رواية الروح الثالثة
الجزء 51
تأليف محمد أبو النجا
تبتسم
منى فى سخرية
وهى تدور بخطوات مسرعه
حول مقعد يوسف تقول : مفيش فايده..!
مش
هتبطل يا يوسف ألعايبك دى..!
مفيش
فايده فيك...!
طول
عمرك شيطان ..
لكن
خلاص مش هتفلت من إديه...
إنته
إنتهيت...
متحاولش تكدب لأنى مش هصدقك..
يوسف
: مش بقولك غبيه...
إتسرعتى...
دمرتينى
من غير ما تفكرى ولو لحظه
إنى
ممكن أكون برىء...
تنفجر منى فى غضب : أفكر لحظة إنك برىء..
أما إنك بجح صحيح..
يوسف بصوتً حزين : أيوه تفكرى..
حرقتى
ملامحى...
عمتينى
وضيعتى نور عنيه..
قطعتى
رجليه..
دمرت
مستقبلى...
أنا
إنتهيت بسببك
تصرخ فى وجهه فى سخط : كفايه بقى..
عمال تمثل دور الضحيه و المظلوم
إنته
يا إتجننت من الصدمه..!
يا
بتعمل مجنون ...!
بزمتك دى كدبه أو لعبه ممكن أصدقها...!
شوف غيرها..
دا لو لحقت تشوف
قبل ما اقتلك..
يوسف
: مش قبل ما تسمعينى..
أنا
عندى ليكى اكتر من دليل
منى
: دليل عشان إيه...!
أنا مش محتاجه دليل...
مفيش أكتر من إنك إنته يوسف حمدى
الدكتور
الشهير الناجح اللى
مكسر
الدنيا...
والاه أناغلطانه..!
هز يوسف
رأسه
منى
: يبقى أنا صح ...
ومغلطتش..
مالك
بقى فى إيه...!
عمال تماطل
وتلف وتدور ليه..؟
يوسف
: لكن اللى أغتصبك
وباعك وقتل أخواتك مش أنا...
تصرخ
منى فى وجهه وهى ترفع سكينها
صوب
عينيه : مش إنته أزاى...!
هترجع
تعمل مجنون تانى...
أنته مستفز..
يوسف
بصوت قوى وعنيف يصرخ
بكل
غضب : عزت...
تتراجع منى مع كلمته وهى تردد
فى دهشه وقد عقدت حاجبيها : عزت..!
وضع يوسف رأسه أرضًا فى
آسى : أيوه عزت..
مطت شفتيها : عزت مين..؟!
يوسف : عزت يامنى...
عزت
هو اللى عمل فيكى كل ده...
مش أنا...
تتسع
عين منى فى ذهول وهى
تبتعد
للوراء
تردد
فى صوت حاد :
بقولك
عزت مين...؟
يوسف
: عزت أخويا..
أخويا يامنى..
توءمى...
تنفجر
منى ضاحكه بشكل هستيرى..
: حلوه
اوى القصه دى...
توءمك...!
يوسف فى حزن : مش بقولك إتسرعتى...
ظلمتينى...
ودمرتينى
من غير ذنب...
أنا
دلوقتى بتمنى أقتلك...
نفسى بجد أشوفك دلوقتى
وأخنقئك بإديه..
ولو إن الموت قليل على
اللى عملتيه فيه...
تصرخ منى : إنته متخيل إنى لسه
منى الطفله الهبله اللى هتضحك
عليها وتصدقك..
اللى هتمسك لها قلبك وتمثل إنك بتموت
وعندك أزمه..
وبعدين تغتصبها..
فاكر..!
لاء خلاص..
منى دى مبقاتش موجوده..
أنا أتغيرت
وأظن اللى عملته فيك طول الفتره
اللى فاتت يخليك تقتنع..
أنا بقى أصبح أسهل حاجه عندى
القتل..
يوسف : أنا سمعت كل قصتك
لحد ما خلصتى وأظن إنى مقطعتكيش..
ومن حقى قبل ما أموت تسمعينى..
يمكن كلامى يهمك..
تطلق منى زفير طويل :
قول ولو إنى مش هتصدقك..
يوسف : لأ هتصدقينى..
لأنى مش بكدب...
أنا عشت مأساة أسمها
عزت توءمى..
من طفولتى وأحنا طول عمرنا
مختلفين..
نفس الصوره والملامح...
لكن هوه كان مختلف..
كان حاد الطبع..
كان عنيف..
كان بيسبب لينا مشاكل كتير جوه الأسره
وبره الأسره..
ومحدش كان عارف السبب..
رغم عدوانيته وشراسته
حاول ولدى كتير يعالجه
من طفولته ..
لأن كل الناس كانت بتشتكى منه
الجيران والقرايب والصحاب
أنا فى المدرسه ياما ناس ضربتنى بسببه..
ياما أتأذيت..
ومكنتش عارف أتصرف..
ديما يعمل المصيبه وأنا اللى أدفع تمنها..
كنا أسوء توءم فى الوجود..
تقريبًا مكنش فيه بنا أى نوع
من التفاهم...
وده خلى أمى ووالدى
يفضلونى عنه
وده زاد من شراسته وعنفه..
وأنا بالنسبه له أصبحت عدو..
ولما
سافرت أمريكا عند عمى
للدراسه
أستغل
الفرصه وأنتحل شخصيتى...
عشان
ينفذ جرايمه بصورتى
وأن
برضه اللى أدفع تمنها
وفى
نفس الوقت ينتقم منى..
كل أنواع
الشر اللى يخطر على بالك
كان
بيعمله..
لكن
أغلى تمن دفعته بسببك
كان
ليكى إنتى...
والدليل
اللى أنا فيه دلوقتى..
تنفجر
منى ساخره : تصدق
عجبتنى
جدًا..
تصدق
قربت أقتنع..
ياسلام للدرجه
دى شايفنى عبيطه
وساذحه
وهصدقك..!
يوسف : لازم..
تقاطعه وهى تصفعه بقوه على وجهه
كفايه بقى..
كفايه كدب..وغش
قصه لا يمكن أصدقها..
يصرخ
بكل قوه وغضب :
أسمعينى
بقى...
أنا بقولك كلام من السهل إنك
تدورى ورا صحته وحقيقته..
وتعرفى وتتأكدى
إن كان ليه توءم اسمه عزت..
أنا مش بقولك غيبات..
ده واقع..
أحنا إتنين مش واحد
ولو محتاج دليل تانى
تعالى وقربى
هتلاقى
فى جراب بنطلونى من اليمين محفظه
فيها
صورتين
واحده منهم
أنا
بابا وماما وعزت..
فى الملاهى وعمرنا تسع سنين..
لسه محتفظ بيهم..
تسرع
منى تلتقط محفظته وتخرج الصور
وتصرخ
فى جنون :
مش
ممكن ..!
مستحيل...!
أنا مش مصدقه..!
يوسف
فى حزن :
صدقتى إننا أتنين..!
عزت
ضيع كل ثروت بابا فى الحرام
وشرب
ومخدرات والقمار...
خسرنا
كل حاجه بسببه
الفيلا والعمارتين..
العربيات..
خسرنا بسببه
سمعتنا
وشرفنا...
خسرنا كل حاجه..
أديكى شايفه أنا كنت ساكن
فى شقه قديمه وعامله أزاى..
وعربيه بسيطه جايبها بالعافيه..
فين بقى الفيلا والعربيات..
اللى شوفتيهم ..!
كل راح بسببه..
العيله
كلها أتبرت منه...
مفيش
حاجه مكتوب عليها
كلمه
شر معملهاش
مش
إنتى أول ولا آخر ضحيه له...
فيه
قبلك أكتر من واحده
وبعدك..كمان..
منى فى حسره لا حدود لها
تنظر إلى الصوره التى بين يديها
إلى وجه يوسف وعزت التوءم المتطابق
وتنفى برأسها :
مش ممكن ...!
أنا
مش مصدقه...!
يوسف
: هجيب لك دليل كمان
يثبتلك
أكتر صدق كلامى
إنتى
بنفسك فى قصتك قولتى
إنك
شوفتى
جرح
اللى فى صدر يوسف..!
منى : أيوه كان فيه جرح فعلًا..
يوسف : أنا بقى مش عندى..
تتسع
عيناها
وهى تمزق بأظافرها وسكينها
قميصه فى
عجاله
وتنظر
إلى الجرح الذى رأته يوماً
على
صدر يوسف كما يقول
لتتراجع فى قمة الذهول والصدمه وهى
تجده
قد أختفى..
لم
يعد له أثر.
أو وجود..
حينها بدأت تستشعر بالخطأ
الجسيم..
والفادح..
لقد
بدأت تصدق للتو قصته...
لتضع
يدها على جبهتها وهى
تشعر
بالحسره
الحسره
الرهيبه
والمرار..
ليقول بصوت يسكنه الدموع
: أظن دليل كبير مفهوش
مجال للشك...
شوفتى
يا منى إنتى دمرتينى
أزاى
وظلمتينى...!
قد إيه..!
شوفتى تسرعك وغباءك عمل
فيه إيه..!
تصرخ
منى
وبكاءها يغرق ملابسها..
: اللى
بتقوله ده لا يمكن يكون حقيقه
يوسف
فى تعجب :
لسه عايزه تظلمينى أكتر من كده..!
لسه بتقاوحى..وتجادينى..!
أنا
اللى كنت ضحيه مش إنتى..
أنا
اللى دفعت تمن أخطاء أخويا...
وأخطاءك..
تشعر
منى بالإنهيار..التام
وبجسدها
كله يرتجف
وقدماها
لا تقوى على حملها..
لتتراجع وهى تسقط على المقعد
الخشبى خلفها
تلتقط أنفاسها المتسارعه وقلبها
يخفق بقوه
من هول ما سمعته
لتقول
فى إعياء :
أنا مش قادره أخد نفسي...
أنا
تعبانه...
يوسف : دلوقتى بدأت تصدقينى..
ولو إن مش هيفدنى حاجه
غير إنى أثبت جزء من برأتى..
منى : لكن أنا برضه الخسرانه..
أنا مكسبتش..
أنا فعلًا كنت غبيه زى ما قولت..
لأنى ضعيت وقتى ومجهود فى إنتقام
الشخص الخطأ..
أنا
مش هرتاحه ...
غير لما أخد بطارى..
لازم
ألقى عزت...
لازم
يدفع التمن..
وهيدفعه غالى أوى..
هيدفعه عمره...
لازم
يموت...
ينفى
يوسف فى حزن :
حتى
إنتقام ده كمان مينفعش...
تتسع
عين منى فى تحدى :
هينفع..
دا
لو هدفع عمرى كله
تمن
إنى أقتله..
هضحى
بكل حاجه فى سبيل..
يقاطعها
يوسف بصوت قوى :
عزت مات...
عزت
مات يا منى خلاص ...
إنتقامك ممنوش فايده...
تنفى
منى برأسها من جديد
والبكاء
يملوء عينيها فى جنون
:
لا...لا
مكنش
لازم يموت..
أنا
مختش حقى منه..
كان
لازم يموت بإديه...
يتنهد
يوسف : عزت غرق..
عزت
مات غرقان فى البحر الأحمر...
وأكيد لو مش مصدقه كلامى
ممكن
تتأكد منه بكل سهوله..
وترجعى
هنا تانى و تقتلينى لو حابه...
أظن
أنا أعمى مقدرش أهرب...
ولا أعرف أروح أى حته..
لو
حابه حتى تقتلينى مش هقدر أدافع
عن
نفسي ...
والفضل
ليكى...
منى
فى حسره وندم لا حدود لهم
تشعر
بكل الصدق فى صوته وكلماته
لتقول
فى محاوله يأسه لإرضاءه :
مش
عارفه أقولك إيه...
لازم تعذرنى مكنش بإديه..
اللى حصلى كان كتير..
ينفى يوسف :
يفيد بإيه ندمك أو أعتذارك..!
منى : أى حد مكانى مكنش هيفكر
غير إنه ينتقم من الشخص اللى آذاه..
هيعرف منين بقى إن له توءم..!
يوسف
فى هدوء :
جايز
يكون عندك حق..
فعلًا
أنا بعذرك...
ومقدر بعد اللى سمعته منك حجم
الكوارث اللى عملها وسببها أخويا..
لكن إنتى هتكملى حياتك
بوش جديد وملامح جميله..
أنا بقى بعد تدميرك
الشامل لحياتى كلها هعمل إيه..!
إنتى
عيشتى معايا أيام كتيره
عمرك شوفتى يوم
منى
وحش...
عمرك
شوفتى منى كلمه قولتها
أو
حركه قبيحه..
تدل
على إنى راجل شرير
تنفى
منى : حقيقى لاء...
يوسف
: يبقى أزاى هيكون
الشخص
اللى عمل فيكى كده..
الإختلاف
بنا كبير..
كان
لازم تستفت قلبك
شوفى
هيقولك إيه...
وعايزه
نصيحتى حتى لو قتلتينى
خلينى
آخر
دم...
آخر
دم يلوث إديكى..
كفايه
اللى قتلتيهم...
منى
: كل اللى قتلتهم كانوا أشرار...
يوسف : أزاى بقى..
العجوزه أم ناديه ونوال..!
والاه سليمان الدجال..!
فى حجات كتير حصلت
وعملتيها مش لاقى ليها تفسير..!
منى أنا هقولك الأسباب..
وهفسر لك قتلت كل الناس دى ليه..
وهقولك على حجات
تانيه لا يمكن كنت تتخيلها
أو تصدقها..
او تتوقعها..
وأخذت منى تروى له..
مفاجآت جديده..
ورهيبه..
فى قصتها...
تعليقات
إرسال تعليق