القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 سكان القمر
 
الجزء 29
 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

كان سليم وصفوت يتابعان...

 

صادق فى تعجب وشغف لا حدود له ...

 

 وهو يتوقف ويرتجل

 

من السياره وهم من بعده .

 

أمام منزل قديم فى منطقه شبه خاليه ..

 

يقترب منه صفوت فى حيره يقول

 

: مقولتليش بقى يا استاذ صادق

 

تقصد إيه بكلامك أننا هنوصل

 

 للطفل بعد ساعه واحده ..!!

 

سليم بملامح قلقه :

 

 المفروض أننا هنفذ الخطه اللى

 

انته شرحتها واعتقد زى ما صفوت

 

قال من شويه ...

 

ودى هتاخد وقت طويل ...!

 

يبتسم صادق :

 

 أنا قولت الكلام اللى المفروض

 

والمنطقى يتعمل ويتنفذ ...

 

لكن أنا سلكت طريق تانى خالص

 

مختصر ...

 

ممكن يكون غريب وهيصدمكم ...

 

لكن هيكون اسرع من كل الطرق ..

 

يتنهد صفوت وهو يعقد ساعديه

 

أمام صدره قائلاً :

 

حيرتنى معاك يا استاذ صادق ...

 

ومش فاهم لحد دلوقت انته ناوى

 

 على إيه ..!!

 

يشير لهم بيده أن يتبعوه قائلاً

 

: اتفضلوا معايا ..

 

سليم فى حيره : على فين ..!!

 

يشير لهم نحو المنزل القديم

 

وقبل أن يطرق بابه كان الباب قد إنزاح

 

وطلت منه فتاة رفيعه تشعل سيجارتها

 

وتطلق دخانها فى وجه صادق

 

ليتحدث لها صادق باللغه الانجليزيه

 

بصوت لم يسمعه سليم أو صفوت ..

 

لتتراجع الفتاة للوراء وتفتح لهم الطريق

 

كان المكان مكتظ بالبشر ..

 

بشكل لا يصدق وانت خارجه ..

 

أن تراه فى الداخل ...

 

يميل صفوت بالقرب من أذن صادق

 

: هو انته جايبنا على فين بالظبط ..؟

 

إيه البيت المريب ده ..!!

 

هز صادق رأسه دون أن يجيبه ..

 

وصعد الجميع ادراج سلم إلى الطابق

 

العلوى من المنزل ..

 

وهناك كان رجل اسمر البشر

 

يرقد نائما فوق مكتب صغير ..

 

حوله كؤوس من الخمر منتشره ..

 

وفتاة فى مقعد فى الخلف ذو ملابس

 

سوداء شبه عاريه نائمه ..

 

أمام نافذه مفتوحه ...

 

تقترب منه تلك الفتاه الاولى التى أحضرته

 

وهى تداعب بأظافره

 

رأسه حتى ايقظته ..

 

ليمسح أنفه ويحك بيده ذقنه النابته ..

 

ويتثاوب ..

 

ويبدأ فى إشعال سيجارته ..

 

ويسعل بشده ويشير لهم بالجلوس ..

 

وبدأ يلامس سطح هاتفه ..

 

ويتحدث بالبرتغاليه ...

 

وعاد يطفىء سيجارته ويعود للنوم

 

فى مشهد غريب ..

 

يتبادل سليم وصفوت النظرات بينهم

 

قبل أن يميل صفوت الى سليم

 

قائلاً بصوت خافت :

 

أنا شايف أننا بنضيع وقت صح ..؟

 

أنا مش فاهم إيه اللى جابنا هنا ..!

 

وبنعمل إيه ..!!

 

نظر له سليم بملامح مرهقه وقال

 

: أصبر شويه لما نشوف ..

 

يحملق صفوت فى ملامح سليم فى

 

تعجب يقول :

 

واضح إنك تعبان صح ..؟

 

أنا لاحظت ده من ساعة ما

 

نزلنا من الطياره ...

 

ينفى سليم : أنا بخير ..

 

متقلقش ..

 

صفوت فى قلق : إيه اللى تعبك ..؟

 

حاسس بإيه ..؟

 

قبل أن يجيبه سليم كان الباب

 

يعود للفتح من جديد ..

 

ويدخل رجل قصير القامه بدين ..

 

ليستقظ الرجل ذو البشره السوداء من جديد

 

ليشير لهم نحو الرجل قصير القامه ..

 

يميل صادق نحو سليم يقول

 

: ألفين دولار من معاك ..

 

يتراجع سليم فى تعجب شديد

 

وهو يقول : ليه ..

 

هز صادق رأسه :

 

هات دلوقت وأنا هشرح

 

لك فى الطريق ..

 

وبعد دقائق كان ذلك الرجل القصير يقود

 

هو السياره بهم وينطلق ..

 

ساعات طويله ...

 

ظهر فيها على ملامحهم التعب والإرهاق ..

 

الى أن وصلوا مشارف قريه صغيره ...

 

بعيده ..

 

وتوقف بهم ..

 

وبدأ يخرج من السياره ويشير لهم أن يتبعوه ..

 

ليوقف سليم صادق فى تعجب :

 

أنا لحد دلوقتى ماشى وراك ومش عارف

 

واخدنا على فين ..!!

 

صادق بعبارات سريعه وقصيره ومخصره

 

يقول : الراجل اللى رحنا له المكتب واحد من

 

أكبر وأخطر العصابات هنا فى البرازيل ..

 

وهو واحد من أفرادهم ..

 

أو بمعنى اوضح فرع من فروعهم ...

 

يتراجع صفوت وسليم فى صدمه وهو يكمل

 

: وأنا قدرت قبل ما اوصل البرازيل

 

اتواصل معاهم ...

 

وأتفاوض حول مساعدتهم للوصول للطفل ..

 

فكان المقابل اربع آلاف دولار ..

 

صفوت فى تعجب :

 

 بس ده مبلغ بسيط جدا ..

 

بالنسبه ..

 

يقاطعه صادق : المبلغ ده فقط مقابل

 

توصلنا لمكان الطفل ..

 

لكن المشكله كلها فى إن اللى فهمته إن

 

الطفل ملك لمنظمه تانيه غير تابعه لهم ..

 

والتفاوض معاهم هيكون صعب ..

 

وغير معلوم ..

 

لأن فيها تحركات من عدة دول للحصول على الطفل ..

 

صفوت فى قلق  : كلامك بيدل إننا ممكن

 

نوصل لمكان الطفل لكن هيكون صعب

 

أننا ناخده ...؟

 

صادق : أنا مهمتى اوصلكم لمكانه ..

 

التفاوض والدفع اكيد هيكون ليكم

 

فيه مطلق الحريه ..

 

لو قدرتم تنجحوا وتخلصوا الصفقه قبل

 

اى حد ..

 

ومع نهاية كلماته كان الجميع أمام مبنى من

 

ثلاث طوابق ..

 

سليم فى إصرار واضح يقول :

 

 أنا هدفع أى مبلغ

 

فى مقابل الحصول على ابنى ..

 

يتراجع صادق مع جملته وهو يقول

 

فى صدمه :

 

حضرتك قولت ابنك يا استاذ سليم ..؟!

 

هز سليم رأسه : ايوه ..

 

صادق فى حسره وذهول أكثر :

 

مش ممكن ..!!

 

أزاى بتقول ابنك ..!!

 

ده لونه ازرق وفى البرازيل ...!!

 

واللى اعرفه انك كمان لسه عريس جديد ..!

 

وزوجتك الممثله ساره سمير اللى سمعنا

 

أنها أختفت ...!!

 

مش فاهم هيكون الطفل ده ابنك أزاى بقى ..!

 

تنهد سليم : دى قصه طويله اوى

 

يقاطع صفوت حديثهم :

 

افتكر أننا من الأفضل منتكلمش فى قصة

 

انه ابنك قدام حد خالص ..

 

هز صادق رأسه :

 

أنا من رأى كده برضه ..

 

سليم فى تعجب : ليه ..؟

 

صفوت : ببساطه

 

 لأنهم بكل تأكيد هيرفعوا سقف

 

المبلغ ده لو صدقوك ...

 

صادق : فعلا ده اكيد اللى هيحصل ..

 

احنا هنطلب الطفل للفحص والدراسه فى

 

دوله عربيه ...

 

صفوت : هما وصلوا للطفل ده أزاى ..!!

 



























صادق : المعلومات بتقول أنهم عثروا عليه ..

 

فى مكان مجهول لوحده ..

 

ومع نهاية كلماته كان القصير يتوقف

 

أمام المبنى ويطالب بباقى اتعابه ..

 

ويرحل بعدها ..

 

ويدخل سليم وصادق وصفوت المبنى ..

 

رجال ضخام الجثه ..

 

منتشرون بالأسلحة ..

 

فى أرجاء المكان ..

 

يتقدم منهم واحد يبدأ فى تفتيشهم بشكل

 

دقيق ..

 

صفوت : على فكره

 

هما عندهم علم بوصولنا ..

 

صادق :

 

مدام هيدخلونا يبقى الطفل لسه

 

مفيش حد وصل له قبلنا ...

 

أو تم التفاوض عليه ..

 

يعنى موجود هنا فى المبنى ..

 

على ما اعتقد ...

 

يخفق قلب سليم بقوه دون أن يعرف سبب

 

ذلك بمجرد التفكير فى رؤية ابنه ...

 

يصل بهم الرجل إلى سطح المبنى ..

 

وهناك كان حشد كبير من جنسيات مختلفه

 

وشخصيات مجهوله ..

 

صفوت فى تعجب شديد

 

: مين كل دول ..!!

 

صادق فى صدمه : خايف اقول أنهم

 

جايين قبلنا يخلصوا الصفقه ..

 

وياخدوا الطفل ..

 

سليم فى حسره وخوف

 

: مش ممكن أى شخص

 

ياخد ابنى منى ..

 

صادق فى لهجه حاده :

 

 ارجوك استاذ سليم

 

 ‏بلاش كلمة ابنى دى تانى هنا ..

 

لو قولتها قدامهم وسمعوك

 

صدقنى الموقف هتعقد اكتر ..

 

هز سليم رأسه : حاضر هحاول ...

 

يتجه الثلاثه يجلسون مع باقى الحاضرين

 

قبل أن يقتحم المكان تلك الفتاة الفاتنة

 

ليتراجع سليم فى صدمه حادة وهو يصرخ

 

: مش ممكن ..!

 

 كريمه ..!

 

كريمه عبد الغفار ..!!

 

صفوت فى ذهول :

 

 جت هنا أزاى دى ..!!

 

وقدرت توصل ازاى ..!

 

تقترب كريمه بجسدها الممشوقه نحوهم

 

وهى تبتسم وتطلب من صادق المقعد المجاور

 

من سليم لتجلس بجانبه وملامحها

 

يطل منها الفرحه تقول :

 

اكيد مكنتش متوقع وجودى هنا ..

 

مش كده ..؟

 

سليم فى ذهول شديد يبتلع ريقه الجاف

 

: انتى وصلتى هنا أزاى ..؟

 

تضحك وهى تعود بظهرها للوراء وتضع

 

أصابعها على شفتيها الحمراء

 

ثم تعود قائله :

 

زى ما انته جيت هنا ..

 

وأقولك على المفاجأة كمان ...

 

سليم فى تعجب : مفاجأة  إيه ..؟

 

كريمه بهدوء وثقه شديده تقول :

 

أنا هاخد الطفل ..

 

ارتجف سليم مع كلماتها وهو يقول فى

 

صدمه : أزاى بقى ...؟!

 

كريمه : هقولك ياسيدى اللى هيحصل

 

دلوقتى مزاد ..

 

مزاد على الطفل والمبلغ الاكبر هو

 

 اللى هياخد الطفل

 

 ‏سليم : مين اللى قالك الكلام ده ..؟

 

 ‏كريمه : متنساش أنى صحفيه ..

 

 ‏وعلى فكره تسعين فى الميه من الموجودين

 

 ‏دول وشايفهم مندوبين عن ناس تانيه

 

 ‏ومنظمات مختلفه ...

 

 ‏مط سليم شفتيه ثم عاد يلتقط

 

 ‏نفسا عميق قائلاً :

 

 ‏لكن انتى هتدفعى منين المبلغ وتاخدى

 

 ‏الطفل زى ما بتقولى ...؟!

 
































 ‏من المفترض هيكون مزاد كبير ..

 

 ‏واكيد هنسمع مبالغ ..

 

 ‏تقاطعه كريمه :

 

 ‏ أنا كمان فى مندوب كلمنى

 

 ‏لا داعى لذكر اسمه ...

 

 ‏طلب منى ادخل المزاد بأسمه ..

 

 ‏واجيب له الطفل بأى ثمن ..

 

 ‏مهما كان السعر ..

 

 ‏يرتجف ويهتز جسده مع كلماته وهو

 

 ‏لا يتخيل أن يفقد ولده مره ثانيه من جديد ..

 

 ‏فجأة اقتحم المكان رجل ضخم الجثه يتبعه

 

 ‏ثلاثه مثله ..

 

 ‏ أحدهم يمسك صندوق خشبى ..

 

 ‏مغطى بشاش ابيض رقيق ..

 

 ‏يبتسم ويقول باللغه الانجليزيه

 

 ‏عبارات الترحيب بهم ...

 

 ‏ثم يكشف الغطاء

 

 ‏ليظهر معه وجه الصغير ازرق اللون ..

 

 ‏وتتسع العيون في إنبهار شديد حين

 

 ‏رؤيته ...

 

 ‏ويسقط قلب سليم بين قدميه لا يصدق

 

 ‏نفسه أنه رأى ولده من جديد

 

 ‏انه حى ..

 

 ‏تمنى لو التقطه وضمه لصدره ..

 

 ‏أنه فى قمة الشوق له ...

 

 ‏يشعر بتلك الدمعه التى تلمع فى عينيه ...

 

 ‏وتكاد أن تسقط ..

 

 ‏ليعود الرجل يصيح بصوت عالى من جديد

 

 ‏بينهم : مليون دولار ..

 

 ‏نبدأ بها المزاد ...

 

 ‏وتتعالى الاصوات والصيحات ..

 

 ‏ليصل سعر صغيره عشرة مليون دولار

 

 ‏فى دقيقه واحده ...

 

 ‏لم يتخيل سليم أن يصل لتلك النقطه

 

 ‏وتلك المرحله ..

 

 ‏حتى كريمه كانت تزايد ..

 

 ‏فى حماس ملفت ...

 

 ‏( عشرين مليون )

 

 ‏نطق الرجل هذا المبلغ الضخم ليقترب

 

 ‏صفوت من سليم الذى قفز إلى

 

 ‏خمسة وعشرون مليون دولار

 

 ‏يقول وهو يمسك بكف يده كتفه يقول

 

: ‏اهدى شويه يا سليم أنته بتعمل ايه ..!

 

 ‏اتجننت ..؟

 

 ‏يدفع سليم يد صديقه وهو يعلو بالمزاد

 

 ‏مع الحشد ..

 

 ‏وصادق يبتلع ريقه مع ارتفاع المبلغ بشكل

 

 ‏خيالى ..

 

 ‏سليم بوجه شاحب هزيل يحاول

 

 ‏تكملة المزاد وصفوت يتوسل

 

 ‏إليه إن يتوقف ...

 

 ‏ويحاول منعه ..

 

 ‏ما يفعله جنون ...

 

 ‏فجأة يقتحم ذلك الرجل المزاد

 

يطلق صوت الأجش القوى بينهم 

 

: ‏خمسون مليون

 

يدور الجميع بأعينهم نحوه ..

 

 ‏كان رجل مريب ..

 

 ‏طويل القامه ..

 

 ‏ملامح مخيفه ..

 

 ‏يتخطى العقد السادس من عمره ..

 

 ‏ومع نهاية حروفه توقف الجميع عن

 

 ‏المزايده ..

 

 ‏فقد وصل إلى مبلغ لا يمكن لأحد منهم

 

 ‏مجابهته ...

 

 ‏وانتهى الأمر ..

 

 ‏وشاهد سليم اصعب موقف أمام عينه ..

 

 ‏رجل يفوز بشراء ولده ..

 

 ‏ويحمله بين يديه ويضحك كالشيطان ..

 

 ‏وينظر له وكأنه يعلم مدى حسرته ...

 

 ‏وخسارته ...

 

 ‏ليشعر سليم بدوار وإعياء شديد

 

 ‏وكأنه ضرب فى رأسه ..

 

 ‏ويفقد وعيه ...

 

 ‏بعد أن فقد ولده مرة ثانيه ...

 

 ‏ولم يشعر كم من الوقت قد مر عليه ..

 

 ‏لكن حينما استيقظ

 

 ‏كانت هناك مفاجأة فى إنتظاره ...

 

 ‏مفاجأة لم تكن فى الحسبان ..

 

 ‏مفاجأة مذهلة ...

إضغط هنا الجزء 30

 

 إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات