القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
سكان القمر
 
الجزء 5

 

تأليف محمد أبو النجا

 

 

 

تجمدت محاسن أمام ذلك المشهد

 

الغريب الذى لا يمكن وصفه

 

لتمثال ضخم أصفر اللون ...

 

من الذهب ...

 

على شكل وصوره لحيوان غريب ...

 

وعملاق جدا ..

 

حيوان مفترس لا تعرفه ...

 

ولم تراه من قبل..

 

لكنه مخيف ...

 

وحوله نار مشتعله كالجحيم ...

 

وحشد من السكان يصنعون دائره

 

من حولها ...

 

كأنهم يقدسونها ..

 

يطلقون صيحات عاليه ومرعبه ...

 

وأيديهم تعلو وتهبط ...

 

بحثت عن مكان لتختبىء فيه ..

 

وتشاهد ذلك العرض المذهل ..

 

ورغم الخوف الذى سيطر عليها

 

والرعب الذى أحتل جسدها ..

 

انتصر فضولها وشغفها لمعرفة

 

سر هؤلاء المخلوقات ...

 

التصقت بحائط جانبى ...

 

تتابع فى حذر ...

 

فجأة تشعر بتلك الايدى

 

القويه التى تقبض على ساقها ..

 

وتجذبها وتسقطها أرضاً فى عنف ..

 

وتسحلها وهى تضحك ..

 

لقد كانت فتاة صغيره ...

 

أخذت تجرى بها مبتعده ...

 

وسط صراخ محاسن الذى كانت

 

تشعر بتحطم جسدها البدين مع

 

جرها بهذا الشكل العنيف ...

 

وتوقفت الطفلة أمام مبنى

 

أخضر اللون ...

 

وأخذت ترفع محاسن بصعوبه

 

ادراج السلم العملاق ..

 

وتفتح باب المنزل ..

 

قبل أن تجذب شىء اشبه بالعصا

 

 المعدنيه ..

 

وتهوى بها على جسد محاسن ..

 

التى لا تكف عن الصراخ ..

 

ويتحول الأمر إلى البكاء الشديد ..

 

أثر الآلام المبرحه الذى سببته تلك

 

الفتاة العملاقه ..

 

التى تضربها وتلفظ كلمات لا تفهمها

 

محاسن ...

 

التى بدأت تشعر بالإعياء والندم

 

على قرارها الخاطىء

 

بتلك التجربه المميته التى خاضتها

 

 والتى ربما تؤدى إلى هلاكها ...

 

فجأة توقفت الطفله الصغيره عن الضرب

 

وتلك السيده الضخمه

 

تمنعها عن تكملة مهمتها التى

 

كادت أن تقتل فيها محاسن ..

 

قبل أن تحملها السيده الضخمه

 

وتتفحصها فى حيره ..

 

وتعود لسؤال إبنتها من أين جاءت بها ..

 

وتتحدث الطفله بلغتها

 

وهى تشير بيديها ...

 

لتعود الضخمه بالنظر نحو محاسن

 

وتحملها بأصابع يديها برفق وتذهب بها

 

نحو حجره أخرى ..

 

والتى يتوسطها حوض كبير من الماء

 

الفضى اللامع وتلقى نحوها  محاسن

 

التى لم يعد لديها القدره على الصراخ

 

والمقاومه ...

 

تظل السيده تقلب جسدها البدين

 

ثم تخرجها وتضعها بجانب الحائط ..

 

تنظر محاسن لقبضتها المغلقه

 

على الجوهرة الزرقاء

 

والتى لا تستطيع فتحها ..

 

عادت تحاول الزحف والهروب ..

 

لكنها كانت متعبه بشكل لا يوصف

 

جسدها كله محطم ..

 

كانت هناك نافذه بعيده ...

 

لا يمكنها أن تصل لها ..

 

وباب مغلق خرجت منه السيده

 

الضخمه للتو ..

 

أى أن فكرة الهروب شبه مستحيله ...

 

لكن لا بديل أمامها ...

 

عادت تزحف بكل ما تبقى لها من قوة ...

 

تحاول الخروج ...

 

بكل عزيمتها المنهاره ..

 

كانت الطفله الصغيره تجلس

 

أمام الباب ..

 

وكأنها تحرس الحجره حتى لا تخرج منها ..

 

الصغيره تغلق عينيها ..

 

بعد لحظات والنوم يداعب ملامحها ...

 

شعرت محاسن بأن الأمل قد جاء ..

 

لتكمل مسيرة زحفها ...

 

حتى تجمدت أمام ذلك الشىء الذهبى ..

 

إنه تمثال صغير ..

 

من الذهب الخالص ...

 

لحيوان أشبه بالقنفز ...

 

اتسعت عيناها وانتفضت ...

 

لا تصدق ما تراه ...

 

حملت التمثال الثقيل بكلتا يديها ...

 

الضعيف التى لا تقوى على حمله ..

 

لكن جمال التمثال دفعها لأن تحاول ...

 

لتضعها أرضاً وتدفعه ..

 

ولكن إلى أين تذهب به ..!

 

ولماذا أخذته ..؟

 

لا تعلم ...!

 

هل يمكنها أن تخرجه به

 

من هذا المكان وهذا العالم ..؟

 

لا تدرى ..!

 

وكيف يمكنها حتى تعود إلى بيتها ...!

 

ولمكانها ...!

 





















فجأة تستيقظ الصغيره ...

 

وتنظر لها فى غضب ..

 

قمة الغضب ...

 

وتتجه نحوها فى مشهد مهيب ..

 

وبأقدام تضرب الأرض بعنف ..

 

لتمسك محاسن بالتمثال ..

 

وتحتضنه ..

 

والصغيره تعود للضرب من جديد

 

ولكن هذه المره كان بكلتا بيديها ...

 

وتبدأ فى الشعور بفقدان التركيز ..

 

وإدراك ما حولها ..

 

وتسقط من يديها الجوهره الزرقاء ..

 

وتنتفض محاسن ...

 

وتستيقظ ...

 

لتجد نفسها داخل حجرتها ..

 

وبجانبها زوجها عبد البديع ..

 

الذى نفى برأسه فى أسي :

 

 إيه اللى انتى عملتيه ده ..!

 

تشعر محاسن بجسدها المحطم ..

 

وبهذا الثقل اسفل فراشها ..

 

لترفع الغطاء وتتراجع وهى تصرخ

 

وتشير له ..

 

: عبد البديع بص ..

 

بص ...

 

 مش ممكن ...!!

 

يقترب منها وهو ينظر ويتراجع

 

 فى ذهول لا يمكن وصفه وهو يرى

 

التمثال الذهبى اللامع فوق الفراش ..

 

يلتقطه ويرفعه نحو الأعلى ...

 

يصرخ فى صدمه :

 

منين ده ...!

 

جه منين ...!

 

وازاى ...!

 

يذهب تعبها وإعياءها مع رؤية التمثال

 

وهى تشير له :

 

جبته معايا ...

 

أنا رحت هناك ...

 

كنت فى العالم ده ...

 

شوفت بنفسي كل اللى قولت عليه

 

شوفته بعنيه ...

 

وكنت حاضنه التمثال ده ...

 

كان فى إديه ...

 

ووقعت منى الجوهره ساعتها ..

 

ورجعت تانى ...

 

رجعت ومعايا التمثال زى ما انته شايف ...

 

عبد البديع فى ذهول حاد :

 

اللى بتقوليه مش منطقى ...

 

ده فوق الخيال ...

 

يعنى المكان ده فعلا موجود ..!

 

يعنى فعلا احنا مكناش بنحلم ..!

 

تنفى برأسها :

 

بنحلم ازاى بس ...

 

نفس الحلم ونفس المكان ...!

 

أنا وانته رحنا نفس المكان ...

 

وشوفنا نفس المخلوقات دى ...

 

عبد البديع انتى بقالك تلات ايام ..

 

غايبه وفى غيبوبه ...

 

ولولا إنى عارف اللى عملتيه ..

 

وإنك أخدتى الجوهره ...

 

كنت قولت للناس كلها مراتى ماتت ....

 

تتراجع فى ذهول تام تنفى

 

: تلات ايام ازاى ...!

 

مش ممكن ...!

 

عبد البديع : وانا جمبك متحركتش ...

 

وديت العيال عند عمهم ..

 

عشان ميشوفكيش بالشكل ده ...

 

وقاعد لوحدى مستنى ترجعى ..

 

محاسن فى تعجب شديد :

 

بقالى تلات ايام فى

 

المكان ده ..!

 

أنا مش مصدقه ..!

 

دهما نص ساعه بالكتير ..!

 

هز رأسه نفس اللى حصل لى

 

الزمن هناك غير هنا ...

 

الدقيقه هناك زى ساعه او اكتر هنا ..

 

محاسن : طب والاكل والشرب ..!

 

ازاى تلات ايام جسمى من غير

 

اكل وشرب ..!

 

مط شفتيه فى حيره :

 

دى بقى مش عارف ..

 

وبدأت تروى له ما حدث لها ...

 

وهو فى قمة الدهشه ...

 

وعيناه تتسع من هول ما تقوله

 

حتى انتهت ...

 

ليجلس إلى جوارها ..

 

ويلامس التمثال قائلاً :

 

واضح أننا دخلنا سكه مكنش بإردتنا

 

دخولها ...

 

مش عارف ده من حسن حظنا ..

 

والآه من بختنا المايل ..

 

تشير محاسن نحو التمثال

 

: مايل ازاى بس ...!

 

 مش شايف ..؟

 

جبت معايا ايه من هناك ...

 

ده يسوى كتير اكيد ...

 

احنا بقينا أغنيا ...

 

أغنيا اوى ...

 

دنا ممكن كل شهر اطلع اجيب زيه ..

 

أو أسبوع ...

 

عقد عبد البديع حاجبيه فى ذهول

 



























: تتطلعى فين ...!

 

محاسن : القمر ..

 

اطلع القمر ..

 

عبد البديع يهز رأسه :

 

 هو انتى مصدقه

 

خلاص انك كنت على القمر ..؟

 

محاسن : مش انته اللى قولت لى

 

لما طلعت قبل منى ...

 

انهم سكان القمر ..!

 

عبد البديع بلهجه عنيفه :

 

 اسمعى كفايه لحد هنا مغامره ..

 

العمر مش بعزقه ...

 

أنا وانتى انكتب لينا عمر جديد ...

 

محاسن فى تحدى :

 

 بس احنا انفتح لينا كنز ...

 

كنز ممكن نعمل منه فلوس كتير ...

 

كتير اوى ...

 

عبد البديع ينفى بيده :

 

الكلام انتهى لحد هنا ...

 

الجوهره دى نشوف طريقه نتخلص

 

بيها منها ...

 

أو نشوف مكان محدش يوصل لها

 

تانى ..

 

ونتعاهد منستخدمهاش خالص ...

 

هزت رأسها : اللى تشوفوا ..

 

وعادت تلامس التمثال بأصابعها

 

 : بس هتبيعه ازاى ده ...؟

 

يتنهد : مش عارف ...

 

ربنا يسهل ..

 

تتسع عيناها :

 

تفتكر يسوى كام ده ...؟

 

يعنى ممكن بفلوسه نشترى بيه فلا ...

 

عبد البديع فى دهشه

 

: فيلا مره واحده ..؟

 

اومأت برأسها : أيوه

 

فيلا وعربيه ..

 

 لازم عيالى يعيشوا

 

احسن عيشه ..

 

ياكل احسن اكل ..

 

ويلبسوا احسن لبس ..

 

لازم ...

 

وبأى طريقه ..

 

 

 

                 *********

 

( ياسيتى بلاش طمع )

 

نطق عبد البديع جملته أمام زوجته

 

محاسن التى قالت :

 

التمثال كان يجيب اكتر من كده

 

عبد البديع : المبلغ كويس ..

 

احنا مكناش نحلم بيه ...

 

ولا كنا نتخيل فى يوم يكون معانا ...

 

محاسن : بس ميجبش فيلا ..!

 

يضرب عبد البديع كفيه ببعضهم 

 

: احنا هنجيب بيت كبير ..

 

وهنجيب عربيه ..

 

وهيفضل كمان معانا مبلغ كبير

 

 نصرف منه ...

 

تنفى : اصبر مش هنشترى بيت ...

 

هنجيب فيلا ...

 

يتنهد فى غضب ويطلق زفير طويل

 

: بطلى بقى ....

 

مخك الناشف ده هويديكى فى داهيه ..

 

تنفى بيدها وهى تتجه صوب الدولاب

 

الخشبى ليمنعها بيده فى عنف

 

: هتعملى ايه ..!

 

محاسن بصوت حاد :

 

هطلع فوق ..

 

اجيب كمان دهب ...

 

عشان اكمل تمن الفيلا ..

 

ينفى برأسه فى سخط

 

: لاء ...

 

خلاص ..

 

كفايه لحد هنا ...

 

بلاش طمع ...

 

أنا معنديش استعداد اجازف بيكى ..

 

محاسن : متخفش هرجع تانى ..

 

أنا واثقه ..

 

بدأ وجه محاسن يتبدل ..

 

وملامحها تصير أكثر شراسه ...

 

قبل أن يصفعها بقوة وهو يصرخ

 

: أنا همنعك ..

 

همنعك ... غصبن عنك ...

 

تدفعه من صدره وهى تقبض

 

على الجوهره تقول كالشيطانه بشكل

 

مخيف وجنونى :

 

مفيش اى قوة هتمنعنى ...

 

يحاول عبد البديع أخذ الجوهره

 

من يديها لكنه يفشل ...

 

وهى تقبض عليها ...

 

وينتابها النوم فجأة بشكل غريب ..

 

وتسقط أرضاً ..

 

ويزحف اللون الازرق إلى كل جسدها ...

 

وينفى عبد البديع برأسه فى اسى

 

وندم ...

 

على ما فعلته زوجته ...

 

التى غلبها الطمع ...

 

وكان عليه أن ينتظر عودتها ..

 

ولكنه هذه المره لم تغيب كثيرا ...

 

فقد كان ما يشاهده

 

وما يحدث لزوجته هذه المره

 

مرعب ..

 

ومفزع إلى أقصى حد

 

يتخيله ...


إضغط هنا الجزء 6

 

  إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات