القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
الجزء 53

تأليف محمد أبو النجا

 

بالتأكيد لن يكون أحد فى تلك اللحظه من أهل

 

الأرض يشعر بسعاده أكثر من الدكتوره ولاء

 

التى أخذت تدور حول جسد يوسف

 

الجالس وهى تشهق وتضرب

 

براحت يديها وتصفق فى جنون

 

وهو ينظر لها ويصرخ : ولاء أنا شايفك...

 

شايفك...

 

أنا رجعت أشوف تانى ..!

 

أنا مش مصدق..!

 

ولاء : أنته

مش بس هتشوف يعنيك

فى مفاجأة أكبر من كده..

 

وعادت تلتقط مرآه جانبيه وترفعه

 

فى وجهه وبكلمات وصوت مرح

 

: بص يا يوسف..

 

بص فى المرايا دى ...

 

يعتدل يوسف من فراشه يمسك بكلتا

 

يديه المرآه يصرخ فى صدمه :

 مش ممكن...!

 

مستحيل..!

 

طب أزاى...!

 

أزاى ده حصل...!

 

دى ملامحى رجعت تانى...!

 

ولاء :

أنته مش هتصدق أنا عملت إيه عشان

 

ترجع تانى يوسف ...

 

يصرخ يوسف من الفرحه :

أنا حاسس إنى                                                                   أتولدت من

جديد...

























لازم تفهمينى أزاى ده حصل...

لازم أعرف..

أنا مش مستوعب..

أنا أكيد بحلم..

بحلم حلم جميل..

 

ولاء : أنته اكتر من عمليه..

 

عشان تسترد بصرك ..

 

وتجميل عشان

 يعملوا نسخه من صوره لوجهك...

القديم بتقنيه حديثه ومكلفه..

وبدأو فى ترميمه وإعادته من جديد...

لكن مكنتش متخيله

النجاح اللى شيفاه قدامى..

 

يوسف فى فرحه لا توصف:

مش ممكن ..!

أنا رجعت زى الأول..!

 

يجوز يكون فيه أختلافات بسيطه فى

 

الوش..والملامح

 

لكن تقريبا وصلت لدرجه مكنتش أحلم

 

بيها من ملامحى الحقيقيه..

 

ولاء فى يصوت يكسو بالحب :

أنا عملت كل ده عشانك يا يوسف..

 

يلامس يوسف بيديه كتفيها :

 إنتى لا يمكن تكونى بشر ..

 

إنتى ملاك من السما...

 

أكيد العمليات دى كلها كلفت كتير...

 

كتير جدا...

 

تنفى برأسه : كنوز الدنيا متسويش قصاد

 

إنى أرجعك تانى..

 

أرجعك تعيش زى ما كنت...

 

دكتور كبير ناجح...

 

وسيم...

 

يبتسم وهو يلامسه خديها

 بأصابعها :

أكيد هيرجع

 

مع مراته الجميله طبعا..

 الدكتوره ولاء

 

يرقص قلبها فرحا...

وتشعر بحاله من الإغماء وهى

لا تصدق

وتحتضنه دون وعى تصرخ :

تتجوزنى..!

 

يوسف أنا مش مصدقه بجد...!

أحلامى كلها ممكن تتحقق فجأة..!

ورفعت رأسها للسماء..

أنا أسعد واحده فى الكون ..

 

صدقنى مفيش فى اللحظه دى أسعد منى..

 

عاد يوسف يبتسم وهو ينظر للمرآة :

 

أنا زى ما يكون كنت فى كابوس

طويل وصحيت

منه...

 

تعقد ولاء حاجبيها :

لكن أنته مقولتليش إيه اللى حصل .

لحد دلوقتى..!

وأزاى المخلوقه الشريره دى بعدت عنك..

 

يطلق يوسف زفير قصير :

 بقولك كابوس وصحيت منه

 

ومش عايز أفتكر منه أى حاجه...

 

أحنا هنرجع مصر أمته...

تغمغم

ولاء : ممكن بعد أسبوع..

 

يوسف : أنا هستنى الأسبوع

ده يخلص بفارغ الصبر...

 

عقدت منى حاجبيها فى تعجب : ليه..!

 

يوسف : عشان أطلب إديكى من والدك

 

الدكتور عصام...

 

عادت ولاء تحتضنه من جديد

 

لم تكن هى فقط من تحتضنه..

 

كان أيضًا قلبها معها...

 

                          ************

 

بعد شهر...

 

منتصف الليل

 

تتوقف منى بسيارتها أمام العقار الذى

 تسكنه

 

وتهبط بهدوء وتسير بخطوات ثابته..

 

وتسقل المصعد إلى حيث تتواجد شقتها

 

وبعد دقيقتين كانت تدلف نحو الداخل وتغلق

 

الباب بهدوء وتهتف ...

 

: سعاد...

 





















سعاد إنتى فين...!

 

سعاد..

سعاد مبترضيش ليه..

 

إنتى نمتى...!

 

إنتى...

 

بترت عبارتها فجأة

 وهى تصرخ وتتراجع وتهتف

 

فى ذهول : سعاد...سعاد..

 

لقد كانت صديقتها المقربة

ملقاه داخل الحجره

 

جثه هامدة..

 

وسكين حاد قد شق ظهرها...

 

تسقط منى على ركبتيها

 متجمده لا تجد الكلمات ..

 

أو تجد صوتها..

 

عاجزه عن الحركه..

 

أو التفكير..

 

فجأة ضربات عنيفه على باب شقتها...

 

تنتفض..وترتجف..

 

وبأعين زائغه تدور بوجهها ..

 

تخطو بأقدام وخطوات مهتزه..

 

مترددة فى فتح الباب الذى لا يكف

 

ذلك الزائر من خلفه عن طرقه..

 

تفتح منى لتجد المكان من حولها قد

 

 أكتظ بالشرطه...

 

 ‏وأحدهم يشير : أقبضوا عليها...

 

 ‏وتصرخ منى فى فزع : لا..لا..

 

 ‏وهناك رجل آخر يشير من

الحجره التى تتواجد

 

 ‏بها جثة سعاد

 

 ‏: الجثة فعلاً موجوده هنا يافندم ..

 ‏يدور برأسه ناحيتها

من جديد :

قتلتى صاحبتك ليه يامنى..؟

 

 تنفى ‏ منى فى بكاء : لاء..

 

 ‏لاء مقتلتهاش...

صدقنى..

صدقونى..

 ‏أومأ برأسه : طب أتفضلى معانا...

 

 ‏وظلت منى تصرخ...

 

 ‏وتتوسل إليهم بأنها بريئه ...

 

 ‏لكن لم يستمع لها أحد...

وتم القبض عليها..

 

                       ‏*********

 

 ‏كانت منى على يقين بأن من فعل

بها هذا

 

 هو بالتأكيد أحد من رجال قاسم سكر..

القدامه..

 ‏أى شخص من ماضيها الأسود...

أراد تدميرها..

أو الإنتقام منها لسبب تجهله..!

 

 ‏لكن كيف أستطاعوا الوصول

إليها..!

 

 ‏ولماذا قتلوا سعاد..!

عشرات الأسئله بلا أجوبه..

 

 ‏فى النهايه كانت التحقيقات

تتم معها بشكل

 ‏سريع...

 

 ‏وداخل مكتب التحقيق تنفى قتلها سعاد..

صديقتها..

 ‏وتتوالى الأيام أسرع...

 

 ‏وهى ما تزال بين جدارن السجن ..

 

 ‏تنفى بكل توسل وبكاء أنها لم تقتل

ولم تفعل تلك الجريمه..

 

 ‏ظلت منى سجينه لا تتكلم أو تتحدث مع

 

 ‏أحد...

 

 ‏إلى أن جاء ذلك اليوم الذى لم تتخيله

 

 ‏وتقترب منها تلك السيده العجوز...

 

 ‏تجلس بالقرب منها تهمس بهدوء :

 أزيك يا أستاذه ناديه..

 

 ‏ترفع منى رأسها نحوها..

فى تعجب شديد :

 ‏إنتى مين ..؟

 

 ‏العجوز : الله..

 إنتى مش فاكرانى...!

 

 ‏تنفى منى برأسها

وهى تعلم وتدرك أن تلك السيده

 

 ‏العجوز تقصد ناديه محمود

 الأخرى التى تحمل نفس

 

 ‏ملامحها..

 












 ‏لتقول العجوزه :

 أنا أم عبده اللى كنت بشتغل

 

 ‏معاكى فى مستشفى الدكتور

 عصام حسين..

 

 ‏أبو الدكتوره ولاء

 

 ‏تدرك منى أن تلك العجوز

تقصد غيرها

 

 ‏لكنها لم تجد بديل سوى

 أنها ابتسمت إبتسامه شاحبه

 

 ‏وقالت بصوت هادئ ضعيف :

إزيك يا أم عبده إيه

 

 ‏اللى جابك هنا...

 

 ‏تتنهد العجوز فى حزن

 

: ‏الديون يا حبيبتى...

جوزت البنت ..

 

 ‏ومضبت على ورق كتير

عشان أجيب لها

 

 ‏الجهاز..

 

 ‏منى فى حزن : وبعدين..؟

 

 ‏العجوز  :

 هيه إتجوزت وأنا زى ما أنتى شايفه

 

 ‏إتسجنت...

 

 ‏يعتصر الحزن قلب منى تقول :

لو ربنا كتب لى الخروج

 

 ‏من هنا هدفع لك كل اللى عليكى وهتخرجى

 

 ‏إن شاء الله...

 

 ‏تبتسم أم عبده : ربنا يخليكى يارب ..

 

 ‏تعرفى أنا من أول يوم شوفتك فيه مع

 

 ‏الدكتور يوسف وأنا قولت إنك بنت حلال

 

 ‏هزت منى :

رأسها ربنا يكرمك يا أم عبده

 

 ‏وإن شاء تخرجى بألف سلامه..

 

 ‏أم عبده :

أنتى لسه شغاله فى المستشفى

 

 ‏تنفى منى : شغال إيه بقى ..!

منا جمبك فى السجن أهو..

أم عبده : يعنى سبتيها..؟

منى : أيوه سيبتها..

 

 ‏أم عبده : ليه...حد زعلك..؟

 

 ‏الدكتور يوسف عمل لك حاجه

 

 ‏تنفى منى من جديد وهى تطلق

زفيرها : لاء برضه...

 

 ‏أم عبده :

أكيد هوه اللى زعلك..

منا عارفاه..

 

 ‏تتسع عين منى فى تعجب

: عارفه مين..

 

 ‏أم عبده : الدكتور يوسف..

طبعًا..

 ‏منى فى حيره : تعرفيه بمعنى

إيه مش فاهمه..!

 

 ‏أم عبده : أعرفه من زمان...

وعادت تتراجع بظهرها :

ياه من سنين طويله ..

عدت أوام..

 ‏ما هو اللى شغلنى فى المستشفى

 لما رحت

 

 ‏أزور أمه ..

 

 ‏كنت على فترات كده بروح لها تدينى

اللى فيه

‏النصيب

 

 ‏منى فى تعجب أكثر :

 إنتى تعرفى أمه...

 

 ‏أم عبده :

طبعًا..

كنت جوزى الله يرحمه

كان فراش فى الشركه

 

 ‏اللى كانت شغاله فيها

 وبعد ما مات فى حادثة..

كان بعيد عنك أتكهرب..

منى فى حزن : الله يرحمه

تكمل أم عبده حديثها :

خدونى بعدها

 و‏أشتغلت فى البيت خمس سنين

 

 ‏لكن مستحملتش الشغل

وتعبت ومشيت

 

 ‏وفضلت كل فتره أروح

 أخد اللى فيه النصيب

كانت ست حنينه الشهاده لله..

 ‏وفى يوم قالت لى إيه رأيك تشتغلى

فى المستشفى

 

 ‏مع الدكتور يوسف ..!

يعنى أعمل لهم شاى ..قهوه..

 

 ‏شغلانه كده تساعد....

 
















 ‏هزت منى رأسها :

كويس ناس طيبين واضح إنك

كنت بتحبيهم..؟

 

 ‏أم عبده :

الله يرحمه أبو الدكتور يوسف ..

 

 ‏كان عصبى بس كان طيب..

وإديه سخيه أوى..

 

 ‏تشعر منى قلبها يخفق وهى تتردد

فى سؤالها

 

 ‏عن عزت لتقول بعد توتر

وصوت متلجلج : أكيد..

 

 ‏تعرفى عزت..

 

 ‏تتنهد :

أم عبده طبعًا الله يرحمه...

 

 ‏منى : واضح إنك زعلانه عشانه..

 

 ‏أم عبده :

ومزعلش أزاى يا أستاذ ناديه

 

 ‏دنا فاكره يوم ما مات كأنه إمبارح..

 

 ‏منى فى تعجب شديد :

فاكره يوم ما مات..!

 

 ‏تتراقص الدموع فى أعين

أم عبده : وشيلته

 ‏بإديه كمان..

شيلته ميت..

 

 ‏تتراجع منى فى ذهول :

 شيلتيه ميت...!

هو مين..!

 

 ‏أم عبده : شيلت عزت..

 

 ‏تصرخ منى فى وجهها :

أزاى وهو غرقان فى

 

 ‏البحر الأحمر وكان شاب كبير ..

 

 ‏مش فاهمه...!

 

 ‏أزاى تشليه بإديكى..!

متقولى كلام أفهمه..!

 

 ‏أم عبده فى صدمه تعقد حاجبيها :

 شاب إيه يا ست ناديه..!

 

 ‏عزت مات عنده عشر سنين..

 

 ‏غرقان فى حمام السباحه..

 

 ‏فى الفيلا بتاعتهم...

تصرخ منى فى جنون :

مش ممكن إنتى غلطانه..

مستحيل..

تنفى أم عبده :

والله زى ما بقولك..

اللى قالك مات شاب

وغرقان فى البحر الأحمر غلطان..

عزت مات طفل..

 ‏تعتدل منى وهى تعدو فى جنون

 نحو

 ‏القضبان الحديده تقبض بأصابعها

عليها وهى تصرخ...

فى حسره..

 ‏تصرخ فى حاله هستريه..

‏تصرخ بكل قوه...

وهى تشعر بقمة غباءها..

تصرخ بكل لوعه..

وعذاب..

  ‏وألم ..

و ‏مرار...

وكأنها تسمع من بعيد

ضحكه شيطانيه..

ضحكه مرعبه...

ضحكه تعرفها تماما..

يوسف حمدى...

إضغط هنا الجزء 54


 لمتابعة جميع أجزاء الرواية


إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات