القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
الجزء 54

تأليف محمد أبو النجا

 

كانت حاله من الجنون تنتاب منى

 

وهى لا تصدق ما سمعته من تلك السيده

 

العجوز أم عبده

التى أقتربت منها تلامس كتفيها

 

مع بعض نساء العنبر..

 

لتدفعهم بعيداً عنها

وهى تصرخ : محدش

يقرب منى...

 

أبعدوا عنى...

 

محدش يلمسنى...

 

كان الجميع يتابعها فى صدمه فقد كانت

 

طيلة الفتره السابقه صامته وهادىء...

 

لم يعرف أحد نبرات صوتها..

 

كيف تبدلت إلى هذا وتغيرت إلى

 

هذا الشكل ..

 

وعادوا يحتشدون حول أم عبده التى

 

أخذت تردد :

والله ما عملت لها حاجه...!

 

معرفش هيه عملت كده ليه..!

 

عادت منى تسقط وتبكى أرضاً

 وهى لا تصدق

 أو تتخيل أن يوسف قد خدعها من جديد

 

شعرت بأنه قد أعاد تدميرها كما فعل

 

فى السابق..

 

كأن كل العذاب الذى فعلته به لا شىء

 

لا طائل ولا جدوى منه..

 

لقد هزمها..

 

كسرها...

 

ذلها...

 

لقد خدعها بشكل محترف...

 

بشكل لم يشفع لها ذكائها...

 

أو خبرتها

 التى أكتسبتها طيلة الأعوام السابقه

 

لقد ظنت أنها حين قتلت الشيطان

 

قاسم سكر ..

الذى كان بمثابة زعيم الاشرار

بالنسبه لها..

اليد اليمنى لإبليس...

 

لم تتخيل أن يوسف هو إبليس نفسه...

الذى خدعها رغم إنه كفيف..

لقد كان يتكلم بثقه لا حدود لها..

لقد أعتذرت له..

بل توسلت له بأن يسامحها...

وقامت بكل غباء بإعادته إلى

 الدكتوره ولاء

ظلت تبكى...

 

فى حالة إنهيار تام...

 

لقد فقدت فرصه سمينه لقتله..

 

لقد كان بين يديها ذليل ...

 

أعمى...

أى حماقه أقترفتها..

 

















لقد كان صادقاً حينما وصفها بأنها

 

أغبى أهل الأرض....

 

لقد جعلها تصدق قصة أنه ليس يوسف .

 

الذى أضاعها يوماً ..

بل توءمه...

لقد طلب منها بكل جراءه وثقه متناهيه

أن تتأكد من صدق كلامه..

لكنها لم تفعل بكل حماقه..

لم يكن لديها ذرة شك بإنه كاذب..

وضعت وجهها بين راحت يديها

وإنهارت تبكى فى حسره شديده..

تشعر وكأنه أعاد ذبحها كما فعل

فى الماضى من جديد..

واضاع شرفها..

نفس الإحساء يتكرر والمرار..

أى ألم هذا الذى يسكنها..

داخل صدرها صرخه مكتومه..

لو أطلقتها لأسمعت أهل الأرض.

صرخه تحمل كل معانى الوجع..

 

فقدت منى القدره على النوم...

اعتزلت كل من حولها..

لم تجف الدموع من عينيها..

كانت تعيش فى كابوس جديد

عباره عن صوره تحمل إبتسامة

يسكنها الشماته من يوسف..

أى مخلوق هذا..

فجأة..

وبعد يومين

يفتح الباب ويطلبونها فى زياره..

 

هناك زائر قادم قد جاء من أجلها..

يطلب رؤيتها..

لم تصدق منى وهى تردد فى صدرها

 

من يكون ذلك الزائر...!

 

من الذى جاء لرؤيتها...!

 

وخلف القضبان الحديديه

 

ظهر بكامل وسامته وأناقته..

 

وبنظارة شمسيه أضافة له بريق

لم يكن سوى يوسف حمدى..

 

يقترب مبتسماً وهى فى حاله يرثى لها

 

تتابع تقدمه نحوها يجلس فى المقعد المقابل

 

يبتسم بكل برود قائًلا :

 

منى أنا عارف إنك زعلانه منى ..

 

عارف إنى خدعتك كتير...

 

أعمل إيه بس إذا كنتى أنتى طول عمرك

 

عبيطه وساذجه...

وسهل أضحك عليكى

حتى ولو كنت أعمى...

 

طول عمرك غبيه ومبتتعلميش...

 

مش فاهمه بتتعاملى مع مين...

 
شوفتى أخرتها ..

 































أديكى أترميتى فى السجن...

 

بس إيه رأيك فى وسامتى..

 

رجعت زى الأول بالظبط..

 

قمر..

 

ورجعت أشوف كمان...

عارف وحاسس بطعم العذاب

جواكى قد إيه..!

 

وعاد يضحك فى جنون

 

: أنتى عارفه سبب الزياره إيه ..

 

أنا جاى كمان أعاقبك أكتر

على غباءك..

 

وأدفعك الفاتوره...كامله..

 

كل ما أتخيل إنك

صدقتى إن اللى عمل فيكى كده عزت

 

توءمى..

 

توءمى اللى مات من سنين طويله

 

مات طفل صغير...بريء.

 

مخدتيش بالك إن الصورتين اللى

 

شوقتيهم كانوا وأحنا صغيرين...

 

طب أقولك على مفاجأة..

 

أنا عرفت من زمان إنك منى ...

 

عرفت وحسيت بكده...

 

لما ربط كل الخيوط..

 

وبدأت أفكر وقتها

فى خطه لأنى كنت متأكد بأننا

 

هنتقابل ..من جديد..

 

لازم نتقابل...

 

مكنش قدامى بديل غير إنى

 أخدعك من جديد...

رسمت الخطه وكنت مستعد..

لإنى عارف إنك هتقتلينى...

وكده.. كده ميت..ميت..

فمفيش مانع من المحاوله..

ومتخيلتش إنى بصراحه هقنعك

بكل سهوله كده..

بينى وبينك أنا كنت سعات عايز أضحك

وإنتى زى العبيطه بتعتذرى لى

وبتطلبى أسامحك

ولما رجعت أشوف تانى أول حاجه فكرت

فيها إنى أدور عليكى واخلص منك

إنتى وسعاد..

كنت ممكن أقتلك..

بس مكنتش هحس بالمتعه اللى عايشها

دلوقتى وأنتى بتتعذبى وبتتقهرى كده..

قولت أقتل سعاد

أهو أخلص منها

وأخلص من اللى تعرفه

عنى وعنك..لأنها كانت

 تعرف كتير ...

كتير اوى عنى ..

 

وعن حكايتنا..

 

هيه خزنة أسرارك...

 

وبلغت البوليس كمان أول ما دخلت شقتك

 

منا كنت مراقبك..

وعاد يبتسم فى سخرية :

مش إنتى بس اللى بتعرفى تخططى..

وقولت لهم إسمك الحقيقى

 كمان منى...

إيه رأيك..؟

 

مليش حل صح...!

 

بتعيطى يامنى..!

للدرجه دى أنا وجعت مشاعرك..!

طب عيطى..

عيطى..

بس استنى ..

دا فيه لسه عذاب تانى..

أنا مخلصتش كل اللى فى علبتى

لسه العرض بتاعى منتهاش..

 لسه مقولتش العقاب الجديد

والرهيب اللى محضرهولك..

اللى هيقتلك وانتى عايشه..

 

تتسع عين منى فى حسره

 وهى تمسح دموعها

 

وهو يخطوا مبتعدًا

 

ويختفى للحظات ثم يعود ومعه طفلين

 

فى غاية البراءة والجمال

 

يقتربان منها لتعتدل واقفه

 تصرخ فى جنون : ولادى

 

يضحك يوسف : للأسف محدش

 فيهم يعرفك..

 

سنين فى الملجأ بعيد عنك...

 

كان كل همك تنتقمى من أبوهم...

 

ونسيتهم...

 

ودلوقتى رجعوا لحضنى..

 

شادى وشريف..

 

هدية السماء...

 

مش قادر أوصف لك فرحتى..

 

كان الطفلين يتابعان الموقف ببراءه

لا توصف كالملائكه..

 

وكأنهم يدركون مدى لوعة

وحزن أمهم المسكين

 

التى لا تتوقف عن البكاء وعض أصابعها..

 

ليتنهد يوسف شوفتى الكوره جت

 

فى الآخر فى ملعبى ..أزاى..

ولأنى حريف بعرف أجيب جون..

والجون الجاى هو حبل المشنقه...

 

ومتقلقيش أنا هوصلك بسرعه..

بسرعه لا تتخيليها..

هقدم تقرير مفصل كامل بكل القصه

 






















اللى بلغتينى بيها..

ماهو برضه من غباءك إنك

كشفتى كل الورق ليه..

على أساس هتقتلينى خلاص

والموضع إنتهى..

لكن لما عرفتى إنى بريء

خلتينى أمشى..

هو ده أسلوبى فى الحياه..

لازم أكون بقناع مختلف أعيش بيه...

عشان أرضى غرورى..

أشبع رغباتى..

قناع طيب وجدع وأمين..

هيفتح لى أبواب كتير..

زى قلبك زمان وجسمك..

دلوقتى هتتحاكمى بكل جرايمك..

 ‏قتل عاشور الساعى

وقاسم سكر

 ‏وغيره وغيره ...

ملفك كبير

دا غير إنتحالك شخصيه

 

 ‏وملامح  مزيفه..

بإسم ناديه محمود..

يعنى بإختصار إنتهيتى..

 

 ‏أنسي أنك تشوفى النور تانى

 أو ولادك...

أنا مش جايبهم النهارده عشان

تشوفيهم لاء..

أنا جايبهم عشان برضه أعذبك..

أحرق قلبك..

 ‏دى هتكون المره الأخيره ...

 

 ‏يجوز الموقف هينطبع فى

 ذاكرتهم لما يكبروا

 

 ‏لكن متخفيش أنا هنسيهم...

 

 ‏هقدر انسيهم واحده زيك...

 

 ‏أنا لا حبيتك ولا حبيت

أى واحده فى حياتى

ولا أعرف الحب..

 

 ‏مع السلامه يامنى..

 

 ‏أشوفك على خير ...

 

 ‏وعاد يبتعد وعيناه

ويديها وقلبها وجسدها

 

 ‏يتنفخ من الغضب والحسره...

 

 ‏والذل مما فعله ...

 

 ‏وتشعر بتلك الصرخه التى تنمو بداخلها ..

 

 ‏صرخه من الوجع تلتحم مع أنفاسها...

وضلوع صدرها..

 ‏ودون أن تعلم لماذا فعلت هذا..

 

 ‏أو تدرك السبب ..!

 

 ‏أو تعلم لماذا جاء ذلك الأسم فى تلك

 

 ‏اللحظه على بالها و قلبها ولسانها

 

 ‏وكأنها تستغيث بذلك الوحش الراقد

 

 ‏والساكن والنائم فى سبات عميق...

منذ سنوات..

فى عالم آخر..

ذلك الرجل

 ‏الذى أعتادت منذ طفولتها أن تستغيث به..

 

 ‏ولم يخلف يوماً نداءها...

 

 ‏تلك الدماء التى منها..

 

 ‏نفس دماؤها..

 

 ‏لتصرخ بكل ما أوتيت من قوه ..

 

 ‏بإسمه...

وهى تعتصر بقبضتها القضبان الحديده :

 ‏منصور......

 

 ‏وكأن الأقدار تستجيب لها...

 

 ‏وكأن صوتها بث في مسامعه وقلبه

 

 ‏وأعاده له الحياة...

بث فيه الروح...

 

 ‏لينتفض...

 

 ‏ينتفض بعد سنوات طويله من نومه ..

ومن الرقود..

 ‏ينتفض وعيناه تتسع...

 

 ‏ويستيقظ...

 

 ‏وتتحرك كل الأجهزة وتصدر أصواتها

 من حوله..

تعلن عودته..

 

 ‏وحشد من الأطباء يهرعون إليه

 

 ‏لا يصدقون..ما يحدث...

 

 ‏وذلك العملاق يعتدل من نومه..

 

 ‏وكأنه يعود للحياه من أجلها....

من أجل أن

 يستجيب لنداءها....

أخيها منصور...

إضغط هنا الجزء 55

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات