القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
الجزء 38
تأليف محمد أبو النجا

 

بعد دقائق معدوده كان حشد من الناس

 

يجتمعون حول جسد يوسف الراقد أرضاً

 

وقد فقد وعيه بعد ضرب رجال حسان له

 

تنثنى منى على ركبتيها فى حسره

 

قبل أن يفتح عينيه وينظر إلى وجهها

 

فتهتف له : أستاذ يوسف أنته بخير

 

يوسف : أنا كويس مدام أنتى بخير

 

يعتدل يوسف بمساعدة بعض الناس

ويطلب

 

منهم أن يساعدوه للوصول إلى سيارته

 

ومنى معهم تهتف له : هتسوق أزاى وانته

 

بالشكل ده يا أستاذ يوسف..!

 ينظر لها فى ألم :

 

عندك حق أنا تعبان جداً وهاخد تاكسي

 

أنتى كمان روحى ومتتأخرييش أكتر من

 

كده وأطمنى أنا كويس

 

وعاد يستقل سيارة أجرة ويبتعد

 

وهى ما تزال تتبعه فى لهفه بلا حدود

 

لهفه لم تعهد بها من قبل

 

                          ********

 

بعد يومين

 

كانت منى فى غاية اللهفه والشوق

 

على رؤية يوسف لتطمئن عليه بعد تلك

 

الحادثه التى وقعت وكانت طرف بها

 

لكنه لم يأت ...

 

ليزداد خوفها خشيت

أن يكون قد أصابه مكروه

 

فجأة ومع ألتفاف جسدها

 

وبأعينها الجميله التى اتسعت فى

 

سعاده مع قدوم ذلك الرجل الوسيم

 

الذى يهتز مع قدومه قلبها

 ولم تشعر

 

بنفسها الا وهى تعدو نحوه فى قمة اللهفه

 

تقول : يوسف...

 























وعادت تتراجع بظهرها للخلف

 وتضع أصابعها

 

فى خجل شديد : قصدى أستاذ يوسف

 

حمدالله على السلامه

 

أنته بخير ..؟

 

يو سف مبتسماً : تعرفى يوسف لوحدها

 

من غير أستاذ أجمل بكتير من شفايفك

 

يزداد خجلها وارتباكها وتشعر لأول مره

 

فى حياتها بأحسيس غريبه

 لم تعهدها من قبل

 

أحسيس لا تستطيع وصفها ..

 

ما بين السعاده والخوف...

 

التمنى والقلق ...

 

الكلام والصمت..

 

أمزجه مختلفه من المشاعر

فى وقتًا واحد

 

تحاول السيطره على نفسها

ومشاعها التى تفقدها

 

دون أن تعلم السر ..

 

ليبتسم : تعرفى أنك جميله أوى النهارده

 

تبتسم :

أنته بقالك يومين مجتش هنا بعد

 

المشكله اللى حصلت مع رجالة حسان

 

وكنت خايفة يكون حصل لك حاجه..

 

ينفى يوسف بيده : متخفيش أنا ضربتهم

 

أكتر ما ضربونى ..

 

منى فى حزن :

أنا معرفش ليه كل ده حصل ..!

 

يوسف :

 لأنى أعرف حسان ده كويس ده

 

صاحب بيوت دعاره

 

منى فى تعجب :

يعنى إيه بيوت دعاره ..؟

 

ينفجر يوسف ضاحكاً :

واضح أنك بيضه

خالص

منى :

صدقنى مش فاهمه تقصد إيه..؟

 

يوسف : أنتى عندك كام سنه ..؟

 

منى : ستاشر ونص

 

اتسعت عين يوسف :

 ياه دانتى صغيره أوى

 

أنا كنت متخيلك أكبر من كده...

 

منى فى خجل :

 أجيب لحضرتك القهوة بتاعتك

 

يوسف :

 قبل القهوة أنا عندى ليكى كلام كتير

 

منى :

مش هعرف اتكلم معاك أكتر من كده

 

وبعدين أنته عارف ست عواطف

 

مش هتسبنى فى حالى

 

يوسف : يبقى أقابلك بعد الشغل

 

تنفى برأسه :

برضه مش هينفع أتأخر عليهم

 

فى البيت

 

يوسف : يبقى هوصلك بعربيتى

 

منى :

صعب..

كمان لو حد شافنى معاك هتبقى مشكله

 

خصوصاً لو قابلنا منصور أخويا

 

أنته متعرفوش

 

يوسف : أيوه الشاب الضخم اللى كان

 

واقف معاكى بره..؟

 

أومأت برأسها : أيوه ..

 

يوسف فى إصرار :

ما هو أنا لازم أتكلم معاكى

 

منى :

طب أنته عايز تتكلم معايا فى إيه..؟

 

يبتسم يوسف : كلام كتير

 

كلام ياما..

 مش هينفع أقوله هنا

 

ولازم نكون لوحدنا....

 

تنفى مبتعده ومبتسمه :

واضح إن مش هينفع

 

نتكلم...بعد إذنك ....

 

لكن قلبها كان ينفى ما يقوله لسانها

 

فقد كان يشعر بسعاده غامرة

 

كلما سمع صوت هذا الرجل ..

 

                            *******

 

(ما هو أنا هوصلك يعنى هوصلك )

 

نطق يوسف جملته وهو يقود سيارته ببطء

 

بجانب منى التى تخطو ببطء مبتسمه

 

وداخلها حاله من التردد فى الركوب معه

 

رغبه ملحه فى صدرها للحديث مع ذلك الرجل

 















تلتفت له فجأة :

أستاذ يوسف أرجوك مش هينفع

 

اللى بتعمله ده ..!

 

يوسف :

منى ارجوكى أركبى فى كلام كتير

 

عايزه اقولهولك

 

تتوقف منى وتدور بجسدها :

طب ما تقول

 

بسرعه وأنا هسمعك

 

يوسف : كلام مينفعش يتقال بسرعه

ولا فى الشارع..

 

تضحك منى : خلاص مش مهم تقوله

 

أنا ماشيه

 

يوسف :

 طيب خلاص استنى بس...

خلاص هقول

 

هقول وأمرى إلى الله

 

تتنهد : طب ما تقول

 

يوسف فى إرتباك :

أنا...أنا بصراحه معجب

بيكى

 

تشعر منى بجسدها كله ينتفض ويرتجف

 

والخجل يضرب كل خلاياها

 

وهى تشهق وتفر مسرعه هاربه منه

 

وهو يسرع بسيارته يحاول اللحاق بها

 

ويخرج من سيارته ويسرع بأقدامه

 

: منى..منى استنى...

 

لكنها كانت تستقل الحافله الكبيره بين

 

الزحام مبتعده

 

وهو فى قمة السخط والغضب

 

لكن يشعر بأنه أوشك أن

يقترب من الظفر

 

بذلك الذى بين صدرها...

 

قلبها....

 

                       ***********

 

(لا أنتى نافعه فى شغل ولا فى أى حاجه )

 

نطقت عواطف جملتها أمام منى المنكمشه

 

من الخوف أمام أسلوبها الحاد العنيف

 

ترفع سبباتها فى وجهها :

 يعنى بتغلطى كتير

 

فى الشغل وبعديها وبقول بكره تتعلم

 

كمان بتبجحى وتردى عليه

 

منى : أنا مغلطتش يا ست عواطف

 

كل اللى بقولهولك مينفعش أتأخر  أكتر

 

من كده

 

على البيت الساعه بقت سبعه ..!

يعنى بقالى ساعتين

 

زياده عشان أرضيكى

 

عواطف : وأنا قولت لك هديلك أوفر تايم

 

 أديكى شايفه المحل زحمه

 ومينفعش تروحى

دلوقتى

 

منى :

مش لسه بتقولى إنى مش نافعه فى الشغل.!

 

عايزه تخلينى أقعد فوق

مواعيد الشغل بتاعى ليه ..؟!

 

أنا بقالى يومين بتأخر على البيت..!

 

عواطف :

إنتى فعلا فاشله لكن مضطره أستحمل

 

مفيش قدامى بديل تانى غيرك

 

ولو مش عاجبك الشغل متجيش تانى

 

(أهدى شويه يا ست عواطف مش كده )

 

تلتفت منى لصاحب الصوت

 

ذلك الرجل المتطفل دائمًا حسان

 

الذى أقترب وعلى شفتيه ابتسامه باهته خبيثه

 

يقول : هيه الاستاذه منى عملت حاجه زعلتك..؟

 

عواطف : بقولها تقعد شويه بعد الشغل

 

وهديكى فلوس فوق مرتبك انته عارف إن فيه

 

سماح اتجوزت وواخده اجازة ..

وشادية إديها مكسوره

 مكان ما جوزها ضربها...

 
















حسان :

أنا بكره هتصرف لك فى بنتين لحد ما

 

يرجعوا شاديه وسماح...

 بس متتغطيش على منى

 

أكتر من كده..

 وسبيها تروح معلش عشان خاطرى

 

هزت عواطف رأسها : ماشي عشان خاطرك بس

 

يا أستاذ حسان

 

وقبل أن تبتعد منى كان حسان يلاحقها خارج

 

الكازينو ويهتف لها :

 منى مش هتيجى بقى

 

اوصلك المره دى ..؟

أظن إنك أتأخرتى

 

منى : آسف يا استاذ حسان مينفعش

 

حسان : صدقينى والله مش هضايقك

 

منى :

يا أستاذ حسان بعد إذنك ممكن تسيبنى أمشى

 

يشتعل غضب حسان وتضرب الدماء وجهه لينفحر

 

فى غضب :

جرى إيه يابت أنتى مالك الغرور والعنتظه

 

راكبينك على إيه..؟

 

تحاول منى الإبتعاد وهى خائفه ومرتبكه..

 

ليمسك يديها : أنتى هتركبى يعنى هتركبى

 

المره اللى فاتت الواد اللى اسمه يوسف

 ده حاشك

 

من إديه...

بس خد ضرب بما فيه الكفايه ..

 

منى تدفع يده وهى تبتعد فى صمت ليشير

 

برأسه رجاله ليتوقفان أمامها

ويعترضا طريقها..

 

لتنظر له منى فى غضب :

أنا ممكن أصوت

 

وألم الناس عليكم

 

يضحك حسان بشكل ساخر :

ساعتها هقول سرقت محفظتى

 

وهجيب عواطف تشهد عليكى بأنك حراميه

 

وسرقت من المحل قبل كده كذا مره

 

يعنى التهمه لابساكى...لابساكى...

 

مفيش مفر

 

تشعر منى بالرهبه والخوف وينقبض قلبها

 

وحسان يبتسم فى سخريه مقتربا منها

 

: تعالى بقى معايا بلاش مقاوحه

 

وقبل أن تلمس يده جسدها كان حسان يرتفع

 

أرضاً فى مشهد غريب ويشعر بجسده

 

يطير فى الهواء ويرتطم بالحائط..

 

ويصرخ من شدة الألم والوجع...

 

وسط حالة ذهول رجاله

 

وصدمتهم يلتفتون لذلك الرجل الضخم ..

 

الذى فعل ذلك ب حسان...

 

وقد تهللت أسارير منى وهى تهتف فى سعاده

 

: منصور ...أخويا...

 

لكن منصور لم يهتم بنداءها

 

فقد كان لهم بمثابة الشيطان

 الذى خرج لهم من قلب

 

الجحيم....

إضغط هنا الجزء 39

 

 لمتابعة جميع أجزاء الرواية


إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات