقتنع
ويمكن كمان
انتى ما كنتيش مقتنعه...
تتنهد قسمت في حزن وياس قائله :
عارفه...
وعادت تعتدل
من مقعدها واقفه تقترب منه
: انا اخترت
كتير غلط في حياتي...
لكن هعمل ايه..؟
نصيب
وقسمتي....
انا خلاص حسيت ان كل حاجه راحت مني...
ينفي خالد
براسه ويده قائلاً :
ما تقلقيش طول
ما انا جنبك مش عايزك
تقلقي ولا تخافي ...
يخفق قلب قسمه
في فرحه وهي تشعر
أن الامل يعود
من جديد لها...
بعودة خالد ثروت...
الذي اعتدل هو الآخر من مقعده واقفا
وأقترب منها
أكثر وهو يقول : طول ما
أنا فى حياتك
متخفيش...
وعاد يغادر
مبتسماً:
هبقى اتصل بك
تتابع قسمه
انصرافها وهي تودعه حتى ابتعد
وأختفى من
الشقه قبل ان تلتفت لتجد ابيها
امامها يقول فى غلظه :
اكيد هو ده سبب الخلاف اللي بينك وبين
جوزك خميس...؟
تنظر له قسمت في حسره وهي تقول
:مش فاهم قصدك
ايه...؟
ابوها بصوت
غاضب : قصدي أن
الخلاف اللي
بينك وبين جوزك
سببه الشخص ده
...
وما تحاوليش
تنكري...
الموضوع واضح جدا زى الشمس
تنفى قسمت في حسره :
انت فهمت غلط يا بابا ..
انا ما فيش
بيني وبين خالد اي حاجه...
الموضوع مجرد
صداقه مش اكثر...
ابتسم ابوها
فى سخرية :
عايزه تفهميني
ان شاب زي ده ناجح ومشهور.. علاقتك بيه مجرد صداقه بس ..!
مش ممكن طبعاً
...
حاجه ما تصدقش
ولا متطقيه..
شاب زي ده
مشهور ومعروف يجي
لك لحد هنا فى
البيت..
وتبقى حاجه
طبعيه...!
دى حاجه مريبه
وغريبه وغامضه ...
صح...؟
حاجه تخلي
الناس تتكلم...
وتخلي جوزك نفسه يطلقك لو عرف...
وتخليه
يسيبك...
ارجوكي صارحيني عشان اقدر احل المشكله...
ومتقوليش
صديقى...
من أمته بناتى
لهم أصدقاء رجاله...
بيجيلهم لحد
بيوتهم...!!
تنفى قسمت
بإصرار من جديد :
صدقني يا
بابا...
مفيش اي حاجه تخليك تشك فى أخلاقى...
أنا مش هكذب عليك...
ولا عمرى كدبت
عليك...
انا لما ابني
اتخطف كنت بتعلق بأى قشايه...
وحاولت اروح
له عشان اطلب مساعدته...
لكن ما
تلاقيتوش...
لكن هو لما عرف بزيارتى جالي...
جالى لحد
هنا...
وهيحاول يساعدني ويرجع لي ابني...
هي دي كل
الحكايه..
وكل اللى
يهمنى فى النهاية أبنى..
وساده بعدها
صمت ثقيل...
ووجه أبوها
يتطلع لها وهو غير مقتنع
بحديثها. .
لتنصرف الى حجرتها وتلقى بجسدها
فوق الفراش...
وهي تفكر بجنون وتتسأل وتتمنى..
هل يمكن ان يحقق خالد حلمها...؟
هل يمكنه ان يعود إلى أحضانها ابنها..؟
هل يمكنه ان
ينقذها من هذا العذاب المميت
الذي تعيش
فيه...؟
ويكشف ويجد حل
لذلك للغموض
المخيف الذي تعيشه...
*******
كانت صدمه
كبيره تعيشها نعيمه
وهي تستمع الى
حديث صلاح الذي قال
في حزن واسى : هي دي الحقيقه يا نعيمه
معتز اخوك هو
اللي حرق المطبعه...
فاطمه شافته..
وهى عارفاه
كويس واعترفت لى...
تنفى نعيمه في
حصره :
مش ممكن..!
مش ممكن اللي
بتقوله..!
معتز اخويا مش
ممكن يعمل كده ...
وهيعمل كده
ليه...!
اكيد فاطمه
غلطانه....
اكيد شافت واحد ثاني غيره...
أكيد
أتهيألها...
ينفي صلاح :
لأ يا نعيمه...
فاطمه وصفته بالظبط وأنها شافته عندنا..
وسمعتك أكتر
مره بتكلميه وبتقولى أسمه..
تسقط الدموع
في أعين نعيمه وهي
تقول : وليه
يعمل كده فينا...؟
ليه معتز يحرق
لنا المطبعه..؟
ويحرق قلوبنا
معها...؟
يحرق حلم أخته
وشقاها وتعبها وتعب جوزها وفلوسهم...!
نظر لها صلاح في حزنه وهو يقول :
هي دي الحياه
يا نعيمه ...
واللى لازم
تصدقيها رغم المرار اللى فيها...
معتز أخوكى
اللي عمل كده...
انا زيك مش
لاقي تفسير ...
ولا سبب واحد
مقنع للي عمله..
غير الجنون...
وللأسف معتز
مش مجنون...
نعيمه
بلهجه قويه
حاده ومنفعه تمسح بطرف
يديها دموع
خديها تقول :
اتصل عليه...
كلمه ...في التليفون....
خليه يجيلي هنا .....
خلينا
أوجهه.....
خليني اعرف
منه السبب...
يسود الصمت
للحظات ٬ ثم عاد صلاح
يطلق زفره طويله وهو يقول :
انا شايف ان احنا لازم نفكر كويس
قبل اي خطوه
ناخدها ولازم كمان...نه..
تنفعل نعيمه
وهي تقاطعه في غضب قائله :
انا مش هرتاح
إلا لما اتكلم معاه...
لازم اواجهه...
ولازم اعرف هو عمل كده ليه...!
ولو بيكذب علي هعرف....
ده اخويا وانا اكثر واحده اعرفه كويس...
ساد الصمت
للحظات ثم قالت لي ى توسل
: صلاح ارجوك
كلمه دلوقت ...
ارجوك خليه
يجي لي هنا حالاً....
ولم يجد صلاح
حلاً اخر سوى ان يتصل به ..
ويدعوه للقدوم
لهم وزيارتهم ..
ومقابله أخته
نعيمه..
الذى تنتظره
بقلبه يطلق من أعماقه لهيب..
بل ألسنت لهب
بركان مشتعل...
******
طرقات على باب
شفة قسمت
التى اقتربت
منه بعد دقيقه بالضبط
وقامت بفتحه
ليرتجف جسدها كله مع عينيها
التى زاغت وهى
ترى أمامها آخر
شخص يمكن أن
تتوقع قدومه
ورؤيته مصطفى ..
مصطفى مخلص
...
زميلها وحبيب
صديقتها
رحاب ...
بصوت هادىء
يقول : ازيك يا قسمت .
قسمت فى تلعثم
واضح تنطق اسمه
فى دهشه :
مصطفى ...!
هز رأسه :
عارف إن وجودى قدامك
..أقصد قدام
باب بيتك مفاجأة...
لكن الامر مهم
محتاج نتكلم مع بعض شويه
يسود الصمت
للحظات وهى تشعر بالخوف
يتسلل إلى
عروقها لتقول : نتكلم ..!
نتكلم فى إيه
..!
مصطفى بنفس
نبرة هدوءه :
بخصوص رحاب..
رحاب صحبتك
...
أنا عرفت هيه
فين ...
ويسقط قلب
قسمت بين قدميها
مع كلماته ..
وتشعر بقمة
الذعر ...
والرعب ....
فما كان يقوله
مفاجأة..
مفاجأة لم
تتوقعها...
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق