القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية الروح الثالثة
الجزء 5
تأليف محمد أبو النجا

انتفض يوسف فجأة وهب من

فراشه لا يصدق كلمات الدكتوره ولاء

وهو يصرخ : مش معقول..!

إنتى متأكده...؟

ولاء : أيوه..نادية ليها توءم..

ليها أخت...

يوسف : أنا محتاج أقعد معاكى واتكلم..

ولاء : قابلنى بعد ساعه فى نفس الكازينو

اللى كنا فيه..

يوسف : لاء...ساعه كتير...!

نص ساعه وهكون عندك

ولاء : تمام..

وعادت تغلق المحادثه وبعد دقائق

كان يصل إلى نفس المكان ونفس الطاوله

التى كانوا يجلسون عليها...

يتنظر فى عجاله ولهفه للطريق

ويدعو أن تسرع فى المجىء..

وقلبه فى شوق لمعرفة تفاصيل

المعلومات التى حصلت عليها..

واعتدل واقفًا حين رؤيتها

يسرع خطواته نحوها

يصافحها قائلاً : أتأخرتى ليه..؟

تبتسم ولاء : أنا جيت قبل النص ساعه

على فكره اللى بنا...

يشير لها بالجلوس : ها حصل إيه..!

إنتى أزاى عرفتى إن نادية ليها توءم..؟

تشعر ولاء للحظات بالغيره من تلك

اللهفه والمشاعر التى يحملها لتلك الفتاة

فتقول : ( نادية محمود ) طالبة فى كلية

 فنون جميلة  ماتت فى حادثة

عربيه من سنتين..

يوسف : أيوة خلينا فى المهم

ولاء :  قصدك نوال..!

يتراجع يوسف فى حيره بالغه يردد :

نوال...!

مين نوال...!

ولاء : أخت نادية...

توءمها...

يوسف : هيه اسمها نوال..؟

ولاء : أيوه...

يوسف : يبقى كده الصوره وضحت...

عقدت ولاء حاجبيها : تقصد إيه..؟

يوسف : إن اللى أنا قابلتها وحبيتها

كانت نوال أخت نادية..

مش نادية..

كده اللغز بدأ يتحل...












تنفى ولاء برأسها : مين قال كده..؟

مستحيل اللى إنته قابلتها وحبتها تكون نوال..

يبتلع يوسف ريقه ويتنهد : إيه الحيره دى...؟

يعنى إيه..؟

ولاء : يعنى لا يمكن تكون قابلت نوال..

يرفع يوسف كتفيه فى تعجب : ليه..؟

ولاء : لأن نوال مريضه..

يوسف فى قمة الذهول : مريضه..؟

ولاء : مريضه فى مستشفى الأمراض

العقليه والنفسيه..من سبع سنين..

يتجمد جسد يوسف من هول المفاجأة

وهو لا يصدق تلك الصدمه الجديده التى لم

يتخيلها او يتوقعها وهى تكمل :

أنا عارفه إنها مفاجأة مكنتش تتخيلها..

يوسف : أنا قولت خلاص السر إنكشف

لقيت الموضوع أتعقد أكتر...

ولاء : فعلاً..إحنا قدام حاجه بجد

مش مفهومه..

قدامك إختيارين..

لو افترضنا إنك قابلت ناديه وحبيتها

فمستحيل تكون اللى ماتت..

الميتين مبيرجعوش...

ومش ممكن تكون حبيت شبح...

ولو افترضنا نوال برضه مش ممكن

وغير منطقى تكون قابلتها وهيه حبيسه

فى مستشفى بقالها سبع سنين ومصنفه

ضمن أخطر الحالات..

يتنهد يوسف : كلامك صح..

بس أنا فعلاً قابلت ناديه وكلمته..

وعادت تتردد لحظات تلك الكلمه بين

شفتيه قبل أن يقولها : وحبيتها

لتكون بمثابة المطرقه فوق جبهتها..

تطلق زفيرها : ومش ممكن يكون

فى توءم تالت...

هما إتنين بس...

يوسف : يبقى لازم أقطع الشك باليقين

ولاء : تقصد إيه...؟

يوسف : إنى أقابل نوال بنفسي واشوفها..

ولاء : قصدك تروح لها المستشفى..؟

يوسف : مفيش حل غير كده..

ولاء : وهتستفيد إيه..؟

يوسف : أشوفها..لو كانت فعلاً

ناديه اللى قبلتها هعرف..

ولاء : أنا شايفه إن الزياره دى ملهاش

أى لازمه..

لأن ببساطه مستحيل تكون هيه..

واحده مريضه ومختله عقليًا هتخرج

أزاى من المستشفى..

وعلى كلامك إنكم فضلتم وقت طويل تتقابله

يوسف : أيوه صحيح..

ولاء : مش من المنطقى إنها تخرج بسهوله

كل يوم بسهوله من المستشفى من غير

ما حد يمنعها وترجع تانى..

خليك واقعى يا يوسف...

يوسف : مش هقدر أتحمل..

أنا لو مشفتهاش هتجنن واحصلها...

لازم قلبى يرتاح..

لازم أتأكد بنفسى..

تغمغم ولاء : يعنى مصمم...

يوسف : مفيش بديل تانى قدامى..

لازم أشوفها بأى شكل...

وأى تمن...

لازم أشوفها مها كانت النتيجه...

ولاء : طب أدينى فرصه ارتب لك زياره...

يوسف : انا بتعبك معايا...

تبتسم ولاء : لا تعب لا حاجه..

أنا سعادتك عندى وراحت بالك بالدنيا...

يشعر يوسف بذلك الألم الذى يعتصر قلبه..










وبالذنب تجاه تلك المخلوقه الرقيقه النقيه

ولاء  ...

                        **********

توقفت تلك السيارة حديثة الطراز

 أمام مستشفى الأمراض العقلية والنفسيه

وهبط من مقعد القياده الدكتوره ولاء

وبرفقتها الدكتور يوسف...

 الذى يشعر بتلك الرجفه التى تسرى

 فى جسده وعقله...

 يتخيل ويرسم لحظة تلك المقابله...

يتسأل فى خوف من تكون...!

هل هى حبيبته ...؟

أم أمرأه مجهوله غيرها..؟

لو كانت حبيبته ناديه

فبكل تأكيد سيعرفها..

سيدركها قلبه ويستشعرها..

لن يخطىء الإحساس..

تمنى من أعماق قلبه أن تكون حبيبته

لقد اشتاق لها..كثيرًا..

وعاد قلبه يخفق كلما أقترب لقائها...

يسير بخطوات مرتجفه بجانب

ولاء دون أن ينبس بطرف بكلمه

وهى تتابعه فى صمت

وتعلم حجم القلق الذى يسري فى دمه

وكثيراً ما سألت نفسها لماذا تساعده..؟

ربما تنتظر الفرصة ليعلن فشله

 فى الحصول على حبيبته نادية..!

 لحظتها يمكنها الفوز بحبيبها...

 ربما لأنها تريد أن تشاركه حياته

بأدق تفاصيلها...

تعلم عنه كل كبيره وصغيره..

تتوقف فجأة أمام حجره وتطرق بابها...

قبل أن يسمح لها بالدخول ..

يعتدل ذلك الطبيب البدين صاحب العقد

السادس من عمره يصافح ولاء

وهو يبتسم : دكتوره ولاء يا أهلاً

ولاء تبادله التحيه وهى تشير له :

دكتور فوزى حسان

صديق بابا الروح بالروح..

أقدم لحضرتك دكتور يوسف حمدى..

يبادله الدكتور يوسف المصافحه

ويمد يده يدعوهم للجلوس

الدكتور فوزى : أنا فاكر إنك

بتحبى عصير البرتقان صح...؟

تبتسم ولاء : غريبه يادكتور إنك فاكر...!

يضحك الدكتور فوزى : إنتى نسيتى

أختى صافيه مش كنتو زمايل

فى الكليه قبل ما تسافر دبى..

كانت ديما بتقولى ولاء فى الجامعه

لازم تشرب كل يوم عصير البرتقان

وعاد ينظر للدكتور يوسف المرتبك

والمرتسم على ملامحه علامات القلق :

تحب اشرب إيه يا دكتور..؟

ينفى يوسف بيده : مفيش داعى ..

فوزى : نخليهم اتنين برتقان..

وقبل أن يرد يوسف كانت ولاء تقاطع

: وهو كذلك يا دكتور مفيش مانع

عادت يضغط زر جانبى ويطلب منهم

إحضار كوبين من عصير البرتقال

ثم عاد يلتفت ناحية ولاء :

مقولتليش أنتى طلبتى ملف نوال

دى بالذات ليه يا دكتوره

وطلبتى كمان تشوفيها...

ولاء وكأنها كانت تتوقع هذا السؤال

وتعد إجابته مسبقًا لتقول فى ثقه وهدوء :

جت لنا فى المستشفى حاله لسيده

 عجوز مريضه...

وإحنا بندردش معها حكيت لنا

عن بنتها الموجوده هنا فى المستشفى..

فوزى : تقصدى نوال..؟

ولاء : أيوه..

وبأنها مبقاتش تقدر تزورها..

ولا تتحمل تشوفها بالوضع ده

ونفسها تطمن عليها

أنا والدكتور يوسف وعدناها

إننا نروح بنفسنا نشوفها ونطمن

عليها ونعرف من حضرتك الوضع

الصحى والنفسي ليها  إيه دلوقت..

تنهد فوزى وكأنه غير مقتنع بقصتها

المزعومه التى ترويها ليقول وهو

يمسك ملف نوال بيد يديه

يمده لها : مش عارف أقولك

إيه يا دكتوره حالة نوال صعبه

تكاد تكون نسبة الشفا معدومه منها

تبادل ولاء النظرات إلى يوسف

الذى يتابع فى صمت

وفوزى يتابع : آسف من كلامى

لكن نوال ممكن أوى تفضل

على وضعها كده سنين طويله..

تنظر ولاء للملف الذى بين

يديها والذى يحمل اسم نوال وتتفحصه

قبل أن تتسع عينيها















دى زياره وحيده اللى عندها...

زياره من سنه تقريبًا

فوزى : بالفعل..

اعتقد كانت أختها التوءم...

يخفق قلب يوسف بقوة..

وهو لا يصدق ما يسمعه ليردد فى

ذهول : نادية..!

ولاء : مش ممكن تكون أختها التوءم

يادكتور فوزى..!

لإنى سمعت إن نادية ماتت من سنتين..!

فوزى : معنديش فكره عن المعلومه دى..!

جايز الزياره قبل الحادثه..

ولاء : بس التاريخ بيقول الزياره من سنه

فوزى : يبقى اكيد حضرتك أخطأت فى

تاريخ الحادثه..

يوسف : لاء فعلاً الحادثه من سنتين

عاد الدكتور فوزى يتطلع إلى وجوههم

فى حيره من أمرهم وشك

يضغط الدكتور فوزى زر جانبى :

يقول ابعتو حد عند الاستاذ رفعت

يجيب لى زيارات المريض نوال محمود

 كلها من يوم ما جت المستشفى

وعاد يبتسم لهم إبتسامه باهته

وطرقات على باب الحجره

وسيده تدخل ومعها على صنية

أكواب العصير تضعها بجانبهم وتغادر

وقبل أن تخرج من باب الحجره كان

رجل آخر يقترب بورقه

ويمدها إلى الدكتور فوزى..

الذى تفحصها وهو يقول :

زى ما قولت لكم أنا حبيت أتأكد بس

فعلاً الزياره كانت من سنه

وإسم الزائر ناديه محمود توءمها..

يوسف فى ذهول : يعنى إيه...!

 نادية عايشه ماممتش..!

فوزى فى تعجب : دى بقى حاجه معرفهاش

ولاء : هيه فعلاً يا دكتور حاجه مش منطقيه

ازاى تكون ماتت من سنتين

وتيجى زياره من سنه هنا..!

وعادت تضحك : لازم تكون شبح

بصوت قوى وحاد للدكتور فوزى :

مش بعيد

كان الرد صادم لهم

وولاء تردد : إيه اللى بتقوله ده يادكتور..

مش ممكن..!

فوزى : رغم إنى دكتور لكن للأسف

أنا بؤمن بوجودهم جدًا لإنى شوفتهم كتير

يوسف فى صدمه : شوفتهم كتير..؟

فوزى : من تلات سنين فى مريضه

إنتحرت هنا فى المستشفى

أنا شوفتها بعدها بشهرين ماشيه على

سور المستشفى...

شوفتها بعنيه....

تتسع عين يوسف وولاء فى تعجب

يقاطع خوفهم طرقات الباب

وسيدة بدينه تدخل وهو تقول

 المريضة رقم 70  يا دكتور فوزى

( نوال محمود )

وخفق قلب يوسف بشده واتسعت

عيناه ..

وتسأل فى جزء من الثانيه

قبل أن تدخل عليه الحجره

هل هى حبيبته ..!

أم لا..!

إضغط هنا الجزء 6

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير







هل اعجبك الموضوع :

تعليقات