القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية الروح الثالثة
الجزء 19

تأليف محمد أبو النجا

داخل مكتب التحقيق وقف يوسف وبيده

الأغلال الحديديه وعلامات الخوف والفزع

تسكن كل ملامحه

لا يصدق ما يحدث له وهو يتابع بعينه

وعقله فى عالم آخر يسبح فى مدينه الحيره

التى لا يملك النجاه والخروج منها

حتى الآن ، يقاطع شروده صوت المحقق :

مش عايز تقول جثة مين اللى كانت فى

الصندوق..؟

يوسف : أنا حكيت لحضرتك القصه كامله

أنا كان هدفى أنقذ إنسانه محبوسه وهتموت

جوه صندوق فى المكان ده..

المحقق : أيوه قولت لى أسمها ناديه ..!

واللى فى الصندوق برضه ناديه..!

إنته بتحاول تعمل مجنون..؟

يوسف : صدقنى يافندم أنا بقول الحقيقه

الضابط المحقق : بس اللى فى الصندوق

كانت جثة راجل مش ست..

يوسف : أنا مصدوم فعلاً ومش مستوعب

ولا فاهم معنى اللى بيحصل..

ولا أعرف جثة مين اللى فى الصندوق..!

المحقق : إنته مقتنع بالكلام اللى بتقوله ..!

مش عارف اقولك إيه..!

دكتور محترم زى حضرتك يعمل كده أزاى..!

ينط من فوق سور حديقه مقفوله..

فى ساعة فجرية..

ويدور على جثة مدفونه..

كلامك كله واضح إن وراه قصه...

قصه كبيره أوى ..

يوسف : أنا بعذر سياتك ومقدر الموقف..

لكن..

فجأة يقاطع جملته

طرقات على باب الحجره ويدخل بعدها

المقدم حازم الذى تبادل التحيه مع المحقق

ومن خلفه ظهرت ولاء

كانت مقابله صادمه بالنسبه الى يوسف

 بعد كل ما عاناه فى تلك الليله

وهى تبادله نظرات القلق والخوف

وتقترب :  يوسف إنته كويس..؟

طمنى عليك إيه اللى حصل..؟

يوسف : أنا مش قادر أتكلم تعبان اوى..

أنتى عرفتى أزاى إننا هنا..؟

















ولاء : تليفون غامض من واحده معرفهاش

يوسف : أكيد هيه مفيش غيرها

عماله تلعب بيه..

المقدم حازم : أنا هحاول أطلعك بكفاله

دلوقتى ونشوف بعدها القصة

وراها إيه

ولاء : أنا معايا محامى بابا الخاص

بره بيحاول يشوف أى طريقه عشان

تخرج دلوقتى

يتنهد يوسف أنا تعبت أوى..

أوى...

                       **********

بعد أسبوع داخل فيلا نادية محمود

التى جلست بوجه شاحب حزين تتراقص

فى عينيها الدموع وبجانبها يوسف الذى يحاول

خلق كلمات المواساه لها دون جدوى ليتنهد قائلاً :

أنا عارف قد إيه الموقف صعب وعارف قد إيه

إنتى تعبتى

ناديه : أنا مش عارف هيه عملت كده ليه..؟

وليه قتلت أمى..؟

بأى ذنب..؟

تعرفها منين..؟

يوسف : مجنونه..

ناديه : ده مش جنون يادكتور..لاء قتلها لأمى

أكيد له سبب...والإجابه عندها هيه..

يوسف : فى حجات كتير إجاباتها عندها

بس نوصل لها أزاى

ناديه فى لهجه حاده : هوصلها أوعدك

يا دكتور أنا مش هسيب حقى ولا حق أمى...

ده بقى طار بينى وبينها

ودم عمره ما هينشف غير بإنتقام..

عاد يوسف يعتدل من مقعده ويخطو ببطء نحو

النافذه بصوت حزين يقول : أنا كمان مبقاتش

عارف أحبها أو إنى أكرها



















أحيانا بحس أنى عدوها..وعدوتى

وأحيانا بحس أنها مجنونه..

وأحيانا بشتاق لها ..

وأحيانا بخاف منها...

ودلوقتى فى قضيه جديده بابها مفتوح

مش عارف هيكون مصيرها هيه كمان ايه..!

عقدت ناديه حاجبيها فى دهشه :

قضية إيه مش فاهمه..؟

يوسف : الجثة اللى لقيتها فى الحديقه..؟

جثة مدفونه لرجل مجهول معرفوش..

ناديه : بس أكيد هيه تعرفه..

يوسف : لكن أنا علاقتى بيه إيه

فضلت طول الليل تلعب بيه وتخلينى

أجرى زى المجنون فى كل مكان

ليله جحيم من عمرى

وفى النهايه  توصلنى لجثة راجل مدفون

من زمن طويل..

نادية : أكيد الراجل ده له دخل بقصتك

أو اللى بيحصل لك

يوسف : كون إنها تعرف مكان الجثه

ده ممكن يوصلنا بإن الشخص ده له علاقه

بيها هيه ولسه هنشوف بعد تقرير

 الطب الشرعى ده مين ومات أزاى

لكن بالنسبه ليه أنا أستبعد فكرة إنى أعرفه

ناديه كل شىء جايز..

يتنهد يوسف  وهو يهز يرأسه :

والله فعلًا عندك حق ياعالم إيه اللى لسه

مخبيه القدر عننا لكن..

يعود للصمت للحظات فتقول بصوت هادىء :

لكن إيه يا دكتور كمل..!

يوسف : لكن إنتى هتفضلى فى الحاله دى

لحد إمته

ناديه فى حزن : هعمل إيه بس يا دكتور..؟

يوسف : إنتى لازم تغيرى الجو الحزين

اللى حاوليكى ده مش فى مصلحتك

ومش كويس لنفسيتك..

ناديه : عايز تقول إيه يا دكتور..؟

يوسف : إيه رأيك تشتغلى..؟

ناديه فى تعجب : أشتغل إيه يا دكتور..؟

أنا حتى ممعيش أى شهاده

يوسف :  متشليش هم الشغل موجود

ناديه فى حيره : موجود فين..؟

يوسف : فى المستشفى معايا.

تتسع عين ناديه : أزاى يا دكتور هشتغل إيه..؟

يوسف : تتعلمى التمريض..

أحنا محتاجين أوى فى المستشفى ممرضين

ناديه : أنا معنديش أى فكره

يوسف : أنا هقدم لك فى معهد منه تكملى تعليمك

ومنه تشتغلى وصدقينى هتفرق معاكى أوى

ناديه : أنا مش عايزاك تسيبنى يا دكتور

أنا محتاجه ليك أوى

انا مليش غيرك دلوقتى فى الدنيا

نظر لها يوسف وشفتيه

تحمل إبتسامه هادئه وهو يتتطلع لملامحها

وينتابه مشاعر مختلطه

لا يستطيع تفسيرها

ما بين وجه يعشقه وجسد

وروح ليست حبيبته..

                      *********

داخل حجرة يوسف فى المستشفى

كانت ناديه فى غاية الجمال والرقه فى

ذلك اليوم بردائها الأبيض الجميل

تبتسم إلى يوسف الذى أعتدل من مقعده

: أسبوعين وكل المستشفى ملهاش

سيرة غيرك حتى الناس التعبانين والمرضى

بيحبوكى هنا ماشاء الله

ناديه : بجد مش عارفه أقولك إيه

يادكتور فكرة إنى أنزل الشغل معاك هنا فى

المستشفى فرقت معايا جدًا

بدأت أخرج شويه من حالة الإكتئاب

اللى كنت بعيش فيها

















يوسف : مع الوقت هتبقى أحسن كمان

إن شاء الله..

ناديه : لكن..

وعادت للصمت للحظات فيعقد حاجبه الأيمن

: مالك ياناديه فى حاجه..

تطلق ناديه زفيرها : أنا حاسه إن

وجودى هنا مضايق الدكتوره ولاء..

وأكيد إنته عارف السبب

ينفى يوسف بيده : لا يا ناديه

مش عاريزك تحطى الموضوع ده فى دماغك

ولاء طيبه وقلبها أبيض ولا يمكن..

(ولا يمكن إيه يا دكتور)

يلتفت الإثنان إلى مصدر الصوت

إلى الدكتوره ولاء الواقف على باب الحجره

تشعر ناديه بالحرج وهى

تنصرف مغادره المكان

ليشير يوسف إلى المقعد القريب :

إتفضلى إرتاحى يا دكتوره..

ولاء : مش قادره أفهمك يا يوسف

يوسف : قصدك إيه يا دكتوره..

ولاء : إنته قلبك لمين بالضبط

يتجمد يوسف فى مقعده ويشعر

بالكلمات كالثلج فى حنجرته

وهو يقول بحروف متقطعه : أنا..أنا..

تقاطعه ولاء : جبتها هنا المستشفى ليه..

بتحبها..؟

والاه عشان شبه حبيبتك....؟

حبيبتك اللى مش لاقيها

يوسف : دكتوره ولاء ملوش لازمه

الكلام فى الموضوع ده..

تطلق ولاء زفيرها : على كل حال

أنا مش جايه هنا مكتبك علشان كده

أنا جايه أبلغك إن تقرير الطب الشرعى

ظهر والمقدم حازم لسه مبلغنى..

تتسع عين يوسف : يعنى عرفوا

جثة الراجل اللى فى الحديقه بتاعت مين

اومأ ت ولاء برأسها أيوه..

وأخذت ولاء تخبره بباقى التفاصيل

لتتسع عيناه أكثر ويخفق قلبه

بقوة فما كان يسمعه مرعب

ومذهل..

عن صاحب تلك الجثة....

إضغط هنا الجزء 20


لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات