القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 أحزان قسمت
 
الجزء 29

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

 

 

منتصف الليل..

 

سيارة تنطلق بسرعه تشق طريقها

 

 نحو سفح جبل المقطم ..

 

 ‏يقودها حماده سكر الذى تبتسم

 

 ‏شفتاه دائماً بدون أسباب ...

 

 ‏وبجانبه قسمت التى لم تنبس

 

 ‏طيلة الطريق بطرف كلمه ...

 

 ‏ضرب فجأة حماده مكابح سيارته ..

 

 ‏وألتفت بجسده

 

ينظر إلى وجه قسمت الشارد

 

بعيداً عنه وتتسع إبتسامتة قائلاً :

 

الجميل سرحان فى إيه ...؟

 

أدينى يا سيتى جيت فوق

 

المقطم زى ما طلبتى

 

بعيد عن عيون الناس ...

 

عن عيون الدنيا ..

 

على رأى الاغنيه ...

 

حابب اسمع صوتك ..

 

قصدى كلامك ...

 

طلباتك ...

 

قولى يا دكتوره ...

 

يأحلى دكتوره ...

 

تأخذ قسمت نفسا عميقا قائله

 

: أنته مش شايف اتنين مليون كتير

 

يا استاذ حماده ..

 

كتير اوى ...

 

ينفجر حماده ضاحكاً :

 

وقت ما تتمسكى وتشوفى نفسك

 

قريبه من حبل المشنقه

 

هيكون عندك استعداد تدفعى كل

 

اللى وراكى واللى قدامك ...

 

وانا بختصر  عليكى الطريق ..

 

قسمت فى هدوء : لكن أنا ممعيش

 

المبلغ ده ..

 

ومقدرش اجبهولك...

 

ينفى حماده بيده :

 

يعنى عايزه تفهمينى

 

إن أنتى وخميس جوزك مش عارفين

 

تدبروا ليه اتنين مليون ..

 

دى فضيحه ...

 

قسمت : المبلغ كبير صدقنى ..

 

يغمغم حماده :

 

أنا ممكن اعمل لك خصم

 

خمسه وعشرين فى الميه ...

 

يعنى المبلغ يبقى مليون ونص ..

 

بس بشرط...

 

عقدت قسمت حاجبيها فى تعجب

 

: شرط إيه ...؟

 

رفع حماده إصبعه نحوها

 

: انتى ...

 

اخدك انتى ياقسمت ...

 

وعاد ينقض عليها وهو يهمس

 

: انا بحبك ...

 

بحبك ياقسمت من اول يوم

 

شوفتك فيه ...

 

انا بعشقك ..

 

بعشقك بجنون ...

 

تدفع قسمت ذقنه يراحت يديها

 

وهى تصرخ : أبعد عنى ...

 

انته اتجننت ....!

 

يضحك حماده : انتى اللى جبتينا

 

بنفسك هنا ..

 

ولا حد هيسمعك ...

 

ولا حد هيشوفك ..

 

وبدأ من جديد يحاول الهجوم عليها

 

وهى تفتح حقيبتها فى إرتباك .

 

لتخرج ذلك المسدس الذى أعطاه

 

لها خميس .

 

رفعته صوب عين حماده الذى تراجع

 

فى ذهول يصرخ :

 

إيه ده ...!!

 

أحنا متفقناش على كده ...!

 

قسمت فى صوت حازم :

 

دانته طلعت قذر اوى ...

 

وندل ... وخسيس ...

 

حماده فى ذهول :

 

لو فكرتى تعملى كده

 

هتودى نفسك فى داهيه ...

 

وهتبقى جريمه تانيه ..

 

وخلى بالك انا لحمى مر ..

 

انا واخد إحتياطاتى كويس اوى ...

 

يعنى لو قتلتنى برضه الفيديو

 

هيروح للشرطه ...

 

وهيشفوه ..

 

بطريقه تانيه ...

 

انا مش عبيط عشان أجى معاكى لحد

 

هنا بكل سذاجه... وبساطه ...

 

انا واخد حذرى كويس اوى ...

 

لكن انتى لما طلبتى تطلعى فوق ..

 

حسيت إنها فرصه ...

 

فرصه نكون لوحدنا ...

 

واقولك بحبك ...

 

وأنقض فجأة حماده بكل شراسه

 

نحوها ..

 

وهى تحاول بكل وسيله دفعه ..

 

دون جدوى ..

 

وانطلقت فجأة رصاصه قسمت

 

فى صدره ..

 

وانفجرت الدماء ..

 

وصرخت قسمت من الفزع ..

 

لا تصدق ما فعلته ...

 

وهى ترى حماده

 

قد جحظت عيناه ...

 

يحاول أن يحيط رقبتها بكلتا يديه ..

 

لكنه فشل ..

 

لقد فاضت روحه ...

 

وسقط جثه هامدة ...

 

بجانبها داخل السياره ...

 

وهى ترتجف ..

 

ويداها ترتعش ..

 

وسقط منها المسدس ..

 

واخذت تبكى ...

 

لا تصدق أن الحال وصل بها

 

نحو هذا الحد ...

 

فجأة يتحرك باب السياره ...

 

ويبتسم خميس عبد القوى

 

زوجها يقول برافوا عليكى

 


































يا دكتوره ...

 

اطلعى بره بقى بعد إذنك ...

 

روحى عربيتى ...

 

وانثنى يأخذ المسدس قائلا :

 

وانا هرمى جثة حماده ده من

 

فوق الجبل وارجع لك ..

 

قسمت فى مزيج من الحسرة

 

والهلع تبكى قائله :

 

أنته اللى خلتنى عملت كده ..

 

انته اللى وصلتنى إنى اقتل ...

 

يجذبها بعنف خارج السياره

 

يقول فى عصبيه : مش وقت كلام

 

أمشى يالله من هنا ...

 

تتحرك قسمت وهى لا تقوى على

 

السير ولا تستطيع أقدامها حملها ..

 

كانت تتأرجح. 

 

تكاد تسقط على وجهها ..

 

حتى فتحت باب سيارة خميس

 

وألقت نفسها داخلها تتابع

 

خميس الذى يحمل جسد حماده سكر

 

ويلقى به من فوق سفح الجبل..

 

ويعود إليها سريعاً ..

 

وينطلق بالسياره .

 

وهى تشعر يالإعياء الشديد ...

 

وتمسك بطنها المنتفخه تقول ..

 

مش قادره يا خميس.

 

بطنى بتتقطع ...

 

خميس بصوت حاد أمسكى نفسك

 

شويه ....

 

تلاقيه شويه مغص ...

 

مطرح الحمل ..

 

وهيروح دلوقت ...

 

قسمت فى حزن شديد :

 

أنا مش مصدقه ...!

 

مش مصدقه إنى قتلت بإديه ..!

 

ونظرت له فى سخط :

 

أنته شيطان ..

 

شيطان مش بنى آدم ..

 

يبتسم خميس ساخراً :

 

شيطان ليه إن شاء الله...؟

 

عشان خلصتك من جثة صاحبتك

 

رحاب اللى قتلتيها وكنتى

 

هتروحى فى ستين داهيه ...؛

 

والآه عشان خلصتك

 

من الزفت حماده سكر اللى

 

كان بيبتزك بالفلوس ...!

 

وماسك عليكى ذله. .

 

وكمان كان عايز يعتدى عليكى

 

فى العربيه....

 

كل الخير اللى عملته فيكى ده

 

وتقولى فى الآخر شيطان ..

 

دانتى بجحه اوى يا دكتوره ...

 

تغلق قسمت عينيها ...

 

وتعود للوراء ...

 

من كان يصدق أن يحدث لها يوماً ذلك ..

 

لقد أختارت ذلك الرجل الذى بجانبها

 

مرتين ..

 

على أمل أن تثبت أنها كانت محقه

 

فى الإختيار ...

 

لكن ماذا بعد هذا الدمار الشامل

 

الذى حدث لحياتها ..

 

تعود إلى تلك اللحظه التى أصبحت

 

تكرهه أن تتذكرها ..

 

حين كان الإختيار

 

ما بين خميس عبد القوى..

 

وصلاح محمود...

 

ربما لو كانت اختارت صلاح

 

لكانت حياتها عكس ما تعيشه تماماً...

 

ربما امتلكت تلك السعاده التى مع

 

اختها ..

 

والتى تشعر دوما أنها من حقها ...

 

وتحقد عليها من أجلها ...

 

فجأة يضرب خميس مكابح سيارته

 

يقول : يالله اطلعى .

 


























وأنا هروح مشوار كده على

 

السريع وهرجعلك ...

 

تطلق قسمت زفير قصير

 

وترتجل من السياره تصعد الى

 

الشقه...

 

تأخذ حمام ماء بارد بملابسها ..

 

كانت تشعر بأنها غير قادره

 

على جمع تركيزها ...

 

ما تزال تفكر فى تلك اللحظات

 

البشعه والمخيفه ..

 

لحظة قتلها حماده سكر...

 

وحين ألقى به خميس من فوق الجبل ..

 

ويخفق قلبها بقوة لحظتها...

 

بعد دقائق خرجت ترتدى

 

ملابس نظيفه ...

 

تستلقى فوق الفراش ..

 

تشعر بالنعاس وتتثاءب ...

 

وقبل أن تذهب فى نومها من شدة

 

الإرهاق النفسى والجسدى ..

 

كان رنين هاتفها يعود بها إلى

 

الإستيقاط من جديد ..

 

وهى ترى إسم زوجها ...

 

لم يكن لديها الرغبه فى محادثته ..

 

وتركت الهاتف دون أن تجيب ..

 

ودارت بجسدها تتقلب فوق الفراش

 

لكن يبدو أن خميس فى إصرار

 

للحديث معها ..

 

ليعاود الإتصال من جديد..

 

تفتح قسمت فى تكاثل تقول :

 

ايوه يا خميس ...

 

عايز إيه ...؟

 

انا تعبانه وعايزه انام ..

 

خميس بصوت مرتبك ومتلعثم

 

: خودى بالك

 

البوليس تحت العماره ..

 

تنتفض قسمت وتقفز واقفه فجأة

 

دون أن تعرف كيف فعلت ذلك ..

 

وتتسع عيناها فى قمة الهلع ...

 

والذعر قائله :

 

 بوليس ..!

 

خميس : ايوه ...

 

وشكلهم طالعين عندك ..

 

فوق ...

 

خلى بالك وأثبتى ومتخفيش ..

 

اى خوف هيوديكى ويودينى حبل

 

المشنقه ..

 

سامعانى ..

 

قسمت فى رعب شديد :

 

والبوليس عايز منى إيه ..؟

 

وهيجيلى ليه ..!

 

خميس فى إنقعال :

 

معرفش...

 

بس ..

 

بتر عبارته وهى تسمع صوت جرس

 

باب الشقه وطرقات ..

 

لترتجف فى ذعر تصرخ

 

: جم ...

 

جم ياخميس وبيخبطوا..

 

خميس فى إرتباك :

 

افتحى بكل هدوء وثبات

 

وثقه ...

 

وركزى فى كلامك كويس ..

 

واغلق المحادثه ..

 

وهى تتحرك ببطء نحو باب

 

الشقه وتفتحه ويصدر صوت صريره

 

وتجد أمامها ثلاث رجال

 

يقول أوسطهم :

 

دكتوره قسمت حسن أمين. ؟

 

هزت قسمت رأسها : أيوه ..

 

الرجل فى منتهى الهدوء :

 

ممكن تتفضلى معانا ..

 

وسقط قلب قسمت بين قدميها ..

 

وكادت أن تسقط هي الأخرى أرضا..

 

فى هلع...

 

وهى تتخيل صوره واحده فقط أمامها ...

 

حبل المشنقه...

إضغط هنا الجزء30

جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب


    إضغط هنا الجزء35

   إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضغط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39


إضغط هنا الجزء 40


إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50 والأخير 

قصص قصيرة  

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات