القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية
أحزان قسمت 
الجزء 49

تأليف محمد أبو النجا                   

ترتفع الطائره محلقه فى الهواء

وتحمل على متنها قسمت

 التى تتراقص الدموع فى عينيها

 وهى تراقب إبتعهادها

عن وطنها وعن أهلها

ثم تنفجر باكيه رغمًا عنها..

لقد مر شريط حياتها بسرعه

 أمام أعينها..

رأت الكثير من الأحداث التى

مرت بها ..

لقد عاشت الكثير الصعاب

وعانت...

وما تزال تعانى..

وتسأل قلبها فى خوف

وهم وحزن أين الآن ولدها..؟

من خطفه..؟

هل هو حى..؟

لقد إبتعدت عنها ..

وأصبح مصيرها مجهول ...

لا تعلم إلى أين تأخذها الأقدار..

ثم عادت بها الذاكرة إلى تلك

النقطه الفاصله فى حياتها ..

وهى لحظة إختيارها ل خميس..

وتخيلت ماذا لو عاد بها الزمن

وأختارت صلاح..

وتزوجت منه..

وفعل كما عهد لها بأن يبنى معها

 حياتهم بأديهم..

لقد أختارت الطريق السهل

والرجل الغنى فقط..

حاولت أن تختصر الطريق

 وها قد وصل بها الحال

لأن تفقد كل شىء ..

لكن ما يزال هناك باب

واحد فقط هو الأمل

الباقى لديها ..

ويتمثل فى خالد ثروت..

لقد بدأت تشعر بقلبها يميل له ..

لقد أحبته بعض الشىء..

لقد فعل الكثير من أجلها..

ماذا لو لم تراه او تعرفه ..؟

وأغلقت عيناه فى خوف للحظات

وهى تمتم بين شفتيها

كان أمرها سينتهى بسرعه لولا

وجود خالد ..

( دى المره الأولى اللى تسافرى

 فيها وتركبى طياره مش كده..؟ )

تنتبه قسمت لصوت ذلك الرجل

 الذى يبتسم إلى جوارها ..

كان شاب فى نهاية العقد

الثالث من عمره ..

هزت قسمت رأسها :

 أيوه فعلًا دى المره الأولى

 اللى أركب فيها طياره ..

ثم عقدت حاجبيها وقالت :

 لكن إنت عرفت أزاى ..!

يبتسم الشاب :

لإنى دكتور فى علم النفس ..

وكان سهل جدًا أقرأ ملامحك

واعرف ..

لكن..

قسمت فى تعجب : لكن إيه ..؟




















الشاب : الحزن مالى ملامحك كلها

وكأنك شايله هم الدنيا كلها

 وواضح أكتر فى الدموع اللى

فى عنيكى ..

لم تجيبه قسمت واكتفت بالصمت

وهى تدور برأسها نحو النافذه..

 ليكمل حديثه : آسف لو كنت متطفل..

آسف لو أزعجتك..

تنفى قسمت : مفيش حاجه يا دكتور ..

يبتسم : دكتور وحيد ..

أسمى وحيد سالم...

هزت رأسها :فرصه سعيده أنا ..ق..

ثم تنبهت وتذكرت إسمها الجديد

 فى جواز السفر

الذى أعطاه لها خالد لتقول سلوى...

سلوى موسى...

اتسعت إبتسامته :

فرصه سعيده جدًا يا أستاذه

سلوى..

ثم عد يميل بجسده وكأنه

 يتأهب لإطالة الحديث معها

فى وقت هى لا ترغب سوى

 بالصمت والجلوس مع نفسها

ليقول : أنا تقريبًا بسافر كل شهر

 ما بين مصر ولندن..

لحد ما حفظت الطريق...

على كده بقالى تلات سنين

وشهرين..

وبقيت صديق لأغلب طاقم

 الطائرات ...

وعاد يضحك وحده وهى تكتفى

 بإبتسامه باهته مجامله له ..

ليشعر برغبتها فى الصمت

لكنه لم ييأس ..

ليعود من جديد :

أعتقد إن حضرتك مسافره

سياحه مش كده..؟

تعقد حاجبيه فى تعجب : فعلًا

ومطت شفتيها : وياترى عرفت ده

برضه من ملامحى..

يضحك وحيد وهو ينفى بيده

: الصراحه لاء ..

ده مجرد تخمين .

ونجحت فيه ..

لكن قسمت لم تستمع لباقى

حديثه أو تنتبه له..

فقد شعرت معه بملل شديد ..

فلاذت بالصمت ..

وقد كان عقلها وقلبها ما يزال

هناك لم يسافران معها..

كانوا ما يزالوا فى مصر..

********

( أخيرًا خميس عبد القوى )

نطق خالد جملته وهو يرى

 أمامه داخل حجره أسفل فيلته

خميس الذى زاغت عيناه

 فى خوف واضح وهو يردد

: إنته عايز منى إيه..؟

يبتسم خالد فى سخريه :

أظن مفيش حاجه

هعوزها منك غير إنى أقتلك..

يتراجع خميس بين رجلين

ضخام الجثه عن يمينه وشماله

يحملان أسلحه ناريه حديثه

 ثم قال فى تلعثم :

تقتلنى ليه ..!

أنا عملت إيه...!

خالد : بلغت عن قسمت..

وورطها فى جريمة قتل ..

خميس فى حسرة :

غصب عنى صدقنى..

عقد خالد ساعديه امام صدره

 فى تعجب :

وعايزنى طبعًا أصدقك...

خميس فى خوف لازم تصدقنى..

خالد فى غضب :

تبلغ عن قسمت وتوديها فى داهيه

وتقول غصبن عنك ..!

طب زاى بقى ..!

خميس بأعين ترتجف :

مديحه..

مراتى أو اللى كانت مراتى..

خالد : ها..

عارفها ..

أخت حماده سكر الله يرحمه..

كمل ..

يخفق قلب خميس فى صدمه شديده

 وهو يردد :

الله يرحمه ..!

هو حماده مات...؟

طب أمته وأزاى...!

يبتسم خالد : ولو عايز تشوف

جثته موجوده لسه مدفناهاش ..

ولسه موجود عندى كمان

 ياسر إبنك...

أمانه فى الحفظ والصون..

تتسع أعين خميس وكأنه يرى

 أمامه شياطين الأرض كلها

قد أجتمعت فى صورة خالد

 ورجاله..

ليقول فى ذعر :

أرجوك يا أستاذ خالد بلاش

ابنى ياسر..

أرجوك بلاش تأذيه

وأنا تحت أمرك فى كل

اللى تطلبه..

يتنهد خالد طلباتى مش كتير

: أولًا تكون صريح معايا.

خميس فى سرعه ولهفه يجيب :


















تحت أمرك... حاضر..

خالد بلهجه صارمه : أولاً

ليه بلغت عن قسمت..!

خميس بسرعه دون تفكير

يجيب : مديحه مراتى

بتكره قسمت

ولما أكتشفت إختفاء أخوها

حماده من المستشفى طلبت

منى اعمل كده عشان تنتقم منها..

هيه كانت متخيله إنها

ممكن بكده تنقذ أخوها

 لو البوليس قدر يوصل ل قسمت ..

يغمغم خالد :

طب وابنك من قسمت فين..؟

خميس بدون تفكير : مع مديحه...

خالد : يعنى مديحه هى اللى خطفته..؟

أومأ خميس برأسه :

 أيوه بس مش لوحدها..

كان معاها معتز...

عقد خالد حاجبيه فى صدمه

وهو يقول فى حيره :

معتز مين...؟

خميس بهدوء : معتز أخو قسمت طبعًا..

يتراجع خالد فى ذهول

وهو لا يصدق ما يقوله خميس

الذى قال :

معتز شريك مديحه فى كل شىء..

ده الكلب بتاعها اللى بينفذ كل

 أوامرها بالحرف الواحد ..

ضرب خالد كفيه ببعضهما

علامه على إستنكاره وتعجبه

وهو يكمل : معقول..!

معقول معتز بالحقاره دى..؟

أنا مصدوم..

طب وبيعمل كل ده مقابل إيه...؟

خميس بهدوء :

أكيد مقابل الفلوس..

دى يبيع أى حد عشانها..

وصراحه مديحه كانت سخيه

معاه أوى... وبتدفعله كتير..

وأنا شايف كل ده وساكت..

 لأنها ماسكه عليه ورق يودينى

فى ستين داهيه..

ذلتنى بيه..

أنا عبد المأمور...

مليش أى ذنب..

ياريت تسيبنى أمشى بقى أنا

وياسر ابنى..

أنا قولت لك كل حاجه

يا خالد باشا...

يغمغم خالد :

فعًلا أنا مصدقك ..

لكن عشان أسيبك وأسيب

إبنك ياسر لازم تنفذ اللى هقولك

عليه بالحرف الواحد..

بس الأول تقولى على عنوان

مديحه أكيد تعرفه..

أومأ خميس برأسه : طبعًا أعرفه...

خالد : يبقى كويس اسمع بقى

اللى هقولك عليه وهنعمله..

وكان ما يقوله خالد مذهل ..

لم يصدقه خميس..

كان ما يرويه خالد مذهل ..

فقد كان حديث مثير ..

مثير إلى أبعد حد..

إضغط هنا الجزء 50 والأخير 

 

 جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب


    إضغط هنا الجزء35

   إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضغط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39


إضغط هنا الجزء 40


إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50 والأخير 

قصص قصيرة  

 

 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات