القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 أحزان قسمت
 
الجزء 16

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا


 

كان نوع من التهور والجنون الذى فعله خالد

 

بدخوله منزل قسمت أثناء وجود زوجها

 

فى خطوة جعلت قسمت متجمدة..

 

عاجزة عن النطق والحركه...

 

وهى تستمع إلى صوت خميس زوجها

 

ينادى لها من الداخل :

 

مين اللى على الباب...؟

 

لم تجد قسمت سبيل سوى أنها تكذب

 

 قائله فى تلعثم واضح :

 

 ‏ مفيش ..دا ..دا ..

 

بتاع الزباله...

 

وعادت تنظر له وتتوسل أرجوك..

 

مش عايزه فضايح ..

 

خميس ممكن يخلص علينا...

 

يضحك خالد بصوت منخفض مكتوم

 

: اخص عليكى بقى المطرب الكبير

 

خالد ثروت تخليه بتاع زباله ...

 

قسمت فى توتر :

 

بتاع أى حاجه بس أمشى ...

 

يبتسم خالد :

 

طيب شوفيلك بقى

 

طريقه اكلمك بيها ...

 

أنا هتجنن...

 

أنا اللى كل البنات تتمنى كلمه منى

 

مش عارف أخد كلمه منك ..

 

قسمت فى رعب تضع أصبعها

 

 على شفتيها :

 

 ‏هشششش اسكت بقى

 

وامشى...

 

خالد :

 

هستناكى بكره بالعربيه على ناصية

 

 الجامعه ...

 

 ‏مش هخرج منها عشان معملش شوشره

 

 ‏لو مجتيش هيجيلك هنا تانى ..

 

 ‏تدفعه قسمت خارج الشقه وهى

 

 ‏تقول فى خوف شديد :

 

 ‏طيب .. طيب أمشى بقى ...

 

 ‏وتغلق بعدها قسمت الباب وهى

 

 ‏تتنفس الصعداء ..

 

وتغلق عينيها للحظات وتفتحها لتجد

 

فجأة خميس صوب عينيها يقول

 

: مالك ياقمر ...؟

 

وشك مخطوف...!

 

تنفى قسمت مرتجفه فى توتر

 

وارتباك واضح :

 

مفيش... تعبانه شويه ..

 

وأشارت بيديها بالإنصراف :

 

هروح انام عشان اصحى اذاكر شويه

 

قبل الكليه ...

 

يضحك خميس بشكل مريب

 

وهو يقول : ماشى يا سيادة

 

الدكتوره...

 

 بس فين حقوق جوزك ...

 

بقولك إيه مش ناويه بقى

 

تنسى حكاية كلية طب دى...

 

وتفوقى لجوزك ولبيتك ولمصلحتك ..

 

وتجبيلى ولى العهد...

 

تنفى قسمت فى حزم :

 

مش على حساب احلامى ...

 

ومتنساش إن فيه بنا ..

 

يقاطعها فى ثوره وهياج :

 

 اسمعى يابنت الحلال انا فاض بيه

 

 ‏خلاص ... ومش قادر استحمل ...

 

 ‏جوزانا كوم ..

 

وابنى اللى عايزه منك كوم تانى ..

 

تتسع حدقت عين قسمت فى ذهول

 

وهى تقول فى دهشه حاده وبصوت

 

مرتبك : يعنى إيه ..؟

 

خميس فى صوت حاد ومنغعل :

 

يعنى لو مجبتيش ولد خلال تسع شهور

 

هرجعك بيت ابوكى...

 

تعقد قسمت يديها أمام صدرها وهى

 

تقول فى محاوله لرسم الثقه فى صوتها

 

وملامحها :

 

متنساش إن فى شروط

 

كتير فى عقد الجواز كمان ..

 

يقاطعها خميس ضاحكاً بشكل مرعب

 

: يابت انتى عبيطه انا هوديكى بيت

 






















اهلك اللى بعوكى بالهدوم اللى عليكى ...

 

تتسع عيناها فى فزع رهيب تهتف :

 

انا عندى رصيد فى البنك بإسمى....

 

وعربيه ...

 

يزداد خميس ضحكهد بشكل مستفز

 

ومقزز وهو يكشف عن فمه

 

 ذو اسنان معدوده ...

 

 ‏ثم ينقلب وجهه فجأة إلى

 

 ‏ملامح صلبه حاده وبصوت غليظ يشير

 

 ‏الى وجهها بيده :

 

 ‏ياعبيطه انتى ماضيه على ورقه فيها

 

 ‏توكيل عام بعد الجواز ..

 

 ‏رجعت بيه كل حاجه بإسمى تانى ...

 

 ‏حتى الشبكه جبت ولد بلطجى تبعى

 

 ‏ودخلته هنا الشقه قبل ما تيجى بساعه .

 

 ‏لما بعت الواد ابنى يجيبك ...

 

 ‏وسرقك ومثل عليكى أنه اللى ضرب

 

 ‏عليه نار ..

 

 ‏وسلمت له كل الشبكه ...

 

 ‏وانا كدبت وقولت لك مقتول من سنتين

 

 ‏عشان أخليكى تخافى اكتر ...

 

 ‏وتنسىى الشبكه دى خالص ...

 

 ‏كانت قسمت تستمع له وهى لا تصدق

 

 ‏ما يقوله وتشعر بالغثيان ورأسها

 

 ‏تدور وهو ما يزال يسرد لها

 

 ‏حقائق كدبه وخداعه يقول :

 

 ‏يعنى انتى طلعتى من المولد بلا حمص

 

 ‏قسمت فى جنون تصرخ :

 

 ‏انته كلب ‏وحقير ....

 

 ‏وحيوان ونصاب ..

 

 ‏يقاطعها خميس فى عنف وهو يقبض

 

 ‏بقوة على ذراعها : أهدى يابت

 

 ‏واعقلى وفكرى ...

 

 ‏فى لسه قدامك الفرصه ...

 

 ‏تخلفى ولد ليه ...

 

 ‏يشيل أسمى ..وساعتها

 

 ‏يورث مع إخواته ياسر ووليد ..

 

 ‏وعاد يربت على خديها قائلاً

 

 ‏وهو يبتسم محدش بيتعلم ببلاش ..

 

 ‏يادكتوره....

 

وانصرف وهى تسقط أرضاً على ركبتيها

 

تبكى فى حسره وندم ودموعها كالمطر

 

المتساقط بغزاره فوق أرض الشقه ..

 

دموع ملتهبه ..

 

وصدر داخله قلب يختنق ..

 

ويحتضر. ..

 

 

 

********

 

 

 

الثالثه صباحاً

 

حينما طرقت وضربت قسمت اجراس

 

باب شقة أبيها...

 

 وهى تحمل ملامح وجه عابس مهموم

 

يفتح لها ابوها بعد أن استيقظ على إثر

 

تلك الاجراس المتتالية ..

 

ومن خلفه الجميع يلتف لمعرفة من

 

الزائر فى ذلك التوقيت المتأخر...

 

وانهارت قسمت تبكى فوق مقعد قريب ...

 

وهى عاجزه عن شرح ما بها من شدة

 

الحزن والجرح الذى شق صدرها ..

 

تحضنها أمها تهدىء من روعها ..

 

إلى أن بدأت تلتقط أنفاسها المتلاحقة

 

وتروى لهم كل ما قاله خميس

 

بالحرف ..

 

لتصيب الجميع بالصدمه وخيبة الأمل ...

 

ويسود الصمت ..

 

ويخيم على وجوه إخوتها الحسرة ..

 

وهى ما تزال تصرخ وتبكي ..

 

وأبوها يشير لها : أهدى بقى

 

يا قسمت خلينا نعرف نفكر ..

 

محمد فى ذهول : دى كارثه ..

 

احنا وقعنا فى إيد نصاب ...

 

دا لسه معداش شهور على جوزاهم ..

 

وتكتشف فيه كل ده ..!

 

حتى الشبكه خدها بطريقه جهمنيه ...

 

مراد :

 

 ياجماعه الحل لسه فى إدين قسمت

 

عقد محمد ساعديه وهو ينظر له

 










يقول : أزاى بقى يا استاذ مراد ..؟

 

مراد بكل هدوء : تخلف له الولد ..

 

مط محمد شفتيه ونفى برأسه

 

: اللى زى ده مبقاش له أمان..

 

وكون أنها تربط نفسها بولد منه

 

ده معناه أننا بنزيد الطين بله ..

 

تصرخ قسمت : أنا عمرى ما اتمنيت

 

يكون ليه ابن منه ولا عايزه ..

 

معتز : يبقى نرفع عليه قضيه

 

وناخد حقنا..

 

ينفى محمد ساخراً :

 

 تاخد حقك ازاى ..! وهيه

 

بتقولك خدعها ومضاها على ورقه

 

بتوكيل سمح له يرجع كل اللى دفعه

 

فى يوم وليله ...

 

يعنى قضيه هتقعد سنين فى المحاكم

 

ونهايتها خسرانه ..

 

خسرانه ..

 

معتز :

 

وانتى يا دكتوره كان عقلك

 

فين وانتى بتمضى ..؟

 

قسمت : متوقعتش يغدر بيه

 

كان بيقولى ورق عشان رصيدى

 

فى البنك ..

 

أمها فى غضب : النصاب ابن النصابه

 

قسمت فى حزن تسرد اوجاعها :

 

 دا ياما ضربنى ..

 

وياما أهنى... وذلنى...

 

محمد فى دهشه وغضب : ياه

 

وإيه اللى صبرك كل المده دى ..!!

 

قسمت فى حزن : مكنتش

 

اقدر اتكلم ولا اشوف شماته

 

فى عيونكم أو اسمع كلمة

 

ده إختيارك وانتى المسؤوله عن

 

النتايج بتاعته ...

 

معتز فى سخط :

 

يعنى إيه يا جماعه خلاص

 

قسمت كده راح حقها فى البحر ...

 

خسرت كل حاجه ...

 

مراد : واضح إنها قفلت خالص ..

 

ومفيش حل...

 

غير إنها تتطلق..

 

تتطلق منه..

 

ومع جملته إعتدلت قسمت من مقعدها

 

فى جنون تنفى فى حسره

 

وندم : مش ممكن ..!

 

مستحيل ...!

 

انا كده خسرت كل حاجه ...!

 

كل شىء ...!

 

تحتضنها امها أكثر وهى تحاول

 

تخفيف ما بها وهى تجذبها :

 

تعالى ...

 

دلوقت أرتاحى ونامى والصباح رباح ...

 

بعد دقيقه واحده كانت قسمت

 

تجلس وحدها داخل حجره وقد اظلمت

 

الدنيا فى عينيها...

 

وإصابها اليأس إلى أبعد الحدود...

 

وضاق صدرها ...

 

وشعرت بأنها لم تعد تقوى على

 

ألتقاط أنفاسها ..

 

وتسقط فاقده للوعى ...

 

عندها تهرع أليها أمها ..

 

التى صرخت من أجلها ..

 

وجاءو لها بالطبيب الذى طمأنهم ..

 

واخبرهم إن ما حدث أمر طبيعى

 

لأمراه مرهقه فى

 

 الشهور الاولى من الحمل ...

 

 ‏وضرخت قسمت ..

 

 ‏صرخت بكل حسره ..

 

 ‏صرخت بكل جنون ...

 إضغط هنا الجزء 17

جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب


    إضغط هنا الجزء35

   إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضغط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39


إضغط هنا الجزء 40


إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50 والأخير 

قصص قصيرة  

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات