رواية الروح الثالثة
الجزء 33
تأليف محمد أبو النجا
بالطبع كانت مفاجأة مذهله لم تكن فى
الحسبان..
جعلت الجميع فى صدمه وذهول وسكوت تام ..
الصمت خيم على الجميع للحظات..
يتابعون نظرات ثروت الشامته الذى
يتابعهم فى زهو
يقول : مالكم مستغربين كده وشايفكم
مصدومين..!
يجوز مش مقدريين ولا فاهمين حجم وقيمة
الهديه..
اللى اكيد الدكتوره ولاء بس هى اللى
مقدارها
ولاء تنظر له فى قمة الذهول والجنون
وهى تقترب
وتنفى برأسها : مش ممكن ..!
مش ممكن ..!
مستحيل ..!
أومأ ثروت برأسه : لاء ممكن يا دكتوره
ممكن مش مستحيل ولا حاجه..
أيوه هوه الدكتور يوسف حمدى
انتى الوحيده اللى عرفتيه
يعلو الناس بالهمهمات ويتبادلون الحديث
الذى
يكسوها الصدمه الكبرى
والمفاجأة المستحيلة
لا يصدقون حديث ثروت الذى يعلو بصوته
فى تباهى : اكيد ناس كتير من الموجودين
يعرفوا الدكتور يوسف حمدى
لكن مش مستوعبين
ولا مصدقين أنه هوه ..
هو فعلا ملامحه اتغيرت كتير..
بعد
التشوه..
ودقنه الطويله برضه أخفت ملامحه
بالإضافة للوساخه اللى جسمه فيها
وهدومه اللى تقريبا مش باين ليها لون
مقدرش اوصف لكم انا تعبت قد إيه عشان
اجيبه للدكتوره ....
رجالتى
مسحو البلد شرق وغرب..
لحد ما
جابوه..
تتساقط دموع ولاء أكثر وتشعر بقلبها
يرتجف
وهى تتابع وجه وملامح يوسف المتحجره
وتقترب منه أكثر لا تصدق ما تراه
ولا تصدق الصوره والهيئه التى وصل
إليها
حبيب عمرها يوسف
تتذكر فى ثوان صورته ووسامته وهو يجلس
فوق مكتبه
تتذكر صوته وابتسامته
تنفى برأسها لا يمكن أن يكون هذا الرجل
المتشرد
القبيح المسخ الممسوح الملامح هو يوسف
تنفى برأسها وبعقلها وبكل خلاياها
إلا قلبها كان ومايزال يستشعره
يخفق فى وجوده
فهو وحده من استحوذ عليه وامتلكه
يقاطع تفكيرها صوت ثروت وهو يشير
نحو يوسف : تخيلوا بقى الدكتوره ولاء
بتفسخ خطوبتها منى ليه..؟
مش هتصدقوا ...
عشان الجرثومه دى ..
عشان الحشره اللى ملهاش ملامح..
عشان المسخ يوسف حمدى ..
قصدى بقايا يوسف حمدى
اللى كان زمان دكتور وسيم ومشهور
دلوقتى شحات ملوش ملامح ..
كفيف..
وعليه حكم وهربان من قضية قتل دجال
كمان..
كان شغال معاه تخيلوا يا جماعه انتو
مستوعبين
تصرخ ولاء فى غضب : كفايه
كفايه بقى ارجوك ..
يشير ثروت إلى نفسه :
تبعينى انا عشان ده..؟
اشهدوا كلكم ...
اشهدوا ومش عايز رأيكم لأنى عارفه
وعارف إن مش هيرضيكم إللى عملته
دكتوره فى غاية الجمال والرقه
مفيش راجل يشوفها وميعجبش بيها
تحب شخص زى ده..!
وتسيبنى عشانه ..!
يقترب منه الدكتور عصام فى خجل
يمسكه من ذراعه
ويجذبه ويهمس فى أذنيه :
ثروت كفايه فضايح لحد هنا ارجوك
كفايه وخود الراجل اللى جبته ده واتفضل
من هنا
ارجوك ياثروت
ارجوك انا موقفى بقى حرج جدا
يبتسم ثروت فى سخريه : بنتك اللى اختارت
وأنا مبخسرش ابدًا معركة فى حياتى
لازم بنتك تتحمل نتيجة اختيارها
تهب فيه ولاء فى عنف :
كفايه بقى خلصت اللى عندك
قولت كل حاجه
يتابعها ثروت فى صمت وهى ترفع يدها
للحاضرين
: أيوه ايوه يا جماعه انا بحب الراجل
المتشرد ده
ايوه بحبه
وفعلا هدية ثروت دى اجمل هديه قدمهالى
اجمل هديه فى حياتى كلها
لانى دورت عليه كتير ملقتهوش
ومعرفتش ألاقيه..
ولا عارفه هو قدر يجيبه أزاى..!
اكيد رجلته مسحوا الأرض عليه
اكيد كان حابب يتخلص منه
لكن لما شافوا فى الحاله دى حب يغير
انتقامه
بشكل وقح وسافل وأسلوب غير شريف
يوسف حمدى اللى قدمكم واللى أغلبكم
يعرفوا
أو سمع عنه ميعرفش أنه ضحية شيطانه
مجنونه
عملت فيه كل ده بدون سبب
وحابه اقول لكم أنى هفضل أحبه مهما حصل
وهفضل جمبه وهساعده لو العالم كله
اتخلى عنه
تنظر ولاء إلى تلك الدمعه التى تنزرف
من عين يوسف لتقترب منه وعيناها وخديها
تغطى
بالدموعه ترفع يدها وتمسح دموع عيناه
وتحتضنه
ليتراجع ثروت وهو يشهق ويصرخ
: إيه اللى بتعمليه ده.. !
أنت اتجننتى..!
ومعه يعلو صوت أبيها فى سخط :
ولاء ما تفوقى
لكن ولاء كانت فى عالم آخر
فهى المره الاولى التى تحتضن فيها
حبيبها يوسف
وشعرت بأن تلك اللحظه رغم دموعها
هى اسعد لحظات حياتها
*********
(فضيحه )
( خلاص انتهيت)
(أنا دماغى بقت فى الوحل )
نطق الدكتور عصام كلماته داخل الفيلا
بعد انصراف
الحاضرين أمام ولاء الصامته الساكنه
وهو يرفع سبابته فى وجهها دمرتى سمعتى
الناس ملهاش سيره غير فضحتك
تنفى ولاء برأسها : أنا معملتش حاجه
تستحق
اللى بتقول عليه ..!
يهب أبيها فى ثوره عارفه :
معملتش حاجه ..!
انتى فقدتى الاحساس
اتجننتى..
تحاول أمها تهدئة الموقف تشير له
: أهدى...أهدى عشان صحتك
عصام ساخراً : صحتى...!
دنا كنت بتمنى الأرض تنشق وتبلعنى
ولاء :
بالعكس اللى حصل ده يثبت لك أنى كنت حق
يثبت لك وضاعة ودانئة وقذارت الشخص ده
اللى اسمه ثروت
ينفى بيده فى ثوره : كلام فارغ
الراجل عنده حق لما ترفضى واحد فى
مركزه
وتجرى ورا شحات ممسوخ محكوم
عليه فى قضية قتل
يبقى
إنتى مجنونه...
وحاب
ينتقم لغروره منك قدام الناس ويكسرك..
انتى خليتى رقبتى قد السمسمه
مش عارف أودى وشى من الناس فين .؟
ومش لاقى مخرج للوضع اللى حططتينى فيه..؟
أمها : ويوسف ده راح فين دلوقت ..؟
ينفى بيده : راح فى ستين داهيه
قبضوا عليه انتى ناسيه انو كان قتال
قتله
وبعدين مش عايز اسمع اسمه او تجيبى
سيرته
انتى لازم تتجوزى ثروت
ولاء فى قمة الذهول : مش ممكن طبعا
اللى بتقوله
ده لو آخر يوم في عمرى مش هيحصل
لو هموت
أبيها بصوت حاد : ده الحل الوحيد
لإنقاذ الموقف
ومفيش عندك اختيار تانى
وأحمدى ربنا أنه لسه شاريكى
وعايزك رغم كل اللى حصل
ولاء : هو مش عايزنى ده كل هدفه
يثبت أنه انتصر
عصام : بلاش كلام فارغ ولعب عيال
الموضوع خلاص انتهى ومتفكريش تانى
فى الزفت اللى اسمه يوسف حمدى ده
لانه هيموت هيموت
لو مكنش بالاعدام يبقى بإديه
صدقينى يوسف هيموت الأسبوع ده
بأى شكل ممكن تتخيله
ولاء فى حسره : ده تهديد..؟
ينفى أبيها برأسه : لاء مش تهديد
دى حقيقه يوسف هيموت هموت الأسبوع ده
ولاء فى قلق وارتباك واضح : هيموت أزاى...؟
يبتسم أبيها ساخراً : مش مهم أزاى
بس هتسمعى خبر موته قريب أوى...
قريب جداً...
ويسقط قلبها بين قدميها من شدة الرعب
ويسود بعدها حاله من السكون المخيف...
كلما
تخيلت أن أبيها بالفعل
سيقتل
حبيبها يوسف..
فقد
كانت كلماته صادقه ..
وكانت فى
أعماق نفسها تتخذ قرار..
قرار
رهيب...ِ
تعليقات
إرسال تعليق