القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 سكان القمر
 
 ‏الجزء 3

 

 ‏تأليف محمد أبو النجا

 

 

 

كان الأمر الذى يعيشه عبد البديع

 

أصعب من أن يكون كابوس ...

 

الأمور واضحه بشكل واقعى ...

 

بشكل لا يمكن وصفه ..

 

تلك المخلوقات العملاقه

 

 الأشبه بالبشر ...

 

 ‏لونهم الذى يميل إلى الأزرق ...

 

 ‏منازلهم الفضيه اللامعه ..

 

 ‏ارضهم الزجاجيه ...

 

 ‏كل شىء يراه بهذ الشكل

 

وهذه الصوره  الدقيقه للغايه

 

 ‏كل هذا ...

 

من الصعب أن يصفه بالحلم ...

 

 ‏ أو الكابوس ...

 

 ‏ولكنه تمنى ودعى الله أن يكون كذلك ..

 

أن يستيقظ ...

 

 ‏أن يخرج من هذا المكان ..

 

 ‏بأى طريقه ...

 

 و‏بأى ثمن ...

 

 ‏ينظر بعيداً حيث أخبره

 

 ‏ذلك العملاق بأن تلك النقطه الكبيره

 

هنالك و ‏البعيده هي الأرض ..

 

من يصدق ويستوعب ذلك ...

 

أمر يفوق قدرات العقل والتخيل ..

 

 ‏الجميع من حوله ينظرون له

 

 ‏ويتفحصونه ....

 

 ‏ قبل أن يشير ‏نحوه ذلك الضخم

 

 ‏ ويصرخ بلغته ‏الغريبه ..

 

 ‏ التى لا يفهم منها عبد البديع أى شىء ..

 

 ‏ولكنه على ما يبدو أنه أمر حاد

 

وعنيف ومهمه مجهوله يوصى بها  ...

 

 ‏ليجذبه أحدهم من يده ...

 

 ‏ويلقى به فوق كتفه ...

 

 ‏ويحمله ويسير به ...

 

 ‏ بين حشد من سكان المدينه

 

 ‏من رجال ونساء ...

 

 ‏وأطفال عملاقه تتبعه وهى

 

 ‏تقفز نحو كتف العملاق

 

 ‏تحاول لمسه بيديها  ...

 

كأنها تمرح وتلهو وتلعب ...

 

 ‏وكأن عبد البديع بالنسبه لهم ..

 

 ‏مخلوق جديد قد طرأ عليهم

 

 ‏أخذ يصرخ ..

 

 ‏ويصرخ بكل خوف وجنون ..

 

 ‏بشكل هستيرى ...

 

 ‏يصرخ دون أن يعرف حتى السبب ..

 

سوى الخوف المبهم ...

 

 ‏وأمام مبنى ضخم يضعه العملاق أرضاً

 

 ‏برفق ..

 

 ‏ويبتسم إبتسامه غير مفهومه ...

 

 ‏ إبتسامه تظهر فمه ‏ذو الأسنان

 

 ‏ القليله المتباعده والبارزه ...

 

 ‏يجذب سلسله معقوده على أحد الأعمدة

 

 ‏ويقيد بها عبد البديع الذى كان يشاهد

 

 ‏تلك المخلوقات من حوله تتابعه فى سخريه

 

 ‏حتى منازلهم كان سكانها يخرجون من النوافذ

 

 ‏والأبواب ذات الزجاج الذهبى لمشاهدته ...

 

 ‏لقد كان الأمر أشبه بالاحتفال بالصيد

 

 ‏والمخلوق الجديد ...

 

 ‏فجأة يقترب منه ذلك الشاب منهم

 

 ‏ من بعيد ...

 

 ‏ وبيده ‏مخلوق مقيد عملاق ..

 

 ‏ذو أنياب حاده ضخمه ...

 

 ‏يسيل منهم لعاب كثيف ..

 

 ‏يتساقط من فمه ككرات الثلج ...

 

 ‏جسده يصل إلى حجم الفيل ..

 

 ‏هيئته مفترسه ...

 

 ‏خليط أو هجين ما بين الأسد والذئب ...

 

 ‏لا يمكن تحديد فصيلته أو نوعه ..

 

 ‏ولكنه بلا شك مفترس ...

 

 ‏مرعب ..

 

 ‏ولم يرى مثيل له قط ...

 

 ‏تقدم بكل شراسه وكأنه يهم بإفتراس

 

 ‏عبد البديع ....

 

 ‏الذى إنهارت قواه النفسيه ..

 

 ‏ولم يعد لديه القدره

 

 ‏على تحمل هذا الموقف المفزع ..

 

والرعب المتتالي على أعصابه ....

 

 ‏وتنتابه رغبه عارمه فى البكاء ...

 

 ‏وذلك الشاب مفتول العضلات

 

 ‏يمنع بكل ‏إستماته ذلك الوحش

 

 ‏ من النيل بمخالبه اللامعه الحاده

 

 ‏من نهش صدر عبد البديع ..

 

 ‏الذى إنكمش للوراء فى ذعر ..

 

 ‏ومن الواضح من زمجرة ذلك المخلوق

 

 ‏بأنه يرفض طاعة صاحبه ...

 

 ‏وأنه يريد أن يلتهم جسد ذلك الضيف ...

 

 ‏يحاول عبد البديع الإبتعاد بجسده

 

 ‏بقدر المستطاع حتى لا تناله مخالب

 

 ‏المخلوق المفزع ...

 

 ‏لكنها جرحت طرف ذراعه ..

 

 ‏وانفجرت منه الدماء ..

 

 ‏ليسيل لعاب الوحش أكثر ..

 

 ‏وتزداد شراسته ...

 

 ‏ويضرب بعشوائيه بيده

 

 ‏فيصيب بالخطأ السلسله المقيد بها

 

 ‏عبد البديع ...

 

 ‏ ليقطعها ..

 



















 ‏ويجد عبد البديع نفسه حرا طليق ..

 

 ‏فيفر هاربا ...

 

 ‏لم يكن أمامه منفذ سوى المبنى

 

 ‏الذى على يمينه ...

 

 ‏يدخله مسرعاً عبر أبوابه ليختبىء ...

 

 ‏وهو يستمع فى الخارج صراخ المخلوقات

 

 ‏وهياجه من أجل هروبه ..

 

 ‏حجرات كثيره مغلقه ...

 

 ‏فجأة يرى ذلك المخلوق المفترس خلفه ..

 

 ‏يعدو وراءه ..

 

 ‏يتبعه ...

 

 ‏لقد أفلت من صاحبه من أجل إفتراسه ..

 

 ‏شعر عبد البديع بأنها النهاية

 

 ‏والموت لا محال ...

 

وفى منتصف الممر كان هناك باب مفتوح ..

 

ومع دورانه ناحيته يفقد السيطره على جسده ..

 

وأقدامه التى ما تزال تسابق الريح ...

 

ليدخل عبر بوابه فضية اللون ...

 

ويسقط ويفقد توازنه ...

 

يفقد حتى القدره على منع نفسه من

 

الانزلاق نحو منحدر مجهول ...

 

وفى النهايه يصطدم بأقدام عملاقه ...

 

لرجل عملاق ...

 

حمله بين يديه نحو الأعلى ..

 

كالطفل الرضيع ...

 

وظل يتفحصه ...

 

ليتوقف المخلوق المفترس أمام الرجل ..

 

الذى نظر له وكأنه يمنعه بعينه من الاقتراب

 

اكثر من ذلك ...

 

ويزمجر المخلوق فى غضب وكأنه

 

يخبره بأنها وليمته ومن حقه ...

 

كانت اللغه بينهم واضحه ...

 

يشعر عبد البديع بقواه تنهار ...

 

ودماءه تنزف ...

 

ليبتعد الوحش المفترس ..

 

والعملاق يحمله إلى مكان جديد ..

 

ومبنى آخر ...

 

ويضعه أرضاً ..

 

أمام أقفاص حديديه سميكه ...

 

قصيره ...

 

ليجد بها فتاة لم ترى عيناه مثلها جمال ...

 

تتطلع له بأعينها الخضراء الساحره ...

 

وتنقى برأسها فى حزن دون أن

 

يعرف السبب ...

 

الإعياء يضرب جسده أكثر ..

 

وتفقد يده ذلك الشىء الذى ظلت

 

تقبض عليه طيلة الفتره السابقه ...

 

الجوهره الزرقاء ...

 

ويستيقظ ...

 

يستيقظ عبد البديع ...

 

ليجد نفسه فى مكان آخر مجهول ...

 

لا يعلمه ...

 

حجره بيضاء ...

 

يحاول تحريك جسده لكنه لم يستطع

 

لقد كان متعب ومرهق إلى أقصى حد ...

 

عيناه متثاقله مرهقه ....

 

يظل هكذا حتى جاءته بعد ساعه

 

تلك الفتاة التى ترتدى ملابس بيضاء

 

تبتسم : حمد الله على السلامه ...

 

استاذ عبد البديع ..

 

ينظر لها عبد البديع فى ذهول

 

: أنا فين ...!

 

تقترب الفتاة أكثر وهى تقول بهدوء

 

: فى المستشفى

 

تتسع عيناه أكثر يردد فى صدمه

 

: مستشفى ...!

 

مستشفى ايه ..!

 

وليه ...؟!

 

الفتاة :

 

 مراتك الست محاسن زمنها على وصول

 

دى هتجنن عليك بقالها يومين ...

 

يخفق قلبه أكثر وهو يردد فى صدمه

 

: بقالها يومين ...!!

 

يومين يعنى ايه ...!!

 

أنا مش فاهم أى حاجه ..!

 

الممرضه :

 

 أنته هنا فى المستشفى فى غيبوبه

 

بقالك يومين ...

 

جابوك هنا ..

 

كان دراعك متعور ...

 

ونزفت كتير ...

 

يحاول عبد البديع إستيعاب ما تخبره

 

به الممرضه وهى تنصرف مبتعده ..

 

لينتبه فجأة إلى الشىء الملقى

 

بجانب فراشه لقد كانت الجوهره الزرقاء

 

يحاول لمسها ..

 

ليكتشف ذراعه الذى يغطيه الشاش الابيض

 

إنه نفس الذراع الذى نهشه

 

 ذلك المخلوق الضخم بمخالبه ...

 

منذ لحظات ..

 

هكذا يشعر ..

 

لقد كان حلم ...

 

أو كابوس ...

 

رآه لدقائق ...

 

كيف حدث ذلك ...!

 

لقد كانت الجوهره تلمع وتصدر بريق مشع ...

 

بشكل غريب ..

 

يبدأ عبد البديع فى تذكر ما حدث له ...

 

لقد كان هناك ..

 

فى الأعلى ..

 

على القمر ..

 

هل هذا حقا ما حدث بالفعل ...!

 

هل كان حقيقه أم خيال ..!

 

أم كابوس مرعب ..!

 

وكيف نام لمدة يومين دون أن يشعر ..!

 

نفس الجرح الذى سببه ذلك المخلوق

 

فى ذراعه كما هو ...

 
























أى سر رهيبه وغامض حدث له ..!

 

وبقى ذلك السؤال المرعب

 

يضرب صدره وعقله ..

 

 هل ما رآه كان حقيقه أم خيال ...؟

 

يتذكر كل شىء بأدق تفاصيله ...

 

حتى وجه تلك الفتاة الجميله التى

 

كانت آخر ما رآه ...

 

لقد كانت فاتنه ...

 

لكنها لم تكن مثلهم ...

 

كانت من البشر ...

 

نعم ...

 

آخر شىء يتذكره أنه نام فى فراشه

 

داخل حجرته وبيده تلك الجوهره الزرقاء

 

نام لوقت قصير ..

 

لكن الممرضه تخبره أنه نام يومين ...!

 

يشعر بصداع يضرب رأسه ...

 

قبل أن تقتحم زوجته محاسن الحجره

 

تنظر له فى سعاده :

 

 انا مش مصدقه ..!

 

لما بلغونى دلوقت انك صحيت

 

حمد الله على السلامه ..

 

عبد البديع فى تعجب شديد :

 

هو إيه اللى حصل يا محاسن ..!

 

أنا جيت هنا ازاى ...!

 

أنا دخلت انام فى اوضتى

 

صحيت لقيت نفسى فى مستشفى

 

والممرضه بتقولى بقالى يومين نايم ..!

 

ازاى ده حصل ...!

 

هزت رأسها : أيوه ...

 

أنا استعوضت ربنا فيك ..

 

قولت خلاص الراجل من الزعل راح ...

 

بعد ما اكتشف إن الجوهره فالصوا ..

 

مش حقيقيه ..

 

لاء وكمان والأدهى من كده

 

ماسكها بإديك ومتبت عليها مش عايز

 

تسيبها ...

 

 مهما نحاول مفيش فايده ...

 

كان يومين ما يعلم بيهم الا ربنا ...

 

يتراجع عبد البديع فى تعجب :

 

هو حصل ايه بالظبط من ساعت ما نمت ..!

 

مطت شفتيها وهزت رأسها وهى تقترب

 

جالسه على طرف الفراش قائله :

 

ده حصل بلاوى ..

 

عبد البديع فى لهفه :

 

احكيلى يا محاسن وفهمينى ارجوكى ...

 

احكيلى من ساعت ما سيبتك

 

 ودخلت نمت ...

 

 ‏ حصل إيه ...؟

 

وبدأت زوجته محاسن تروى لها

 

ما حدث بعد تلك اللحظه التى ذهب فيها

 

الى نومه منذ يومين ...

 

وما كانت تخبره قصة جديده مرعبه ...

 

لا تقل عن ما رآه وشاهده مع سكان القمر ..

 

فقد كانت ما تقوله مخيف ...

 

ويرتجف منه قلبه ...

 

إلى أقصى حد ...


إضغط هنا الجزء 4


 

  إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات