القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية الروح الثالثة

الجزء 16

تأليف محمد أبو النجا

فى ليله كان من الصعب

أن ينعم بها يوسف بالنوم

ظل فوق فراشه فى حجرته المظلمه

ينظر برأسه للأعلى..

يشعر بضيق صدره وصعوبة

بأخذ أنفاسه ..

يبدو أنه على مقربه من أزمه نفسيه

قادمه...

فقد كان عليه أن يختار بين ثلاث طرق..

ثلاث طرق صوب عينيه..

ولا يوجد مجال للتراجع..

وعليه الإختيار سريعًا..

إما أن يبقى فى حالة حبه لتلك

الفتاة الغامضه المجهوله..

أو أن يبقى فى وضعه يبحث عنها..

وأن يجد حلول لألغازها المتعدده والكثيره

والمتكرره معها..

ومصير غير معلوم الملامح ينتظره

أو أن يختار تلك الطبيبه الفاتنه

الجميله ذات العيون الخضراء الواسعه

ولاء..

وأن يضمن مستقبل مشرق

وقلب من المؤكد سيحبه ويراعاه..

والأختيار الأخير..

مع فتاة صورة طبق الأصل من حبيبته

فى الصورة والجسد

وربما قريبه أيضًا فى نبرات الصوت..

فتاة جميله وتعترف بكل صراحه

بحبها له..

وسيفقدها ربما للأبد لو سافرت

وغادرت القاهره..

أى إختيار من بينهم سيكون الصواب..

إنها قمة الحيره..

القلب يهوى والعقل يرفض..

والعقل يهوى والقلب يرفض..

يطلق زفير طويل...

فجأة يقاطع شريط الذكريات

ورباط التفكير رنين هاتفه..

عقد حاجبيه فى دهشه متسألاً

من يكون صاحب المكالمه فى هذا

التوقيت المتأخر وقد تجاوزت الساعه

الثانيه ونصف صباحًا..

تراجع فى دهشه وهو يرى اسم

ناديه محمود الحقيقيه

ليقول فى دهشه فى نفسه :

غريبه أوى عايزه إيه ناديه

منى فى ساعه زى دى..؟

ومع فتح المحادثه بينهم قالت

له بصوت حاد وقوى :

أنزلى تحت بسرعه..عايزاك

 أنا مستناك تحت فى عربيتى..

واغلقت بعدها المكالمه

ليتحرك بسرعه نحو النافذه ينظر

لسيارتها التى كانت بالفعل

متوقفه فى الأسفل...

ليقول متعجبًا : غريبه أوى

إيه اللى جابها فى ساعه زى دى..!

وعاد فى عجاله يرتدى ملابسه

وينطلق فى الذهاب إليها

كانت بوجه عبوس شاحب

تجلس على مقعد القياده

تتابع إقترابه وبعد أن أصبح

على مقربه خطوه واحده

قالت بصوت قوى : أركب...

مط شفتيه وهو يدور ويجلس

فى المقعد المجاور لها..











لتدور وتنطلق بسرعه غريبه

دون أن تنبس بطرف كلمه..

ليتنهد قائلاً :  ممكن أعرف فى إيه..؟

طلبتى تشوفينى فى الوقت المتأخر

 ده ليه..؟

ومالك ساكته ومبتتكلميش..؟

وعاد ينظر للطريق الشبه مظلم

والخال أمامه..

طب ممكن أعرف إنتى

 وخدانى على فين..؟

عادت تدور وتلتفت له فجاة لينظر

إلى عينياها الواسعه

ووجها المتجمد

ليخفق قلبه بقوة لقد عرفها..

لقد أحس قلبه بها..

ولم يخدعه الشبه المتطابق..

وينفى برأسه ويصرخ فى جنون :

 مش ممكن..؟

مش معقول..

إنتى ناديه التانيه..

مش ناديه الحقيقة..

تضحك بشكل جنونى مخيف :

قصدك ناديه حبيبتك..

ناديه اللى بدور عليها..

يوسف : أنا مش مصدق..

إنتى أزاى قدرت تاخدى عربية

ناديه..

تعود للضحك من جديد ساخره :

ياه هو ده بس اللى يهمك..!

هو ده اللى عايز تعرفه..!

أول سؤال محيرك فى حياتك...!

يوسف : لو كان على الحيره

فأنتى كلك على بعض أكبر لغز

فى حياتى..

أنا مش قادر أفهمك..!

إنتى ليه ظهرتى فى حياتى..؟

 وليه أختفتيتى..؟

ناديه : سيبك من كل ده عارف

أكتر حاجه بتعجبنى فيك إيه..

يعود يوسف للصمت وهى تبتسم

ساخره : إنك الوحيد اللى بتقدر تعرفنى..

رغم الشبه الكبير بينى وبين أختى ناديه...

ينفى برأسه : إنتى مش أختها..

هيه ملهاش غير أخت واحده وماتت

ملهاش غير نوال..

تنفى برأسها : مش كل حاجه تسمعها

تصدقها...

ينفى هو الآخر : متحاوليش تبرجلى عقلى

عايزه تفهمينى إنك نوال...

تضحك كالعاده فى تلك الليله :

مين قال بس إنى نوال...؟

يقول : مش إنتى اللى لسه بتقولى

إنك أختها...

تطلق تنهيده طويله قائله :

يوسف تعرف إنى لسه بحبك..

بحبك أوى...

يوسف فى قمة التعجب والذهول

من حديثها يردد فى دهشه :

بتحبينى..!

أومأت برأسها : أوى...

بحبك أوى...









يقول منفعلاً : طب ليه الغموض

اللى سيبانى أعيش فيه...؟

ليه مبتفهمنيش حقيقة شخصيتك..؟

ليه منتجوزش..

ناديه : تقريبًا اللقا بنا مستحيل...

يوسف فى صدمه : ليه..؟

إحنا ممكن نحل أى مشكله..

صارحينى بس وفهمينى حكايتك..

تنفى برأسه وهى تدور بالسياره :

حكايتى ملهاش حل..

إنته مش ممكن تتجوزنى..

مش ممكن نكون لبعض..

اللقا بينا مستحيل..

يوسف فى لهفه : ممكن أعرف السبب

من حقى أعرف ليه..؟

تنظر له بنظرات خبيثه مخيفه

: لأنى شبح..

شبح يا يوسف..

يتراجع فى صدمه يردد بصوت

مرتجف : شبح...

هزت رأسها من جديد :

أيوه شبح وعشان تتجوزنى

يبقى لازم تكون زيى..

شبهى...

شبح..

لازم تموت..

موافق تموت..

ينفى برأسه : إنتى مش طبعيه..

إنتى مريضه..

إنتى مجنونه...

وحكاية إنك شبح دى أنا مش مصدقها..

تنفجر ضاحكه بقوه : ذكى..

وأنا مش عارفه أضحك عليك..

مش عارفه أغشك..

ديما كده فقسنى..

ينفعل أكثر بصوت حاد :

ممكن تفهمينى لازمته

إيه اللى بتعمليه ده..؟

وواخدانى على فين..؟

ابتسمت : أنا حذرتك قبل كده

ومسمعتش كلامى..

ينظر لها فى حيره قول :

حذرتينى..؟

حذرتينى بإيه مش فاكر..

قالت : بإن مفيش واحده

هتاخدك منى..

مش هسمح لأى واحده تتدخل حياتك..

أو تكون حبيبتك..

أو تكون مراتك...

أو تاخد مكانى...

يوسف  : برضه مفهمتش

إنتى تقصدى إيه..؟

قالت : عروستين أحلى من بعض

واحده تشبهنى بالظبط زى القمر...

وواحده دكتوره متقلش عنى جمال..

والاتنين بيحبوك..

والاتنين إتقدمولك..

الاتنين طلبو يتجوزك...

ياسلام على حظك...

مفيش زيه..

يتراجع يوسف فى صدمه :

وإنتى عرفتى منين..؟

تعود بصوت ساخر : مش أنا

قولت لك هكون معاك

فى كل مكان خطوه بخطوه..

مش هسيبك..

ولا هسمح لك تتجوز أو تحب

فى يوم من الأيام حد غيرى..

وحذرتك إن اللى هتقرب أو

هتتدخل حياتك هقتلها..

يوسف غاضبًا : هو القتل

سهل أوى كده عندك...

إنتى بتقولى كده من ورا قلبك..

تهديد عشان تخوفنى..

تنفى برأسها : مفيش شبح

عنده قلب..

أو عنده ضمير..

مفيش حاجه اسمها بخوفك..

أنا عند وعدى..

يوسف فى صدمه يردد :

عند وعدك..!

أومأت برأسها : أيوه..

فى شنطة العربيه اللى ورا

ناديه..

ناديه الحقيقه اللى بتهددك لو

متجوزتهاش هتسافر وتسيبك

وتروح دبى وإنته زى العبيط

صدقتها وخايف تروح منك

وعايز تتجوزها بس عشان شبهى

دانته ساذج أوى...

على كل حال هيه مربوطه ورا

دلوقتى وهقتلها...
















هقتلها عشان ترتاح من تهديدها..

كل شويه تقولك ياتتجوزنى

ياهسافر دبى..

بالذمه ده كلام...

على كل حال إحنا رايحين

دلوقتى على النيل

بعد دقيقه واحده العربيه دى

 هتنزل بينا فى الميه..

لو تعرف تنفد بجلدك وتنط

دلوقتى تبقى عملت طيب...

وسيبها تغرق لوحدها..

ومتحاولش تنقذها عشان مش هتعرف..

وممكن تموت لو فكرت تحاول..

يصرخ يوسف فى جنون :

أنا مش مصدق اللى بسمعه

مش ممكن...

إنتى مجنونه...

وعاد يرفع يده يحاول منعها

وإيقاف السياره ليجد فجأة ذلك السلاح

فى يدها اليسرى مصوب نحو صدره

: إعقل يا يوسف ..هضيع نفسك...

متخلنيش أقتلك بنفسي

 وصدقنى مش هندم..

يالله نط من العربيه مفيش وقت...

دقيقه وهنزل بيها فى النيل وهتغرق..

إنته حر..

أنا حذرتك..

أنا مش هموت..

أنا مش بشر عشان أخاف زيكم...

ينظر يوسف للطريق الشبه مظلم...

وقلبه يدق بسرعه

وعقله عاجز وفى حالة

شلل تام عن التفكير أو إيجاد حل..

فتاة مجنون تأخذه داخل سياره

وسلاح مصوب إلى صدره..

وفتاة بريئه مسكينه مقيد فى السياره

من الخلف...

فجأة يشعر بتلك السياره المنطلقه بهم...

 تطير فى الهواء..

ويشعر بها تعود وتهوى

فى لحظات وترتطم بالماء

وتغوص نحو الأعماق...

ونحو الموت...

إضغط هنا الجزء 17


لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات