القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
 
الجزء ٢٨
 
تأليف محمد أبو النجا

 

كانت صدمه مختلفه هذه المره التى يعيشها يوسف

 

وهو يدور بعينيه فى أرجاء

 

ذلك البيت من الداخل..

 

لقد كان بالفعل مريب وغريب ومرعب

 

قطع من التماثيل الغريبه المخيفه..

 

لوحات معلقه مفزغه ..

 

حيوانات محنطه على الحوائط والارضيات

 

رائحه غريبه تفوح الاركان لم يسنشق

 

مثيل لها من قبل

 

بمعنى أدق البيت لم يكن المكان طبيعياً

 

بيت يشبه افلام الرعب القديمه فى بداية  القرن الماضي

 

يقاطع تفكيره صوت الكهل :

 

ساعدني يابنى مش قادر

 

يوسف : إيه بس اللى خرجك فى الجو البرد ده..؟؟

 

ووقت متأخر كمان لوحدك..!

 

العجوز : هعمل ايه بس يابنى اكل العيش

 

قعدنى على الكرسي  القريب اخد نفسي

 

يجلس العجوز وهو يلتقط أنفاسه المتسارعة

 

ويوسف يمد له بمفاتيح السياره يقول  : افتكر

 

إن مهمتى انتهت لحد هنا

 

 اشوفك على خير بقى

 

العجوز : استنى رايح فين ..؟

 

انا عايزك

 

خود تعالى هنا امسك دى

 

يتطلع يوسف إلى العجوز الذى مد يده فى جرابه

 

وأخرج ورقه من النقود وهو يشكره قائلاً :

 

خود هاتلك سجاير وأنته ماشى  

 

ينفى يوسف : مفيش داعى ياحاج ملوش لزوم

 

العجوز : غربيه اوى...!

 

 قرب كده وتعالى قصادى

 

انا مشفتش وشك لحد دلوقتى

 

يوسف : برضه مفيش داعى

 

بعد اذنك همشي

 

العجوز : انته بتشتغل ايه ..؟

 

يوسف : على باب الله













 

العجوز : بس غريبه انته بتسوق كويس اوى ...!

 

يوسف : هو انته كنت دارى بحاجه ولا حاسس ...!

 

 انته كنت نايم طول الطريق

 

يضحك العجوز : انته اسمك ايه ..؟

 

يوسف : أسمى جابر

 

العجوز : بتشتغل ايه ..؟

 

يوسف : ما قولت لك على باب الله

 

العجوز : تحب تشتغل معايا..؟

 

يوسف فى تعجب. : و هشتغل معاك إيه..؟

 

العجوز : مساعد وهديلك تلات آلاف جنيه فى الشهر

 

ده غير طبعا الاكل والشرب والنوم هنا لو حبيت

 

انا كان معايا ولد بس نمرود وسابنى

 

بعد ما اشتغل معايا تسع سنين

 

شبع فيهم فلوس مكنش يحلم بيهم

 

بس هقول ايه طماع

 

يوسف  فى حيره :

 

 وانا هشتغل ايه بالظبط معاك مش فاهم ..؟

 

العجوز : ما قولتلك المساعد بتاعى

 

تسوق العربيه... تشيلى الشنطه ...

 

وتشيلنى إن لزم الأمر ...

 

يبتسم يوسف : بس مش شايف إن

 

 المرتب قليل على كل ده ..!

 

العجوز : ايه ياجابر..!

 

انته هتكون طماع زى الزفت شاكوش..؟

 

يوسف : هو كان اسمه شاكوش...؟

 

العجوز : ايوه

 

يوسف : طب وانته بتشتغل ايه ياحاج

 

 برضه معرفتش ..؟

 

ولا عرفت اسمك ..؟

 

العجوز : انا عمك الحاج سليمان

 

يوسف : اهلا ياحاج سليمان بتشتغل ايه بقى ..؟

 

سليمان : بقرا الطالع واعرف المستخبى

 

 واشوفلك حظك اليوم وغيره

 

ينفجر يوسف ضاحكاً  : بجد ..!

 

سليمان : ايه اللى بيضحك عايز اعرف ..!

 

يوسف فى ارتباك  : مقصدتش ياحاج بس انا

 

مش بعترف بالحجات دى بصراحه

 

العجوز فى حدة : طب افتح النور

 

 اللى على يمينك ده خلينى

 

اشوف وشك

 

يفعل يوسف  ما طلبه

 

ليتراجع سليمان فى ذعر : اعوذ بالله....

 

 ايه يابنى اللى عمل فيك كده ..؟

 

يوسف : قول انته بقى...

 

 مش بتعرف فى الطالع ...؟

 

سليمان : ورينى كف اديك

 

وعاد يخرج سليمان عدسه مكبره ينظر إلى

 

راحت يده التى مدها له بها

 

ثم رفع رأسه فى تعجب نحو وجه يوسف :

 

انته مكروه من دمك واهلك

 

 ومحدش فيهم بيحبك

 

يوسف : والله أنا مقطوع من شجره ومليش حد

 

العجوز : مش ممكن ..!

 

 كفك بيقول غير كده

 

عشت حياة كلها مأساه غلبان وضعيف وفقير

 

لكن نص حياتك الجاى هيتغير وهيتبدل

 

اشتغلت كتير عند الناس

 

وجه الأوان تبدأ لوحدك وترتاح

 

يوسف : تعرف تقولى مين بقى اللى حرقنى..!

 

الكف بيقول ايه..؟

 

يزداد العجوز تدقيق فى يده : بصراحه مش

 

باين اوى بس هو راجل طويل ولابس اسود

 

حرقك بالغلط من غير ما يقصد

 

يوسف :  ياحاج مفيش حاجه من اللى قولتها خالص

 

صح كل اللى طالع ونازل عندك غلط 

 

سليمان فى غضب : هتعرف اكتر منى ..!

 

يوسف :  لأن اللى حرقتنى واحده ست

 

العجوز : أيوة وطويله

 

يوسف : لاء قصيره

 

العجوز : فى حد معاه كان طويل

 

يوسف : ياحاج سليمان لاء كانت لوحدها

 

سليمان : حرقتك ليه المفتريه دى ..؟

 

يوسف : مش عارف والله

 

 ياريت تشوف لى انته

 

اجابه عندك مش بتعرف تضرب الودع

 

اعتبرنى زبون

 

غمغم العجوز : انته بتشتغل ايه ..؟

 

يوسف ساخرا : هو مين اللى بيشوف

 

 الطالع انا والآه انته..؟

 

العجوز : يابنى جاوبنى انا تعبان الليله

 

بس انته بتشتغل فى حاجه ليها علاقه بالأكل

 

مطعم....أو فندق....او

 

يقاطعه يوسف : هو انته بتشتغل من زمان فى شغلتك

 

دى ..؟














 

سليمان : يابنى انا عالمى

 

يوسف : واضح ياحاج

 

على كل حال انا مش هينفع أشتغل معاك

 

 دى مش سكتى

 

سليمان : هديك مرتب اكبر لو حابب

 

يوسف : مش مسألة فلوس بس....

 

 انا محبش اشتغل فى الدجل

 

العجوز : يابنى اهو احسن لك من الشغل عند الناس

 

هديلك أربعة آلاف فى الشهر

 

يوسف : ياحاج ما قولت لك مش مسألة فلوس

 

سليمان : يابنى انته بس هتسوق لى العربيه

 

 وتاخد بالك منى

 

يتنهد يوسف ويشعر بشىء ما فى أعماقه يهمس له

 

بالموافقه ليقول وهو يهز رأسه :

 

 ماشى ياحاج نجرب عشان خاطرك

 

سليمان : تمام ياجابر اوضتك اللى تحت هناك دى

 

وانا اللى فوق منك بالظبط

 

و يالله تعالى ساعدنى عشان عايز انام وارتاح

 

وتصاحينى الساعه عشره الصبح  متنساش

 

عشان ورايا معاد مهم جداً

 

يوسف : بس انا ممعيش ساعه ولا حتى تليفون

 

ومش شايف ساعه متعلقه حتى

 

 فى بيتك العفاريتى ده..

 

سليمان : بسيطه امسك ساعتى معاك اهى

 

وكمان تعالى اجيب لك هدوم من عندى تغيرها بدال

 

اللى اتبهدلت دى

 

عاد يوسف يساعده حتى خلد الى فراشه

 

والى نومه وشعر يوسف ببعض الشفقه نحوه

 

لا يعلم لماذا ...!

 

ثم ذهب هو إلى الحجره التى أخبره أنه ستكون له

 

ليفتح بابها

 

ويرقد على فراشها ولا يزال يمسك ساعة

 

سليمان فى يده وقال فى صدمه  :

 

الله ايه ده ...؟

 

هو قالى اصاحيه الساعه عشره

 

بالظبط ومدينى ساعه مفيهاش عقارب...!

 

***********

 

استيقظ يوسف بجسد متعب يشعر أنه قد نام أكثر

 

من يومين

 

اعتدل وقفز يخطو ببطء متأرجح يقول :

 

ياترى الساعه كام دلوقتى ..؟

 

ليتراجع وهو يرى سليمان قد جلس وفتح التلفاز

 

يشاهده وشفتيه تحمل ابتسامه كالطفل

 

برنامج طبخ فى أحدى القنوات

 

يقترب منه يوسف دون أن ينظر له العجوز ويجلس

 

إلى جواره يقول : صباح الخير يا حاج سليمان

 

هيه الساعه كام دلوقت ...؟

 

سليمان : واحده ونص بعد الظهر

 

وعاد يلتفت له : هو انا مش

 

 قايلك صاحينى الساعه عشره

 

ومفهمك ضرورى عشان عندى معاد..؟

 

يوسف :  وانا قولت لك ممعيش ساعه

 

تقوم تدينى ساعه من غير عقارب

 

سليمان بكل هدوء يدور برأسه للتلفاز  يقول :

 

 منا عارف انها بايظه ومن غير عقارب

 

يوسف فى ذهول : اومال مدهالى ليه ..؟

 

وبتقولى صاحينى

 

سليمان  : وكمان مكنش ورايا اى مواعيد

 

يوسف فى صدمه : كمان ..!

 

سليمان : وعارف إنك مش هتعرف تصاحينى...

 

بس عامل جو كده لنفسي

 

وبرستيج قدامك يعنى مشغول وعندى مواعيد

 

يبتسم يوسف من حديثه

 

: اه عامل جو يعنى....

 

 أنك مشغول ومهم ومحتاج تصحى بدرى

 

سليمان : ايوه احساس حلو مش كده ..؟

 

ينتبه يوسف إلى التلفاز وقال : انته بتحب تتفرج

 

على الناس اللى بتطبخ دى ..!

 

سليمان : والله يابنى انا نظرى كمان ضعيف ومش

 

شايف حتى بيطبخوا ايه..

 

 بس صوت المذيعه عجينى سيبت القناة عليها

 

ينفجر يوسف من الضحك : والله ياحاج سيلمان

 

انا مضحكت كده من زمان

 

انته مشكله ...

 

سليمان : قوم بقى اطبخ لنا

 

يتراجع يوسف وقد ذابت ضحكته فجأة :

 

احنا متفقناش على كده..!

 

 انته قولت اسوق لك العربيه بس..!

 

 ‏ واساعدك فى حجات بسيطه

 

مش فى الطبخ..!

 

يبتسم سليمان : منا بصراحه كنت

 

 بجر رجليك بس عشان توافق

 

وتشتغل معايا

 

لكن انا معنديش حد يطبخ لى

 

بعد الواد شاكوش

 

خود بقى المتين جنيه دى

 

 انزل هات لنا اى حاجه ناكلها

 

وبطل بقى نغمة مش شغلتى دى

 

يعنى انته كنت شغال ايه قبل كده يعنى ياخويا

 

دكتور ..!


















 

يبتسم يوسف من حديثه وأسلوبه وقال

 

: حاضر ياحاج

 

هنزل اشوف حاجه ناكلها

 

تحب تتغدى ايه ..؟

 

يغمغم سليمان : نفسى فى حتة  لحمه كده

 

فى صنية

 

وشوية فاكهه... موز .....تفاح

 

ولو فيه عنب هات بحبه..

 

وفى محل جمبنا عالناصيه عنده بسبوسه حلوه

 

ومعصره عندها عصير مانجا يجنن

 

يوسف فى تعجب : ياحاج انت مدينى

 

متين جنيه بس مش ألفين... !

 

سليمان : ياجدع ظبطها انته بقى

 

 لحد ما اطلع اخود حمام

 

 ‏ولو لقيت فى سكتك شامبو هاتلى اصل خلص

 

يالله قوم مضيعش وقت انا جعان

 

وعاد ينصرف مبتعدا

 

ليتنهد يوسف مبتسماً :

 

 لما اشوف الدنيا معاك أنته كمان

 

 ‏ هتودينى على فين  ياسليمان

 

********

 

ومع خروج يوسف من المنزل

 

كان يشعر ببعض الراحه فى صدره

 

هدوء نفسي ينتابه

 

طمائنينه هبت لا يعرف سبب لها

 

راحه وسكينه قد فقدها منذ زمن

 

لكن على ما يبدو أنها كانت

 

اوهام كاذبه

 

فعندما وصلت أقدامه منتصف الطريق بالضبط

 

كانت تلك السياره المسرعه تتقدم وتنطلق نحوه

 

وهى تتعمد الاصتطدام به

 

رغم محاولته اليأسه لمنع ذلك التصادم

 

الا انه حدث ...

 

وطار وسبح فى الهواء بجسده للحظات

 

قبل أن يرتطم بالأرض بعنف

 

وبدأ يشعر بتلك الغيبوبه تاخذه

 

ولكنها لم تمنع نسيانه وجه ذلك السائقه

 

 لتلك السياره جيدا

 

وجه يعرفه ويعلمه تماماً

 

لقد كانت آخر من يتوقع رؤيته

 

فى العالم كل فى تلك اللحظه

 

وهذا المكان

 

ناديه

 

ناديه محمود

إضغط هنا الجزء 29

 لمتابعة جميع أجزاء الرواية


إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات