القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
 
الجزء 26
 
تأليف محمد أبو النجا

 

بين جدران السجن جلس يوسف وهو يحمل

 

فوق شفتيه ابتسامه تحمل ألف معنى

 

ما بين السخريه والحزن مما يحدث له

 

ها هو قد عاد لدوامة الغموض من جديد

 

الذى لا تتركه مهما هرب منها

 

يجلس فى حجرة شبه مظلمه لا يعلم سبب

 

لوجوده بها

 

فجأة يتحرك الباب ويخرجوه منها إلى حجره

 

جانبيه

ليصدمه وجود الدكتوره سلوى ابنة

 

المعلم نصر التى تتطلع به

 

وبجانبها رجل شرطة آخر يجلس

 

بالقرب منها يتفحصه ويقول بلهجه حاده : شيل يابنى

 

اللى على وشك ده

 

عاد يوسف فى هدوء يستجيب وهو يكشف لهم

 

عن وجهه ليتراجع الجميع فى صدمه

 

والضابط يكمل : فين بطاقتك

 

يوسف فى إرتباك : فى الحقيقه..

 

ثم يعود للصمت

 

سلوى فى غضب : مش بقولك يا رشدى أسلوبه مريب

 

عمال يتهرب ازاى أنا متأكدة إن وراه مصيبه

 

يوسف : هو ممكن اعرف أنا هنا ليه.. ؟

 

تشير له سلوى : عشان أنا مش مرتاحلك

 

يوسف : انا عملت إيه بس..؟

 

سلوى : مش يمكن جايب لوالدى مصيبه ..؟

 

مش يمكن هربان من بلوه ..؟

 

أبويا راجل طيب وشغلك معاه بنيه صافيه

 

يوسف : حضرتك عايزه إيه بالظبط..؟

 

سلوى : إنته عملت اسعافات للراجل إللى عمل الحادثه

 

بشكل دقيق ومتقن ومحترف

 

يوسف : هو أنا هنا بسبب انى أنقذت حياته..!

 

الضابط  رشدى : مش عايز كلام كتير فين بطاقتك..؟

 

يوسف  : مماعيش

 

الضابط : تمام يبقى هتشرف عندنا لحد ما نعرف

 

حكايتك بالظبط اصلك وفصلك

 

أنا بقى هخليك تتكلم غصبن عنك وتقول إنته مين

 

يسود الصمت بينهم للحظات

 

وسلوى تشير له : صدقتنى يارشدى مش بقولك

 

أومأ رشدى برأسه : انتى عملتى الصح لما بلغتينى عنه

 

كويس أننا اكتشفنا حقيقته بدرى

 

قبل ما يجيب للمعلم نصر مصيبه

 

يشعر يوسف بضيق صدره وبدمعه ملتهبه تشق

 

طريقها وتنفجر من عينيه وهو يقول :

 

واضح إن مفيش فايده

 

واضح أنى مقدرتش اقتله

 

تهللت أسارير سلوى وهى تصرخ :

 

شوفت...شوفت يا رشدى

 

اهو بدأ ينهار وهيعترف
















 

رشدى فى ابتسامه ساخره : ايوه كده

 

قتلت مين بقى..؟

 

يطلق يوسف زفير طويل ثم عاد يكمل

 

: قتلت نفسي

 

يهب فيه رشدى فى عنف : انته هتسطعبط يالاه

 

ينفى يوسف برأسه : صدقنى أنا بتكلم بكل صدق

 

سلوى : يبقى بتعمل علينا مجنون

 

لعبه جديده عشان تتهرب من جريمتك

 

يمسح يوسف عينيه ويمد يده فى جرابه يخرج

 

بطاقته ويمد له نحو رشدى الذى التقطها وتطلع فيها

 

للحظات وعادت تنفجر عينيه من الصدمه

 

ويتساقط الذهول من ملامحه

 

وهو يرفع عينيه نحو يوسف ويصرخ :

 

مش ممكن..!

 

أنته عارف اللى بتعمله ده دلوقتى إيه..؟

 

ينظر له يوسف فى صمت

 

ورشدى يكمل وهو يتراجع بظهره للوراء :

 

تزوير وانتحال شخصيه تانيه

 

يعنى جريمه توديك فى ستين  داهيه

 

يوسف انا مبنتحلش شخصية حد

 

رشدى فى غضب : عايز تفهمنى انك مش سارق

 

البطاقه دى  ...؟

 

عايز تفهمنى انك دكتور ..؟

 

أومأ يوسف براسه : ايوه هيه دى الحقيقه

 

تتراجع سلوى فى تعجب وذهول وهى تلتقط البطاقه

 

من يد رشدى تنظر ما بين البطاقه وبينه وتقول

 

: عايز تقول انك الشخص ده..؟

 

انك صاحب الصوره دى ..!

 

انك الدكتور يوسف حمدى ..!

 

يوسف للأسف : هيه دى الحقيقه

 

رشدى : بالذمه ده كلامك منطقى

 

انته اكيد لقيت البطاقه دى وبتلعب بيها الدور ده

 

عشان طبعاً ملكش ملامح ممكن تحدد إذا كنت

 

صادق أو كذاب

 

يطلق يوسف زفيره فى حزن : عشان كده بقولك

 

قتلت يوسف

 

عشان مفيش حد هيصدق أو هيتحمل الحقيقه دى

 

سلوى : انته بجد تستحق الإعدام وكداب بشكل

 

غير طبيعى

 

انته عايزنا نصدق قصتك السخيفه دى

 

فى دكتور يشتعل عامل فى البناء ويشيل

 

ويتمرمط كده ..!

 

طبعا مستحيل مش ممكن..!

 

يوسف : حضرتك فى كلية طب وعميد الكليه

 

هو الدكتور طلعت سالم على صح ..؟

 

تتراجع سلوى فى صدمه : ايوه فعلا ..

 

يوسف : طلعت صديق شخصي ليه

 

تطلق سلوى ضحكه ساخره : لاء ياراجل

 

معقول ..!

 

طيب ما هو راجل مشهور وممكن تكون

 

شوفت اسمه فى جريده ...مجله... تلفزيون

 

يوسف : ممكن تتصلى بيه وتسأليه

 

تنفى سلوى برأسها :

 

 انا ممعيش رقمه تليفونه للاسف

 

 ولا عمرى قدرت أقابله

 

 ديما مشغول ومن الصعب اوصل له

 

يوسف : طيب أنا حافظ رقمه

 

رشدى : انته بتلعب لعبه كبيره مش قدها

 

يوسف : حضرتك ممكن تتصل بتليفونك

 

رشدى : ماشى أنا هكمل معاك للآخر قول الرقم

 

نظر رشدى للرقم الذى حصل عليه من يوسف

 

ورفع رأسه فى حيره : فعلا برنامج تلوكر

 

بيقول إن ده رقم الدكتور طلعت سالم..!

 

وعاد يوسف يلتقط الهاتف الخاص بالضابط رشدى

 

الذى فتح مكبر الصوت يستمع للطرف الآخر

 

وصوت الدكتور رشدى الذى يقول :

 

ايوه مين معايا ..؟

 

يوسف : صباح الخير يا دكتور

 

طلعت : صباح النور حضرتك مين

 

يوسف : انا الدكتور يوسف حمدى

 

طلعت بلهجه مرحه : دكتور يوسف ازيك

 

الله ده رقم جديد والآه ايه ...؟

 

مش رقمك اللى معايا..!

 

يوسف : لاء دا رقم صديق ليه رقمى ضاع وكنت

 

حابب اطمن عليك

 

طلعت : ربنا يخليك ياحبيبي واحشنى والله

 

أنا من ساعت ما اتنقلت اسكندريه مش عارف اقابلك

 

أو اشوفك

 

يوسف : بنتك فريده عامله ايه ...؟

 

وحبيبى الاستاذ جمال ..؟

 

طلعت : بخير والله يا دكتور يوسف

 

عايز اشوفك قريب

 

دار حديث طويل بينهم وسط حاله من الدهشه

 

فى ملامح سلوى ورشدى الذى بتابعون فى هدوء

 

حتى انتهت المكالمه ليشير له رشدى بالجلوس

 

يقول : اتفضل يا دكتور يوسف

 

يقترب يوسف وهو يجلس وسلوى تتطلع له

 

وتتفرس ملامحه فى صمت

 

يقاطعه رشدى : ممكن اعرف بقى ايه

 

اللى حضرتك بتعمله ده ..؟

 

ازاى تشتغل فى مجال مش مجالك..!

 

ومكان مش مكانك ..!













 

اكيد فى سبب وسبب كبير كمان ..!

 

يوسف : مفيش سبب اكتر من اللى قدام حضرتك

 

وجه مشوه مرعب مفيش حد يقدر يبص له

 

ومينفعش يكلم مريض ويقوله اطمن هتبقى كويس

 

أو يوصف له العلاج

 

المريض لا هيكون مرتاح ولا هيكون مقتنع

 

وانا مش هقبل اعيش الحياه دى

 

عشان كده قررت ابعد

 

سلوى : تبعد وتشتغل فاعل..!

 

 وتشيل طوب ورمل وحديد..!

 

يوسف : اعمل اي حاجه بس ابعد عن الناس

 

عن اى حد يعرفنى بس واضح أن الحظ السىء

 

ورايا ورايا حبيت انقذ شخص كشف للناس

 

حقيقة شخصية

 

يوسف حمدى اللى بحاول اقتله

 

سلوى : انا مش مصدقه اللى بسمعه ومش مقتنعه

 

يعنى هو من المفترض إن أى شخصية بتحصل له حادثه

 

يعمل زيك كده ..!

 

يهرب ويستخبى فى عباية تانيه وتوب مش توبه

 

لاء يا دكتور الموضع اكبر من كده

 

يوسف : فعلا يا دكتوره

 

القصة أكبر من كده بكتير

 

سلوى : عند مانع حضرتك نسمعها

 

يوسف : اعتقد مش هتفيدكم بحاجه

 

وافتكر كمان أنى مفيش اى حاجه ضدى

 

واكيد حضرتك ممكن تتأكد من كده يسهوله

 

عن طريق بطاقتى لو عليه اي تهمه

 

رشدى : أنا مبتكلمش فى النقطه دى يا دكتور

 

انا عايز اعرف ليه عملت كده ..؟

 

ايه السبب إقنعنى...؟

 

دكتور ومن الواضح أنه ناجح ومشهور

 

لو حابب يهرب متكونش دى الطريقه للهروب..!

 

يوسف : تقدر تقول انى بعاقب نفسي

 

بعاقب يوسف حمدى

 

بلغيه من الوجود وبقتله

 

رشدى : دكتور يوسف بلاش تكلمنى كاضابط شرطه

 

انا دلوقت اخ لحضرتك ممكن توضحلى اكتر

 

ايه قصتك ومين السبب فى الحرق الرهيب

 

اللى مسح ملامحك بالكامل ده..؟

 

يوسف : ارجوك يا دكتور انا تعبان جسدياً ونفسياً

 

ومبحبش افتكر اللى حصل لى

 

انا مرتاح فى الشغل بين الناس هنا وبنسى

 

معاهم المأساة اللى حصلت لى

 

وافتكر أنى معملتش جريمه عشان تحبسونى

 

أو تتهمونى..

 

يقاطعه رشدى : حضرتك هتتفضل تخرج دلوقتى

 

ولو احتجت اى حاجه انا موجود

 

انا على فكره الرائد رشدى خطيب الدكتوره سلوى

 

يلتقط يوسف هاويته من يد رشدى الذى يمده بها

 

ويقول : ياريت سيادتك محدش يعرف أنى دكتور

 

ولا يعرف بالكلام اللى حصل هنا

 

أومأ رشدى برأسه : اطمن يا دكتور

 

 محدش هيعرف اى حاجه

 

يلقى يوسف التحيه بعدها ويخرج من مكتبه

 

تلتفت سلوى ناحية رشدى : هتسيبه كده يمشى

 

بسهوله انته صدقته

 

رشدى : اكيد صدقته هو بيمر بحاله نفسيه سيئه

 

بسبب التشوه اللى حصل له

 

وده خلاه يبعد ويهرب من الناس اللى يعرفهم

 

مش عايز يحس بشفقه أو عطف منهم

 

سلوى : يقوم يشتغل فاعل بناء..!

 

ده منطقى برضه ما يمكن هربان من جريمه ..؟

 

رشدى :أطمنى أنا هعمل تحريات اكتر عنه ومتقلقيش

 

لو عليه اى حكم أو قضيه مش هيعرف يهرب أو يختفى

 

وصدقنى ربنا يكون فى عونه من اللى حصل له

 

مش من السهل اى شخص يتحمل الألم والعذاب

 

اللى هوه فيه

 

وعاد الصمت يخيم بينهم بعد كلماته

 

                                                    ***********

 

توقف المعلم نصر يتابع العمل بين الرجال

 

وهو يحفزهم ببعض كلمات التشجيع

 

إلى أن وصل إلى يوسف وابتسم له قائلاً :

 

الله ينور ياجابر ماشاء الله بدأت تاخد على الشغل

 

وتبقى عال العال اهو

 

يبتسم يوسف : البركه فيك يا معلم نصر 

 

نصر : على فكره سلوى بنتى وصتنى عليك اوى

 

يوسف مبتسمًا :  فيها الخير والله ربنا يخليهالك يامعلم

 

وتشوفها اكبر دكتوره فى مصر

 

هز المعلم نصر رأسه : تعرف يعنى ايه لما بنتى

 

الوحيده توصينى عليك معناه انك بقيت مسنود

 

ومش هعرف ازعلك ولا اقولك كلمه

 

يضحك يوسف :عارف يامعلم انته جدع اوى

 

راجل ابن بلد فيه مواصفات الراجل المصرى

 

الطيب الرجوله وخفة الدم














 

نصر : حيلك شويه ياعم جابر انته بتتكلم زى

 

الجماع المثقفين بتوع التلفزيون كده ليه ..؟

 

يبتسم يوسف : امانه السلام للدكتوره سلوى

 

نصر : هيه كمان قالت لى خود بالك من جابر

 

ده قريب واحده صاحبتى وموصيانى عليه

 

عقد يوسف عينيه فى دهشه : واحده صاحبتها..!

 

وموصياها عليه كمان..!

 

نصر : ايوه.. قالت حتى لى على اسمها

 

يوسف فى تعجب : كمان قالت لك على اسمها ..!

 

نصر: ايوه كان على بالى والله اسمها.... إسمها

 

ايوه افتكرت ناديه....

 

ناديه محمود ...

 

وسقط قلب يوسف بين قدميه لا يصدق ما سمعه

 

وكأنه كابوس جديد يعيشه

 

كابوس مخيف إلى أقصى درجه

 

كابوس مرعب لا يمكنه الخروج منه

إضغط هنا الجزء 27

 

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات