القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية الروح الثالثة

الجزء 2
تأليف محمد أبو النجا

يصرخ عقل يوسف من هول الصدمه

وهو يمسك بأصابعه صورته

التى وجدها فى حقيبة ناديه

وتسأل بجنون لماذا تحمل تلك الفتاة

 صورته داخل حقيبتها..؟؟

وعاد يعيد الأحداث من جديد

ويفكر فى حيره هل ما حدث صدفة..!

هل وجودها أمام سيارته فى هذا

التوقت المتأخر من الليل صدفه..!

 حقيبتها التى فقدتها فى سيارته..!

عنوانه الذى تعرفه دون أن يخبرها..!

  صورته التى بين يديه..!

كل هذا صدفه..!

من تكون تلك الفتاة..؟

 وماذا تريد منه...؟

هل كل ما يحدث ما هو إلا خطه

محكمة ومدبره منها..!

وعاد ينفى برأسه : لا..لا

إيه اللى أنا عمال بقوله ده..!

وهى هتتعمد كل ده ليه..!

أنا بكبر الحكايه..

أنا هرجع كل حاجه تانى فةى شنطتها

وكأنى مشفتهاش..وهشوف رد فعلها

وكلامها...

وعاد ينتظرها فى لهفه وفى قلق..

مزيج ما بين الشوق والخوف

فجاة جرس باب شقته..

لقد جاءت..

جاءت دون أن يخبرها عنوانه..!

يسير نحو الباب فى خطوات حذره

يفتح الباب ببطء لتطل عليه بعينيها

الجميلة الساحره..

 وابتسامتها التى يرتجف لها

 قلب أشجع الرجال..

 قاوم كل هذا وهو يدعوها للدخول

تبتسم وهى تقول بصوتها

الرقيق الحنون : والله يادكتور يوسف

متعرفش أنا محرجه منك قد إيه

ومكسوفه إنى جيت عالصبح كده بدرى

وازعجتك كمان بإتصالى وصحيتك

 من النوم..

يبادلها يوسف الإبتسامه الباهته :

ولا يهمك يا استاذه ناديه

مفيش إزعاج ولا حاجه..

أكيد الواحد لو راح منه شنطه وفيها

حاجه مهمه هيعمل زيك بالظبط ..

لكن اللى حيرنى إنك عرفتى

مكان شقتى أزاى من غير ما أقولك..!

الخط قطع بنا وحاولت أكلمك

تليفونك كان مشغول أو مقفول..!

يسود الصمت لحظات وتقول :

أنا إتصلت بالأرقام اللى فى الكارت

طلع الأول رقم مكتب حضرتك المستشفى

ومنهم قالة لى إنك فى البيت..



















وعرفت عن طريقهم العنوان..

رجعت كلمت الرقم التانى

واللى حضرتك رديت عليه

وصحيتك فيه من النوم..

يشعر يوسف فى نفسه بالخجل

وإنه قد ظلمها فى تفكيره فيشير لها

بالجلوس : إتفضلى أرتاحى يا استاذه

ناديه تحبى تشربى إيه..

تنفى ناديه بيديها : لا.لا..مفيش داعى..

أنا هاخد الشنطه وامشى..

يوسف فى إصرار : مستحيل..

لازم تشربى حاجه وترتاحى

من المشوار..

 يجب تقديم واجب الضيافة لك

نادية : مش هينفع يادكتور..

مش هينفع وحضرتك كمان

عازب وعايش لوحدك

نظر يوسف فى تعجب : 

وانتى عرفتى منين إنى عايش لوحدى..؟

نادية فى إرتباك : ده مجرد تخمين

دكتور صدقنى...

وعادت  تقترب وتمسك بيديها

حقيبتها وتجذبها نحوها..

قائله : مره تانيه أشكرك يا دكتور

 وآسفه على الإزعاج

يوسف فى حيره : إحنا لسه مكملناش كلامنا

تنظر ناديه فى دهشه : كلام إيه يا دكتور.!

تتسع عين يوسف : يعنى حابب أعرف

سبب وجود صورتى فى شنطتك..؟

تتراجع ناديه فى صدمه :

أفتكر إن ميصحش إن حضرتك

تفتح شنطتى وتشوف اللى فيها..

المفروض إن دى أمانه..

والدكتور ميخنش الأمانه..

يوسف : لهفتك على الشنطه

كان أمر مريب وكمان لما

جيتى من غير ما أقولك عنوانى

خلانى أحس بالقلق حبيت أعرف

إيه الحكايه مش يجوز معاك حاجه

خطر أو تعملى مشكله

ناديه : كلامك مش مقنع يا دكتور

واللى عملته غلط..

يوسف فى غضب : أعتبريه غط

بس جاوبينى صورتى بتعمل

إيه فى شنطتك..؟!

تتنهد ناديه : بعد إذنك يا دكتور

ممكن أمشى..؟

يوسف : مش قبل ما تفهمينى

هو أنتى قابلتينى صدفه فعلاً..؟

وتعرفى بيتى عن طريق المستشفى

زى ما بتقولى..؟

يسود الصمت بينهم للحظات

وهو يردد : مبتتكلميش ليه..!

جاوبينى..؟

إنتى مين..؟

وصورتى بتعمل إيه فى شنطتك..

همت بالرحيل وبالمغادره

ليجذبها من يديها فى عنف : ناديه

متسبنيش فى حيره

وأتكلمى..

ناديه : اتكلم أقول إيه...؟

يوسف : جبتى صورتى منين..؟

وحطاها ليه فى شنطتك..؟

تجذب ناديه ذراعها من يديه

وتنظر لعينيه : عايز تعرف ليه..

أومأ يوسف برأسه : أيوه..

تغلق عينيها للحظه وتقول بصوت

رقيق يملوءه الصدق : عشان بحبك

يتراجع يوسف فى صدمه لم يعدها من

قبل من ذلك الرد المفاجىء

وتتراقص عيناه وهى تدور فى

ثنايا ملامحها

وقد أصابه الصمت والسكون

وتجمدت أطرفه كالثلج

وهى تحاول المغادره ليسقط

قلبه وراء أقدامها..

ليهتف : ناديه..

تعود تلتفت له ليرى تلك الدموع التى تنهمر

من عينيها ليقترب ةقد تمزق صدره ألمًا















من أجلها ليقول فى آسى :

إنتى بتبكى ليه..؟

ناديه : مكنتش متخيله إنى أكون

قدامك فى الموقف السخيف ده..

أنا خجلانه من نفسي..

يوسف : مش عارف أقولك إيه...؟

تمسح براحت يديها خديها :

متقولش حاجه..

أنا اللى غلطت..

إنته ملكش ذنب..

وياريت تنسى اللى حصل

ولا كأنك قابلتنى ولا شوفتنى..

يوسف : بس على شرط

ناديه فى تعجب : شرط إيه..؟

يوسف : توقلى لى بصراحه

أنتى قابلتينى صدفه فى الطريق فعلاً

تبتسم ناديه رغم الدموع :

أفتكر مفيش فايده من وجودى هنا..

وآسفه على كل اللى سببته هولك

من إزعاج...

أشوفك على..

يقاطعه يوسف : إيه رأيك نفطر

سوا دلوقتى..؟

ناديه فى صدمه : نفطر سوا...؟

يبتسم : متخفيش مش هنا

إنتى عارف إنى شاب عازب

وعايش لوحدى ..

ويعالم تعرفى عنى إيه كمان

تضرج وجهها بحمرة الخجل

وهو يكمل : فى مطعم قريب من

هنا خالص هنفطر سوا ونتكلم شويه

عندك مانع

ناديه فى دهشه : نتكلم فى إيه..؟

يوسف : يعنى اسيبك تروحى

كده ودموعك على خدك وزعلانه..!

لتبتسم ويتراقص قلبه بين شفتيها..

وقد شعر أن صفحة جديده من

 حياته تبدأ..

يكتب أول حروف فى سطورها..

بكلمات يفوح منها عطر الحب و الأمل...

كانت نادية بمثابة يد العشق

التى انتزعته من بحيرة الوحده..

 التى كان يغرق بها ..

 جعلت للحياه معنى وطعم آخر..

ويبدأ حبهما يوماً بعد يوم ينمو الحب

أصبحت نادية كل شىء ...

 لم يعد يتخيل الحياة بدونها..

يتكرر لقائهما..

حتى وصلا إلى النقطة الأخيرة..

اللحظه المنتتظره..

 أن يتقدم للزواج منها...

يطلب مقابلة أمها فى أقرب وقت

ناديه : مش تنسنى لما أخلص السنه دى..؟

يوسف : منا قولت لك هتبقى خطوبه

دلوقت وبعد ما تخلصى نتجوز

أظن مفيش أى مانع دكتور

 وسيم مشهور

ناجح عنده شقه وعربيه..

تبتسم ناديه : طب سيبنى افكر

أدينى فرصه.

عشان أدرسك أكتر...

يضحك يوسف : بقولك إيه

متخلنيش أقولك نتجوز دلوقت

وتكملى تعليم ودراسه بعدين..

أنا هتجنن وعايز أتجوز..

ترفع ناديه يديها : لاء خلاص

اللى تشوفه تعالى قابل ماما وكلمها

وانته حر بقى لو رفضتك..

يضحك يوسف : ساعتها بقى

أعمل خطه واخطفك... 

                        ***********

قبل الموعد المتفق عليه بساعه

يرتدى يوسف ملابسه وهو

فى قمة الأناقة والوسامه ..

 يضع العطر المفضل له..

يلامس بأصابعه تلك الخصلات البيضاء

من الشعر البيض على جانبى رأسه

 فى المرآه...

 ويمشطها وقد أرتسمت تلك

الإبتسامه الساخره على شفتيه

 ليقول  : يعنى الشعر الأبيض ده مش

عارف يستنى شويه لما اتجوز

وبعد دقائق

كان يستقل سيارته وينطلق..

 يعيد سماع تلك المقطوعه

 الموسيقى المحببه له..

وهو يطلق معها صفير بين شفتيه

وقلبه يتراقص فى قمة السعاده..

 أمام الفيلا الصغيره التى تقيم بها ناديه

يتوقف بسيارته..

ويرتجل منها..

يعيد النظر إلى مرآة السيارة ...

 ويجذب رباط عنقه..

 فجأة يخفق قلبه...

ولايعلم سبب ذلك..!

ربما كان السبب هو فرط السعاده

التى يعيشها لملاقاة حبيته ..

وطلب يدها من أمها..!

وضرب بعقله صورة رفض أمها طلبه

للزواج من إبنتها وحبيبته ناديه...

ليردد بين شفتيه : لا...مش ممكن..

أكيد هيه كلمت مامتها وحكيت لها

عنى..

أكيد هيه قالت لها إنها موافقه

على الجواز منى...

يحمل بين يديه تلك الهديه ويرفع يده

ويضرب أجراس الباب وينتظر لحظات..

ثم دقائق..

طال الإنتظار...














وهو يقول : غريبه أكيد ناديه

عارفه المعاد ومستنيانى..

تكون نسيت..!

مش معقول..!

نامت..!

مش ممكن..!

 يعيد ضرب الأجرس ..

ينظر لساعة يديه الضخمة ..

 لقد جاء حسب الموعد المرتقب بينهم ..

 القلق كالسكين الذى يشق صبره برفق

وبعد وقتاً طويل

 فجأة يفتح الباب ..

 ليتنفس الصعداء

وتطل منه تلك سيدة العجوز البدينه

 تنظر بصعوبة وضعف ناحيته

ليلقى السلام وهى لا تجيبه..

 مازالت تتفحص النظر إليه

 ربما لضعف نظرها

ولإنها تراه بصعوبة ..

لا يدرى ..

قالت بشفتيها التى يحيطهم

 خيط من التجاعيد :

أنته مين..؟

لم تفارق شفتيه تلك الإبتسامة

المصطنع وهو يقول :

 أنا الدكتور يوسف ..

يوسف حمدى..

أنا جيت حسب لمعاد..

العجوز : معاد إيه..؟

يوسف فى تعجب : هى الاستاذه ناديه

مبلغتش حضرتك بالمعاد..؟

العجوز بلهجة يملؤها الدهشة :

ناديه مين..؟

يوسف وقد إذداد حيره وصدمه :

الأنسة نادية محمود...!

مش ده الفيلا بتاعتها...!

أومأت العجوز برأسها : أيوه دى فيلا

ناديه محمود

يتنفس يوسف الصعداء 

وهو يطلق زفيره : كان فيه بنا معاد..

وأنا جيت على أساسه..

عقدت العجوز حاجبيه  :

معاد إيه مش فاهمه..!

ناديه مين..بالظبط..؟

عادت ملامح يوسف للحيره

والتعجب : مش حضرتك لسه بتقولى

إن دى فيلتها..

العجوز : أيوه يابنى..

بس ناديه محمود اللى هنا مش موجوده..

يوسف فى صدمه : مش موجوده..؟

أزاى..؟

معقول تكون خرجت..؟!

هو حضرتك مش والدتها..؟

العجوز  أيوه..

يوسف : هى مقالتكيش إنى جاى النهارده..

العجوز : هتقولى أزاى بس..

يابنى ناديه بنتى صاحبة الفيلا دى

 ماتت ..

ماتت من سنتين..

ويتراجع يوسف للوراء

ويسقط قلبه بين قدميه

ويصرخ بجنون من هول المفاجأة

وشدة الصدمه

إضغط هنا الجزء 3


لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات