القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية الروح الثالثة
الجزء 18
تأليف محمد أبو النجا

كان مشهد بالفعل بشع..

جعل يوسف يسقط على

 ركبتيه من هول الصدمه

فقد كانت أمامه جثه معلقه من رقبتها...

جثة قد تم قتلها...

جثة العجوز أم ناديه..

لقد قتلتها..

قتلتها تلك الشيطانه بلا رحمه..

بلا ذنب...

لقد عاش فى ليله واحده

ثلاث جرائم قتل...

ليله لن يمحوها الزمن من ذاكرته..

يحتل قلبه كميه من الغضب والغل

لم يعدها ولم يعرفها من قبل

فجأة رنين هاتفه...

إنها هى..

يشعر بذلك الإنفجار فى صدره يزداد

وهو يهب فيها بصوت كالرعد

: ليه..ليه عملتى كده...!

ليه قتلتيها...؟

ذنبها إيه الست العجوزه دى تموت..؟

إنتى لا يمكن تكونى بنى أدمه...!

إيه الشر اللى جواكى ده..؟

بتقتلى تلاته فى ليله واحده

من غير أى ذنب..؟

تنفعل غاضبه : العجوزه دى

 كانت تستحق الموت..

أرجوك مدافعش عنها...

يوسف فى ذهول : تستحق الموت ليه..!

وناديه محمود ..!

والدكتوره ولاء..!

برضوا يستحقوا الموت..!

تغمغم : مش عارفه أقولك إيه بجد..!

إنته أحرجتنى بسؤالك..

على كل حال مش دى كل المفاجآت..

 لسه فى مفاجأة كمان..

يوسف فى صدمه وقلق :

مفاجأة جديده...!

 إيه تانى...؟

 ناوى تقتلى أبرياء لسه..!

تضحك أنا مقتلتش ناديه محمود..

ناديه مكنتش فى العربيه زى ما قولت لك..

يوسف فى حيره : مقتلتهاش..

ناديه الشبيهه : أيوه هيه دلوقتى بتموت

لو ملحقتهاش..

يوسف فى صدمه جديده :

هيه فين..؟

إتكلمى..



















ناديه : أهدى بس بالراحه

 فى حديقه اسمها الضواحى...

يوسف متعجبًا : الضواحى..!

أنا معرفش حديقه بالإسم ده..!

ناديه : مفيش وقت بسرعه

هتلاقى فى نص الحديقه نافوره صغيره

وعلى يمينها شجره كبيره

هتلاقيها مدفونه فى صندوق هناك..

يالله أوآم مضيعش وقت البت هتموت..

البت هتفتطس...

إنته بارد أوى....

يوسف فى حسره : فين الحديقه دى...؟

أروح ها أزاى...؟

تتنهد : تعبتنى معاك...

اللى يسأل ميتوهش..

حديقه فى شبرا..

حديقه شعبيه بس هتعجك..

لسه هتاخد وتتكلم بقولك البت..

بتموت جوه الصندوق...

ينطلق يوسف كالمجنون مع شروق الشمس

فى ليله لم ينعم بها بالراحه والنوم..

يشعر بقمة الحقد والغضب تجاه تلك الفتاة

لقد كذبت عليه ولم تكن ناديه داخل السياره

حين سقطت فى الماء كما اخبرته..

لقد أيقن أنها فتاة مجنونه..

إلى حد مخيف..

يصل إلى حيث أخبرته ويبدأ فى سؤال

بعض الماره عن حديقه هنا تسمى

الضواحى...

حتى وصل إليها..

لقد كانت مغلقه لم تفتح بعد ولا يوجد

وقت للإنتظار ..

أخذ يخطوا مسرعًا يبحث

ويدور حولها عن أى ثغره للعبور إليها...

يتسأل كيف لها أن تدخل وتضع وحدها

جثة ناديه الحقيقه داخل

صندوق أسفل الأرض..!

كما أخبرته..

لا يمكنها فعل هذا وحدها...

ربما يوجد هناك من يساعدها...

بالتأكيد..

نعم هناك شخص آخر..

أو أشخاص أخرون..

ربما بالفعل كانت من البدايه

مؤامره للقضاء عليه..

خطه محكمه من مجموعة أشرار

لكنه لم يكن يومًا يمتلك أعداء..!

من يفعل به هذا..!

وعلى مقعد خشبى قديم مثبت فى رصيف

جانبى للحديقه ذات السور المتهالك

يقفز يوسف متشبثًا نحو الأعلى رافعًا جسده..

ثم يعود للسقوط والهبوط نحو الداخل..

يبحث عن النافوره..

عن الشجره..

لقد جاء النهار وسيساعده فى البحث

بشكل أسرع...

حتى وصل حيث أشارت..

وبفعل كانت الأرض هناك عند الشجره

غير مستويه..

مما يدل على إنها قد تم فحرها من قبل

أو منذ وقت قريب..

يبحث عن أى شىء يساعده فى رفع

الحاجز التراب فوق الصندوق

الذى تسكنه ناديه كما أخبرته..

وربما كانت كاذبه..

من يدرى..!

لكن عليه تصديقها..









فربما بالفعل كانت ناديه الآن تختنق

وتموت..

وتعجز عن ألتقاط أنفاسها..

قطعه خشبيه صغيره ملقاه أرضًا

هذا كل ما استطاع الوصول إليه..

يمسكها ويبدأ فى نبش الأرض..

بكل قوة وسرعه وهمه..

سيصل للصندوق قريبًا..

نعم وسيخرج ناديه حيه..

سينقذها..

عليه أن يتحلى بالصبر والأمل..

فجأة يشعر بتلك الأيدى القويه التى

تلامس كتفه وذلك الصوت الغليظ يقول :

إنته بتعمل إيه هنا ياجدع إنته..؟

يلتفت يوسف ليجد رجلين ضخام الجثه

من خلفه يشعر بالربكه والتلخبط

وهو يعتدل واقفًا واحدهم يشير

بسبابته للحفره التى صنعها : رد عليه

إنته بتدفن إيه هنا..؟

يوسف فى صوت وكلمات متلجلجه :

لاء..أنا مش بدفن..

أنا بحفر هنا..

الرجل الأول فى دهشه : وبتحفر

هنا فى ساعه زى دى ليه..؟

ودخلت هنا أزاى..؟

وتبقى مين..

يمد الرجل الثانى يده ويمسك معصم يوسف

باين عليك عامل عامله..

وتلاقيك دافن لك قتيل هنا..

لم يجد يوسف أى كلمات للرد عليهم

لقد أرتبك وأصابه قمة التوتر وهو يقول بكلمات

متقطعه : لا والله..أنا..

أنا..أصل..

يصرخ الأول : هتتكلم تقول إيه..

إنته باين عليك أهو 

ملبوخ

وعامل نصيبه...

وعاد يشير بعينيه لزميله :

أمسكه معايا يا حسين كويس..

أنا هتصل بالنجده..

أوعى يفلت منك...

يوسف فى حسره وصدمه ورعب :

صدقنى يافندم..أنتو فاهمين غلط..

أنا بدور على صندوق فى واحده هتموت فيه

لو مخرجتش حالاً..

هتفطس..

هتموت مخنوقه..

لازم تلحقوها...

ينفى الثانى بيده : ملناش فيه

مش شغلتنا لما يجى البوليس

يبقى يشوف حكايتك ايه..

يوسف : بس ساعدونى نطلع الصندوق

ناديه هتموت جوه..

أرجوكم..

الرجل الثانى : إحنا ملنا عايز تلبسنا تهمه..

عايزنا نشاركك فى الجريمه...

ويسمع صوت الأول وهو يقول :

ألو..بوليس النجده..

فى واحد شكله مريب عمال

بيعمل حفره كبيره فى حديقة

الضواحى بشبرا..

أحنا اللى بنشتغل فى الحديقه

 وبنفتحها لقيناه جواها

مش عارفين دخل ازاى وامته..!

يوسف متوسلاً : أرجوكم..

مش بلغتم البوليس سيبونى أطلعها بقى..

سيبونى أنقذها..

كل دقيقه بتعدى بتقتلها...

الرجل الثانى : بقولك إيه متتكلمش خالص

البوليس على وصول..








وهو بقى اللى يشوف حكايتك دى...

وأنته أى حركه كده والاه كده

هتتحمل نتيجتها...

فجأة ينتفض يوسف فى جنون

يمسك القطعه الخشبيه : سيبونى أطلعها

 بقولكم هتموت..

ناديه هتموت تحت جوه فى الصندوق..

يهب التانى فيه وهو يحاول تقيده

وتكبيله بيده

بقولك إيه متتحركش..

يبعده يوسف وهو يصرخ بقولك : سيبنى..

سيبنى..

ويبدأ يوسف فى مقاومتهم..

وهو يحاول نبش الأرض فى جنون قبل

أن ينهال عليه الإثنان بالضرب

الضرب المبرح..

لتنهار قواه..

ويسقط متهالك بلا قدره على الحركه

أو المقاومه...

وهو يشعر بأقدام تقترب..

وحشد من الناس حوله...

ووجوه كثير أجتمعت تتفحصه

لا يعرفها...

ولم يراها من قبل..

كلمات وأحاديث لا يسمعها

لا يستطيع تفسيرها..

لكن ما شعر به هو أنهم يتحدثون عنه...

يلامس بأصابعه الأرض الجافه ينظر للحفره

ويشعر بالعجز عن إنقاذ ناديه..

وحلقه ينزف مرار كلما تخيل موتها

بهذا الشكل البشع

وهو بلا حيله...

فجأة يشعر بهذا الماء ينصب

فوق وجهه وجبهته...

وأحدهما يساعده على النهوض...

لكنه لم يقوى أو يستطع

وصوت عامل الحديقه يقول :

هو يافندم كان بيحفر هنا

بيقول إنه فى واحده هتفطس جوه..

ينظر يوسف للشرطه المجتمع من حوله

تحاول إبعاد حشد الناس الكثيف..

 وصوت رجل الشرطه يشير بتكملت

الحفر ..

يقاوم يوسف تعبه الشديد أثر

الضرب الذى لاقاه..

ينظر وهو يتمنى وصولهم  للصندوق

وإنقاذ ناديه من الإختناق..

وبالفعل نجحوا فى ذلك..



ويتراجع الجميع فى فزع حين رأى

الصندوق..

وبدأو فى إخراجه..

ويوسف يتابع فى لهفه..

ويتم فتح الصندوق أمام كل الحاضرين..

ليتراجع فى فزع ..

فقد كان ما يروه هذه المره

مفاجأة لم تكن فى الحسبان

وصدمه جديده لم تخطر على عقل يوسف

الذى صرخ فى جنون :

مستحيل...

مش ممكن..

إيه اللى فى الصندوق ده..؟!

إضغط هنا الجزء 19


لمتابعة جميع أجزاء الرواية

إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات