القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 سكان القمر
 
الجزء 48

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

 

 

تجمد الجميع في صدمه وصمت

 

أمام التمثال الذهبى المذهل ...

 

حتى قطع ذلك الصمت الطويل

 

صوت مصطفى الذى قال :

 

اظن هو ده التمثال اللى المفروض

 

سرقته محاسن من القمر زمان ..

 

مش كده ...

 

التمثال اللى راسمه جدى عبد البديع

 

فى رسوماته عن

 

ذكريات الرحله دى ...

 

واعتقد أنى مغلطتش فى التوقع ..

 

محاسن فى إنبهار تام :

 

 هو فعلا التمثال ...

 

 ‏التمثال اللى كان سبب

 

اللعنه اللى دخلت حياتى ...

 

السبب فى كل اللى حصل لى ...

 

يشير سليم نحو التمثال بيديه

 

وعيناه تنظر نحو شمس يقول بصوت حاد

 

: ممكن بقى تفسيرى لنا

 

 وجود التمثال ده فى شنطة

 

عربيتك ...

 

شمس بكل هدوء :

 

ياجماعه انتو مكبرين

 

الموضوع ليه ...!!

 

يشيح مصطفى بيده اليمنى مستنكراً

 

برودها يقول : لاء بقى

 

الموضوع كبير بجد ...

 

عايزين نعرف ازاى

 

قدرتى توصلى للتمثال

 

وتجبيه ..؟

 

محتاجين رد ...

 

رد مقنع ...

 

رفعت شمس كتفيها بحركه لا مباله

 

وصوت وحروف من ثقه تقول :

 

اشتريته ...

 

او بمعنى أصح ....

 

خطيبى ..

 

خطيبى هو اللى اشتراه بسبعه مليون دولار ..

 

يتراجع الجميع فى صدمه شديده وهى تكمل

 

: ريمونا بلغتنى بمكانه ...

 

وانا بتكلم معاها ..

 

وقالت لى عنوانه فى أسبانيا ...

 

وبصراحه كان حلمى يكون عندى تمثال

 

زى ده ...

 

واول طلب من خطيبى كان التمثال ..

 

واشتراها ..

 

مش شايفه حاجه غريبه لكل اللى

 

بتعملوه ده ..

 

نفى سليم بيده :

 

كلامك مش مقنع ..

 

شمس فى صوت حاد :

 

 على كل حال هو ده

 

اللى عندى ..

 

وميفرقش معايا بقى تصدقونى ....

 

أو لاء ..

 

التمثال فى عربيتى ...

 

وبتاعى ..

 

وجبته زى ما جبته ...

 

ولحد هنا انتهى الكلام ..

 

واضح أنى رجوعى ليكم كانت غلطه ..

 

غلطه كبيره ..

 

مكنش لازم اعملها ...

 

لكن حبيت اعمل بأصلى ..

 

لكن للأسف مفيش تقدير ..

 

بعد اذنكم ..

 

وقبل أن تغادر كان سليم يمسكها من ذراعها

 

بقوة يقول فى عنف :

 

رايحه فين ..!!

 

تجذب شمس يديها من قبضته فى غضب

 

تقول بصوت منفعل ثأر :

 

انته ازاى تعمل كده ..؟!

 

ازاى تشدنى وتحاول تمنعنى ..!

 

سليم فى غضب :

 

 مش هتمشى من هنا

 

قبل ما تقولى جبت التمثال ده ازاى ..

 

وبلاش كلامك اللى ميدخلش الدماغ ده ..

 

شمس بصوت صارم  وثأر تهب فى وجهه

 

: قولت لك حاجه متخصكش ..

 

ملكش دعوة ..

 

سرقته .. ياسيدى ..

 

وعادت تنظر نحو محاسن فى إشاره

 

منها إليها تقول :

 

ما عملتوها قبل كده ...

 

 ايه الفرق ...

 

 ‏وبعدها أغلقت حقيبة سيارتها التى تحمل

 

 ‏داخلها التمثال ..

 

 ‏وهى تبتسم فى سخريه :

 

 ‏اشوفكم على خير ..

 

 ‏حاول سليم منعها من جديد

 

 ‏لتوقفه محاسن فى حزم بإشارة من يديها

 

 ‏وصوت حاد تهتف بإسمه :

 

 ‏سليم ..

 

 ‏مفيش داعى ...

 

 ‏سيبها تمشى ...

 

 ‏هيه مفيش عليها عتاب .

 

 ‏كنت متوقع إيه من شخصيه زى دى

 

 ‏وعادت تشير بيديها إلى شمس

 

 ‏طريق السلامه ..

 

 ‏كل واحد هياخد على قد نيته ..

 

 ‏وقبل أن تتحرك شمس كانت تلك

 

 ‏السيارة الضخمه تقتحم الطريق فجأة ..

 

 ‏ويهبط منها رجال كثيره ضخام الجثة ..

 

 ‏يحملون بنادق أليه حديثه ...

 

فى ‏مشهد مرعب للجميع ...

 

ومفزع ..

 

 ‏ولا تفسير له ..

 


































 ‏يصرخ الرجل الذى فى المقدمه

 

 فى وجوههم يشير بسلاحه :

 

 ‏ارجعوا كلكم للبيت ..

 

 ‏سليم فى تعجب شديد :

 

 ‏ انتو مين ...!!

 

 ‏الرجل فى صوت حاد غليظ وقوى

 

: ‏متتكلمش خالص ..

 

 ‏ومش عايز حد يسأل ..

 

 ‏أمشوا قدامى بهدوء ومن سكات

 

 ‏ بدل ما تشوفوا

 

 ‏اول ضحيه منكم برصاصى ..

 

 ‏فى ذعر يتحرك الجميع فى استسلام

 

 ‏دون ‏أن يفهموا من يكونوا هؤلاء ..

 

 ‏من الواضح أن لهجتهم وهيئتهم ..

 

 ‏وحديثهم لا يبشر بالخير ...

 

 وداخل المنزل كان الجميع يجلس فى صمت

 

 ‏وحيره شديده

 

 ‏سليم ومصطفى ...

 

 ‏فريد وأبوه الحاج منتصر  ..

 

و ‏محاسن وشمس ..

 

عقولهم تحمل سؤال واحد

 

فى توقيت واحد من يكون هؤلاء ..!!

 

وماذا يريدون منهم ..؟

 

فجأة بعد دقائق يستمعون إلى قدوم

 

سياره آخرى للمكان ..

 

ويدلف نحو الداخل

 

رجل فى بداية العقد الخامس

 

من عمره أشيب شعر الرأس ..

 

رفيع الجسد وطويل القامه ..

 

يرتدى ملابس سوداء انيقه ..

 

يدس بين شفتيه سيجار من النوع الفاخر ..

 

يتجه نحو سليم قائلا :

 

ازيك يا سليم ...؟

 

دوختنا معاك ياراجل .

 

عقد سليم حاجباه فى حيره أكثر

 

يقول : انتو مين ...!

 

وعايزين إيه ..!

 

هز الرجل رأسه مبتسما :

 

هتعرف دلوقت ..

 

هتعرف كل حاجه ..

 

وأشار لواحد من رجاله بيده

 

: هاتو لى الطفل ..

 

خفق قلب سليم بقوه مع سماع أمر

 

الرجل إلى رجاله

 

وهو يراهم يتجهون نحو الحجره

 

التى يرقد فيها صغيره ..

 

ليصرخ سليم فى فزع شديد وخوف

 

محدش يقرب من ابنى ..

 

لكن يد العملاق الواقف تمنعه من

 

الحركه أو أن يخطوا ...

 

يدفع يد الضخم فى غضب

 

قبل أن يظهر جسد رجل ثانى

 

بجسد مصارع له عضلات منتفخه ...

 

يدفعه بيمينه ..

 

دفعه واحده فقط كانت كفيله

 

بأن تسقط سليم أرضاً فى عنف ..

 

وقبل أن يعتدل

 

كان يرى أمام عينه صغيره

 

أدهم النائم فى سبات عميق

 

بين ذراعى أحدهم

 

يبتسم الرجل القائد لهم ...

 

قائلا :

 

واضح إن نومة أدهم ابنك هطول

 

ياسليم ...

 

سليم فى ذهول لمعرفة ذلك الرجل

 

لأسمه وواسمه ولده ليقول فى تعجب

 

: أنا سالتك قبل كده ...

 

انته مين ...؟

 

 وعايز ايه بالظبط ...؟

 

























































يبتسم الرجل : من ناحية انا مين ...

 

فانته تعرفنى كويس اوى ..

 

هو أكيد هيكون صدمه ليك لما

 

تعرف ...لكن ...

 

لكن هتكون صدمه هتقتلك ...

 

صدمه مستحيل تتوقعها ...

 

ونفث دخان غليونه يقول :

 

المهم دلوقت انا محتاج الجوهره ..

 

يتراجع الجميع فى صدمه عارمه

 

مع طلبه ..

 

من الواضح أن ذلك الرجل

 

يعرف الكثير من الأسرار ...

 

سليم فى حيره يقول :

 

 جوهرة إيه ..!

 

يقترب الرجل ويخطوا بالقرب من

 

سليم بأعين ثاقبه حاده يقول :

 

الجوهرة ...

 

الجوهره الزرقاء اللى ابنك أدهم

 

نايم كده بسببها ..

 

الجوهرة اللى بتوديك بعيد فوق ..

 

فوق ..

 

ونظر نحو الأعلى وقال

 

: فوق لسطح القمر فى لحظه ..

 

كان الجميع يتابع فى صدمه وذهول

 

لا حدود له وهو يكمل :

 

طبعاً من الصعب إنى أصحى ابنك

 

من السبات ده ..

 

لأنه مش هيحصل

 

ومش هيصحى ...

 

كمان صعب افتح إديه وأخد الجوهرة ..

 

لأن ده مش هيحصل ..

 

يبقى الحل والبديل الوحيد ..

 

عاد للصمت وسط ترقب شديد منهم

 

لحديثه ليقول :

 

 يبقى افتح إديه بالقوة ..

 

حتى لو هقطعها فتافيت ...

 

او أقطعها للأسف صباع ..

 

صباع ..

 

ارجوك سامحنى ..

 

دى الجوهره الزرقاء ..

 

سليم فى ذعر يخفق قلبه

 

 من حديثه المخيف ...

 

 ‏كأنه يعيش واحده من أبشع كوابيسه

 

 ‏ليقول بصوت قوى :

 

اللى هيقرب من ابنى انا هع..

 

يقاطعه الرجل ساخراً بيده :

 

لا ...لا ..

 

مينفعش تتكلم وانته فى موقف الضعف ..

 

انته لا تملك اى قدره على منعى من اللى

 

هعمله ..

 

ومفيش اى قوة تقدر تمنعنى النهارده

 

من إنى أستعيد الجوهرة ..

 

يتراجع سليم فى صدمه وحيره أكثر

 

يقول : تستعيد ..!!

 

تستعيد يعنى ايه ..!!

 

يبتسم الرجل :

 

مش بقولك مش هتتوقع المفاجأة ..

 

مش هتتوقع انا مين ...!!

 

سليم ساخراً :

 

لو كنت تقصد

 

إنك ممكن تاخدها بالقوة شىء ..

 

وإنك تتدعى إنها بتاعتك شىء تانى ..

 

يضحك الرجل بشكل مريب وهو ينفى

 

: لاء ..

 

انا مش بدعى ..

 

دى فعلا جوهرتى ...

 

بتاعتى ...

 

سليم فى غضب :

 

لكن دى مش جوهرتك ..

 

دى جوهرة جدى عبد البديع ..

 

وانا الوريث ليها ..

 

ينفى الرجل : لاء .

 

دى مش جوهرتك ..

 

ولا جوهرة جدك ...

 

يطلق سليم زفيره وهو يعقد

 

ساعديه أمام صدره قائلاً :

 

اومال جوهرة مين إن شاء الله ...؟

 

جوهرة سياتك ...!

 

دى كانت مع جدى وانته لسه تقريبا طفل

 

او متولدتش يمكن ...

 

هز الرجل رأسه :

 

فعلاً كلامك صح ...

 

 لكن بتاعتى ...

 

يزداد سليم حيره من حديثه الغامض

 

ليقول فى صوت حاد :

 

مفيش حد يملك الجوهرة غير ..

 

يقاطعه ذلك الصوت الذى اقتحم

 

 المكان فجأة ...

 

 ‏يقول وهو يكمل حديث سليم

 

: ‏غيرى ..

 

 ‏غيرى انا ..

 

 ‏مفيش حد يملك الجوهرة غيرى انا ..

 

 ‏هي دى الحقيقه ..

 

 ‏يتراجع الجميع فى ذهول تام

 

 ‏وهم يلتفتون بوجوههم ...

 

 ‏ يشاهدون ذلك الرجل الكهل

 

 ‏فوق مقعد حديدى متحرك يدفعه

 

 ‏شخص آخر من خلفه ..

 

 ‏يضع فوق ركبتيه عصا خشبيه ..

 

 ‏ينظر له الجميع فى حيره لا حدود لها

 

 ‏وسليم يتفحصه فى تعجب ..

 

 ‏لقد كان رجل رفيع تكسو التجاعيد وجهه

 

 ‏ويديه ...

 

 ‏علامات الزمن والعمر مرتسمه

 

 ‏عليه بشكل واضح ..

 

 ‏أثار وجوده فضولهم إلى أقصى ‏حد ..

 

 ‏والجميع فى لهفه لا حدود لها ..

 

 ‏ لمعرفة من يكون هذا الرجل المريب  ..

 

 ‏يحرك الرجل كرسيه المتحرك

 

 ‏الى أن توقف أمام سليم الذى تتسع

 

 ‏عيناه وهو يتطلع له ليقول العجوز

 

 ‏مبتسما : اكيد نفسك تعرف انا مين ..؟

 

 ‏سليم بصوت هادئ :

 

 ‏ده لو مكنش عندك مانع ....

 

 ‏عايز اعرف انته مين ...!

 

 ‏العجوز مشيراً بأصابعه إلى صدره

 

 ‏: انا جابر ...

 

 ‏جابر الجبالى ...

 

 ‏اكيد سمعت الاسم ده قبل كده ..؟

 

 ‏عقد سليم حاجبيه فى تعجب شديد

 

 ‏والعجوز يكمل :

 

 ‏جابر الجبالى شريك

 

 ‏اسماعيل صقر

 

 ‏اللى مات فى تاكسى جدك من اكتر

 

 ‏من خمسين سنه ...

 

 ‏افتكرت ...

 

 ‏وسقط قلب سليم والجميع بين

 

 ‏اقدامهم ..

 

 ‏فقد كانت مفاجأة صادمه

 

 ‏الى أبعد الحدود ..

 

 ‏مفاجأة رهيبه

 

بما تحمل الكلمه من معنى ...

إضغط هنا الجزء 49

 

   إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات