القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
الجزء 44
تأليف محمد أبو النجا

 

(هربت ...
هربت أزاى...!)

 

نطق يوسف كلماته فى حسره  أمام حسان

 

الذى قال فى تعجب : مش عارف..!

 ومش مستوعب

 

قدرت أزاى تخرج بعد كل اللى

حصل لها ..!

 

وخرجت منين وأزاى..!

 

مش عارف...!

 

يتنهد يوسف وهو يعود للجلوس على مقعده

 

بجوار حمام السباحه

 

: على كل حال متفرقش

 مش هتعرف تعمل

 

اى حاجه..

 

حسان : مش ممكن تبلغ

وتقول اللى عملناه فيها..؟

 

ينفى يوسف برأسه :

مش ممكن طبعاً

 

هتقول إيه وهيه حامل قرب

الشهرين..!

 

لا هينفع تقول أغتصبنى

 أو أعتدوا عليه

 

وأخوتها خلاص ماتوا

 

مفتكرش إنها هتبلغ...

 

حسان :

أنا من رأى نقتلها برضه أضمن

 

يفكر يوسف لحظات ثم عاد يهز

 

رأسه :

طب أسمع بقولك إيه

خلى أى حد من رجالتك

يروح هناك عند الحاره

 

لو لمحها يدوسها بالعربيه

 

وخلى باقى الرجاله

يلفوا عليها فى كل مكان

 

اللى يشوفها يقتلها....

مش عايز لها أى أثر ..

عشان نريح فعلًا دماغنا..

 

حسان فى سعاده يبتسم :

هو ده الكلام ..

 

يوسف :

هو بصراحه

البت قضيت معاها يومين

 

كانوا حلويين...أوى..

 

كانت بنت لذيذه...

 

حسان : وناوى على إيه دلوقت..؟

 

يوسف : مش عارف

 

بفكر أروح لعمى وعيال عمى

 فى أمريكا

 

أقضى يومين وأرجع ...

 

حسان : أنا كمان محتاج شوية

 

إستجمام هشوف لى أى سفريه

 

أغير فيها جو...

 

                          *********

 

يفتح ذلك الرجل طويل القامه

 

 باب شقته ، ينظر لتلك الفتاة

 

المنهكه والمتعبه والتى يسكنها الأعياء

 

والإرهاق

 





















ليهتف فى ذهول : منى...!

مش ممكن..!

أنا مش مصدق نفسي..!

لم يكن هذا الرجل سوى قاسم سكر

الذى عرض عليها العمل من قبل واعطاها

كارت شخصى..

 

تنظر له الفتاة بعيون ذابله وتسقط أرضاً

 

فى ضعف ليحملها بين يديه

 

ويدخلها شقته ويجلسها على الأريكة القريبه

 

يقول مالك فى دهشه وشغف :

مالك يا منى حصل إيه...؟

 

منى بأعين تسكنها الدموع أستاذ قاسم

 

أنا آسفه ملقتش حد تانى ألجأله غيرك

 

قاسم : كويس إنك عرفتى العنوان ..

منى : يوم ما أديت لى الكارت وقولت لى

 

إنك اسمك قاسم سكر 

وعرضت عليه شغل

 

فى مكان تانى وبمرتب اكبر

 

قاسم : طبعا فاكر ...

 

منى : أنا بعدها سألت عليك

 

وعرفت إنك ساكن فوق مطعم بحراوى..

 

وإنك شخصيه كبيره ومحترمه

 

وكنت ديما كل ما بتيجى عندنا متردده

 

أكلمك تشغلنى معاك

 

قاسم : أنا تحت أمرك طبعا

 

بس ممكن أعرف مالك ...!

 

منى : أنا مش جايه للشغل ...

 

قاسم فى تعجب :

 إيه الفزوره دى..!

 

إنتى مالك فهمينى متبهدله كده ليه...؟

 

واضح إن فيه حاجه حصلت لك كبيره

 

تنهار منى باكيه :

 أيوه فيه كارثه حصلت لى

 

ومليش حد فى الدنيا بعد ربنا

غيرك أحكيله

 

قاسم : طب قولى مالك فهمينى

 

يمكن اقدر أساعدك...

 

وأخذت منى تروى لها قصتها

 

منذ البدايه..

لا تعلم لما فعلت ذلك واعترفت..

كأنها تحمل عبء فلا صدرها

تحتاج لنزعه...

يستمع وهو فى صدمه

ودهشه شديده

وتعجب...

 

حتى إنتهت ليعتدل واقفاً يشعل سيجارته

 

وينفث دخانها...قائلاً :

 

مش عارف اقولك ايه يا منى..؟

 

إنتى فى موقف صعب جدا ...

 

منى فى حسره ودموع : أنا مش عارفه

 

أعمل إيه أروح قسم الشرطه أبلغ...

 

وأقول اللى حصل ..؟

 

ينفى برأسه : هما قتلوا أخوكى محروس

 

وبلاغك ده هيقتل كمان منصور أخوكى...

 

ده لو مقتلكيش إنتى كمان..

 

وكويس من حسن حظك إنك قدرتى تهربى

 

منهم دى لوحدها معجزه...

 

ربنا كتبلك النجاة لأنهم بدون شك

 

كانوا هيقتلوكى...

 


















تنفى منى برأسها فى بكاء :

لحد دلوقت مش مصدقه

 

إن الشخص الوحيد اللى حبيته فى حياتى

 

يعمل فيه كل ده...!

 

حبه وقربه منى كان لعبه..

 

كان تمثيل ..!

 

قاسم :

 لازم الطفل اللى فى بطنك ده ينزل

 

منى فى تعجب : أزاى...!

 

قاسم : أنا هتصرف ...

 

ثانيا لازم تختفى تمام عن عيونهم...

 

ومش هينفع كمان فى شقتى..

 

منى :

أنا معاك فى كل اللى تقول عليه ...

أنا عاجزه عن التفكير..

أو إنى أتخذ أى قرار..

 

قاسم :

فى واحد صاحبى عنده كازينو ليلى..

 

منى فى تعجب : يعنى إيه كازينو ليلى...؟

 

يتجاهل قاسم سؤالها يقول :

إسمه

 

عاشور الساعى

 

منى فى تعحب

: مين عاشور الساعى...

أنا أول مره أسمع عنه..

قاسم :

مش وقت أحكيلك عليه..

بكره تعرفيه كويس..

 قومى خودى شاور على بال

 

ما أجهز لك لقمه وأجيب لك فستان من دولاب

 

مراتى الله يرحمها تقريبا هتبقى نفس مقاسك

                        ************

بعد يومين...

 

تجلس منى فى المقعد المجاور ل قاسم سكر

 

داخل سيارته وعيناها لم تتوقف عن

 

البكاء وقد إزداد إحمرارها وتغير ملامحها...

لقد أصبحت كالوره التى تحطت وتمزقت

 بحذاء ضخم

بلا أى رحمه..

ولن يعود مجددًا عطر رائحتها...

 

ليتوقف قاسم بسيارته فجأة

 وهو يضرب مكابحها.

 

ويدور برأسه نحو منى يقول :

 

مش هينفع كده منى...

 

هتقابلى الراجل أزاى وأنتى عماله

تعيطى كده

 

بقالك يومين عندى فى البيت

 

وسيبتك عشان تهدى شويه

 

وبرضه مفيش فايده..!

 

لسه برضه بتبكى

 

تمسح منى بمنديلها عينيها :

 

كل ما أفتكر أخويا محروس

 واللى حصل له

 

أبكى...

 

كل ما أفتكر إنه مات عشانى قلبى بيوجعنى

 

لما افتكر أمى وأبويا وأخويا وهما بيدوره عليه

 

ومش لاقينى وهيتجننوا

 

يقاطعها قاسم : ولو رجعتى

 

 ببطنك دى  أخوكى منصور هيقتلك...

 

منى : سعات بحس إن الموت أهون عليه

 

من الحياه اللى بعيشها..

 

قاسم : الحياه غاليه يا منى لازم تكملى...

 

أنا بكره هوديكى لدكتور أعرفه

 

يعمل لك عملية إجهاد

 

وتفضلى مده عند عاشور الساعى

 

لحد ما الأمور تهدى وبعدها نشوف

 

طريقه ترجعى بيها لأهلك...

 

منى : طب ويوسف حمدى ..

 

ينفى برأسه :

 هو ده بقى اللى مش عارف هتعملى

 

معاه إيه ...؟

 

دا إديه طايله وله نفوذ

 

ولو حتى قتلتيه هتعيشى عمرك

يا فى السجن

يا هيعدموكى..

 

منى : طب وحقى منه...

 

يتنهد قاسم :

 سيبى كل حاجه للظروف دلوقت.

وأكيد فى يوم هيتحاسب..

 

ويالله افردى وشك عشان تقابلى

 

عاشور ده راجل جدع وهيقدر يحميكى

 

على الاقل الفترة اللى جايه...

هتضمنى شغل وحمايه وسكن..

 

                        *********

 

 تتسع أعين ذلك الرجل الضخم فى

 

 ‏ذلك النادى الليلى وهو يجلس فوق مكتبه

 

 ‏ينظر إلى منى التى الواقفه المتجمده

 بجانب

‏قاسم سكر المبتسم...

 

 ‏ليعتدل عاشور فى إنبهار

 

: ‏إيه الجمال ده يا قاسم ..!

 

 ‏المره دى بجد إنته أثبت موهبتك...

 

 ‏يبتسم قاسم فى زهو وتفاخر مع كلماته..

 

 : ‏منى بقى بنت طيبه وبنت حلال.

 

 ‏وعايزين نشوف لها شغل وحته تتاويه..

 

 ‏وتبات فيها .

 

 ‏يبتسم عاشور وهو ما يزال يتفرسها

بعينيه : بس كده..من عنيه..

 

 ‏شوف مصلحتك إنته ياقاسم مهمتك

 إنتهت...

 




















 ‏وأبقى عدى عليه كمان يومين ..تلاته

 

 ‏عشان الحساب...

 

 ‏تتابع منى الموقف دون ان تدرك أو تفهم

 

 ‏أى شىء مما يدور حولها...

 

 ‏وبعد أن غادر قاسم أخذ عاشور يدور

 

 ‏حول جسد منى ويتطلع لها قائلاً بهدوء

 

 : ‏بصى بقى أنا لا عايز أعرف

إيه حكايتك

 

 ‏ولا حتى تبقى مين ..

أنا اللى بيشتغل عندى

 

 ‏كأنه بيتولد من جديد ...

 

 ‏أنسى كل اللى فاتك...

 

 ‏أنتى هتعيشى فى عالم جديد .

 

 ‏عالم أسمه عاشور الساعى

 

 ‏وعاد يشير لها بيده وهو يتحرك

 صوب الباب

 

قائلاً ‏تعالى معايا..

 

تتبعه منى فى إستسلام..

فلم تكن تملك بديل آخر..

وتنظر إلى حيث يشير بسبابته

وتدرك أنه كان على حق

 

فقد بدأت تخطو إلى عالم جديد...

 

إسمه عاشور الساعى...

 

عالم لم تصدق أو تتخيل يوماً

أن تلك الطفله منى أنها ستتدخله...

 

لتنقلب حياتها رأسا على عقب...

 

فقد كان ما تراه وتعيشه

يقتل بسرعه لا تتخيلها

 

تلك الطفله البريئه داخلها

 

منى أحمد جبريل....

 

حتى الإجهاض أصبح مستحيل

 فحالتها الصحيه

 

لا تسمح بذلك...

 

وعليها أن تظل تحمل فى أحشائها

 إبن ذلك الرجل

 

الذى تبدل حبها فى قلبها..

 

من قمة العشق والجنون والغرام

 

إلى أعماق سحيقه من الكراهيه

والغل والسخط

ورغبة الإنتقام حبيسه بين ضلوعها..

 

لقد أصبح يوسف أكثر أهل

الأرض كرهاً

 

إلى قلبها

 

لقد طلبت من قاسم أكثر من

 مره إحضار

 

أى أخبار عن أهلها...

 

حتى جاء ذلك اليوم حينما دخل

عليها الملهى...

 

يروى لها تفاصيل لا تصدق

 

عن أمها وأبيها...

 

وأخيها منصور ...

 

فقد كان ما يقوله قاسم سكر لها ...

 

يفوق ما كانت تتخيله ....

أو تنتظره..

إضغط هنا الجزء 45

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات