رواية
أحزان قسمت
الجزء 25
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
( انتى اتجننتى ..! )
نطق صلاح
جملته أمام زوجته نعيمه
بإنفعال واضح
وغضب...
وقد اتسعت
حدقت عيناها...
وهى تنظر له
فى تعجب
قائله : أنا
أول مره اشوفك عصبى
بالشكل ده ..!
الموضوع
ميستحقش ..!
ده مجرد
إقتراح
صلاح : بقى
عايزه تسمى بينتك قسمت..
وتقولى
الموضوع ميتسحقش ..!
نعيمه : ايوه
..
أنا مش شايفه مشكله .. !
ولا سبب
لثورتك دى ..!
يطلق صلاح
زفره حاره من صدره
يقول : هو مش
سبق واتفقنا أننا هنسمى
اول الحمل
ياسمين...!
وبعد كده
الحمد لله الدكتور طمنتنا
إنها بنت فعلاً ...
زى ما دعينا ربنا ....
عايزه تغيرى بعد كل ده إتفقنا ...!
نعيمه بصوت
هاديء :
ده مجرد
إقتراح حبيت بس ...
يقاطعها صلاح
بإشاره من يده
: لاء يا
نعيمه ..
مطت نعيمه
شفتيها ، ثم أومأت برأسها
: على فكره يا
صلاح واضح جداً إنك بتكره
قسمت أختى ..
صلاح فى لهجه
حازمه :
يا نعيمه
مش كل شويه
هتقولى الجمله دى ...!
ياسيتى أقسمت
لك هى ما فى دماغى ...
خالص ..
وبعدين أنا
حاسس إنك لا عايزه تسمى
قسمت ولا حاجه
..
انتى بس
بتستفزينى عشان تخلينى اتنرفز
بالشكل ده ...
مش كده ..؟
تنفى نعيمه
برأسها : صدقنى أنا بحب
قسمت ...
دى مش اختى
وبس ...
دى بينتى ...
انته متعرفش
هيه كمان بتحبنى قد إيه
ومتعرفش ...
يقاطعها صلاح
مرة أخرى :
ممكن نقفل
كلام في الموضع ده ..
تنظر له فى
حيره من أمره
وتشعر أن هناك
شىء ما فى صدره
يخفيه عنها ..
وكم تتمنى أن
تعرف ما هو ...؟
فجأة طرقات
على باب الشقه ..
ثم جرس
الباب...
يذهب صلاح
ويفتح بهدوء ..
ومع صوت صرير
الباب ...
تتسع عيناه ...
وهو يبتسم
ويصافح ذلك الشاب
القادم
لزيارته فى حراره يقول :
استاذ منصور
...!
واحشنى والله... اتفضل ..
منصور شاب فى
منتصف العقد الرابع
من عمره ، ذو
وجه دائرى وبشره بيضاء
وجسد ممتلىء بعض
الشىء ...
دلف نحو
الداخل لتقع عيناه على نعيمه
ليشير صلاح
إلى منصور قائلاً
: استاذ منصور
عابدين ...
اشطر محامى فى
المنطقه عندنا
وصديق وجار
عزيز ..
يبتسم منصور
وهو يهز رأسه
فى إشار إلى
نعيمه بالتعارف
وصلاح يقول :
اقدملك شريكه
عمرى
فى الحياه وفى
المطبعه وفى كل شىء
استاذه نعيمه
..
يبتسم منصور
من جديد وهو يقول
: أهلاً
استاذه نعيمه تشرفت لحضرتك
وآسف حقيقى على زيارتى المفاجأة ليكم
كده من غير
معاد ..
بس الموضع كان
مهم ..
مهم جداً
وميحتملش التأخير ...
عقد صلاح
حاجبه فى حيره وهو
يشير له
بالجلوس :
إتفضل يا استاذ منصور إرتاح ..
خير إن شاء الله.. ؟
يجلس منصور
على المقعد القريب
وفى صوت جاد :
يابنى بلاش
استاذ دى..
وبلاش رسميات
أحنا اخوات....
قول منصور بس
...
يبتسم صلاح :
تحب تشرب إيه ..؟
قهوتك ساده صح
..؟
ينفى منصور :
مفيش داعى أنا ماشى على طول...
بس حبيت ابلغك حاجه مهمه جدا ...
إنى بالصدفه عرفت من
صديق قريب منى...
إن فى ناس مش حابه نجاحك
فى المطبعه
...
يبتسم صلاح
ساخراً :
ما خلاص
المطبعه
بقالها كام
شهر فى ركود تام ..
وعليها ديون
..
منصور فى حده
:
عشان كده
جايلك احذرك
من أصحاب
المطبعه دول ...
اللى قصاد
المطبعه يتاعتكم ..
صلاح فى شغف :
مش فاهم ...!
منصور مستطردا
:
أنته لما
حاولت شقتك القديمه
لمطبعه
بالكامل كانت خطوه كويسه
منك لكن
معملتش الاوراق القانونيه
بالشكل الكامل
والرسمي ..
ودى غلطه
كبيره ..
صلاح فى تلعثم
:
لاء .... انا
كنت ماشى
فعلاً لكن حصل
بعض الظروف اللى ..
يقاطعه منصور
: على كل حال
لو كنت ماشى
فى الإجراءات حاول
تخلصها بسرعه
..
لأنهم من
الواضح بينخورا وراك ...
وعاد يعتدل
منصور :
هيه معلومه
قابلتها بالصدفه ..
وانته عارف
معزتك عندى ..
حاول تخلص
ورقك كامل وبسرعه ...
وانا فى خدمتك
فى اى وقت ...
بعد إذنك ..
يصافح صلاح
بحراره ومنصور ويودعه
وبعد أن غادر
المكان ألتفت صلاح ينظر
إلى وجه نعيمه
المتجهم الغاضب
تقول فى عصبيه
:
لاء بقى دول
ذودوها اوى ...
اوى ياصلاح
...
إيه كمية
الحقد والغل اللى فى النفوس
دى ...؟
اعوذ بالله
...
يأخذ صلاح
نفسا عميقا
ويتجه صوب
حجرته ..
لكن نعيمه لم
تكن راضيه عن من يحدث
وكانت تأخذ فى
عقلها قرارا أخير ...
دون أن تخبر
صلاح...
قرار لن
تتراجع عنه ...
ستذهب لمواجهة
أصحاب تلك المطبعه ...
وبأى شكل ..
وأى ثمن ...
*********
( أدينى جيت
وسمعت كلامك
ومفهمتش ولا
كلمه لحد دلوقت ...! )
نطقت رحاب حمدى صديقة قسمت جملتها
فى ضجر أمام
مصطفى مخلص داخل كازيون
على شاطىء
النيل ..
وهو يقول :
أنا كلامى
واضح يا رحاب ...
البنت اللى
عملت كده تعرفنى وتعرفك..
وقريبه مننا
أوى ...
تتنهد رحاب فى
حيره تقول :
إيه دليلك على
كده ..؟
يتلعثم مصطفى
:
اولا التوقيت
اللى بتبعت فيه الرسايل
بيدل إنها تعرف إنى لوحدى ...
ومش معاكى ...
مطت رحاب
شفتيها :
مش دليل ...!
مصطفى : كمان
الاسلوب بتاعها
واضح فيه إنها
تعرف حجات كتير عنى ..
حجات ميعرفهاش
غيرك ...
وأشار بسبابته
نحوها :
البنت دى
صدقينى قريبه منك
يا رحاب ..
قريبه جدا ...
وتعمتدت
تجرجرنى فى الكلام عشان
توقع بينا ..
وبعترف بكل
شجاعه ...
إنى كنت غلطان ...
غلطان فى حقك ...
وحق نفسي ...
تبتسم رحاب
ساخره :
وبعد ما
تتمادى معاها تنزلك
وتشير رسايلك كلها معها
على الفيس ...
وتبعتها لكل
اصحابك ..
وتعمل لك
فضيحه ..
مصطفى بوجه
متجهم :
انا معملتش
حاجه تستحق
كلمة فضيحه ...!
الفضيحه ليها
هيه ...
هيه اللى
تمادت تكلم شاب ...
وأى شاب ممكن
يتكلم مش هيجى
عليه اى حاجه
...
ومش هيعيبه
حاجه ...
لكن مش
هسيبها...
دى قانونا
فيها سجن مؤكد سبع سنين
للى عملته ...
من تشهير ...
تطلق رحاب
زفره حاره من صدرها
وتستند برأسها
على راحت يديها
: دلوقت أنا
سمعت كلامك وجيت
حسب ما قولت
إنك تعرفها
وفى النهايه
مخرجتش بحاجه ..!
مصطفى : منا
لو قولت لك على
اللى بشك فيها
مش هتصدقينى ..!
تتنهد رحاب :
قول ياسيدى...
مين اللى تقصده ...!
مصطفى فى
إرتباك يحاول جمع
شجاعته لأنه
يعلم مدى وقع الخبر
على رأسها
يقول بكل قوة
: قسمت ...
تتراجع رحاب
وهى تنفى فى ذهول
: واضح إنك
اتجننت ...!
وعقلك خرف...!
وانا غلطانه
اللى جيت وضيعت وقت
معاك ..
واعتدلت واقفه
فى غضب وإنفعال
: أنا ماشيه
...
وياريت
متكمنيش تانى ..
يمسكها مصطفى
من يدها فى لهفه
: اسمعينى بس
..
أنا هعمل خطه
وهثبتلك إن توقعى
صح ...
وهتشوفى ...
تدفع رحاب يده
بعيدا عنه وهى
تصرخ في عنف
فى وجهه :
ممكن متتكلمش
تانى خلاص ..
الموضوع انتهى
..
كله إلا كده
..!
انته متخيل
حجم الذنب اللى بتعمله..!
مصطفى :
ياسيتى اسمعينى وبلاش
عصبيه ..
وأهدى..
رحاب : بشرط
متجبش سيرة قسمت
على لسانك ..
خالص ...
مصطفى فى
إصرار :
اسمعى بس
خطتتى وانا هثبتلك
إنك كنتى مخدوعه
فى اعز صديقه
عندك ..
ولو فشلت كل
واحد فينا يروح لحاله ..
ووعد منى مش
هتشوفى وشى تانى ..
تنظر له رحاب
فى ذهول
وهو يتحدث بكل
ثقه ...
وتجلس من جديد
تستمع لخطته
التى يخبرها
كيف يثبت لها
بأن تلك الفتاة
التى أشعلت
الفتنه بينهم هى اقرب
الأقربين لها
...
ولقلبها..
قسمت ...
***********
( ما هو انته
لو مودتنيش بنفسك
أنا هروح
لوحدى )
نطقت نعيمه
جملتها أمام أخيها محمد
فى غضب وهو
يشير بيده نحوها
: تروحى تعملى
إيه يا نعيمه ..!
نعيمه بصوت
حازم :
اروح اتكلم مع
الناس دول أصحاب
المطبعه...
لازم
اقابلهم...
اشوف عايزني
مننا إيه بالظبط ...!
صلاح جوزى طيب
...
ودول كل مدى بيزيدوا
فى الجبروت..
والمطبعه
بتاعتنا بسببهم
خلاص بقت عدم
...
ولازم يكون
فيه حل ...
لازم اعرف
الناس دى عايزين
مننا إيه ..!
يتنهد محمد
ويشيح بيده :
الكلام مش هيجيب نتيجه معاهم ...
نعيمه : يبقى
نحاول ..
نعمل اللى
علينا ..
يشعر محمد
باليأس من محاولة إقناعها
عن العدول عن
رأيها ..
وهى فى إصرار
شديد ..
وتحرك كرسيها
ناحية الباب فى ضجر
: أنا هروح
هناك لوحدى ..
لو هزحف على
إديه ورجليها ..
محمد : طب
أهدى بس لما صلاح يرجع
ونتكلم سوى
...
ونشوف رأيه ..
تبتسم نعيمه
ساخره :
انته متوقع
صلاح يوافق
إنى اروح ..!!
مستحيل
طبعاً..
وانته عارف
ومتأكد من كده كويس ..
محمد : طيب بس
...
فجأة رنين
هاتفه ..
يلامس محمد
شاشته ويتحدث
قبل أن تتسع
عيناه فى ذعر ..
ونعيمه تقترب
منه تهتف
: محمد فى إيه
..!!
مالك ...؟
مين اللى كان
بيكلمك .. ؟
يتراجع محمد
للوراء ويسقط على المقعد
القريب ووجه
فى حسره شديده
وهلع مما دفع
الرعب فى عروقها
وهى تصرخ فى
وجهه :
محمد فهمنى
إيه اللى حصل ...؟
محمد فى صدمه
وبصوت يطلق الكلمات
رغماً عنه :
مطبعة صلاح يا
نعيمه ..
اتحرقت ...
وتصرخ نعيمه
..
تصرخ بكل هلع
..
وكل جنون ....
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق