القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
 
الجزء 27
 
تأليف محمد أبو النجا

 

تجمد يوسف أمام المعلم نصر الذى تعجب من

 

ذهوله الواضح على ملامحه ليقول :

 

مالك ياجابر حصل ايه ..؟

 

يوسف : انته قولت ناديه محمود ..؟

 

نصر : ايوه صاحبت بنتى الدكتوره سلوى

 

يوسف : ناديه محمود مين فيهم..؟

 

يتراجع نصر فى تعجب :

 

مين فيهم يعنى ايه ..؟

 

يوسف : هو أنا ممكن اقابل الدكتوره سلوى

 

أو اتكلم معاها ازاى ..؟

 

نصر : وعايز تتكلم معاها فى ايه..؟

 

يوسف : اعرف منها مين ناديه محمود

 

اللى وصتها عليه

 

نصر : الدكتوره سلوى مسافره القاهره وهترجع

 

بعد بكره ويالله كمل شغلك مش عايزين عطله

 

وعاد المعلم نصر ينصرف مبتعدًا تاركا يوسف فى مكانه

 

متجمدًا لا يقوى على الحركه أو العمل

وقد أصابه شلل تام من هول المفاجأة

 

لا يصدق ما قاله المعلم نصر

 

كيف وصلت ناديه محمود له ..؟

 

ومن تكون ..!

 

هل هى تلك الشيطانه التى احرقت وجهه..؟

 

ام الحقيقه التى ستغادر مصر إلى دبى ..؟

 

كيف وصلت إلى الدكتوره سلوى ..؟

 

وكأنها أرادت فى رساله غامضه تخبره

 














بأنها تتبعه وتدرك طريقه ولن يمكنه الإختباء منها

 

جحيم من الغموض يقتله

 

يذيب خلايا عقله

 

جعله يغادر المكان مبتعدا

 

وسط هتاف المعلم مدبولى الثائر المتوعد له بالعقاب

 

يتجاهل يوسف كل ذلك وهو يسير ويجول فى الشوارع

 

والطرقات لا يعرف إلى أين تأخذه أقدامه

 

إلى أن وصل شاطىء الاسكندريه

 

ينظر إلى سحره وجماله

 

تمنى لو قفز إليه

 

لو قتل نفسه ليستريح من كل هذا الجحيم الذى

 

يسكنه ولم يستطع الفرار منه

 

لقد تخيل أنه قد أنهى الماضى

 

ولكن الماضى يأبى ذلك

 

يوسف حمدى مايزل حى لم يتمكن من قتله

 

كيف عرفت تلك المرأة طريقه..؟

 

ووصلت إلى الدكتوره سلوى ..؟

 

لقد بدأت المشاعر بداخله تتبدل رويداً

 

لقد نجحت فى اقصاء وبتر أشجار الربيع

 

داخله ..

 

أشجار الربيع التى كانت تحمل ثمار العشق لها

 

وعاد ينتبه إلى نقطه هامه لم ينتبه لها

 

وهى صلة سلوى بتلك الشيطانه

 

ربما كانت حياة الدكتوره فى خطر

 

فكل من اقترب منها ذاق مرار وحسرة شرها

 

وتنتابه فجأة صورة الرائد رشدى خطيب سلوى

 

لم يدر سبب لتلك الرغبه التى تلح عليه بالحديث معه

 

لينصرف مسرعاً إلى مكتبه وهناك طلب مقابلته

 

لكنه لم يكن هناك

 

ليعود يوسف فى يأس يفكر من جديد

 

وبعد غروب الشمس يذهب إلى حجرته ليجد

 

المعلم مدبولى ينتظره بنظرات ساخره يقول

 

: على فين يانجم..؟

 

عقد يوسف حاجبيه متعجبًا :

 

إيه هوه اللى على فين..؟

 

انته واقف كده ليه ..؟

 

مدبولى : لا ما خلاص فضناها ..

 

ملكش نوم هنا معانا ولا شغل

 

يوسف بصوت حاد يقول : ليه..؟

 

مدبولى : مش عارف ليه..!

 

سيبت الشغل من غير ما تسأذن

 

وانا بنفسي كلمت المعلم نصر وبلغته  

 

وهو بنفسه إللى قالى أفهمك إنك متجيش تانى  

 

يالله بقى ورينا عرض كتافك..

 

واتفضل أمشي..

 

يقترب منه يوسف وهو فى قمة السخط والغضب

 

يقول وسبابته فى وجه مدبولى :

 

انا مش عارف انته ليه

 

بتكرهنى من اول ما يوم جيت فيه..

 

رغم أنى عمرى ما اذيتك ولا كلمتك..!

 

ولا حتى غلطت فيك ..!














 

يبتسم مدبولى ساخرًا : بكرهك يااخى

 

ومش متفائل بيك ولا بوشك اللى ملوش

 

اى ملامح ده

 

تشتعل نيران الغضب فى جسد يوسف

 

ليطبق على قبضته المشحونه بالثأر والغل

 

وتنطلق لكمه قويه كالصخره هوت

 

على وجه مدبولى الذى تلقاها وسقط أرضا فى عنف

 

ليعتدل واقفاً وهو يرى عين يوسف المتسعه

 

وقبضته التى ما تزال مستعده من جديد للضرب

 

وقد وعى مدبولى لذلك

 

ليتردد لحظات وينظر فى غضب :

 

انته بتضرينى على غفله

 

على خوانه..!

 

يوسف : تعالى نجرب تانى...

 

تعالى ورينى نفسك

 

ساد الصمت بينهم إلى أن ظهر فجأة بعض الرجال

 

لتحاول فض الإشتباك بينهم وينصرف يوسف مغادرا

 

يشعر بالتعب وبجسد متهالك يرغب فى النوم

 

يجلس على مقعد خشبى جانبى ليستريح

 

حتى جاءه ذلك الزائر الجديد الذى يمنعه من

 

الراحه والنوم

 

البرد...البرد القارص الذى هب مع الليل المظلم ...

 

من يصدق الذى يحدث له

 

الآن ينام فى طرقات الشوارع بلا مأوى

 

لقد وصل به الحال الى منحدر رهيب من الذل والهوان

 

وأصبح قاب قوسين أو أدنى من حافة الانتحار

 

ليجبر جسده على النوم فى أجواء برد شديد

 

حتى جاءت تلك القطرات لتوقظه

 

قطرات من الماء على وجهه

 

من المطر

 

ليصبح النوم مستحيل

 

وباتت الرغبه الآن هى الهروب إلى ملجأ يحتمى به

 

من المطر المتزايد

 

فجأة تعبر تلك السياره السوداء وتتوقف بالقرب منه

 

يخفق قلبه كأنما يخشي إن تكون صاحبتها

 

ومن تقودها هى تلك الشريره التى تتبعه أينما ذهب

 

وتخيل وجهها وإبتسامتها تطل من نافذتها ..

 

ليتحرك زجاج النافذه للأسفل

 

ويطل برأسه ذلك الكهل العجوز

 

الذى أشار له بالقدوم : تعالى..

 

يقترب منه يوسف فى حذر ليقول له الرجل بصوت

 

متهالك ضعيف : بتعرف تسوق يابنى

 

أومأ يوسف برأسه : أيوه

 

يتحرك الرجل بصعوبه يشير له : طب تعالى وصلنى

 

يابنى مش قادر تعبان

 

ومش شايف قدامى ، ولا قادر أسوق

 

يبدأ يوسف دون تردد يحتل مقعد القياده وهو يشعر

 

بالدفء بعض الشىء رغم ملابسه المبتله

 

 

يشير له الرجل : فكتوريا يابنى أطلع  

 

يوسف : فين فكتوريا..؟

 

الرجل فى دهشه : حد ميعرفش فين فكتوريا..؟

 

يوسف : انا مش من اسكندريه

 

العجوز : آه طيب خليك ماشى على طول وأنا هقولك

 

معلش أنا تعبان اوى ومش قادر حتى اتكلم..

 

ينطلق يوسف حيث يرغب الرجل العجوز

 

يسود الصمت بينهم طيلة الطريق

 

والعجوز قد أغلق عينيه

 

يوسف فى حسره يقول فى نفسه

 

استر يارب هو مات والآه ايه ..؟

 

يتحرك مع كلماته وجه الرجل ويسعل بقوه

 

ليتنفس الصعداء قائلا الحمد لله أنك عايش

 

مش ناقص بلاوى اكتر من اللى انا فيها

 

يقاطع الصمت صوت الرجل :

 

اول الميدان الجاى شمال فى تانى شارع يمين

 

هتلاقى بيت صغير قدامه شجرتين

 

بيت قديم وبوابته سودا...

 

هز يوسف رأسه : حاضر














 

يسلك يوسف الطريق الذى أخبره به

 

حتى توقف وقال : تحب انده لك حد من البيت

 

فوق  يساعدك على الطلوع

 

نفى الرجل برأسه : انا مليش حد

 

أنا عايش هنا لوحدى ومش متجوز

 

تعجب يوسف من أمره يردد : مش متجوز..!

 

العجوز ساخرًا : أيوه فاتنى قطر الجواز  

 

وعاد يمد له بمفتاح غريب الشكل يقول :

 

خود يابنى معلش

 

المفتاح وساعدنى ادخل أنا تعبان قلبى هيوقف

 

انا مريض قلب..

 

يستند العجوز على كتف يوسف الذى ساعده

 

على التحرك حتى باب البيت وبدأ

 

يحاول فتح بابه بصعوبه

 

كان المنزل رغم الاضاءه الخافته والمطر

 

له مشهد مهيب ومخيف

 

اهتز وارتجف لرؤيته قلب يوسف

 

وقد تحرك الباب وانزاح ومعه يصرخ يوسف

 

بين ضلوعه

 

من هول الصدمه الجديده التى لاقاها

 

صدمه لم يتخيله

 

فقد كان ما يراه بالداخل مذهل

 

لا يمكن وصفه

إضغط هنا الجزء 28

 

 لمتابعة جميع أجزاء الرواية


إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات