القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
الجزء 55

تأليف محمد أبو النجا

حاله من الإكتئاب الشديد

تسيطر على منى داخل سجنها..

لقد أصبحت تتمنى الموت..

تتمنى أن يكون الحكم القادم فى قضيتها

هو الإعدام..

لم تتخيل أن يصل بها العذاب إلى ذلك

الحد..

أن ترى يوسف فى هذا الإنتصار

والشماته بعد كل ما فعلته به..

لقد أحرقت وجهه..

أفقدته بصره..

تسببت فى بتر ساقه..

والكثير والكثير..

ومع ذلك تصل

فى نهاية الرحله إلى السجن.

و مصير مجهول..

وها هو قد عاد كما كان إلى سابق

عهده

حيث وسامته

 وبصره الذى استرده..

كأن شيئًا لم يكن..

بالتأكيد سيكون الفضل فى هذا هو

الدكتوره ولاء..

التى..

يقاطع تفكيرها وخلوتها

صوت أم عبده الى إقتربت

 وجلست بالقرب منها

تقول : هو أنا زعلتك فى

 حاجه استاذه ناديه..!

تنفى برأسها فى صمت

لتكمل أم عبده من ساعت ما جبت

لك سيرة يوسف حمدى وعيلته

وإنتى مش طبعيه..

أكيد عمل لك حاجه ما هو أنا عارفاه..

شر من يومه..

الله يرحمه عزت كان طيب وغلبان..

إنما يوسف ده من صغره

كان لئيم ومكار ومتعرفيش

بيفكر فى إيه..

وبعد ما مات عزت دلعوه أوى

أبوه وأمه عشان مبقاش غيره..

على الحجر..

وده اللى فسده أكتر..

وخلاه يخسرهم اللى وراهم واللى قدامهم..

الفيلا والفلوس وغيره..

منى : ورغم كل ده كان دكتور..

يعنى كان شاطر فى

دراسته مش غريبه دى..!

كان فاضى منين بقى للمذاكره..!

مطت أم عبده شفتيها الغليظه :

دكتور بالفلوس..

راح لعمه أمريكا جاب شهاده ورجع

ولقيناه دكتور..

الأغرب إنه كان كمان دكتور شاطر..

انا سعات كنت أحس إن يوسف ده

بميت شخصيه وميت وش..

لكن طول عمرى أحس بعنيه

مش طبعيه زى ما يكون ساكن فيهم

شيطان بيخوف..

يمكن بسبب الشر اللى شوفته

فيه وقت ما كنت شغاله معاهم..

منى : هوه كان عنده إصابه فى

صدره مش كده..!

أم عبده أيوه..























من المرجيحه وهو صغير..

لكن من سنتين كده..

وأنا عندهم فى البيت بتكلم مع والدته..

لقيته فجأة طالع من الحمام بالشورت

بيقولى أزيك يا أم عبده

والله يابنتى أنا كنت بخاف على نفسي منه

وأنا يمكن أكبر من أمه..

ومبرياه...

المهم لما سلمت عليه

فعلاً ملقتش الإصابه دى ..

ولما سألت والدته

قالت لى شالها بعملية تجميل..

تبتسم منى فى سخريه..

وهى تنفى برأسها : إبن اللذينه..

ملوش حل..

تعقد أم عبده حاجبيها فى دهشه

لكن إنتى عرفتى إن كان عنده

علامه أزاى فى صدره..؟

تتنهد منى : دى حكايه طويله..أوى..

وعادت تتذكر أولادها

شريف وشادى..

وتتراقص الدموع فى عينيها..

وتشعر برغبه عارمه فى أن تستريح

من كل هذا العذاب..

رغبه عارمه فى الموت...

والإنتحار..

                        ****************

جلس منصور داخل حجرته فى المستشفى

 

وتلك الطبيبه بالقرب منه تبتسم..

 

وعيناه متسعه تقول وعلى شفتيها نصف

 

إبتسامه :

 أنا بجد مش مصدقه...!

 

مكنتش متخيله إن المعجزه حصلت. !

 

هز منصور رأسه وبكلمات ثقيله

 

: أنا فين ...؟

 

أنا مش فاكر أى حاجه..!

 

تبتسم هذه المره :

مفيش داعى تتعب نفسك

 

أرتاح...

 

منصور :

هو أخويا محروس رجع...؟

 

تشعر تلك الطبيبه بالإرتباك لتقول

 مفيش

داعى للكلام..

 

منصور فى غضب :

ممكن تقولى أنا هنا ليه..؟

 

فين محروس أخويا...؟

 

وعاد للصمت فجأة

 

وتتسع عيناه :

أنا آخر حاجه فاكرها إن

 

 يوسف حمدى خطيب أختى منى

 أدانى عربيه

 

 ‏عشان تسهل لى المهمه

وأنا بدور على محروس

 

 ‏أخويا...

 

 ‏ولحظات من الصمت جديده

ويهتف بعدها :

 

 ‏أيوه أفتكرت....

 

 ‏العربيه مكنش فيها فرامل...

 

 ‏وعملت حادثه...

 

 ‏بعدها مدرتش بالدنيا...

 

 ‏تستمع له الطبيه فى حزن وتهز رأسه

 

 : ‏الحمد لله إنك بخير...

 

 ‏منصور :

أنا لازم أخرج من هنا...

 





















 ‏عايز أشوف محروس راح فين

 

 ‏دلوقتى منى وأبويا وأمى قلقنين..

 

 ‏وعاد يصرخ فى غضب :

 

 ‏شيلو الحجات دى كلها

اللى حاوليه والسلوك دى من جسمى

 

 ‏أنا لازم أخرج دلوقت...

 

 ‏مطت الطبيبه شفتيها وأطلقت تنهيده طويله

 

 ‏: يمكن أكون غلطانه

 

 ‏إنى أصارحك لكن مفيش قدامى بديل

 

 ‏الحادثه اللى بتحكى عنها وحصلت لك

 

 ‏مر عليها أكتر من عشر سنين..

 

 ‏يتراجع منصور فى صدمه رهيبه

 يصرخ :

 

 ‏إيه اللى بتقوليه ده...!

 

 ‏مش ممكن طبعاً...!

 

 ‏مستحيل...!

 

 أنتى كدابه...

 

 ‏تنفى الطبيبه برأسها : أنا الدكتوره

لينا إبراهيم ...

 

 ‏بعد شهرين بالظبط من شغلى

هنا فى المستشفى

 

 ‏جيت إنته...

 

 ‏وفضلت فى غيبوبتك سنين قدامى

 

 ‏سنين فقدت الأمل إنك ترجع تانى

 

 ‏سنين وإنته بقيت جزء من المستشفى

 

جزء ‏أتعودت عليه ...

 

 ‏وعلى إنى أشوفوا متخيلتش إنك فجأة

 

 ‏تقوم وترجع تانى للحياه

 

 ‏بالشكل اللى حصل...

 

 ‏حالتك كان ميؤوس منها ..

 

 ‏ولولا جسدك وبنيتك القويه ماشاء الله

 

 ‏يجوز مكنتش هتستحمل كل ده

وتقوم تانى..

 

 ‏ولو ماكنتش

 هيه كمان اللى بتتحملى كل مصاريف

 

 ‏العلاج طول السنين الطويله دى كنت ممكن

وعادت للصمت للحظات قبل

أن تكمل بهدوء وبصوت خافت :

 

 ‏كنت دلوقت فى عداد الأموات..

 

 ‏منصور فى تعجب : مين دى...؟

 

 ‏لينا : أكيد مفيش غيرها

أختك...

 

 ‏منصور فى ذهول :

 منى...!

 

 ‏أومأت برأسها أيوه..

 

 ‏وسايبه حساب كبير للمستشفى

 يكفيك سنين

 

 ‏على أمل ترجع تانى

 

 ‏وربنا أستجاب ليها...

 

 ‏وخيب ظنون الجميع ..

حتى خيب ظن الطب نفسه

فى عودتك...

اللى حصل ده معجزة..

معجزة بكل المقاييس

 ‏إنته حالتك كان ميؤوس منها

 

 ‏هيه الوحيده اللى كان عندها أمل

هيه الوحيده اللى صبرت

رغم محاولة كل الدكاتره بإقناعها

بعدم قدرتك على العوده تانى

من الغيبوه خصوصًا بعد ما مرت سنين

وإنته فيها...

 ‏منصور بأعين تتراقص فيها الدموع

 






















 ‏: وهيه فين...؟

منى فين..؟

 ‏تنفى الطبيبه لينا برأسها :

فى الحقيقه معرفش

 

 ‏بس هيه كانت على فترات بتزورك

 

 ‏كنت بشوفها تبكى جمبك..

 

 ‏كان نفسها إنك تقوم...

 

 ‏أكيد هتفرح أوى لما تعرف...

 

يقاطعها ‏منصور :

مفيش حد تانى كان بيزورنى..!

 

 ‏تنفى برأسها : لاء .

مفيش..

 ‏أختك بس..

 

 ‏منصور :

 أنا لحد دلوقت مش مدرك ولا مصدق

 

 ‏كلامك...

 

 ‏أنا نمت أكتر من عشر سنين...!

 

 ‏عشر سنين فى غيبوبه...!

 

 ‏تقترب الطبيبه من الحائط وتجذب

ورقه من

 

 ‏النتيجه المعلقه وتمدها له

 

: ‏شوف التاريخ وأنته تعرف

وتقتنع..وتصدق...

 ‏على فكره أنا عملت حسابى اللحظه دى

و جبت النتيجه دى النهارده مخصوص

 

 ‏هنا لم فوقت من غيبوبتك

 ‏تتسع عين منصور : أنا عايز منى...

 

 ‏عايز أختى...

عايزها بأى طريقه..

أتصرفوا ..

ياتخرجونى أدور عليها..

 ‏تهز رأسها : حاضر هحاول

 أشوف رقمها فى بيانات

 ‏المستشفى...

 ‏وأكيد هنوصل ليها..

 ‏أطمن...

                            **********

 

 ‏اليوم التالى

 

 ‏تقترب لينا من فراش منصور الذى بدأ

 

 ‏ملامحه فى النضاجه وقد بدأ الشحوب

 

 ‏ يذهب بعض الشىء..

 

 ‏كانت تحمل بين يديها صندوق صغير

 

 ‏تبتسم : صباح الخير

 

 ‏منصور بهدوء :

 

 ‏صباح النور

 

 ‏مفيش أخبار ...؟

 

 ‏تنفى برأسها :

 والله بنحاول نلاقى أى حاجه

 

 ‏توصلنا بيها مش عارفين

 

 ‏حتى مسابتش رقم تليفون ليها

 

 ‏يتطلع إلى الصندوق الغريب الذى بين

 

 ‏يديها وهى تضعه بالقرب منه

ليقول فى تعجب

 

: ‏إيه الصندوق ده ..؟

 

 ‏لينا :

ده صندوق جبتهولك من الامانات

 

 ‏سابته أختك منى

عشانك...

والمفروض إنها وصت لو فوقت

من غيبوبتك تستلمه لو هيه

مش موجوده...

يجوز تلاقى أى حاجه توصلك ليها

 

يلتقط منصور فى لهفه الصندوق

ويفتحه ويتراجع فى ذهول

فما كان داخل الصندوق

غريب..

غريب جدًا...

ولم يتخيله...

إضغط هنا الجزء 56

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات