القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
 
الجزء ٢٢
 
تأليف محمد أبو النجا

 

لحظات من الذهول والصمت تنتاب

 

مجدى وهو يمسك بيده هاتفه لا يصدق

 

ما يقوله صفوت الذى كلفه بخطف ناديه من

 

المستشفى وعاد يوقظه صوت الأخير من

 

شروده الشديد وهو يقول : هنعمل ايه سعادتك..؟

 

 هنخطف مين فيهم دلوقت..!

 

يطلق مجدى زفيره وهو يردد نفس الكلمات :

 

تخطف مين فيهم....؟

 

صفوت : ايوه يا باشا احنا قدمنا دلوقتى اتنين

 

مجدى فى لهجه حاده وقويه : اخطف الاتنين

 

صفوت فى صدمه : نخطف الاتنين..!

 

مجدى : ايوه اعمل اللى بقولك عليه

 

صفوت : بس كده العملية هتبقى الضعف

مجدى : مش فاهم تقصد إيه..!

صفوت : الحساب كده هيزيد..

 

مجدى : متتكلمش فى فلوس اعمل اللى بقولك

 

عليه وفلوسك هتوصلك وزياده

 

صفوت : تمام يا باشا احنا مش هنتحرك من قدام المستشفى

 الا ومعانا الاتنين

 

والليله هيكونوا معانا ...

 

وعاد يغلق المحادثه مع مجدى ويدور إلى الثلاث

 

رجال الجالسون معه فى السيارة السوداء

 

يبتسم فى سعاده : اجهزوا يارجاله الشغل والخير زاد

 

النهارده ،

وعاد يدور برأسه إلى المبنى قائلًا : شوفوا بقى احنا

 

هنخطف الاتنين التوءم اللى فى المستشفى دلوقتى

 

ولو واحده خرجت لوحدها قبل التانيه أنا وشكرى ومحروس 

ورمضان

 

هنطلع وراها وسيد هيفضل واقف هنا يراقب خروج التانيه

 

لحد ما نرجع له

 

سيد : ولو خرجت قبل ما ترجعوا...؟

 

صفوت : هتمشى وراها يا مغفل طبعا وتبلغنا عن

 

مكانك ومكانها وأحنا هنجيلك

 

رمضان : طب لو خرجوا الاتتين مع بعض..؟

 

صفوت ساخرا : سؤال ذكى من واحد نبيه اكيد هتبقى

 

المهمه اسهل ياحمار وهنخطفهم سوا





















 

شكرى : ولو بقى مخرجوش خالص يامعلم من

 

المستشفى ايه الوضع ساعتها ..!

 

صفوت : ركز يا بجم احنا مش هنروح عشنا ولا هنبات

 

فيه إلا والبنات دول معانا

 

وبلاش بقى كتر أسئله غبيه هو أنا عامل مؤتمر صحفى..!

 

اللقمه حلوه مش عايزين نضيعها ولا نمسخ

 

طعمها والدكتور مجدى ده زبون سقع مبيقولش

 

لاء على اى طلب لينا

 

رمضان : بس مش غريبه يا معلم أن الدكتور ده يطلب

 

مننا نخطف بنتين شغالين معاه في المستشفى..!

 

صفوت : هوه حر مدام بيدفع يطلب اللى هوه عايزه

 

لكن بقى مين اللى عايزه دى متفرقش معانا

 

احنا مالنا

 

رمضان : انا اقصد يا معلم يجوز تكون الشغالانه دى

 

مهمه وتستحق مبلغ اكتر اللى اتفقنا عليه

 

وهو مقدرناش

 

يغمغم صفوت : والله ياد جايز يكون عندك حق فى دى

 

بس هنعمل ايه احنا ادينا كلمه

 

شكرى فى لهفه : فى واحده خرجت اهى من باب

 

المستشفى

 

صفوت فى إصرار وتحدى : ايوه اجهزوا بقى عشان ننفذ الخطه

 

زى ما أتفقنا

 

 *********

 

تستعيد ناديه وعيها ببطء وتفتح عينيها ،

 

تحاول رسم صوره اولى للمكان من حولها

 

لقد كانت حجره زرقاء الحوائط لكن هذا

 

لم يكن مهم فقد كانت الصدمه كلها فى تلك

 

المرأة الجالسه على المقعد المقابل لها

 

لقد كانت فى غيبوبه ونائمه

 

ومقيده الأيدى والساقين

 

تحدق ناديه وهى تهمس فى صدرها

 

مش ممكن مستحيل مين دى ...؟؟

 

انا مش مصدقه ...!

 

وعادت تنتبه إلى أنها مقيده على المقعد التى تجلس

 

عليه هى الأخرى لتصرخ : انا فى حلم والاه علم

 

مين اللى جابنى هنا وربطنى بالشكل ده ...!

 

ومين البت المربوطه دى اللى شبهى....!

 

وعادت تعقد حاجبها الأيمن : مش ممكن..!

 

معقول تكون دى ناديه اللى بيدور عليها يوسف

 

اللى انتحلت شخصيتى....؟

 

اللى قتلت امى...


















 

بس مين اللى جابنى هنا انا وهيه

 

وربطنا كده معاها....؟

 

واضح أننا مخطوفين

 

ومع نهايه كلماتها كانت الفتاة التى أمامها تحرك

 

رأسها وتستفيق وتنظر لها فى صدمه

 

تتابعها لها ناديه فى غضب  قائله : انتى مين ...؟

 

تبتسم لها ساخره دون أن تجيب

 

إبتسامه مريبه ومرعبه

 

لتصرخ ناديه ثائره بقولك : انتى مين....؟

 

 اتكلمى

 

انتى انتحلتى أسمى وشكلى وشخصيتى

 

وعادت للصمت لحظات ثم قالت ببطء وحزن

 

: وقتلتى امى

 

مبترديش ليه اتكلمى...؟

 

وليه عملتى كل ده فى يوسف ...؟

 

ارجوكى اتكلمى

 

ولكنها لم تتحدث  اكتفت بالصمت وبنظراتها

 

المخيفه التى تحمل معاني غير مفهومه

 

فجأة ينزاح الباب ويدلف للداخل مجدى ومعه

 

صفوت ورجاله ينظرون لهم فى دهشه ومجدى

 

يقترب منهم أكثر يقول فى حدة

 

: مين فيكم بقى ناديه محمود ..؟

 

يخيم الصمت فى أرجاء المكان للحظات

 

لتقاطعه ناديه : انتى اللى عملت كده

 

يا مجدى طب ليه ....!

 

مجدى فى سخريه : يعنى انتى بقى ناديه

 

طب مش كنتى تقولى أن عندك اخت توءم

 

خلتينا نتعبها معانا ونجيبها هى كمان لحد هنا

 

ناديه : دى لا اختى ولا اعرفها

 

يتراجع مجدى فى ذهول : ازاى بقى مش اختك...؟

 

هتعملى مجنونه ...!

 

والشبه اللى بينكم ده ايه ...؟

 

ناديه : صدقنى انا معرفش دى مين

 

مجدى فى حيره : ما هو مش معقول تكون شبهك..!

 

انتو صوره طبق الاصل من بعض ..!

 

مفيش بينكم  اى ذرة اختلاف ..!

 

تبقى ازاى مش توءمك..!

 

ناديه : اسألها بقى تبقى مين

 

يغمغم مجدى وهو يقترب منها أكثر وينظر نحو

 

عينيها المتسعه وابتسامتها التى لا تفارق شفتيها

 

يقول : على فكره أنا ميفرقش معايا أنى اعرفك

 

دى مش مهمتى ولا يلزمنى تقولى

 

زادت من ابتسامتها الشاحبه المخيفه

 

التى اهتز قلبه منها وارتجف وأخذ يحدق فى عينيها

 

ويقول فى أعماق قلبه رغم الشبه الرهيب

 

الا أن الاختلاف واضح ليست نفس الأعين

 

ولا الروح يقاطع شروده صوت ناديه من خلفه تقول

 

 بصوت قوى : ممكن افهم بقى

 

ايه اللى انته عملته ده ...!

 

مجدى : افتكر الاجابه واضحه انا برد على تهديدك

 

ناديه : انته متخيل حجم الكارثه اللى عملتها

 

انته خطفتنى

 

ينفجر مجدى ساخرًا : دانتى غلبانه اوى ، انا مش خاطفك وبس

 

لا دنا هختصبك الاول وبعدها هقتلك

 

تنفجر ناديه بشكل جعله يعود للصمت فى صدمه

 

يقول : ايه اللى بيضحكك..؟ اوعى تكونى مش مصدقانى..!

 

ناديه : واضح انك متعرفش بتتعامل مع مين يادكتور

 

انته متخيل أنى معملتش حساب غدرك

 

مط مجدى شفتيه : مش فاهم أقصدك ايه..!

 

ناديه : هو حضرتك متعرفش انى كنت فى مستشفى المجانين ..؟

 

يبتسم مجدى : هو فيه مجانين بالجمال ده

 

ناديه : ايوه واجمل منى كمان انا عشت هناك سنين

 

طويله واتعرفت هناك على واحده حبيتها اوى كان فيها شبه

 

من امى كتير

 

مجدى فى غضب : انتى هتحكى لى حكايتك..؟

 

ناديه : اسمعنى للآخر من فضلك

 

هيه طلعت قبل منى من المستشفى بتلات شهور بالظبط

 

رحت زورتها من يومين وخدت معايا هديه حلوه اوى

 

عارف هيه ايه..!

 

ساد الصمت للحظات قبل أن تردف : فلاشه عليها ذاكرة

تليفونك كله

 

طبعا مش هتصدقنى

 

مجدى فى سخريه : طبعًا كلام ميتصدقش ولا يجيب معايا

 

افلام قديمه ..بتحاول تهربى من الفخ اللى وقعتى فيه

 

ناديه فى سخريه : اسمعنى بس للآخر مش هتخسر حاجه

 

الفلاشه فيها كل مصايبك اللى فى تليفونك

 

واعترف لك انك تفوقت فى الغباء والقذاره عن ناس كتير

 

رسايلك القبيحه وقصصك الشريره خصوصا قصتك

 

مع وفاء

 

مجدى فى صدمه : وفاء..!

 

ناديه : ايوه وفاء المسكينه اللى وعدتها بالجواز سنين

 

وعملت لها مرتين عمليات اجهاض بنفسك

 

كل فضايحك بالصوت والصوره













 

ومننساش كمان صورك للدكتور ولاء من وراها

 

وغيرها من البنات فى المستشفى وبره المستشفى

 

انا مش متخيله أن فى طبيب زيك

 

ازاى تكون صاحب مهنه شريفه وتعمل كل ده

 

لكن هقول ايه كل مكان فيه الحلو والزباله

 

انته لسه ساكت وبتفكر

 

بقولك فكنى وسيبنى امشى

 

لو مت كل فضايحك هتوصل للنقابه والشرطه

 

ومستقبلك وحياتك هتتدمر

 

ومتحاولش تدور على صاحبتى أو على الفلاشه

 

لانك مش هتوصل لهم

 

ولو مش مصدقنى فكنى وانا اجيب لك كمان دليل

 

مجدى فى قمة صدمته يشير إلى صفوت الذى

 

يسكن ملامحه الذهول هو الآخر وهو يحل وثاقها لتعدل واقفه

 

تقول : ممكن شنطتى

 

يمد لها رمضان بها لتقول فى هدوء : ميرسيه

 

وعادت تخرج هاتفها وتلامسه

 

ليمسك مجدى يدها فى عنف : انتى هتعملى ايه ..؟

 

تضحك ناديه : متخفش مش هتصل بالشرطه قدامكم

 

أنته أعصابك متوتره أوى أهدى شويه..

 

انا هوريك دليل تانى يثبت لك كلامى

 

وعادت تلامس هاتفها وترفعه فى وجهه وتحرك الصور أمامه فى صوت

 

 هادىء تقول : ايه رأيك..؟

 

مش دى الصوره اللى على تليفونك دلوقتى فى ملف

 

سرى للغايه وله باسورد

 

مجدى فى حسره وذهول : انت مين بالظبط ..؟

 

وازاى قدرتى تاخدى الصور دى من تليفونى ..؟

 

عملتى كده أزاى..؟ انا مش مصدق..!

 

ناديه : مش مهم عملت كده أزاى

 

ملوش لازمه الكلام ممكن بقى امشى

 

ومفيش داعى للزحمه دى

 

ولو حابب تغتصبنى زى ما كنت بتقول من شويه أو تقتلنى جرب

 

وانا اقسم بالله همسحك من الوجود

 

لا هيبقى ليك مستقبل ولا عمر تعيشه

 

يتراجع مجدى فى توتر وخوف وأرتباك :

 

لا...لا...انا كنت جايبك بس عشان

 

اتفاهم معاكى واطلب منك تبعدى عنى وبلاش علاقتنا

 

تتوتر اكتر من كده

 

تطلق ناديه زفير طويل وتغمغم بعدها : طول ما انته مؤدب وبتسمع الكلام

 

العلاقه بينا هتكون كويسه

 

لكن لو زعلتنى هتشوف الوش التانى

 

مجدى فى خوف : هو انا اقدر ازعلك برضه

 

ناديه : ممكن بقى حد يشوف لنا تاكسى

 

مجدى طبعا انتى تؤمرى

 

تشير ناديه للشبيها المقيده وفكها هيه كمان عشان هتمشى معايا

 

 دلوقتى حالا

 

مجدى : طبعًا تحت أمرك طلباتك اوامر حاضر

 

ناديه : مش عارفه اقولك ايه عطلتنى عن معاد نومى

 

وتعبتنى معاك

 

مجدى فى استسلام ينظر لها فى صمت وهم يحلون وثاق

 

الشبيها الاخرى التى تتابع كل ما حدث فى صمت

 

دون أن تنبس بطرف كلمه وهى تخطوا للامام

 

وناديه تتابعها وهى تخطوا بالقرب من مجدى وتنظر له

 

بأعين متسعه مخيفه وتأخذ انفاس متسارعه

 

وتطلق فجأة راحت يدها فى الهواء وتصفعه بقوه

 

وسط حاله من ذهول الحاضرين وصدمتهم















 

حتى مجدى تابعها فى تعجب وهو يقول : انتى ازاى

 

تعملى كده يابت ال....

 طب هيه وهسيبها تخرج

 

انما انتى اسف بقى لو كنت فكرت أنى

 

اسيبك تمشى معاها

 

 خلاص انتى الليله هتباتى معانا

 

 ‏هتباتى معانا كلنا..

 

حاولت ناديه إدراك الموقف وقبل أن تهم بالحديث

 

أو التبرير من أجل السماح بإطلاق سراحها معها

 

والعفو عنها

 

كانت الشبيها تجذب سكين حاد من ملابسها

 

بشكل أشبه بالسحر وتمسك مجدى وتدور بجسده

 

وتطيقها بيديها بقوه وتلامس بحافة سكينها رقبته

 

لينظر فى فزع ويصرخ : لا...لا...

 

وناديه تتابعها وهى تهتف : مفيش داعى للتهديد اللى بتعمليه ده

 

 انا وانتى هنخرج من هنا بكل هدوء وكمان...

 

بترت عبارتها فجأة وسط حاله من الحسره والذهول

 

والشبيها تجذب سكينها الذى انساب بسهوله

 

فوق رقبة مجدى الذى جحظت عيناها وشعر

 

بالدماء تنفجر وتتدفق من عنقه وهو يحاول

 

وقفها أو الاستغاثة بالرجال التى تنظر ولا تصدق ما فعلته تلك المرأة

 

 وسقط يتلوى أرضا

 

يصارع الموت ذبيحا

 

صانعًا بركه من الدماء

 

وناديه تتابع ما تفعله تلك المخلوقه

 

أو بالمعنى الأدق

 

الشيطانه التى احلو وثاقها

 

وخرجت من أعماق الجحيم لهم

 إضغط هنا الجزء 23

 

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات