رواية الروح الثالثة
الجزء 39
تأليف محمد أبو النجا
(إيه اللى حصل إمبارح..؟ )
نطق يوسف جملته أمام منى داخل الكازينو
التى تنظر له فى دهشه :
وأنته عرفت منين..؟
يبتسم يوسف :
الناس كلها بتتكلم على الخناقه اللى
كانت بره الكازينو
وعرفت أنك كنت طرف فيها...
تطلق منى زفيرها : مفيش حسان ورجالته
أعترضوا طريقى وأنا مروحه يالليل
كانت تقريبا الساعه سبعه ونص
يوسف فى غضب :
الكلب ده لازم يتربى
أنا مش عارف هو عايز منك إيه..!
دانتى قد عياله
منى :
متقلقش هو أكيد بعد اللى حصل إمبارح
مش هشوف وشه تانى
يوسف متعجبًا : أزاى بقى..؟
مش فاهم ..!
منى :
يعنى منصور مسح بيهم الشارع
يوسف : فى دهشه لوحده..!
تبتسم منى :
منصور كان بطل ملاكمه ولولا
الشرب والمشى مع شوية البلطجيه أصحابه
كان زمانه فى مكان تانى
لما أتأخرت جالى
ومن حسن حظى إنه جه فى الوقت المناسب
يوسف :
طب وبعدين إنتى مينفعش تروحى بعد
كده لوحدك..!
أنا...
تقاطعه مبتسمه :
متقلقش منصور كل يوم هيعدى
عليه بعد الشغل يوصلنى
يوسف فى صدمه :
بس أنا كده مش هعرف
أكلمك أو أقابلك ..
منى :
أستاذ يوسف بعد أذنك عشان
عواطف واخده
بالها مننا وخلى بالك
أوعى تقرب منى وأنا مروحه أحسن يشوفك
منصور أخويا
يبتلع يوسف ريقه وهى تنصرف مبتعده
مبتسمه ....
**********
الخامسه مساءًا
تخرج منى بعد إنتهاء عملها
لكن هذه المره كانت مفاجأة جديده
تنتظرها ..
مفاجأة لم تخطر على بالها...
لقد كان أخيها منصور يضحك مع رجل تعرفه
تماماً ..
يوسف حمدى
الذى نظر لها وعلامات الزهو فى ملامحه
ومنصور يشير لها :
منى أكيد تعرفى
الاستاذ يوسف..؟
أنا أتعرفت عليه النهارده
دمه خفيف جدا وبأمانه راجل محترم
منى فى دهشه : مش يالله بينا نروح..؟
يوسف : الله...
طيب ما تيجوا أوصلكم معايا بعربيتى
بدل زحمة الموصلات والدوشه
تتابعه منى فى صدمه
ومنصور يقول : بس أحنا كده هنعطلك..؟
يوسف : عطلة إيه بقى ..
مش أحنا بقينا أصحاب ..؟
منصور مبتسمًا : أكيد
يوسف : يبقى مفيش فرق بينا
منصور : يعنى مش هنضايقك..؟
يوسف : أنتو ساكنين فين..؟
منصور : فى السيد زينب
يوسف : تمام يبقى فى طريقى
وعاد يبتسم ل منى التى قالت : منصور
بلاش نتعب الأستاذ يوسف ونعطله
ينفى يوسف :
لا والله ما فى أى تعب أتفضلوا بقى
بلاش نضيع وقت
يشير منصور ل منى : يالله بينا بقى
مدام
الرجل حلف..
تطلق منى زفيرها ويوسف يشير إلى منصور
أنته بقى هتقد ورا..
ومنى قدام جمبى هنا
منى فى تعجب طب : ليه بقى..؟
يوسف :
عشان عندى هديه ل منصور فى الكرسي
اللى ورا
منصور فى سعاده كالطفل يردد :
هديه ..!
هدية
إيه..؟
يوسف : اركب بس وأنا أقولك
يستقل الجميع السياره
ويشير يوسف إلى علبه مغلقه قائلاً لمنصور
: بص بقى دى علبة جاتو وعلبة حلويات
وكام
علبة كانز وعصير وبتزا من اللى قلبك
يحبها
وفرخه مشويه ..وغيره
منصور : فى صدمه إيه كل ده..؟
يوسف :
والله كنت رايح بيهم لواحد صاحبى بس
جاله فجأة سفريه ل قنا ومش عارف أودى
كل الأكل ده كله فين ..!
منصور فى سعاده واضحه :
بس ده أكل كتير أوى..!
يا أستاذ يوسف
يوسف مبتسماً فى وجه منى المصدوم
: منصور مينفعش تقول ل صاحبك استاذ
منصور فى سعاده كالطفل الذى
جاء له أبيه بلعبه جديده
: كتير أوى أوى كل الأكل ده..!
يوسف :
لا كتير ولا حاجه يا منصور ياصحبى
وعاد يلتفت إلى منى : يامنصور ياحبيبي
ميغلاش عليك ..
إنته
متعرفش بعزك قد إيه..
منصور وهو يلامس العلب المغلقه :
والله أنا قولتها إنته صاحب جدع وذوق
وأبن أصول وأنا حبيتك
ينظر يوسف إلى منى وسط إنشغال منصور
بالعلب يقول :
والله أنا اللى حبيتك يا منصور
حبيتك من كل قلبى ...
وأخذ يبتسم ل منى الذى يرتجف كل
جسدها خجلاً
من عينيه..
حتى أشارت له : بس هننزل هنا
يوسف : ياه أنا محستش بالطريق
منى : متشكره جدا يا أستاذ يوسف
وعادت ترتجل من السياره
وهى تهتف وتشير إلى أخيها
منصور
: مش يالله يا منصور ..؟
يقفز منصور بجانبها يقول متشكرين
أوى يا يوسف
على التوصيله بجد ريحتنا من زحمة
الموصلات
يوسف فى دهشه :
أنته واخد علبه واحده ليه ..؟
مخدتش باقى العلب معاك ليه ..؟
يبتسم منصور وهو يمسح شفتيه
منا : كلتهم كلهم..
وعاد يرفع الأخيره بيده :
مفضلش غير اللى معايا ديه..
مع السلامه يا صاحبى
تتسع عين يوسف
وهو ينظر للخلف للعلب الفارغه
فى صدمه يقول : لحق يكلولهم أمته ده
وأزاى..!
أنا مش عارف الوحش ده
أخو الملاك الجميل ده أزاى.. !
********
اليوم التالى
(أنته إيه مش فاهمه..؟)
نطقت منى جملتها أمام يوسف المبتسم
: إيه رأيك وصلتك وكمان قعدتك جمبى..
تتنهد منى : أنته مش سهل
يضحك يوسف :
ط بالعكس والله سهل وطيب وبحبك
منى فى صدمه وذهول :
إيه اللى بتقوله ده يا أستاذ يوسف..؟
يوسف : أنا خلاص مبقاتيش قادر أستحمل
أو أخبى أكتر من كده
أنا بحبك وعايز أتجوزك
منى فى إرتباك شديد تشعر بأن قدميها لا
تقوى على حملها وتشعر بالغثيان
وهو يكمل : إيه مش موافقه..؟
منى :
أنا مش عارفه أتلم على أعصابى
يوسف : يعنى موافقه..؟
منى : بقولك مش عارفه أتكلم ..
كمان مش وقته ولا مكانه
يوسف :
طظ فى أى حاجه ..
وفى المكان كله..
وعواطف
بقولك عايز أتجوزك
تتجمد ملامح منى وهى تنفى برأسها
: مينفعش...لاء...!
أنا بنت فقيره جدا..!
فقيره فوق ما تتخيل..!
أنا كل أحلام أهلى أننا نلاقى
اللقمه...
كل أحلامنا نعيش مستوريين...
يوسف فى غضب : أنا ميهمنيش كل ده
كل اللى أنا عايزه أقابل أهلك
منى :
أمى وأبويا ناس كبيره فى السن
ومليش غير أخين منصور ومحروس
يوسف : طب تحبى أتقدم لك أمته
منى فى قمة الصدمه تردد :
تتقدملى..!
يوسف : يوم الجمعه الجايه يناسبك
هزت منى رأسها وهى تشعر
بأن قلبها يكاد يتوقف
وقد تجمدت أقدامها فى مكانها
لا تصدق ما قاله يوسف
ولا تصدق بأنها من الممكن أن تصبح
يوماً زوجته....
وتشعر بأن الفرحه تكاد تصنع
لها من السعاده
أجنحه كالطير...
وقبل أن ترتفع فى الهواء ..
كانت تسقط مع قدوم الشرطه المكان ...
وعواطف تشير لهم نحوها
ليقترب منها رجل الشرطه قائلًا
:
أنتى منى ..؟
منى فى خوف قد ماتت كل السعاده
فجأة داخله
وفى رعب تقول بحروف مترتبكه
وهى تشير إلى نفسها :
أيوه..
أنا منى..
يشير لها رجل الشرطه :
طب أتفضلى معانا ..
يعتدل يوسف فى حسره : تتفضل معاكم فين
..
يشير لها الضابط معانا أمر بالقبض
عليكى...
وتسقط منى على المقعد القريب ..
وهى فى قمة الذهول ..
والخوف ...
والحزن ....
لمتابعة جميع أجزاء الرواية
تعليقات
إرسال تعليق