القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
 
الجزء 25
 
تأليف محمد أبو النجا

 

كان كل ما يشعر به ويراه يوسف فى تلك اللحظه

 

ما هو إلا كابوس...

 

كابوس حى لا يستطيع الاستيقاظ منه

 

لقد أصبح بين يوم وليله من طبيب ناجح فى

 

مستشفى كبيره

 

إلى رجل بسيط بين عمال بناء..

 

من كان يصدق هذا..

 

أو يتخيله

 

أو يخطر على عقله

 

لديه شعور ينتابه من اللوم والعتاب

 

يعلو بالصراخ فى صدره يوبخه

 

يخبره انك بذلك تقتل الطبيب يوسف حمدى

 

لماذا ..؟

 

لماذا أردت ذلك ..؟

 

هل تريد أن تنسي الناس ..؟

 

أم تنسي نفسك ؟

 

ام هو هروب من الماضى والحاضر..؟

 

أم هو عقاب من أجل ذلك القلب الذى

 

ظللت فى السير خلف اهواءه ..؟

 

لم يدر يوسف لماذا فعل هذا..!

 

لماذا اختار وسلك ذلك الطريق الغريب

 

لإبتعاد عن ماضيه..!

 

ينتظر بين الزحام للعرض على المعلم نصر

 

المقاول الذى من خلاله يصدر إقرار بالموافقه

 

له على العمل معهم

 

كان يجلس على مقعد خشبى كبير بشاربه الضخم

 

بيده اليمنى شيشه ينفث دخانها كالسحابه أمامه

 

يقول بصوت اجش غليظ : انته مين يابنى ..؟

 

يشير يوسف إلى نفسه : انا أسمى جابر

 

جابر العطار ..

 

يشير له بطرف الشيشه التى بيمينه : انته مخبى

 

وشك ليه ..؟

 

يوسف فى حزن : اصل انا كنت شغال فى فرن وحصل

 

حادثه هناك ووشى فيه شوية حروق   














 

نصر : منا مينفعش اتكلم معاك كده وانا مش شايفك

 

يستجيب يوسف ويكشف له عن وجهه المشوه

 

الذى جعل الرجل يترك الشيشه وهو يقول

 

: ياه واضح أنها كانت حادثه جامده

 

دا ملامحك كلها يابنى اتمسحت

 

يوسف : عشان كده محدش كان بيشغلنى

 

يتطلع المعلم نصر لهيئته فى تعجب  :

 

غريبه اوى هدومك شكلك بتعرف تلبس

 

 الهدوم شيك وباين عليها غاليه

 

 ‏يوسف : ايوه انا تقريبا كنت مضيع كل فلوسي

 

 ‏على الهدوم انا لا متجوز بقى ولا عندى عيال

 

نصر : بس احنا شغلنا هنا تعب اوى وشقى يا جابر

 

وكل يوم فى مكان وبلد شكل

 

يوسف : مش هنسي لك الجميل ده يامعلم

 

نصر : إنته منين يا جابر

 

يوسف : أنا من الفيوم وغريب عن هنا

 

ومليش حد فى اسكندريه ولا عندى

 

مكان ابات فيه

 

نصر : متقلقش فيه شقه عندنا للعمال

 

يوسف : تمام يامعلم إن شاء الله أكون عند حسن ظنك

 

أومأ المعلم نصر برأسه : ماشى ياعم جابر

 

نجربك لو قدرت تستحمل وتكمل معانا خير وبركه

 

ولو مقدرتش برضه خير وبركه

 

يوسف : وهستلم الشغل امته

 

يشير له نصر: خلاص يا جابر أنته من دلوقتى

 

معانا روح هناك عند المعلم مدبولى وهو هيفهمك

 

يوسف : بس ياريت يا معلم افضل وانا شغال مغطى

 

وشى مش عايز حد لا يشوفنى ولا يبص لى

 

نصر: ماشى ياجابر على راحتك

 

 انته فطرت واللا لسه ..؟

 

جابر:  لسه

 

نصر: طب خود تعالى انا معايا فلوس فكه

 

خود هات لك سندوتشين واشرب لك كوباية

 

شاي وهات سجاير

 

ينفى جابر برأسه فى تعجب :

 

لا يا معلم مستوره والله ومعايا فلوس

 

نصر فى غضب بقولك خود متتكسفش

 

مد يوسف يده يمسك النقود فقد كان هذا

 

الأمر هو بمثابة إرضاء للمعلم نصر

 

وبث الثقه فى نفسه ليطمئن له اكثر

 

********

 

بعد يومين من العمل

 

تبدل شكل وهيئة يوسف تماما

 

يومين ذاق فيهم طعم المشقه والتعب

 

أحياناً يشعر بالانهيار وبرفض فكرته

 

التى اقترحها على نفسه بالعمل هنا

 

ويعود للصمت والسكون والاستسلام

 

كلما وجد فيها النجاه والفرار من ماضيه

 

وفتح باب جديد لرجل آخر يدعى جابر

 

لقد نجح حتى الآن فى قتل يوسف حمدى

 

الحياه الجديده تجبره أيضاً على ذلك

 

لكن على ما يبدو أنه سيجد فى كل مكان

 

يذهب له عدو فى الطريق

 

ولكن هذه المره كان المعلم مدبولى

 

رئيسه فى العمل

 

كان من الواضح أنه من الوهله الأولى يبغضه

 

يرفضه ولا يقبله فى العمل بينهم

 

دائمًا يرمقه بنظرات مريبه وغريبه

 

كان يوسف يتجاهلها ويكمل عمله دون

 

أن يهتم أو يرد

 

حتى أسلوبه معه كان حاد وجاف وغليظ

 

شعر يوسف بأن سيدخل دائره جديده من

 

المشاكل والصراعات بعد ما ظن أنه

 

اهتدى للطريق الهادىء السلس

 

حتى جاءت تلك اللحظه وهب فيه

 

المعلم مدبولى فى غضب: أنا مش عارف

 

اخرتها معاك ايه ...!

 

ولا عارف المعلم نصر فرضك علينا ليه..!

 

ينظر له يوسف فى تعجب :ليه يامعلم مدبولى..؟

 

مدبولى : يعنى انته لا قادر تشيل ولا تمشي

 

ناعم مش بتاع تعب جايبك تهبب معانا إيه

 

يوسف :ادينى بتعلم يامعلم مدبولى وإن شاءالله

 

يجى منى قريب اوى

 

أنا بعمل اللى عليه

 

مط مدبولى: شفتيه لسه هنعلم ونستنى

 

يابنى لو مش قد الشغل امشى

 

شوف اكل عيشك فى مكان تانى

 

انته متنفعش معانا

 

يوسف: اللى يقول كده المعلم نصر

 

هو اللى يحدد مين اللى يمشى ومين اللى يفضل

 

أومأ مدبولى برأسه تمام انا هتكلم معاه

 

وارد على طولة لسانك دى واشوف هيعمل ايه..؟













 



 

يوسف: انا مقولتش حاجه فى حقك أو غلطت فيك..!

 

مدبولى ساخرًا : كمان يتنكر وبطلعنى كداب

 

وعاد يغادر فى غضب مبتعدا نحو المعلم نصر

 

الجالس بعيدا وهو يقول ماشى :

 

ماشى هنشوف

 

وبعد لحظات وهو يشير نحو يوسف للمعلم نصر

 

وفى حالة هياج شديد

 

كان من الواضح أنه يلقى مزيد من التهم على يوسف

 

الذى ظل يكمل عمله دون أن يهتم

 

حتى جاءه فى شماته يقول :

 

روح  يا فالح يابجح كلم المعلم عايزك

 

يالله ورينا عرض كتافك ناقصين هم

 

جايبلنا واحد لا عارفين شكله ولا حتى اسمه

 

ولاجاى منين ..!

 

عاد يوسف يتحرك فى هدوء وثبات نحو

 

المعلم نصر الذى قال : خير يا جابر

 

مزعل المعلم مدبولى ليه..؟

 

بيقول انك ديما بترد عليه

 

ومش عارف ولا قادر تشتغل

 

يوسف : انا بقالى يومين فى الشغل

 

وبعمل اللى عليه واكتر عشان اثبت نفسي

 

ومتأخرتش على اى حاجه بتتطلب منى

 

نصر : ده ميمنعش انك تتكلم معاه كويس وبأدب

 

يوسف : هو اللى واضح أنه مش طايقنى ولا عايزنى

 

يتنهد نصر : يابنى انا مش ناقص وجع دماغ

 

لو مش قادر تشتغل أو حاسس إنك مش نافع

 

اتوكل على الله شوف لك ...

 

يقاطع كلامه صوت صراخ أحدهم

 

ليعتدل فى فزع : استر يارب

 

حصل ايه ..؟

 

وينقض العمال يتزاحمون و يجتمعون على شكل دائره

 

حول شىء ما

 

مما دفع يوسف والمعلم نصر للذهاب لرؤية

 

وكشف ما حدث

 

وهناك كان ذلك الرجل الذى سقط وصنع بركه

 

من الدماء وسط حاله من صياح الناس يهتفون :

 

الإسعاف يجماعه بسرعه الراجل هيضيع

 

يقتحم يوسف دون وعى الزحام ويشق

 

طريقه وهو يدفعهم ويمسك بجسد الرجل

 

الذى يتأوه ويقطع جزء من ملابسه

 

ويبدأ فى عمل بعض الاسعافات الاوليه

 

وسط دهشه وتعجب وذهول الحاضرين

 

وبعد دقائق كانت سيارة الإسعاف قد جاءت

 

لتحمله وتبتعد مغادره

 

يقترب منه نصر فى حيره

 

: انته عملت له ايه ..؟

 

يوسف : دى بعض الاسعافات الأولية عشان

 

توقف النزيف

 

نصر : انته متأكد من اللى عملته دلوقت صح ..؟

 

يعنى الراجل مش هيموت بسببك..؟

 

يبتسم يوسف : لا إن شاء الله هيبقى كويس اطمن

 

نصر : وانته عرفت الحجات دى منين

 

يوسف فى ارتباك : أصل..اختى كانت ممرضه

 

وكانت خدتنى دوره كده عشان اشتغل ممرض وفشلت

 

يرمقه نصر بنظرات قلق يقول :

 

تشتغل ممرض..؟

 

 والله يابنى شكلك انته اللى بتشتغلنا

 

على كل حال كمل شغلك واتجدعن

 

ومش عايز مشاكل

 

************

 

اليوم التالى

 

توقفت تلك الفتاة الجميله بفستانها الازرق الأنيق

 

بجانب المعلم نصر الذى أخذ يتحدث معها لبعض

 

الوقت ثم عاد يهتف وينادى يوسف بإسمه الجديد

 

بينهم جابر

 

حتى جاءه وألقى عليه التحيه يشير نصر ناحية الفتاة  

 

: بنتى الدكتوره سلوى فى السنه الاخيره فى كلية

 

طب

 

يوسف : ماشاء الله ربنا يبارك ياحاج

 

نصر: انا بعتها تشوف حسنين اللى عمل الحادثه

 

امبارح فى المستشفى وتطمن عليه وتشوف حالته

 

يوسف: فيك الخير ياحاج والله ميفوتكش الواجب

 

ترمقه سلوى بنظرات الحيره تقول : انته اللى عملت

 

له الاسعفات اول ما وقع صح ..!

 

انته جابر ..!

 

يوسف : ايوه انا جابر

 

سلوى : انته مخبى وشك ليه ..؟

 

يوسف : معلش عندى ظروف

 

يقاطعه نصر : الدكتوره بنتى لما راحت هناك

 

قالوا لها إن..

 

وعاد ينظر إلى سلوى : فهميه انتى يابنتى اللى سمعتيه

 

سلوى : انته اتعلمت اللى عملته فين..؟

 

يشعر يوسف بالارتباك اكتر وبحجم الخطأ الذى

 

ربما ارتكبه بإنقاذه ذلك الرجل

 

الذى لم يكن لديه بديل سوى ذلك لإنقاذه

 

يقاطع شروده صوت سلوى: مبتردش ليه..؟

 

يوسف : ارد على ايه مش فاهم..!

 

سلوى : أنته اتعلمت اللى عملته فين..؟

 

يوسف : من اختى

 

سلوى: مستحيل تكون اتعلمته بالدقه والمهارة دى

 

يوسف: هو حصل حاجه

 

سلوى: اللى عملته ده بالطريقه دى ما يدلش على

 

انها مجرد دوره تدريبيه

 

يوسف : يعنى حضرتك بتكدبينى..!

 

سلوى : ممكن اشوف بطاقتك..؟

 

نصر: هو جابر مجبش بطاقه اصله من..

 

تقاطع سلوى : بابا المفروض مفيش اى حد يشتغل

 

معاك غير لما تشوف بطاقته وتعرف هو مين بالظبط

 

وحكايته ايه

 

ينظر له نصر وقال : بكره تجيب بطاقتك ياجابر

 

أو على الأقل صورتها














 

سلوى : كمان تعمل له فيش وتشوف لو كانت عنده سوابق

 

او لاء..

 

يشعر يوسف بالضيق من حديثها

 

وبأنها بذلك قد تجبره على الرحيل من هذا المكان

 

أومأ يوسف برأسه : حاضر هعمل هجيب كل اللى طلبتوه

 

اى اومر تانيه ..؟

 

نصر: لاء روح انته يا جابر كمل شغلك

 

وعاد ينظر لابنته يقول: خلاص كده والآه لسه فيه حاجه

 

تانيه ..؟

 

سلوى : بابا الراجل ده مريب اوى فى شكله وهيئته

 

خلى بالك ليكون وراه مصيبه وجاى يستخبى عندك

 

نصر: ده شكله غلبان وطيب

 

سلوى :مينفعش تاخد الناس بالمظاهر

 

صدقنى الراجل ده ميطمنش

 

ولازم تعرف هوه مين بالظبط

 

**********

 

صباح اليوم التالى

 

اثناء عمل يوسف شعر ببعض التعب والارهاق

 

أخذ فى الجلوس يلتقط أنفاسه

 

فجأة تتوقف فى المكان سيارة الشرطه

 

ينقبض قلب يوسف دون أن يعرف السبب

 

ظل يتابع من بعيد حديث المعلم نصر

 

لذلك الضابط الواقف معه وبعدها حدث ما كان

 

يغشاه تحرك الاثنان صوب المكان الذى يتواجد فيه

 

وقد تحقق خوفه والضباط يتطلع له ويتفحصه من بعيد

 

حتى اقترب اكثر منه وتوقف أمامه ونظر فى عينيه

 

وقال :انته جابر..؟

 

أومأ جابر برأسه  : أيوه أنا

 

الضابط : تعالى معايا

 

يوسف فى حسره وقد سقط قلبه بين قدميه

 

وشعر بالرهبه : على فين..؟

 

الضابط : مطلوب القبض عليك

 

حينها دارات الدنيا برأسه وشعر بالغثيان

 

وأنه سيسقط مغشيا عليه من شدة الصدمه

 

وهول المفاجأة الجديده

إضغط هنا الجزء 26

 


لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات