القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 أحزان قسمت
 
الجزء 32

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

 

 

من أصعب الصدمات تلك

 

التى تأتيك بغته بدون سابق

 

إنذار ...

 

وها هى فاجعه جديده تصيب

 

قسمت وأسرتها فجأة ..

 

لقد ماتت أمها ...

 

لقد رحلت باكراً..

 

لقد مزق ألم الفراق صدرها ..

 

وشق قلبها ...

 

خبر لم تصدقه ..

 

ولم تعترف به ...

 

حتى حين تمت الجنازة ..

 

وبعد أن تم دفنها ...

 

كانت تنفى بيديها وقلبها

 

لا...

 

أمى لم تمت ...

 

كانت تقسم أنها ما تزال فى البيت ..

 

وعلى قيد الحياة...

 

تسمع صوتها ..

 

تستنشق رائحة عطفها ..

 

تشعر أنفاسها ..

 

كان الجميع يعيش حاله يرثى لها..

 

والحزن أصبح يخيم على الوجوه ..

 

والصمت عنوان الألم ...

 

خميس يجلس بجانب قسمت الصامته

 

والتى تنظر فى وجوه إخوتها ..

 

تحاول قراءة ما يدور فى عقولهم ..

 

نعيمه شارده الذهن على نحو عجيب ..

 

شعرت قسمت بحنين لحضن اختها .

 

للحديث معها ..

 

لقد كانت دوما تقول لها منذ الصغر

 

إنها أمها الثانيه. 

 

ولكن بعد رحيل الأم أدركت قسمت

 

إن ليس للأم بديل ..

 

ولكن لديها رغبه ملحه للحديث مع

 

نعيمه...

 

 ولكن كبريائها وغرورها منعها ...

 

وسألت نفسها بغته فى صدرها

 

هل ما تزال تحبها أم انتهى ذلك الحب

 

بينهم ...؟

 

لكن قسمت شعرت بحنين للحديث معها ..

 

حنين لا يوصف جاء بغته...

 

ربما يخفف هذا من حدة الألم الذى

 

داخل صدرها ..

 

فجأة حركت نعميه كرسيها نحو الشرفه

 

المفتوح بابها ..

 

ونظرت بعينها للسماء ...

 

وتساقطت دموعها ...

 

لقد أحست بوجه أمها ..

 

رأت صورتها بين الظلام كبقعة الضوء ..

 

فجأة صوت قسمت يقطع شرودها.

 

( انتى مخصمانى يا نعيمه..؟ )

 

التفت نعيمه نحوها دون أن تنبس بكلمه ..

 

لتجلس قسمت إلى جوارها تقول

 

: انتى مبترديش ليه ...؟

 

تمسح نعيمه دموعها :

 

 مش وقت كلام يا نعيمه ...

 

ارجوكى سيببنى فى حالى ..

 

تتنهد قسمت والدموع تتراقص

 

 فى عينيها قائله :

 

 ‏انا تعبانه زيك بالظبط ويمكن اكتر ...

 

 ‏انا الفتره الاخيره كمية مصايب فوق

 

 ‏دماغى لا تعد ..

 

 ‏ولا تتخيليها ...

 

 ‏نعميه بهدوء وكأنها تسخر  :

 

 ‏المؤمن مصاب ياقسمت ..

 

 ‏تتسع عين قسمت فى حيره

 

 ‏وهى تقول بصوت حازم :

 

 ‏انتى شمتانه يا نعيمه ...

 

 ‏نعيمه فى غضب تشير إلى نفسها :

 

 ‏انا اشمت فيكى ..

 

 ‏اعوذ بالله ...

 

 ‏ربنا يهديكى يا قسمت ...

 

 ‏قسمت فى ضجر :

 

 ‏انتى بتعملينى كده ليه..!

 

 ‏ ممكن افهم ..؟

 

 ‏تطلق نعيمه زفره حاره تقول بصوت

 

 ‏حازم : واضح انك مش مدركه حجم

 

 ‏الكارثه اللى أحنا فيها ..

 

 ‏مش واخده بالك إن امك ماتت النهارده ..

 

 ‏من كام ساعه ...

 

 ‏مش واخده بالك إن مينفعش نتكلم فى

 








































 ‏اى حاجه مش وقته خالص...

 

 ‏قسمت بصوت باهت :

 

 ‏ مش مرتاحه يا نعيمه

 

 ‏عنيكى بتهرب منى ..

 

 ‏مش عايزه تشوفنى ..

 

 ‏يسود الصمت بينهم .

 

 ‏ونعيمه تدور برأسها وتحدق نحو ظلام

 

 ‏الليل فى السماء ..

 

 ‏وقسمت ما تزال تهتف لها :

 

 ‏نعيمه ليه بحس بالعتاب فى عنيكى ..؟

 

 ‏انا عملت لك إيه ...؟

 

 ‏تبتسم تعيمه ساخره :

 

 ‏مفيش حاجه ...

 

 ‏معملتيش حاجه خالص ..

 

 ‏حاربتينى بالمطبعه اللى قصادنا

 

 ‏لحد ما خربتيها..

 

 ‏خربتى بيتى ..

 

 ‏وفى النهايه حرقتيها..

 

 ‏وخلتيها رماد ..

 

 ‏وضيعت مستقبل صلاح ...

 

 ‏تتراجع قسمت فى صدمه :

 

 ‏إيه اللى بتقوليه ده يا نعيمه ...!!

 

 ‏انا احرق مطبعتك ..!

 

 ‏انتى تصدقى عنى كده ..؟

 

 ‏تصدقى إن قسمت تحرق لك مطبعتك

 

 ‏انتى وصلاح ..؟

 

 ‏مش ممكن طبعا...

 

 ‏انا لا يمكن اعمل كده

 

 ‏مستحيل .

 

 ‏تنظر لها نعيمه بأعين ثاقبه

 

: ‏بلاش كدب يا قسمت ..

 

 ‏متحاوليش تهربى من حقيقتك ..

 

 ‏انا خلاص كشفتك ..

 

 ‏انتى مش نعيمه الطيبه اللى

 

 ‏ كنت بحبها ...

 

 ‏تتسع عين قسمت فى ذهول

 

 ‏وهى تتراجع للوراء تردد :

 

 ‏اللى كنتى بتحبيها ....!!

 

 ‏اومأت نعيمه برأسها :

 

 ‏ اللى تعمل  ‏فيه كل ده....

 

 ‏ لا تبقى اختى ‏ولا اعرفها ...

 

 ‏قسمت فى عصبيه :

 

 ‏ اقسملك يا نعيمه أنن ..

 

 ‏ترفع نعيمه راحت يديها فى وجهها

 

 ‏بإشاره لها بالصمت وتقاطعها قائله :

 

 ‏مفيش داعى للحلفان..

 

 ‏التحقيق اثبت إن الحريق تم بفعل فاعل ..

 

 ‏ومفيش حد طبعا بيكرهنا انا

 

 ‏وصلاح اكتر منك ..

 

 ‏تنفى قسمت بيديها :

 

 ‏اقسملك يا نعيمه

 

 ‏ما حرقت حاجه ...

 

 ‏ولا فكرت حتى احرق المطبعه ..

 

 ‏مش هستفيد اى حاجه من حرقها ...

 

 ‏قولى لى انتى هستفيد إيه ..!

 

 ‏يسود صمت بعد سؤال قسمت

 











































 ‏ونعيمه تتطلع لعينيها

 

 ‏وتشعر بالصدق ...

 

 ‏لا تعرف لماذا أحست ذلك ..

 

 ‏لم تكن ملامح أو نبرات قسمت كاذبه ..

 

 ‏هكذا شعرت نعيمه ..

 

 ‏لذلك لازمة الصمت ..

 

 ‏وقسمت ما تزال تكمل سردها :

 

 ‏انا مش بالشر اللى متخيلاه يا نعيمه ..

 

 ‏انا مش شيطانه عشان احرق ليكى

 

 ‏انتى وصلاح المطبعه ..

 

 ‏ده اكيد حد بينه وبين صلاح اى عداوه

 

 ‏هو اللى عمل كده..

 

 ‏واكيد حد ساعدكم إنكم تصدقوا

 

 ‏عليه الكلام ده ...

 

 ‏تنفى نعيمه :

 

 ‏ صلاح معندوش اى أعداء ..

 

 ‏أحنا الناس كلها بتحبنا ...

 

 ‏وفى حالنا ..

 

 ‏وعمرنا ما أذينا حد ..

 

 ‏تعتدل قسمت واقفه بنبرات

 

 ‏وبصوت وأعين حزينه دامعه :

 

 ‏اقسمت لك يا نعيمه بالله ..

 

 ‏إنى ما حرقت حاجه ...

 

 ‏انا همشى عشان خميس بيشاور ليه ..

 

 ‏اشوفك على خير يا نعيمه . .

 

 ‏وعادت قسمت تغادر وهى تحمل بين

 

 ‏يديها ابنها عادل ..

 

 ‏مع زوجها خميس ...

 

 ‏ونعيمه تتابعها وقد أثارت الحيره

 

 ‏الشديده فى نفسها...

 

 ‏وفى الاسفل ..

 

 ‏ استقل خميس مقعد سيارته وانطلق

 

 ‏وهى تجلس بين يديها صغيرها

 

 ‏وعيناها شادره تفكر ..

 

 ‏يقاطع خميس صمتها

 

: ‏مالك ..؟

 

 ‏قسمت فى حزن : مش مصدقه إنى

 

 ‏مش هشوف ماما تانى ..

 

 ‏يبتسم خميس ساخراً :

 

 ‏بكره تنسى ..

 

 ‏الزمن بينسى كل حاجه ...

 

 ‏من نعمة ربنا علينا النسيان ... 

 

 ‏بس ... انا ..

 

 ‏وعاد للصمت برهة وأكمل :

 

 ‏شايفك قاعده تكلمى اختك

 

 ‏وتتوشوشو فى البلكونه مع بعض

 

 ‏غريبه اوى ..!

 

 ‏ياترى كنتوا بتقولوا إيه ..؟

 

 ‏فى حاجه ..؟

 

 ‏تدور قسمت برأسها ناحيته

 

 ‏ وتنظر له فى تعجب :

 

 ‏أظن فى حاجه اسمها خصوصيات

 

 ‏بينى وبين أختى ..

 

 ‏مش لازم تعرفها

 

 ‏او اقدم لك تقرير عنها ...

 

 ‏خميس فى إنفعال وپاسلوب

 

 ‏غليظ : خلاص ..

 

 ‏مش عايز اعرف ..

 

 ‏إن شاءالله تنزلوا البحر مع بعض سوا. 

 

 ‏انا مالى ..

 

 ‏تظز فيكى وفيها..

 

 ‏دانتى سئيله أوى ..

 

 ‏تتسع عين قسمت من

 

 ‏ وقاحة أسلوبه ...

 

 ‏لتأخذ نفساً عميقاً وقبل أن تدور بينهم

 

 ‏معركه بالألفاظ ..

 

 ‏كانت تلك السياره فجأة تعترض و تقطع

 

 ‏طريقهم فى الظلام ...

 

ويقفز منها رجلان ملثمان ...

 

شاهرين أسلحتهم ..

 

وقبل أن تطلق قسمت

 

 ‏صرختها كانت فواهة سلاح القريب

 

 ‏منها صوب عينيها ...

 

 لتتجمد كالثلج فى مكانها

 

 ‏وفجاة تمتد يد أحدهم تجذب من حضنها

 

 ‏صغيرها عادل ...

 

 ‏فى جزء من الثانيه

 

 ‏دون أن تملك القدره على منعه ..

 

 ‏وخميس يرى أسلحتهم جاهز

 

 ‏فى إستعداد لإطلاق الرصاص

 

 ‏لو تحرك أو همس ...

 

 ‏وانصرف الملثمان يفران هاربين .

 

 ‏بسرعه خياليه ...

 

 ‏بعد إن سرق من بين يديها ...

 

 ‏ومن حضنها ابنها عادل ..

 

 ‏وصرخت قسمت ...

 

 ‏صرخت بكل جنون ..

 

 ‏وكل حسره ...

 ‏على ضياع ولدها ...

  إضغط هنا الجزء33

 

جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب


    إضغط هنا الجزء35

   إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضغط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39


إضغط هنا الجزء 40


إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50 والأخير 

قصص قصيرة  

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات