رواية الروح الثالثة
الجزء 52
الكاتب محمد أبو النجا
كان
يوسف يتابع حديث
منى فى
قمة الشغف واللهفه
فى
إنتظار تفسير الغموض
الذى
حدث فى قصتها معه..
وأسباب
قتلها للكثير بلا ذنب..!
لتقول فى هدوء :
أم ناديه مدام فريدة..
يوسف فى دهشه : تصدقى أنا
عمرى ما خدت بالى من إسمها
خالص ولا فكرت فيه..!
منى : اسمها بالكامل
فريد محمد أمين..
السبب الرئيسى فى مرض نوال...
بنتها..
يوسف فى تعجب : معقول..!
طب أزاى..؟
منى : أيوه على الرغم
من إنهم توءم ..
كانت بتفرق بينهم.
يوسف : وإيه السبب فى التفرقه..
الإتنين بناتها..وتوءم..!
وملهاش غيرهم..!
منى : السبب إن بعد إنفصال
هيه وأبوهم..
نوال عاشت خمس سنين من عمرها
مع والدها وده كان شرط
فى الإنفصال..
لكن بعد ما إتجوز رجعت نوال تانى
لحضن إمها..
لكن للأسف ملقتوش..
لأن أمها كرهتها..
أو تقدر تقول حطت كره
أبوها فى نوال..
يوسف : أنا مش مصدق اللى بتقوليه..!
فى قلوب كده..!
وعرفتى منين كل ده..!
منى : يمكن بسبب حب نوال
وتعلقها بأبوها..
خلى فريدة والدتها تكرهه..
وبسبب سؤ المعامله الشديد دى
أصيبت نوال بأزمه نفسيه .
وأهملت فريده حالتها وفى علاجها
لحد ما تتدهورت الحاله لنوال..
ودخلت المصحه...
يوسف فى تعجب شديد :
أنا مش متخيل ..!
إنتى عرفتى..
كل ده أزاى..!
منى : دى شغلتى أنا بقى..
يوسف : بس برضه مقولتيش قتلتيها
ليه..؟
منى : تقدر تقول إنى
حسيت إنى بنتقم ل نوال..
ولقيتها فرصه ..
منها ألعب معاك وأجننك..
وأنتقم وأشفى غليلى منها..
عصفورين بحجر واحد..
وبعدين إنته نسيت كلامى..
أنا مهنتى مع قاسم سكر
خلت أسهل حاجه فيها القتل..
ومش هنكر إن سعاد كان ليها فضل
كبير فى مساعدتى فى الخطه..
أنا
بلعب فى مكان..
وهيه
فى مكان..
زرعنا
أجهزة تصنت فى بيتك
فى
هدومك..
فى
عربيتك..
كنت فى
إدينا فى كل وقت..
شايفينك..وسامعينك..
يوسف فى
ذهول : ياه...
للدرجه
دى..!
تتنهد
منى : أصول الشغل..
ومن
حسن الحظ إن
المعلم نصر طلع زبون قديم
عند سعاد وتعرفه كويس ويعرفها
ويوم لما بلغك إن بنته سلوى بتوصى عليك
وبإن
فيه واحده صاحبتها إسمها نادية
يوسف :
أيوه فاكر كويس..
منى :
طبعًا لا سلوى تعرف..
ناديه
ولا شافتها..
ولا
قالت حاجه..
كانت سعاد هيه اللى قالت للمعلم نصر
يقولك كده
لإنها
قالت له إنها شافتك مع العمال
عنده وتعرفك..كويس..
وطبعاً
المعلم نفذ من غير تفكير عشان
يرضى
سعاد وخلاص..
يوسف :
طب ليه تعمل كده...؟
منى :
أهو تسالى..
كنت
عايزه أرعبك..وأجننك..أخوفك
أخليك
تفكر ألف مره من غير إجابه..
بسويك
على نار هاديه..
وكمان عشان
تعرف إنك ديمًا تحت عينى
ومش
هتهرب منى..
يطلق
يوسف زفيره :
طب وسليمان اللى قتلتيه من غير ذنب
هو
كمان..!
منى : سليمان برضه يستحق الموت..
يوسف : مين اللى أداكى الحق
تحكمى على الناس بالموت أو الحياه..؟
منى : دا اغتصب فى يوم بنت صغيره
بداعى الدجل وخلالها انتحرت بعدها
ودى قصة عرفتها برضه ومتأكده منها
وكان يستحق القتل
يوسف :
مش مبرر عشان تدبحى..
ربنا
هو اللى بيحاسب مش إنتى..
مش
عارف أقولك إيه..
إنتى
يمكن تكون ضحيه..
لكن فى
نفس الوقت مذنبه..
ومجرمه..
وإديكى
كلها دم..
تنظر
له منى فى صمت طويل يقاطعه
فجأة :
وإيه المفروض تعمليه دلوقتى...!
تقتلينى..!
صح...!
صدقينى مسامحك لو عملت كده...
ومش زعلان...
أنا خلاص حياتى ملهاش أى لازمه...
تتنهد منى :
أنا
كانت أمنية الوحيده قتل عزت
لكن للأسف..
أمنيتى
مبقاش ليها وجود..
وده فى
حد ذاته عقاب كبير من القدر..
مفيش
قدامى بديل غير إنى
أقولك
سامحنى..
عارفه إنها مش هتكفر عن ذنبى..
لكن دا كل اللى أقدر أقوله..
أو أعمله...
يوسف :
مدام القتل
أسهل حاجه بالنسبه لك..
يبقى
أقتلينى وريحينى..
أنا
الحياة مبقاتش تفرق معايا
ومش
متمسك بيها..
أنا
أتظلمت فيها كتير..
يمكن
لما أموت أرتاح.
وألاقى
الرحمه والراحه فى الآخره..
منى :
متتخيلش كمية الندم
والحزن
والحسره دلوقتى جوايا عشانك..
أنا
بترجاك تسامحنى..
ولو
بإديه حاجه عشانك هعملها..
وياريت
تتمنى وأنا هنفذ لك..
يوسف :
إنك تقتلينى..
منى فى
حسره : مش ممكن !
إنته
لازم تعيش..
لازم..
فى ناس
محتاجه وجودك فى حياتها..
وحياتك
تهمهم..
يوسف
فى صمت ودهشه
يستمع
لها وهى تكمل :
أنا هوصلك للإنسانه الوحيده اللى ممكن
تبدأ معها من جديد وأنته مطمن...
يوسف فى
حيره : تقصدى مين..؟
منى :
الإنسانه الوحيده اللى
كانت
فعلًا بتحبك من قلبها..
وممكن
تعمل المستحيل علشانك..
لو هتفديك
حتى بحياتها..
ولاء..
الدكتوره ولاء عصام حسين...
********
صباح
يوم مشرق
ولاء
قبل خروجها من المنزل..
ترتشف
فنجان قهوتها من نافذة حجرتها..
كعادتها..
فجأة
تصرخ وهى تلقى بفنجان القهوة أرضاً
وتعدو
مبتعده..كالمجنونه..
تسبق
أقدامها الريح
فقد
كان خارج فيلتها يجلس ذلك الرجل
الكفيف
حبيبها..
فى
إنتظارها..
تشعر
بأقدامها تسبح فى الهواء
وتلقى
بجسدها تحتضنه فى سعادة
لا
توصف
لا
تصدق إنها بالفعل تراه..
إنه
بالفعل فى أحضانها...
تقبله فى جنون دون أن تشعر بما تفعله
تصرخ فى فرحه غامره :
يوسف أنا مش مصدقه
إنك قدامى...
مش مصدقه إنك رجعت...
وقدام عنيه...
إنته
كنت فين..؟
وجيت
أزاى..؟
أنا رحت
عشان أستلمك عرفت
إن فيه
واحده خدتك...
كنت
خايفه تكون هيه..
خوفت
تكون قتلتك..
أو
عملت فيك حاجه تانيه..
إنته
متردش ليه..؟
يبتسم
يوسف : هو أنا
لاقى
فرصه أتكلم ومتكلمتش..
تنفجر
ضاحكه :
أعذرنى
الفرحه مش سيعانى..
يوسف :
أنا بقالى أكتر من ساعه
قاعد
هنا مستنيكى..
ولاء
: إنته مقولتليش جيت أزاى..؟
ورحت
فين إمبارح..؟
ومع
مين.؟
فيه أسئله
كتيره محتاجه أعرفها..!
يوسف : مش مهم القصه إنتهت...
وناديه كمان إنتهت من حياتى...
ولاء فى ذهول :
ناديه مين فيهم..!
يبتسم يوسف : الاتنين...
مبقاش فى حياتى غيرك...
إنتى وبس..
تتسع عيناه فى سعاد ه غامره
لا حدود لها
وفرحه لا توصف وتصرخ
فى أمل وليد ينبت القلب :
أحنا هنسافر بكره ألمانيا.
أنا هعمل لك عمليه تجميل
وكمان هعمل المستحيل
عشان أرجعك تشوف..
لو هديك عنيه
أرجع لك فيها بصرك
عشان تشوف من تانى
متخفش يا يوسف أنا مش هسيبك
هبدأ معاك من جديد...
متخفش وأنته جمبى ..
وشعر
يوسف ببصيص من الأمل
بالفعل
ينمو هو الآخر فى صدره..
*********
بعد يومين
كان يوسف يطير
بصحبت ولاء بعيداً عن مصر ..
شهرين كاملين...فى
ألمانيا
لم
تفارقه ولاء لحظه واحده
كانت
تدفع أمواًل طائله فى سبيل
عودة يوسف إلى سابق عهده...
كانت
تحلم بالمستحيل..
وتمنى
نفسها برائحة نيل الأمانى
أما هو
فلم يكن يملك من الأمر حيله
إلا أن
يطيعها..
فى كل
ما تقوله..
لم
يعارضها..
كان
يعلم بأنه لن يخسر
أكثر
مما خسر..
حتى
جاءت اللحظه الحاسمه التى
إنتظرتها
ولاء بفارغ الصبر..
بعد كل
العمليات التى
أجراها
يوسف هناك..
الآن
عليها أن تجنى ثمار ما فعلته..
من أجل
عودته..
الآن
ينزع الغطاء من فوق وجهه
هو
الآخر..
وتشبك
ولاء أصابعها وكفها
أمام
صدره وهى تشعر بقلبها
يضرب
عظام صدرها فى قلق
وتوتر
وخوف..
تتخيل
الصوره الجديده التى سيكون
عليها
يوسف..
ويسقط
لحظتها قلبها بين قدميها..
فقد
كانت المفاجأة والصدمه هذه المره
مذهله...
وصدمه
لم تتخيلها..
وهى
تشاهد يوسف فى صوره..
غير
متوقعه..
غير
متوقعه تمامًا..
تعليقات
إرسال تعليق