القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 سكان القمر
 
 ‏الجزء 18

 

 ‏تأليف الكاتب محمد أبو النجا


 

انطلق سليم يقود سيارته كالمجنون بعد

 

إنهاء حديثه مع أخيه مصطفى ..

 

وسط حاله من الخوف والقلق على وجه

 

جدته محاسن التى تشعر بالذعر

 

من تلك السرعه الجنونيه التى يشق

 

بها طريقه ..

 

إلى أن ضرب مكابح سيارته وارتجل منها

 

مسرعاً داخل الفيلا ..

 

حيث وجد أخيه مصطفى واقفا

 

بجانب النافذه ..

 

 فى هدوء ينفث دخان سيجارته ..

 

 ‏يقترب منه سليم بوجه غاضب وبصوت

 

 ‏حاد منفعل يقول :

 

 ‏ راحوا فين ..؟

 

 ‏يكمل مصطفى أخيه أطلاق دخان سيجارته

 

 ‏من فمه يقول بهدوء شديد :

 

 ‏ أظن انته سمعتنى كويس ‏فى التليفون ..

 

 ‏بقولك طردتهم بره الفيلا ..

 

 ‏سليم فى لهجه صارمه وعنيفه

 

 ‏: ليه عملت كده ..!

 

 ‏وراحوا فين ..؟

 

 ‏يرفع مصطفى يده ويلوح بها :

 

  يروحوا فى ستين داهيه ..

 

 ‏جايب لى بنتين فى اوضتك ..

 

 ‏ينفى سليم برأسه وهو يغلق عينيه

 

: ‏دول شمس وريمونا ..

 

 ‏يقهقق مصطفى ساخراً :

 

 ‏كمان ..

 

 دول بقى اللى جايبهم من على القمر

 

 ‏صح ...!

 

 ‏عشان تتجوزهم ..؟

 

 ‏واحده من القرن الثامن

 

 ‏والتانيه من مخلوقات مرعبه مختلفه عننا ...

 

 ‏ياعم بطل هبل وجنان بقى ...

 

 ‏سليم فى صوت منكسر :

 

 ‏ انته مش متخيل عملت فيه ايه ..

 

 ‏انته تسببت فى أذيه كبيره اوى فيه ..

 

 ‏بعملتك دى ...

 

 ‏مصطفى : كفاية بقى جنان ..

 

 ‏انته بقيت مجنون رسمى

 

 ‏سليم : انا جبت معايا الدليل ..

 

 ‏اللى يثبت لك صدق كلامى ..

 

 ‏ويثبتلك إنى كنت فعلاً على القمر ..

 

 ‏جبت الدليل اللى كان عقلك

 

 ‏ رافض يصدقه ..

 

 ‏يبتسم مصطفى فى سخريه من جديد

 

 ‏: ياريت ..

 

 ‏ياريت اصدقك ..

 

 ‏ولو أنى استبعد ...

 

 ‏يعود سليم متراجعا للوراء وهو يقول

 

 ‏: هتشوف جدتك ..

 

 ‏جدتك محاسن ..

 

 ‏انا جبتها معايا ...

 

 ‏وانطلق سليم نحو الخارج مسرعاً ..

 

 ‏يبحث عنها فى كل مكان لكن بلا جدوى ..

 

 ‏لم تكن داخل سيارته ..

 

 ‏او فى الفيلا ..

 

 ‏او فى اى مكان ....

 

 ‏عاد ينطلق وملامحه يكسوها القلق

 

 ‏والتوتر نحو الخارج ..

 

 ‏لكن بلا فائده ..

 

 ‏لقد تلاشت تماماً هى الأخرى ولم يعد

 

 ‏لها أدنى أثر ..

 

 ‏وحين دار بجسده كان أخيه مصطفى

 

 ‏قد جاء له يلقى بسجارته التى انتهت

 

 ‏ارضا يقول فى لهجه تحمل كل انواع

 

 ‏الشماته والسخريه :

 

 ‏ايه يابطل فين جدتك الله يرحمها ..؟

 

 ‏اللى كل شويه تقولى عليها ..

 

 ‏فين محاسن ..؟

 

 ‏وضع سليم رأسه أرضاً وهو يشعر  بقمة

 

 ‏الحسره والمرار على فقدانه

 

 ‏شمس حبيته ..

 

 ‏ومحاسن جدته ..

 

 ‏اقترب منه مصطفى ووضع يده حول كتفه

 

 ‏وضمه وهو يقول :

 

 ‏واضح إن فيه مجموعه

 

 ‏من النصابين هما اللى لعبوا عليك

 

 ‏اللعبه دى ...

 

 ‏ولو أنى مش عارف عملوها ازاى ..

 

 ‏مبقاتش عارف اوديك لدكتور عشان

 

 ‏حالتك دى ..

 

 ‏والاه ابلغ الشرطه يشوفوا مين اللى

 

 ‏بيلعب عليك اللعبه دى .. ؟

 

 ‏والاه ...

 

 ‏يقاطعه سليم فى غضب عارم وهو

 

 ‏يخرج فى عنف الجوهره الزرقاء من يده

 

 ‏يقول فى إنفعال :

 

 ‏ لو حابب نجرب ونطلع سوى فوق دلوقتى

 

 ‏انا عندى استعداد ..

 

 ‏انته ضيعت كل اللى عملته ..

 

 ‏حتى جدتك اختفت ..

 













 ‏يلتقت فجأة مصطفى الجوهرة من كف يده

 

 ‏وسط دهشه سليم الذى حاول

 

 ‏ان يصرخ ويمنعه من أخذها لكنه فشل

 

 ‏وتجمدت بين شفتيه الكلمات ..

 

 ‏ليضحك مصطفى وهو يقبض على

 

 ‏الجوهره بيده قائلاً  :

 

 ‏ادينى ياسيدى ماسكها اهو ..

 

 ‏لا بنام ولا بطلع القمر ..

 

 ‏شوفت ..

 

 ‏مش بقولك اتجننت ..

 

 ‏اتسعت عين سليم فى ذهول رهيب ..

 

 ‏لقد كان أخيه مصطفى صادقا ..

 

 ‏لم يصيبه النوم أو النعاس ..!

 

 ‏او يصعد إلى القمر ..!

 

 ‏كيف حدث هذا ..؟

 

 ‏القى مصطفى الجوهره فى غضب

 

 ‏فى صدر أخيه وهو يقول فى حده

 

 ‏: اظن كفايه هبل لحد كده ..

 

 ‏انا مسكت الزفت الجوهره لا نمت

 

 ‏ولا طلعت القمر ..

 

 ‏خوش بقى جوه ..

 

 ‏كفايه فضايح ..

 

 ‏واعمل حسابك هتسافر آخر الأسبوع

 

 ‏معايا امريكا ..

 

 ‏سامعنى ...

 

 ‏وعاد ينصرف بخطوات ثابته ..

 

 ‏قبل أن ينثنى سليم يلتقط

 

 ‏الجوهره الزرقاء ويحتضنها بعنف

 

 ‏ويضمها إلى راحت يده بكل قوة ..

 

 ‏لكن بلا فائده لم يحدث شىء ..

 

 ‏وكأن الجوهره قد فقدت بريقها المعهود

 

 ‏وقدرته المذهله فى الصعود

 

 ‏الى أعلى ..

 

 ‏الى ذلك العالم الغامض المريب

 

 ‏سكان القمر. ..

 

 ‏وكانت صدمه شديده هذه المره

 

 ‏وصاعقه جديده دمرت عقله ...

 

 ‏العاجز عن تفسير ما حدث ...

 

 

 

**********

 

 

 

الرابعه صباحا ..

 

يعود سليم بسيارته وقد أصابه اليأس

 

والإحباط الشديد فى العثور على

 

جدته محاسن أو شمس أو ريمونا

 

لقد فقد الجميع بشكل لم يتوقعه ..

 

لم يعد لهم أدنى أثر ..

 

يصعد إلى حجرته ويلقى بجسده

 

على فراشه ينظر فى شرود إلى سقف

 

الحجرة ويأخذ شهيق طويل

 

ثم يخرج الجوهره التى لم تعد تعمل ..

 

لقد فقدت قدرته المذهله فى نقله

 

إلى ذلك العالم الغريب ..

 

ماذا حدث ..!

 

هل كل ما مر به  كان وهم ..!

 

هل بالفعل قابل جدته وشمس وريمونا

 

وجاء بهم إلى الأرض ..؟

 

أم كل هذا مجرد هراء ..!

 

وهم ..!

 

أو كابوس طويل ..!

 

ما معنى كل هذا ..؟

 

كيف فقدت الجوهره فجأة قدرتها ..!

 

ولماذا ..؟

 

واين ذهب الجميع ..؟

 

شمس وريمونا وجدته ..؟

 

لقد بحث عنهم فى كل مكان ..

 

بلا أثر ..!

 

























يشعر بمزيج ما بين الحسره والمرار ..

 

بالخسارة الفادحه التى لم يتخيلها ..

 

لقد كانت هناك احلام تنمو فى حدائق

 

الامانى فى صدره ..

 

أحرقت كلها ..

 

كلما تخيل أنه فقد جدته وشمس ..

 

هم فقط من يحزن من أجلهم ..

 

جدته .. وحبيبته ..

 

ظل يفكر حتى اشرقت الشمس

 

وسقط فى سبات ونوما عميق ...

 

احلام تراوده غريبه وكوابيس مفزعه ...

 

حتى أستيقظ على طرقات باب حجرته

 

فتح عينيه ينظر لعقارب الساعه

 

التى أشارت إلى الواحده ظهرا ..

 

قال فى هدوء وهو يتثاوب :

 

 مين اللى بيخبط ..؟

 

 ‏مين ..؟

 

ومع نهاية كلماته كان الباب يفتح

 

ليجد صديقه الملازم صفوت ثابت ..

 

الذى ابتسم : اخيرا لقيتك ..

 

انته ياجدع انته بتختفى فين وازاى ..!

 

دوختني وراك ..

 

سليم : اهو كنت مشغول شويه ..

 

يضحك صفوت : ايوه ..

 

 اكيد كنت مشغول بطلوع القمر ..

 

اتسعت عين سليم فجأة

 

وقد شعر بالفزع  والصدمه

 

من كلمات صديقه صفوت

 

ليعتدل بجسده جالسا يقول فى ذهول

 

ونبرات تحمل الدهشه :

 

إيه اللى بتقوله ده ..!

 

يضحك صفوت :

 

مخلاص بقى عرفت القصه ...

 

دانته طلعت حكايه ..

 

وعاد ينفى برأسه :

 

قصدى طلعت فيلم ..

 

فيلم محصلش ..

 

بقى كل ده يطلع منك ..؟

 

سليم فى صرامه :

 

بقولك ايه فهمنى ...؟

 

تقصد إيه ..!

 

يبتسم صفوت :

 

 اقصد شمس وريمونا ..

 

وجدتك محاسن ...

 

 اللى ماتت من خمسين سنه

 

تتبدل ملامح سليم إلى الغضب والضجر

 

وهو يقول :

 

 أنته قبلت أخويا مصطفى ...؟

 

يضحك صفوت قائلاً وهو يعقد

 

ساعديه أمام صدره :

 

أنا قاعد معاه من الساعه عشره الصبح

 

 ‏وبصراحه استمتعت كتير بالقصه ..

 

 ‏خيال ورومانسيه من مده كبيره

 

 ‏مسمعتش حجات من دى من ايام

 

 ‏حلقات ألف ليله وليله ..

 

 ‏يقفز سليم من فراشه وقد اشتعل

 

 ‏غضبه من سخرية صديقه ليقول

 

 ‏فى حدة :

 

 ‏مكنش لازم مصطفى

 

 ‏يحكيلك القصه دى ..

 

 ‏يبتسم صفوت :

 

 ‏هو ده بقى اللى كنت

 

 ‏مخبيه عليه طول الفتره اللى فاتت ..

 

 ‏دلوقتى أنا فهمت السبب فى تحرياتك

 

 ‏عن قضية اسماعيل صقر ..

 

 ‏وابنه عصام تاجر الاخشاب

 

 ‏يرفع سليم سبابته فى صدر صفوت

 

 ‏يقول :

 

 ‏اسماعيل مات بسبب الجوهره ..

 

 ‏ينفى صفوت :

 

 ‏ مفيش دليل على كده ..

 

 ‏دى قضيه التحقيق فيها مستحيل  ..

 

 ‏قضيه مر عليها أكثر من نصف قرن ...

 

 ‏يتنهد سليم :

 

 ‏مبقاش يهمنى اى حد يصدقنى ...

 

 ‏انا لازم ارجع جدتى  ..

 

 ‏وشمس ..

 

 ‏هفضل لاخر يوم فى عمرى بدور عليهم ..

 

 ‏صفوت يبقى هدور على سراب ..

 

 ‏وهضيع وقتك على الفاضى. ...

 

 ‏يابنى واضح أن فى عصابه محترفه

 

 ‏بتلعب عليك ..

 

 ‏بس بطريقه عبقريه ..

 

 ‏البنتين اللى طردهم أخوك مصطفى

 

 ‏كانوا هما مفتاح اللغز  ..

 

 ‏لو كان سلم هملى كنت عرفت احقق

 

 ‏معاهم واوصل لنتيجه ..

 

 ‏او لطرف خيط ..

 

 ‏اعرف هما مين ...!

 

 ‏وحكايتهم ايه  ..!

 

 ‏تقع فجأة على عين سليم كراسة جده

 

 ‏ليخرجها وقلبه يخفق ويشعر بألم

 

 ‏يعتصر قلبه وهو يفتح صفحاتها

 

 ‏حتى وصل إلى صورة حبيبته شمس

 

 ‏وارتجفت يده وأصابعه ...

 

 ‏وهو يمد لصديقه

 

 ‏بكراسة رسومات جده قائلاً :

 

 ‏ده دليل تانى صور رسمها جدى بأديه ..

 

 ‏يجوز تصدقنى ..

 

 بس ياخوفى تقول إن جدى هو كمان

 

 ‏مجنون ..

 

 ‏او اتعرض لنفس العصابه ..

 

 ‏او

 

 ‏يقاطعه صوت مصطفى وهو يشير

 

 ‏الى صورة شمس فى تعجب شديد

 

: ‏البنت دى أنا اعرفها ..

 

 ‏سلبم فى صدمه يخفق قلبه وتزاد

 

 ‏انفاسه وهو يصرخ فى جنون :

 

 ‏شمس ..!

 

 ‏تعرف شمس ...!

 

 ‏مصطفى :

 

 ‏انا معرفش اسمها ايه ...

 

 ‏ لكن ...لكن ‏اعرف مكانها ...

 

 ‏اتسعت عين سليم فى صدمه لا حدود

 

 ‏لها وهو يقول فى جنون وانفعال حاد :

 

 ‏ بجد ..!

 

تعرف مكانها يا صفوت ...؟

 

 ‏والاه بتشتغلنى ..؟

 

 ‏ينفى مصطفى :

 

 ‏بقولك عارف مكانها ..

 

 ‏وممكن اوصلك ليه دلوقت ...

 

 ‏وحالا ...

 

 يسقط قلب سليم أرضا بين قدميه

 

 ‏وهو يستمع إلى صديقه صفوت وهو

 

 ‏يخبره  ‏اين رأى شمس ....

 

 ‏وكانت مفاجأة غير متوقعة ...

 

 ‏ولم يصدق سليم ما يسمعه

 

 ‏وهوى قلبه بين قدميه ..

 

 ‏عندما علم مكان حبيبته ...

 

 ‏شمس ...

إضغط هنا الجزء 19


 

 إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات