رواية الروح الثالثة
الجزء 46
تأليف محمد أبو النجا
تتسع عين منى فى صدمه وهى تستمع
إلى كلمات سعاد وتردد فى ذهول :
عايز يتجوزنى..!
سعاد : أيوه رجب جدع أوى وبيحبك
وعارف كل اللى حصل لك ..
منى : مكنش له
لازم تقولى لحد اللى عرفتيه ..
المفروض
ده كان سر بنا..!
سعاد : صدقينى
انا واثقه فى رجب هو شغال معانا
فى الكباريه من سنين
جدع أوى وشهم ومكافح
وبيحبك
منى : أنا عمرى ما حسيت بكده
ولا خت
بالى من اللى بتقولى عليه..!
سعاد : هو عنده استعداد يتجوزك ويكتب
الأولاد بإسمه..
تنفى منى : لاء أنا مش هكتبهم غير
بإسم أبوهم الحقيقى يوسف حمدى
مهما
يحصل..
ده حق
ولادى..
ولو
إنى عارفه إن ممكن ده يكون
صعب..
بس أنا
هعمل المستحيل...
تغمغم سعاد : وبالنسبه للجواز
إيه رأيك...؟
منى : أنا مفتكرش هينفع نتجوز خالص
ومش هيقبل يشوف عاشور بيبعنى
كل يوم لواحد...
سعاد : هو عنده إستعدا
يساعدك إنك تبطلى وكمان..
تقاطعها
منى وهى
تشير لها بيديها بالصمت قائله :
سعاد ملوش لازمه الكلام ده دلوقت
أنا عايزه أفرح بولادى شادى وشريف
وعادت تتنهد وهى تدور برأسها للنافذه
نحو الشمس المشرفه
لتقول سعاد : اكيد بتفكرى فى يوسف
أبوهم دلوقت..؟
مش كده..؟
تنفى منى ساخره :
أنا لو فكرت فى يوسف ده
هفكر اقتله بس ...
سعاد فى تعجب شديد :
ياه للدرجه دى..
منى : وأكتر..
سعاد : اومال بتفكرى فى مين ..؟
منى فى أعز مخلوق عندى فى الدنيا ..
منصور ..
أخويا..
سعاد : اللى لسه فى غيبوبه..؟
منى :
أيوه ياما دعيت ربنا إنه يقوم
ويكلمنى..
ياه...حلم جميل.
حلم كل
يوم بيبعد...
منصور :
لو موجود كانت حياتى كلها اتغيرت
أنا بدفع مصاريف المستشفى لحد النهارده
على أمل معدوم إنه يقوم تانى..
ويفوق من غيبوبته....
إنتى
متعرفيش هو كان بيحبنى قد إيه..
مكنش
بستحمل عليه الهوى..
كنت
ديما بحس بالأمان فى وجوده..
ياما
أتخانق وضرب ناس عشانى..
وعادت
تبتسم وهى تتذكر الماضى :
مره
وهو عنده عشر سنين تعبت وكنت
مريضه
من كتر زعله عشان
وكنا
مش قادرين ندفع حتى تمن كشف الدكتور
لقيته
جاب دكتور لحد البيت
واتصدمنا
بإنه راح له العياده وعمل هناك
خناقه
كبيره عشان يجبر ةالدكتور يجى
معاه..
ويومها
الدكتور اتعاطف معاه جدًا..
سعاد فى
تعجب : يابختك بأخ زيه..
: طب ليه مفكرتيش تسمى
أولادك على إسمهم
محروس
و منصور
تنفى منى وهى تتنهد فى حزن :
مقدرش أعمل كده وأنا مجبتش حقهم
مخدتش بطارهم..
مش
هقدر أنادى أولادى بإسمه
بعد
اللى حصل بسببى ليهم..
مقدرش..
مقدرش..
سعاد فى تعجب :
هو أنتى لسه الطار ده فى دماغك..
منى : أنا عمرى ما نسيت..
عمرى ما نسيت اللى عمله
يوسف حمدى فيه وفى أخواتى..
وأكيد هيجى اليوم اللى أخد فيه حقى..
وعادت
تتسع عيناه أكثر وهى
تنظر
للنافذه قائله : وبطارى..
*********
بعد عام
(يعنى إيه تتجوزنى..!)
نطقت منى جملتها أمام قاسم سكر الذى
قال
: يا منى أنا بحبك
تضحك منى وهى تنفث دخان سيجارتها
: تتجوزنى
وانته عارف أنا بشتغل إيه وعند مين...!
قاسم فى إرتباك :
أنا فعلا غلطت يوم ما جبتك هنا ...
وندمان...
بس...
تقاطعه
منى وهى تنفى
برأسها
و تعقد ساعديها أمام صدرها
بفستانها الشبه عارى تقول :
مبقاش ينفع الندم يا قاسم ..
قاسم فى حزن : انا بحبك يامنى ..
أنتى متعرفيش انا بفكر فيكى قد إيه...
منى وتفتكر عاشور هيوافق على
الجواز ده...!
قاسم : بس هو فعلا موافق
منى فى تعجب شديد : موافق..!
إنته كلمته...؟
قاسم : أيوه
منى :
موافق إنى أتجوز وأسبب الشغل عنده
هنا فى الكباريه..؟
مش
ممكن..!
قاسم فى دهشه :
مين اللى قال تسيبى الشغل..؟
منى : مش بتقول عايز تتجوزنى..!
قاسم : أيوه لكن شرط عاشور إنك تفضلى
فى الشغل زى ما أنتى
تنفجر منى ضاحكه فى سخريه :
يعنى كمان عايز تتجوزنى وتبعنى
معاه لكل راجل يدفع أكتر..!
قاسم : ده شغل..
منى فى غضب :
إنته لا بتحبنى ولا زفت يا قاسم
إنته طماع وحاسس إنك خسرت
لما جبتنى هنا
لعاشور وكان ممكن تكسب
أكتر لو أشتغلت لحسابك
ينفى قاسم بيده :
لاء...صدقينى أنا بحبك...
منى : وأنا بكرهك..
بكرهك إنته وعاشور...
وكل
اللى هنا..
إنتو قتلتوا بإديكم الطيبه
والبراءه جوايا...
بقيت سلعه رخيصه..
غصبن
عنى...
منى الطفله اللى جت
لك تستنجد بيك مش هيه
اللى قدامك دلوقت...
البركه فيك....
وفى
عاشور..
قاسم : أنا..
تقاطعه منى : لو إتكلمت فى الموضع ده
تانى
أنا هخلى عاشور يسكتك عنه خالص
وعلى فكره عاشور بيسمع كلامى جدا
ممكن يسكتك عن الحياه كمان
يتراجع قاسم فى صدمه :
ده تهديد بقى ..!
منى فى عنف : أيوه تهديد
وعادت تضرب وتدفعه من كتفه :
وعدى بقى
من وشى..
وعادت تغادر لينظر لها فى ذهول :
إتغيرتى أوى فعلاً يا منى
إتغيرتى كتير...
*********
كانت تفضحه نظراته كلما رآه
كانت بالفعل تفضحه عيناه ...
يتبعها كلما تحركت ..
لم يتكلم معها كثيراً لكنها تعلم مدى
حبه لها
لم يكن هذا الرجل سوى رجب فوزى
الذى يعمل معها داخل الكباريه...
تشعر بالغيره تتصاعد كلما أقترب منها
رجل
أو داعبها أو لمسها ..
تشعر بكل هذا ...
يقترب من حجرتها فى ذلك اليوم يقول
: منى ممكن أتكلم معاكى
وكأنها تدرك ما سيقوله ..
لتعود تلتفت ناحيته قائله وهى تطلق
زفيرها
: رجب أنا عارفه هتقول إيه
وأفتكر عارف الرد
رجب : منى أنا بحبك..
منى : عارفه...
رجب : وعايز أتجوزك...
منى بصوت حاد :
يا رجب تتجوزنى ازاى!!
تتجوزنى وإنته عارف أنا
بشتغل إيه ..!
رجب : عارف ..
وهنتجوز وهنبعد عن هنا...
تنفى منى : مش بسهوله يا رجب
أحنا فى جحيم ...
جحيم إسمه عاشور الساعى..
ولا يمكن نخرج منه أو نهرب...
عاشور الساعى مجرم
وانته عارف كده كويس
ومش أى مجرم
دا كان فى يوم البلطجى بتاع
الكباريه ده هنا
وفى لحظه محدش عارف
أزاى بقى صاحبه ..!
ياما قتل وسرق ...
واتسجن...
وهرب ..
ومطلوب للعدالة ...
ويوم ما يحاولوا يقبضوا عليه ببختفى
بيختفى زى الدخان...
أنا بحس كتير إنه شيطان...
مش بشر...
إنته بقى ياطيب
عايز تخلصنى من إديه...!
رجب لو وافقتى تتجوزنى
هعمل المستحيل عشانك
هعمل
اللى لا يمكن تتخيليه..
منى فى تعجب :
مش ممكن يا رجب
أنا وانته أضعف من إننا نعمل
أى حاجه...
أنا وديت ولادى شادى وشريف
الملجأ عشان
أبعدهم عن الجو القذر اللى عايشه فيه
ولو
بإديه أمشى دلوقتى..
لكن
أنا عامله زى الأسيره..
رجب : صدقينى لو سمعتى كلامى
هنتجوز وهناخدهم وهنبعد بعيد ونربيهم
ونفتح صفحه جديده...
منى : ولو وافقت على كلامك
هتعمل إيه مع
عاشور الساعى..!
رجب بعين يسكنها البريق : هقتله...
هقتله عشان ميبقاش عندك مصدر
تهديد تانى
تتراجع منى فى صدمه تقول :
تقتله...!
رجب ك وبكل سهوله...
تزداد حيرت منى ودهشتها وهى تقول :
طب أزاى تقتله ..!
وكمان بسهوله.. !
رجب : والليله لو حبيتى...
تتسع عيناه فى صدمه : الليله..!
وأخذ رجب يروى لها خطته
المذهله فى
قتل عاشور الساعى
وكانت تستمع له وهى لا تصدق...
فقد كان ما يقوله غريب ...
غريب إلى أقصى حد....
وخطه مذهله لم تتخيلها...
لمتابعة جميع أجزاء الرواية
تعليقات
إرسال تعليق