القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الروح الثالثة
الجزء 47
تأليف محمد أبو النجا

 

كانت منى فى قمة اللهفه وهى تستمع

 

إلى خطة رجب فى قتل عاشور الساعى ..

 

الذى قال بهدوء وثقه أدهشت منى نفسها :

 قبل ما عاشور الساعى يخلص شغله

فى الكباريه ويمشى من هنا

 

بياخد كاسين ودى من عادته كل يوم

 بعدها بيطلب منى أنا بنفسي أوصله

 

بعربيته

منى فى حيره : وبعدين ..؟

رجب : أنا بقى هحط له منوم فى الكاسين دول

 وانا بقدمهم من غير ما ياخد باله..

 

تتابعه منى فى تعجب أكثر قائله وهى تطلق

زفير طويل : كمل بسرعه وبعدين

 

رجب : مفعول المنوم ده هيظهر بالظبط

واحنا فى نص الطريق  

 

هينام فى العربيه ومش هيحس بأى حاجه

وطبعًا هيكون لوحده من غير رجالته..

و ساعتها

 

هادفنه بإيدى..

لكن قبل ما أدفنه...

 

هخنقوا كمان بإديه..

 عشان أطمن بإنه مات...

 

تضحك منى فى سخرية :

ياسلام إيه السهوله دى

كلها...

والتخطيط الكبير ده..!

وهتتدفنه بقى فين يافالح

 

إفرض حد شافك ساعتها..!

يا هتتسجن يا هيعدموك

 




















ينفى رجب بيده :

 إطمنى عندى مكان لا يمكن يلاقوه فيه

ولا حد يشوفنى وأنا بحفر

ولا أنا بدفنه..

ولا يخطر على عقل حد...

 

منى فى تعجب شديد : فين..؟

 

رجب : حديقة الضواحي

 

عقدت منى حاجبيها :

فين الحديقه دى..؟

 

رجب : فى شبرا..

 

منى :

عايز تفهمنى إنك هتتدخلها بعد

نص الليل

 

طب إزاى...!

 

رجب : منا معايا مفتاحها..

 

تتسع عيناها فى ذهول

وهو يكمل :

أنا موظف فيها من زمان...

 

منى وقد بدأت تصدق قصته وتقتنع بها

 

ليقول وهو يكمل خطته :

 هدخل بالعربيه جوه وهو مدبنج ونايم

 

هادفنه فيها

وعندى صندوق خشب كمان

 

هحطوا جواه..

عشان أطمن تمامًا..

 

منى فى ذهول :

 دانت مجهز بقى كل حاجه...

 

رجب : فعلاً أنا بقالى شهور بفكر

فى طريقه أقتله بيها

وبشكل مفهوش غلطه واحده..

وتقريبا فاضل بس موافقتك

 

أنا عارف إنك بتكرهيه وأنا كمان بكرهه..

 

وعارف إنه ياما آذاكى وسبب لك

ضرر كتير

 وشوفتى منه ياما

 

عشان كده مقتنع إنك هتوافقى

على الفرصه اللى جت لك

 

يمكن تكونى مبتحبنيش

وأنا متأكد من كده..

لكن أنا بحبك وبعمل كل ده عشانك....

 

منى : إنته عارف الخطه لو فشلت

هيحصل لك إيه..؟

رجب : هموت..

مفيش شك..

لكن مش هكون زعلان لأنى مت عشانك

تنظر له منى فى قمة الصدمه

 

وعادت تقول :

أنا فعلا نفسي أخلص منه لكن..

 

بترت عبارتها فجأة ودارت بجسدها

 

ليقترب منها بهدوء يقول بصوتً حزين :

أنا متأكد إنك متردده فى الفكره اللى قولتها

ومتردده كمان تتجوزينى صح...

 

يمكن عشان مش حلو ..!

 

أوعشان كبير عنك فى السن شوية..

 

والآه عشان مبتحبنيش..

أكيد فى أسباب كتير ويمكن كل

الأسباب دى..

بس أزاى تكونى

 

رافضه كلامى

وقابله تفضلى لكلاب الشوارع

 

قابله يبيعك كل يوم عاشور لواحد فيهم

 

ينهشوا فى لحمك...!

 

تتسع عين منى وهى تنفى برأسها :

مش أنا مش قصدى إنى أرفض كلامك

 لكن ..

 

يقاطعها رجب من جديد :

فكرى فى كلامى

 

ولما تحسي...

 

تقاطعه منى هى هذه المره :

 اسمعنى بس

 






















إنته لو فشلت فى خطتك

عارفه هيحصل إيه.!

أنا خايفه عليك صدقنى..

عاشور مش هيرحمك..

وعاشور مش سهل بالشكل اللى

تتخيله..

مش ساذج عشان تديله بنج

وبعدين تدفنخ فى صندوق..

دا ياما دوخ وراه ناس كتير

سنين طويله مش عارفين يوصلوا له..

حتى الكباريه هنا عرفت إنه مليان

غرف سريه بتخليه لحظة الخطر

بيبقى زى البخار..

متقدرش تمسكه...

يبتسم رجب ساخراً :

أنا فاهم وعارف طبعًا

كل كلامك ..

ومتأكد لو إنى فشلت هيقتلنى...

 

منى فى دهشه :

ومش خايف..!

 

رجب : عادى ..

مش خايف مدام هنقذك..

منى : عادى كده تموت

 

رجب :

الموت أهون عليه من إنى أشوفك

 

كل يوم فى حضن راجل غصبن عنك

 

منى :

لو كان فعلاً عاشور السبب أو جزء

 

في اللى وصلت له

 

ففى واحد تانى له الفضل الكبير

 

فى الجحيم اللى بعيشه

 

هز رأسه : عارف يوسف حمدى

 

إنتى نسيت إن سعاد قالت لى حكايتك

 

اوعدك إنى هجيب لك حقك

 

وهجيبه كلب تحت رجليكى

 

كل اللى ظلمك مش هسيبه...

 

منى : ياه للدرجه دى بتحبنى..!

 

رجب : من أول يوم شوفتك فيه...

 

تشعر منى بقلبها يهتز مع كلماته الصادقه

 

وهو يبتسم : قولتى إيه أنفذ الليله...؟

موافقه على كلامى..؟

 

أغلقت منى عيناها لحظات :

 خلى بالك من نفسك...

 

يبتسم رجب :

استنى هنا فى أوضتك فى الكباريه

 

وأنا هدفنه وهرجع

 أخدك و نبعد بعيد عن هنا...

 

نروح بلد تانيه بعيده خالص

 

محدش فيها يعرفنا ...

نربى فيها شادى وشريف

 

تشعر منى بطيف من الأمل ينساب

 

إلى قلبه المظلم لتلامس يده...

 

: هستناك يا رجب..

 

هستناك وخلى بالك من نفسك...

 

يبتسم رجب وقد تهللت اساريره من الفرحه

وكأن يديها دبت فى عروقه القوة أكثر

والشجاعه لينتفض فى فرحه غامره

يقول :

 

أنا أسعد واحد فى الدنيا لأنك وافقتى...

 

وانطلق مبتعدا عنها...

وهى تتابعه

 

وقلبها يرتجف ينفى و لا تصدق

 

إنها الليله الاخيره لها هنا فى ذلك الجحيم

 

لا تصدق إنها ستنتهى من أغلال عاشور

 

التى تكبلها هنا فى ذلك المكان منذ زمن .

 

أنها لن تعد أسيره أو عبده له...

بعد الليله..

 

أنها ستنعم بحياة جديده مع رجل

 يعشقها..

 

وبين أحضانها أولادها الذين عاشوا

منذ مولدهم بعيداً عنها

 

وتراقصت أحلامها بالقرب من هاوية

 

تسمى بركان الواقع المرير..

 

وشعرت بيقين داخلها

 

 إنها ستسقطت حتماً تلك الأحلام

 

وتحترق وتتلاشى...

 

                       *********

 

لم يصدق رجب نفسه وهو يدفن ذلك

 

الصندوق الخشبى الذى يحمل جثة

 

عاشور الساعى بعد أن قام بخنقه...

ليطمئن تمامًا أنه أنتهى ولن يعود..

 

وبدأ تلك الأبتسامه تداعب شفتيه..

 

وهو يرسم فى خياله رحلة هروبه مع

 

حبيبته منى...

 






















بالتأكيد لن تصدق هى الأخرى تلك المعجزه

 

التى فعلها...

 

أنه قتل ذلك الوحش الذى عاش يرهبها..

 

لا يصدق أنه قد حل أخيراً

 وثاقها وحررها...

أنه أنقذ حبيبته..

 

عاد يستقل سيارة عاشور عائدًا

وينطلق بكل جنون...

 

ولهفه إلى حيث توجد حبيبته..

ليزف لها بشرى نهاية جحيمها...

 

إلى أن وصل حجرتها

 فيدخلها فى سعاده ولهفه...

الفرحه تسكن كل جسده وملامحه

 

يمسك يديها وينظر إلى عينيها ويصرخ :

 

قتلته...

 

قتلته يامنى..

 

تتسع عين منى فى صدمه :

مش ممكن..!

 

عاشور بثقه :

وحياتك عندى قتلته..

 

عملت كل اللى قولت لك عليه. 

 

نام من المنوم فى العربيه

 وخنقته بإيدى..بعدها..

 

وحطيته فى صندوق

ودفنته فى وسط الحديقه

قدام نافوره على يمينها شجره كبيره...

 

دفنته تحتها...

 

منى : أنا مش مصدقه...

 

عاشور فى سعاده :

والله زى ما بقولك ..

أنا عارف إنك مش مستوعبه..

ولا مصدقه

لكن

 

خلاص يامنى ...

 

خلاص كل شىء إنتهى..

أنا قتلته..

قتلت عاشور الساعى..

قتلت الوحش اللى خاف

منه كل الناس ..

 

أصبحت حره . ..

 

وهنتجوز...

 

مش هتخافى بعد النهارده من حد ..

 

هنبدأ صفحه جديده...

 

وهننسى أنا وأنتى كل اللى فات ..

 

يالله بينا بسرعه عشان نهرب...

 

عشان...

 

بتر عبارته فجأة وقد 

جحظ عيناه واتسعت

وتلك

 

الدماء تنفجر من جبهته أثر رصاصه

 

من مسدس كاتم الصوت ..

 

ينظر لها وكأنه يودعها...

يودعها فى حزن وصمت..

 

ويميل ببطء لليمن قبل أن

 يسقط جثة هامدة..

 

بالقرب منها...

 

وبين يديها...

 

تدور منى برأسها لمصدر الصوت..

فى صدمه لا حدود لها..

تنظر

من أين جاءت تلك الرصاصه..

من قتل رجب

 

وتتسع عيناها...

 

إلى أقصى حد..

 

ويخفق قلبه ويكاد أن يتوقف...

وتتمزق ضلوعها رعبًا...

 

وهى لا تصدق صاحب تلك ..

 

الرصاصه الصامته

 التى قتلت رجب...

لا تصدق أنه من فعلها..

إضغط هنا الجزء 48

 

 لمتابعة جميع أجزاء الرواية


إضغط على الجزء المطلوب فى الأسفل

إضغط هنا الجزء 1                                                             


إضغط هنا الجزء 2                                                                    

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6

إضغط هنا الجزء 7

إضغط هنا الجزء 8

إضغط هنا الجزء 9

إضغط هنا الجزء 10

إضغط هنا الجزء 11

إضغط هنا الجزء 12

إضغط هنا الجزء 13

إضغط هنا الجزء 14

إضغط هنا الجزء 15

إضغط هنا الجزء 16

إضغط هنا الجزء 17

إضغط هنا الجزء 18

إضغط هنا الجزء 19

إضغط هنا الجزء 20

إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

إضغط هنا الجزء 28

إضغط هنا الجزء 29

إضغط هنا الجزء 30

إضغط هنا الجزء 31

إضغط هنا الجزء 32

إضغط هنا الجزء 33

إضغط هنا الجزء 34

إضغط هنا الجزء 35

إضغط هنا الجزء 36

إضغط هنا الجزء 37

إضغط هنا الجزء 38

إضغط هنا الجزء 39

  إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53

إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56

إضغط هنا الجزء 57 قبل الأخير 

إضغط هنا الجزء 58 والأخير

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات