القائمة الرئيسية

الصفحات

 

 رواية
سكان القمر
 
الجزء 55 قبل الأخير

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

 

 

ليل مظلم ...

 

وبحر هائج ..

 

ثائر ...

 

تضرب أمواجه ببعضها وتصنع صوتاً

 

مفزع ..

 

مركب صغيره تائهه ..

 

تقاتل من أجل الحياة ..

 

يجلس بها سليم وحده ...

 

يشعر أنه على قرب حافة الموت ...

 

سيحدث ذلك حاتما فى اى لحظه ...

 

ظل يترقب فى صمت النهايه ..

 

فجأة اخذت تلك الموجه العاليه مركبه ...

 

كأنها اختطفته بغته ...

 

أو أمسكته بقبضتها ...

 

ليشعر أنها اللحظه المنتظره للموت .

 

فلن تعود مركبه بعد هذا

 

 الأرتفاع كما كانت ..

 

 ‏مستحيل ...

 

هذا لن يحدث ...

 

لقد سبح فى الهواء للحظات ..

 

قبل أن يرتطم بماء ساخن ..

 

أخذه نحو الأسفل ...

 

رغم أنه يجيد السباحه ....

 

لكنها لم تفلح معه ...

 

لقد ذهب بسرعه يغوص نحو الأعماق ..

 

أنفاسه تضيق ...

 

وصدره ينطوى ويتضائل ....

 

إنه يحتضر ...

 

يموت ...

 

فجأة يخفق قلبه بقوة ...

 

وهو يعتدل فوق فراشه بشكل مباغت ...

 

يستنشق هواء منعش ..

 

وقد نسى ذلك الكابوس بشكل سريع

 

سريع للغايه ..

 

الشمس مشرقه من نافذه يمبنه ...

 

فتاة نائمه على مقعد جانبه لا يعرف

 

ملامح لها ...

 

او من تكون ...!

 

يلتقط سليم نفساً عميقاً ثم يعود بظهره

 

للوراء مسترخيا ..

 

وصوت جهاز غريب فوق رأسه يضرب

 

رنين لا يعرف معنى له ..

 

فجأة تستيقظ الفتاة ..

 

يتراجع سليم فى تعجب وهو يهتف

 

فى صدمه بأعين متسعه :

 

عزة ...!

 

ابتسمت عزة وهى تقفز نحوه وقد تهللت

 

أساريرها بشكل مفرط تقترب تقول

 

: حمدالله على السلامه يا سليم ..

 

أنا سعيده أوى انك صحيت ..

 

يشعر سليم بحلقه الجاف ..

 

والظمأ الشديد ...

 

ليرفع يده المتهالكة يقول :

 

ممكن كوباية ماية يا عزة ..

 

ارجوكى ...

 

عزة ثوانى وهبلغ الدكتور ..

 

وانصرفت ليعود من جديد للنوم ..

 

والأسترخاء ...

 

لا يعلم كم استغرق من وقت ...

 

لكن هذه المره كان يرى أمامه مصطفى

 

أخيه يرتدى بدله رماديه انيقه

 

يبتسم وبجانبه الطبيب ..

 

سليم فى تعجب وحيره ينظر بأعين

 

متعبه يقول بصوت خافت

 

: هو أنا فين ..!

 

 مش فاهم ...!

 

وإيه اللى حصل ..؟

 

مصطفى :

 

حمد الله على السلامه يا سليم ..

 

ولمس مصطفى بيد راحت يد

 

أخيه وهو يقول :

 

متقلقش هتبقى بخير ..

 

بدأ الطبيب فى عجاله يتفحصه ..

 

لدقائق ثم عاد يبتسم : تمام ...

 

الحمد لله هيكون كويس

 

و على ما يرام ...

 

 ‏سليم فى حيره متزايده يقول

 

: ‏فى إيه يا مصطفى ..!

 

فهمنى ..

 

 ‏يقترب مصطفى ويجلس على مقعد

 

 ‏قريب منه يقول :

 

 ‏شوية تعب بسيط ..

 

 ‏عاد يدور بوجهه الى عزة التى تترقب

 

 ‏فى صمت يقول :

 


























































 ‏وعزة بتعمل إيه هنا ..؟!

 

 ‏وعاد ينتبه فجأة يقول :

 

 ‏وانته جيت أمته من أمريكا ..

 

 ‏يسود صمت ثقيل بعد اسئلته ..

 

 ‏ليزداد قلقه ويقول فى إهتمام واضح

 

:  ‏مصطفى ..

 

 ‏انته ساكت ليه ..!

 

 ‏فى حاجه مش مظبوطه ..

 

 ‏انا حاسس كده ..

 

 ‏هز مصطفى رأسه فى استسلام

 

:  ‏فعلاً فى ‏حاجه مش مظبوطه ..

 

 ‏يخفق قلب سليم بقوة أكثر وهو يهتف

 

: طب ‏اتكلم و فهمنى ..

 

أرجوك بسرعه ..

 

يعتدل مصطفى ويخطوا بهدوء

 

نحو دولاب خشبى قصير ..

 

 ‏يفتحه ويخرج حقيبه سوداء بلاستيكيه

 

 ‏يمدها نحو فراش سليم الذى نظر له

 

 ‏فى تعجب شديد يقول وهو يرمقه

 

 ‏بنظرات الحيره :

 

 ‏ إيه ده ..!

 

 ‏ مش فاهم ..!

 

 ‏يخرج مصطفى من الحقيبه جريده صفراء

 

 ‏ييفتح أوراقها المطويه إلى أن وصلا

 

 ‏إلى صفحه مقصوده وأشار له ...

 

 ‏نحو عنوان كبير فى منتصفها ...

 

 ‏سليم فى قمة الشغف يلتقط الجريده

 

 ‏يقرأ بصوت مرتفع :

 

 ‏غيبوبه غريبه وغامضة تصيب عائله بالكامل

 

 ‏شهور طويله ..

 

 ‏تراجع سليم فى صدمه شديده أكثر

 

 ‏وعقد حاجبيه فى تعجب يقول

 

: برضه ‏مش فاهم تقصد إيه ...!

 

 ‏اشار مصطفى بيده : اقرا بقيت الخبر ..

 

 ‏الاسره دى تبقى أنا وانته وعمتك وفريد

 

 ‏وعزة والحاج منتصر ...

 

 ‏خفق قلب سليم فى عنف شديد لا يصدق

 

 ‏ما يسمعه ...

 

 ‏لينفى مستنكراً وجسده ينتفض :

 

 ‏ مستحيل ..!

 

 ‏مصطفى : حصل ...

 

 ‏و فى وقت واحد كلنا ...

 

 ‏سليم فى صوت حاد منفعل يصرخ

 

: ‏سنه ..!

 

 ‏سنه كامله ...!

 

 ‏طب ازاى ...!

 

 ‏هز مصطفى رأسه :

 

 ‏ كلنا عشنا نفس صدمتك ..

 

 ‏لحد ما استسلمنا للأمر الواقع ..

 

 ‏بس الفرق أننا كلنا صحينا من الغيبوبه

 

 ‏قبلك بعشرة أيام ...

 

 ‏سليم فى ذهول لا حدود له تتسع

 

 ‏عيناه بشده وتتجمد الكلمات بين

 

 ‏شفتيه ومصطفى أخيه يكمل :

 

 ‏طبعا خضعنا لفحص دولى طول فترة

 

 ‏الغيبوه ..

 

 ‏لكن مفيش نتيجه أو تفسير لحالة

 

 ‏الرقود أو الغيبوبه اللى كنا فيها ...

 

 ‏والادهش إن أجسادنا مكنتش محتاجه

 

 ‏اى غذا طول الفتره دى ..

 

 ‏اقصد كانت عايشه بشكل ملوش تفسير ..

 

 ‏بطبعتها ...

 

 ‏عاد يرتبك وهو يشير للطبيب

 

: ‏مش صح كلامى يا دكتور  ..؟

 

 ‏هز الطبيب رأسه :

 

 ‏فعلا يا استاذ سليم ...

 

 ‏ الحاله اللى حصلت ‏لكم ...

 

 ‏ملهاش أى تفسير علمى ...

 

 ‏او منطقى ...

 

 ‏ومحصلتش قبل كده ...

 

 ‏إن مجموعه تفقد الوعى فى وقت واحد

 

 ‏وتستيقظ برضه فى وقت واحد ...

 

 ‏يقاطع مصطفى حديثهم :

 



































































 ‏انا كمان مش فاكر نزلت من امريكا

 

 ‏امته ...!

 

 ‏وازاى ...!

 

 ‏وليه ...!

 

 ‏والمذهل كمان إن عمتك شاديه

 

 ‏فاقت من مرضها وخفت ..

 

و ‏لما قامت من الغيبوبه تحس إنها

 

 ‏رجعت شباب ..

 

 ‏أسئله كتير يا سليم مريبه ..

 

 ‏وغموض رهيب ملوش تفسير ..

 

 ‏أحنا اتفضحنا بسبب الحكاية دى ..

 

 ‏سنه راحت من عمرنا على الفاضى ..

 

 ‏سنه راحت من غير ما نعرف ليه ..

 

 ‏وكلام الناس كان كتير علينا ...

 

 ‏ساد صمت حزين بعد حديثه

 

 ‏ثم عاد ينظر نحو عزة يقول :

 

 ‏وكتر خيرها عزة فضلت جمبك

 

 ‏ورفصت تسيبك ...

 

 ‏ومتحركتش ...

 

 ‏سليم بأعين يسكنها عشرات الاسئله

 

 ‏وقلب مرتجف خائف يشعر بأن

 

 ‏ما يعيشه ويراه كابوس مخيف

 

 ‏ربما يستيقظ منه سريعاً ..

 

 ‏لكن هذا لم يحدث ..

 

 ‏ظل يلازمه الخوف والفزع ..

 

 ‏وعقله فى جنون تام ..

 

 ‏لا يجد تفسير لما حدث ...

 

 ‏اى تفسير ....

 

 

 

***********

 

 

 

بعد اسبوع داخل فيلا عبد البديع ..

 

سليم ومصطفى داخل حجرة جدهم ..

 

يتطلعان إلى صورته الكبيره المعلقه ..

 

وسليم بأعين دامعه يقول :

 

لحظة وفاة جدك زى الكابوس

 

فى حياتى ..

 

كل ما افتكره قلبى وعينى تبكى ..

 

كان ابونا وجدنا فى نفس الوقت ..

 

يتنهد مصطفى : فعلاً ..

 

الله يرحمه ...

 

سليم فى حزن : اللى هيجننى

 

إنى فاكر لحظة موته ..

 

لكن مش قادر اتذكر الحديث اللى

 

دار بنا ..

 

بعض الكلمات لكن مش كلها ...

 

مش غريبه دى يا مصطفى ..!!

 

مصطفى : سنه غيبوبه كفيله تغير

 

كتير فى الذاكره ..

 

وعقولنا نفسها أكيد مضطربه ..

 

وهتاخد فتره لأسترداد طبعتها ..

 

ده كلام الدكتور ...

 

يدور سليم بجسده وجها لوجه أخيه

 

يقول : الأغرب كمان يا مصطفى

 

إنى بعد ما فوقت من الغيبوبه

 

صممت على قرار خطير ..

 

قرار مكنتش متخيل اعمله . 

 

او ليه ...

 

لكن رغبه جوايا عايزه كده ...

 

عقد مصطفى حاجبيه فى تعجب

 

: قرار إيه ...

 

وبدأ سليم يخبره بقراره الذى اتخذه ..

 

والذى أصاب مصطفى بصدمه شديده ...

 

صدمه لم يتوقعها على الإطلاق ...


إضغط هنا الجزء 56 والأخير 

 

  إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 إضغط هنا الجزء 53

 إضغط هنا الجزء 54

إضغط هنا الجزء 55 قبل الأخير 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات