القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
 
الجزء 31
 
تأليف محمد أبو النجا

 

ساد صمت ثقيل ويوسف لا يصدق

 

ما يراه وما يسمعه هذه المره

 

وشعر بقلبه يعتصر من رؤية سليمان مقتول

 

أمامه عينيه بالرغم من أنه حديث الصداقه به

 

إلا أن هذا لم يمنع أنه أحبه

 

ويشعر بقمة الحزن من أجله

 

ليصرخ فيها غاضباً : قتلتيه ليه..؟

 

حرام عليكى

 

تبتسم فى هدوء : يستحق الموت

 

يوسف فى غل : انتى لا يمكن تكونى بشر ..!

 

ولا طبيعيه ..

ولا عندك مشاعر ولا قلب ولا رحمه

 

تنفى بيديها : لاء كله إلا كده

 

أنته عارف أنا بحبك قد إيه

 

يوسف ساخراً : ايوه وعشان كده حاولتى

 

تقتلينى بالعربيه واتسببت فى قطع رجليه

 

تضحك قائله : على فكره أنا كنت مترددة اقتلك

 

بالعربيه عشان كده فشلت

 

لو كنت خدت قرارى بدون تردد كان زمانى قتلتك

 

لكن برضه تعبى مرحش بلاش وقطعوا رجليك

 

عادت عيناه تتسع غضبا وهو يقترب

 

: أنا عارفه انته بتفكر فى إيه

 

بتفكر تقتلنى صح...؟

 

أهدى بس ومتتستعجلش ومتتهورش

 

انته لسه بتحبنى

 

ينفى يوسف برأسه :

 

انته مسحتى أى ملامح حب فى قلبى ليكى

 

زى ما مسحتى ملامحى

 

تداعب شعرها الأسود بأصابعها :

مش ممكن انته كداب

 

أنا لسه جواك

 

يوسف :انتى مش خايفه وانتى قدامى دلوقتى ...؟

 

مش خايفه منى ..؟

 

تبتسم وهى تنفى برأسها :حد يخاف من حبيبه..!

 

اتسعت عيناه وهب فيها يصرخ : والله انتى مريضه

 

انتى مجنونه

 











انا مش قادر افهم بتفكرى أزاى

 

وبتوصلى ليه ازاى مهما ابعد عن طريقك

 

تقاطعه ضاحكه : تيجى نفتح صفحه جديده

 وننسى اللى فات

 

كانت كلماتها بمثابة صواعق الرعد تضرب ضلوعه

 

وهى تكمل : ونتجوز ونقضى شهر العسل في لبنان

 

أنا بحبها اوى

 

كان يوسف يتابعها فى منتهى الذهول والصدمه

 

وقد تجمددت الكلمات بين شفتيه وهى تعتدل

 

واقفه : مفيش حد فى الدنيا هيحبك قدى

 

ولا هيقدر يسعدك غيرى

 

وإذا كان على اللى فات ننساه

 

ينفى يوسف برأسه : أنا لا يمكن اتجوز انسانه

 

كل إديها دم

 

ناديه : بس ممكن تسامحنى أنا عارفه أنى غلطت كتير

 

وقتلت كتير ..

بس ممكن كل ده يبقى ماضى لو تسامحنى

 

ينظر لها يوسف وقد تجمدت الدماء فى عروقه

 

لا يدر ماذا يفعل هل هى حقا صادقه..؟

 

أم لا..؟

 

هل هى حقا نادمه ..؟

 

عادت تتحرك ناحيته وتبتسم وتمد يدها

 

: تعالى نفتح صفحه جديده يا يوسف

 

ننسى فيها كل الناس وكل اللى حصل

 

أنا بمد ليك اديه تعالى متخفش

 

تعالى قرب

 

يتطلع لها يوسف فى تردد وقلبه وعقله فى قمة

 

الحيره عاجز عن  القرار

 

هل هى حقا صادقه..؟

 

هل من الممكن أن يعفو عنها ويسامحها ..؟

 

على كل ما فعلته

 

لقد تآذى منها كثيراً

 

والأهم من كل هذا وذاك

 

هل ما يزال حقا يحبها كما تزعم ..؟

 

ربما كانت بالفعل صادقه فى هذا

 

فهو مهما صنع من اقنعه زائفه يخفى بها

 

حقيقة مشاعره لها

 

كانت كل تلك الاقنعه تسقط

 

كانت وجوه كاذبه

 

وملامحه التى تعشقها تفضح أمره دائماً

 

وبعد صمت وتردد انهارت قوته واردته

 

وشجاعته فى رفض طلبها

 

لقد أعلن قلبه بكل جبروت لهم جميعاً

 أنه مايزال يعشقها

 

رغم كل ما عاناه من أجلها

 

ورغم كل ما فعلته به

 

مد يده فى هدوء لها

 

مد يده فى استسلام وامان وثقه

 

ليشعر بلمسة يدها الحنون التى لم ينساها بعد

 

وينطلق ذلك التيار المخلوق من العشق

 

يصعق أنفاسه المتسارعة

 

ويصنع ابتسامه بريئه على شفتيه

 

ينظر إلى عينيها الحالمه

 

فجأة تتبدل تلك الابتسامة وتتسع عينيها

 

وتتبدل إلى ملامح شيطانيه

 

و تخرج بيديها اليسرى شىء لم يستطع تفسيره

 

أشبه بالحقنه الصغيره اطلقته نحو سطح يده

 

ليشعر بالألم وقبل أن يحاول إدراك ما حدث

 

أو سؤالها عما فعلته به هذه المره

 

وقبل حتى أن يخطو خطوه واحده يعلن فيها

 

حماقته وندمه على فعلته الساذجه

 

واعطاءها الأمان وفرصه جديده رغم كل ما فعلته به

 

كان يسقط فاقداً الوعى

 

أسفل قدميها

 

وكان آخر ما سمعه هو صوت بصقه

 

أطلقتها فوق جسده الراقد أرضا

 

فى سبات ونومًا عميق

 

*********

 

طرقات على باب حجرة الدكتوره ولاء عصام

 

ترفع عينيها عينيها الخضراء الساحره لوجه ذلك

 

الرجل الذى قال : دكتوره ولاء

 

تقول بصوت هادىء : خير ياعم رمضان

 

رمضان : فيه واحده تحت عمال بتسأل

على الدكتور

 

يوسف وعمال تجمع معلومات عنه

 

وجيت ابلغك

 

تعتدل ولاء من مقعدها وقد عقدت حاجبيها

 

 فى دهشه : اسمها ايه ..؟

 

ينفى رمضان بيده : معرفش والله يادكتوره

 

أنا حبيت ابلغك يجوز الموضوع يهمك

 

ولاء : عملت طيب ياعم رمضان

 

 هيه فين دلوقتى..؟

 

 ‏رمضان : هيه فى اوضة الدكتوره كوثر تحت

 

 ‏ولاء : تمام أنا هنزله اشوف مين دى حالا

 

 ‏وتقفز ولاء من مقعدها بنهاية حروف كلمتها

 

 ‏نحو الاسفل وعقلها يسأل فى جنون من تكون

 

 ‏تلك الفتاة..؟














 

 ‏بالتأكيد كان من المستحيل تخمين من هي

 

 ‏وعلى أعتاب حجرة الدكتوره كوثر

 

 ‏كانت الفتاة على وشك الرحيل

 

 ‏تنظر لها ولاء فى حيره وتتفحص ملامحها

 

 ‏قائله : حضرتك بتسألى على دكتور

 يوسف حمدى..؟

 

 ‏اومأت الفتاة برأسها : ايوه

 

 ‏ولاء : هو حضرتك مين..؟

 

 ‏تشير الفتاة إلى نفسها : دكتوره سلوى نصر

 

 ‏من اسكندريه

 

 ‏ولاء فى دهشه : غريبه اوى..!

 

 ‏وعرفتى دكتور يوسف منين..؟

 

 ‏قطع حديثهم صوت الدكتوره كوثر :

 

 ‏أنا لسه بقولها أكتر واحده

 

ممكن تكلمك عن الدكتور يوسف

 

 ‏تتنهد ولاء : ممكن تتفضلى معايا فى مكتبى

 

 ‏هزت سلوى برأسها : اكيد يشرفنى

 

 ‏وبعد دقائق كان الاثنان يجلسان سويًا

 

 ‏داخل مكتب الدكتوره ولاء التى ماتزال تتفحصها

 

 ‏لتقاطع سلوى الصمت : أنا سمعت إن حضرتك

 

 ‏كنت اقرب واحده للدكتور يوسف

 

 ‏ولاء: هو حضرتك تعرفى الدكتور

يوسف منين..؟

 

 ‏سلوى: اتقابلنا فى اسكندرية

 

 ‏تتراجع ولاء فى تعجب : اسكندريه..!

 

 ‏سلوى: ايوه

 

 ‏ولاء : بس يوسف تقريبا عمره

 ما شوفته سافر هناك

 

 ‏سلوى : لاء كان هناك وقابلته وكلمته

 

 ‏تشعر ولاء بالغيره لتقاطعها : وهو فين دلوقت..؟

 

 ‏سلوى : ده اللى أنا جيت عشانه

 

 ‏ولاء : مش فاهمه ممكن توضحيلى..!

 

 ‏سلوى : دكتور يوسف متهم فى قضية قتل

 

 ‏تعتدل ولاء من مقعدها واقفه فى صدمه تصرخ

 

 ‏:ايه اللى بتقوليه ده..؟

 

 ‏سلوى: للأسف دى الحقيقه يا دكتوره

 

 ‏ولاء : قضية قتل مين..؟

 

سلوى : ‏شخص دجال اسمه سليمان

كان شغال عنده

 

 ‏ولاء : ساخره واضح انك غلطانه فى

 

 العنوان يا دكتوره سلوى ده إذا كنت فعلا دكتوره

 

 ‏سلوى غاضبه : واضح انك شاكه فى حقيقة شخصيتى

 

 ‏وعادت تمسك حقيبتها وتخرج هوايتها :

 

 اتتفضلى يا دكتوره انا فى كلية طب اسكندريه

 

 ‏تتطلع ولاء للكارنيه فى خجل : أنا مقصدتش

 

 ‏اكدبك يا دكتوره لكن اللى بتقوليه ميدخلش العقل

 

 ‏هو فعلا الدكتور يوسف اختفى من مده لكن

 

 ‏ايه اللى هيوديه اسكندريه ويخليه يشتغل

 

 ‏عند واحد دجال زى ما بتقولى ويقتله..؟

 

 ‏تنفى سلوى برأسها : مش كده وبس

 

ده كان شغال ‏فى عمارة والدى اللى بيبنيها

 

 ‏عقدت ولاء حاجبيه بشده وذهول :

 

 شغال ايه فيها..؟!

 

 ‏سلوى : فاعل

 

 ‏تبتسم ولاء ساخره تنفى برأسها :

 أنا متأكده دلوقتى

 

 ‏يا دكتوره أنك تقصدى شخص تانى

 

 ‏سلوى : يجوز الموضع ميتصدقش ومش منطقى

 

 ‏لكن هيه دى الحقيقه واعتقد أن ورا كل ده

 

 ‏حالته النفسيه السيئه بسبب حرق وجهه بالكامل

 

 ‏ومع جملتها تسقط ولاء على مقعدها من جديد

 

 ‏جالسه فقد جاءت بالبرهان على حديثها

 

وهى تقول فى إحباط شديد : ممكن يا دكتوره سلوى

 

تحكيلى اللى حصل بالتفصيل

 

وبدأت سلوى تروى لها القصة التى عاشتها

 

مع الدكتور يوسف حتى انتهت

 

وكانت الدكتوره ولاء تتابعها فى شغف تام

 

وتركيز وذهول وصدمه لتقول : يوسف مستحيل

 

يقتل ..!

أنا متأكده من ده كويس

 

سلوى : الأدله كلها ضده خصوصاً لما كشف

 

رشدى بمعلوماته فى النيابه أنه دكتور

 

وجه من القاهره وبيحاول يتسخبى من الناس

 

اللى تعرفه

 

ومن خلال التحريات وصلنا أنه كان شغال هنا في

 

المستشفى دى

 

بس اختفاء الدكتور يوسف مش فى مصلحته

 

مش فى مصلحته فى القضيه

 

وممكن يثبت التهمه عليه

 

ولاء : وحضرتك هنا بتدور عليه..؟

 

سلوى : فى الحقيقه انا تعبت نفسياً من المعاناة اللى

 

كان بيعشها وكان نفسي اقدر اخرجه منها لكن فشلت

 

وفى آخر لقاء بنا اللى هيه المفروض

 

الليله اللى اتقتل فيها سليمان

 

كان طبيعى جدآ وواضح كمان أنه كان بيحبه

 

بالإضافة إن مفيش سبب واحد يخليه يقتل سليمان

 

ده كان واقف معاه بعد الحادثه وبعد ما..

 

وعادت للصمت للحظات ثم أكملت

 

: وبعد ما رجليه انقطعت وركب طرف صناعى

 

تتراجع ولاء فى قمة الحسره والحزن والألم

 

تقول : كل اللى بيحصل ل يوسف ده لا يمكن طبيعى

 

ومش بعيد تكون قدرت توصله وهيه اللى قتلت سليمان

 

عقدت سلوى حاجبيها فى تعجب :

 

حضرتك تقصدى مين..؟

مش فاهمه..!

 

 تعتدل ولاء من مقعدها وتخطو نحو النافذه تنظر عبرها

 

 ‏وتقول بصوت هادىء : ناديه محمود

 

 ‏تشير سلوى بسبابتها :

 

 اكيد ليها علاقه بحادثة حرق وشه

 

 ‏واللى رفض يحكيها لأى حد

 

 ‏ولاء : هيه حرقت كل حياته

 دى شيطانه















 

 ‏ممكن تقتل وتعمل اى حاجه ممكن تتخيلها

 

 ‏سلوى فى تعجب : وليه ميبلغش عليها

 

 ‏ولاء : دى قصة كبيره يطول شرحها

 

 ‏المهم نلاقى يوسف قبل ما تعمل فيه أى حاجه

 

 ‏او تقتله

 

 ‏ارتجف قلب سلوى مع عبارة الدكتوره ولاء

 

 ‏التى ألتفت نحوها لازم اسافر معاكى اسكندريه

 

 ‏لازم الالقى يوسف بأى شكل

 

 ‏وبأى تمن

 

 ‏*********

 

 ‏وبعد أقل من ساعه كانت سيارة الدكتوره

 

 ‏ولاء تشق طريقها وتنطلق خارج

 

المستشفى بصحبة الدكتوره

 

 ‏سلوى إلى الاسكندريه

 

ولم تنتبه أو تلتفت وهى تعبر أعلى أحدى

 

الكبارى الحديديه قبل خروجها من القاهره

 

بذلك الرجل الكفيف الجالس فى منتصفه

 

يمد يده

 

يتسول من الماره

 

بملابسه الممزقه ولحيته الطويله

 

 

 ‏لم يكن هذا الرجل سوى

 

يوسف

 

يوسف حمدى  

إضغط هنا الجزء 32

 

 لمتابعة جميع أجزاء الرواية


إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات