القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
الجزء 42
تأليف محمد أبو النجا

 

بعد أسبوع

 

أختفى يوسف تماماً..

 

لقد فقدته منى أثره..

 لم يعد يأت للكازيون أو

 

ينتظرها بعد إنتهاء عملها كالمعتاد..

 

هاتفه مغلق...

لم يعد له أى وجود تمامًا..

 

تبكى منى أيام وليال وهى

فى قمة الخوف والرعب ..

تبكى وحيده .

خائفه..

 

تشعر بأن ذلك الطفل ينمو يوما بعد يوم

 

فى أحشاؤها...

 

تشعر بنيران تقتلها فى كل لحظه ..

 

لم تتخيل أن الأمر يصل بها لذلك الإحساس

 

المخيف...

 

بأن يوسف قد تخلى عنها..

 

أو بأنه فر هارباً بعد فعلته...

 

أنه قد خانها....

 

لا يمكن أن يكون ذلك الرجل الذي أحبته..!

 

مستحيل أن يكون بمثل تلك

الوقاحه والخسه والنداله...!

تمنى نفسها بأعذار كثيره له

لا تصدقها.

ولكنها تواسيها..

ربما حدث أمر خارج عن إرادته جعله يختفى

بمثل تلك الطريقه المريبه..

لكن سرعان ما يخبرها يقينها وهو يهمس

فى أذنيها بأنه لن يعود..

لقد حصل على ما أراد..

من قلبك وجسدك...

 

 

















سيقتلها أخواتها إن علموا بالأمر..

 

لقد فاق الحمل طاقتها...

 

ليس هناك من تستشيره..

 

من يعطيه النصيحه..

 

لقد كانت كالطفله الساذجه حينما اوقعها ذلك

 

الوغد فى شباكه.

 

لقد كانت غبيه حينما صدقت كلماته ...

 

فجأة يقتحم حجرتها أخيها محروس

 

الذى رأى الدموع فى عينيها...

 

يقترب منها بأعين خائفه يلامس كتفيها

 

ويحتضنها يقول فى حب وعطف

 

: منى مالك...!

أنتى بقالك مدة مش طبعيه..!

بتبكى ليه..؟

حصل حاجه..؟

حصل حاجه بينك وبين يوسف..؟

ضايقك..!

زعلك..!

 

تحتضنه منى وهى تنهار فى دموعها

 

وكأنها تلقى بحمول من الهموم والهم من صدرها.

التى حبستها طيلة الفترة السابقة..

 

ليقول فى قلق : يابنتى اتكلمى...

قولى..

 

منى فى تردد تشعر بأن الكلمات واقفه بين

 

شفتيها..

 

محروس بطبعه هادىء مقارنة ب منصور

 

أخيه الأكثر شراسه وغلظه..

 

لم تجد منى بديل سوى أنها سكبت

 

قصتها بسرعه أمام أعين أخيها التى

 

أتسعت فى جنون وغضب

وهى تروى له بدموع وبصوت حزين وكلمات

يسكنها الألم..

حتى أنتهت

 

ليقول فى حسره وثوره : الكلب الحقير

 

اللى فتحنا له بيتنا..

 

والله أنا من البداية مكنتش مرتاح له..

 

كنت حاسس أنه مش زينا...

 

مش لونا..

 ولا أحنا لونه...

من عجينه تانيه..

 

بس مقدرتش أتكلم...

وعاد يطلق زفير طويل :

 

مش عارف أعمل إيه...؟

 

منى فى حزن :

إنته لو قتلتنى مش هزعل..

 

ينفى محروس برأسه :

 إنتى ملكيش ذنب

يامنى...

 

إنتى صغيره متعرفيش حاجه

 

الكلب ده استغل طيبتك وسذاجتك وأعتدى

عليكى..

 

استغل حبك وبراءتك...

 

استغل فقرك...

وفقرنا..

 

وضحك عليكى وباع لنا كلنا الوهم ..

 

كلنا غطنه فى حقك ..

 

غلطنه لما صدقناه..

 

لما وافقنا على واحد مش توبنا...

 

ولازم ياخد جزاءه...

لازم حقك يرجع لك بأى تمن..

أنا مش هسيبه..

لو هموت..

لو هقتله...

 

تنفى منى  بدموعها فى خوف وحسره :

 

لاء يا محروس أنا خايفه عليك

إنته فى كليه

وهضيع مستقبلك..

لو عملت فيه حاجه..

 

محروس فى غضب : لازم أقابله ...

 

لازم أجبره يصلح غلطته ويتجوزك..

 

منى : وهتاخد معاك منصور

 

ينفى محروس : مش ممكن طبعاً

 

منصور لو عرف هيقلبها على دماغها كلهم

 

وهيقتله من غير حتى ما يسمعه...

هيقتله من غير ما يفكر..

إنتى عارفه منصور بيحبك بجنون قد إيه..

ومش هيفكر..

أحنا لازم نبتدى بالحلول المنطقيه الأول..

ونتفاوض ونتكلم معاه..

 

منى : بس ده أختفى خالص ...

 

وقافل تليفونه...

وملوش أى أثر...

 

محروس : متشليش هم ...

 

أنا هتصرف...

أنا هلاقيه من تحت الأرض...

هو أكيد موجود بس بيتهرب منك..

تلاقيه كلب وبيبص عليكى من بعيد..

وخايف من عملته..

 

منى فى بكاء وندم :

 سامحنى...سامحنى

سامحونى كلكم

 

أنا متخيلتش إنى هحطكم فى الموقف

 

الصعب والمهين ده...

 

محروس فى هدوء وطيبه

يحتضنها فى حب ويقبلها فى رأسها :

خلاص بقى مش عايزك تبكى

 

أنا هنزل دلوقت أقلب عليه الدنيا كلها

 

وهخليه غصبن عنه يجى هنا يعتذر لك

 

ويبوس رجليكى تسامحيه...

 

ويتجوزك..

أوعدك يامنى..

أوعدك..

 
















وعاد يعتدل ويهم بالانصراف لتهتف له

 

فى لهفه : محروس ..

 

عاد يلتف لها برأسه لتقول بصوت هادىء

 

خائف : خلى بالك من نفسك

 

يبتسم لها يودعها

 

وهى تشعر فى صدرها وقلبها

 

بقمة الخوف والقلق...

 

                         ***********

 

(مرجعش من إمبارح)

 

نطقت أم منى جملتها أمام زوجها وأبنها منصور

 

ومنى إبنتها المرتجفه الخائفه الصامته...

 

التى تعلم وحدها أن أخيها ذهب لملاقات ذلك

 

الوغد والبحث عنه...

 

لكنها لا تستطيع أن تتفوه بكلمه...

 

لا يمكنها أن تخبرهم ...

 

ولا يمكنها الصمت هكذا

فربما قد يكون قد أصاب

 

أخيها أى مكروه ..

 

يتنهد منصور :

أنا قلبت عليه الدنيا مخلتتش مكان

 

مدورتش عليه فيه...

 

كل مكان بيروح فيه...

 

كل أصحابه..

اللى بيقعد معاهم على القهوة

واللى بيذاكر معاهم..!

 

مفيش فايده...!

 

حتى تليفونه مقفول..!

 

حاجه تجنن..!

 

أبيه فى توتر :

ده عمره ما عملها...!

 

تنظر الأم نحو منى :

مبتتكلميش ليه..

 

تنفى منى فى خوف برأسها :

 مش عارفه

 

مش عارفه هو ممكن يكون راح فين..!

وعادت تشعر بالمرار فى حلقها من تلك

الإجابه التى ربما تكون بمثابة الحكم

على أخيها بالموت..

أو بالخطر..

 

يطلق منصور زفير طويل آخر :

 أنا هنزل تانى

أدور عليه ومش راجع إلا بيه...

مش هرجع إلا وأخويا معايا..

 

عاد ينصرف مغادرًا ومنى تتابعه

 

والكلمات متجمده فى حلقها...

 

حتى أشرقت الشمس...

 

وبدأ ذلك اليقين ينمو الى أقصى درجاته

 

بدون الشك بأن هناك أمر جم

قد حدث  لأخيها

 

أنطلقت منى كالمجنونه من بيتها

 

تقصد هدف واحد

 

فيلا يوسف حمدى..

 

تشعر بذلك الألم فى بطنها كأنما يشعر ولدها

 

معها بذلك المرار الذى تعانيه..

 

وهنا تقتحم الفيلا لتتراجع فى صدمه وهى ترى

 

حشد من الرجال السكارى يجلسون

 

وفى منتصفهم يوسف الذى أتسعت عيناه

 

حينما وجدها أمامه وكأس الخمر فى يده

 

ليقول فى صدمه : منى ..!

 

تقترب منه بكل غضب قائله :

فين محروس أخويا..؟

 

يطلق يوسف زفيره وهو ينفى برأسه :

 معرفش..

 

منى فى غضب عارم :

أخويا فين بقولك...؟

 

يوسف بلهجه جديده لم تعهدها ينفجر

بصوت حاد وغليظ : بقولك

 





















إيه يابت إنتى..

 متوجعيش دماغى

 

وأمشى أخرجى بره ...

 

منى فى تحدى :

مش همشى من غير أخويا..

أخويا فين بقولك..؟

 

فجأة يقتحم المكان صوت ذلك الرجل

 

(هو القمر زعلان من إيه..؟)

 

تدور منى لترى ذلك أمامها ذلك الرجل

 

الذى يمسك بين يديه هو الآخر

 كأس الخمر

 

رجل تعرفه تماماً حسان..

 

حسان الذى ظل يطاردها..

حسان ذلك الوغد الذى عانت من وقاحته

كثيرًا..

 

لتقول فى صدمه لا حدود لها :

مش ممكن حسان...!

أنا مش مصدقه..!

 

ينفجر يوسف ضاحكًا :

قصدك حسان إبن خالتى .

 

منى فى قمة الذهول تردد : حسان

إبن خالتك ..

 

يوسف : طبعا..

 

تنفى منى فى جنون :

أنا مش مصدقه..

 

يوسف : لاء صدقى...

 

صدقى إنك كنت بنت عبيطه

 

وصدقتى اللعبه اللى عملناها عليكى

 

إنتى وأهلك...

مكنش فيه بديل أوصل لك  بيه..

لما شوفتك شريفه وعفيفه...

غير كده..

 

تطلق منى بكل غضب وثوره عنيف و وابل

 

من السباب

وكلمات ثائره وتتراجع : أنا عايزه أخويا. 

 

ينفجر حسان يضحك ساخراً :

 

ما أخوكى جمبك أهو مش

شايفاها..!

ما تبصى كويس..

 

تدور منى برأسها حيث يشير

 

خلف يوسف ..

 

نحو حمام السباحه

 

الذى كانت فوق مياهه تسبح تلك الجثه

 

لوجه تعرفه وتحبه...

وتعشقه...

 

جثة أخيها محروس...

إضغط هنا الجزء 43

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات