القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 سكان القمر
 
الجزء 45

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

 

 

لم يشعر مصطفى بالخوف والذعر

 

طيلة حياته مثلما شعر به فى تلك

 

اللحظه ...

 

لقد رأى ابشع كابوس منذ أن ولد ...

 

كابوس لم يتخيله عقله يوماً ..

 

وهو يرى عملاق ضخم للغايه

 

يضربه بمطرقه خشبيه ..

 

وأصبح على يقين أن الموت قادم

 

لا محال . 

 

لكن الضربات لم تصيبه ..

 

كانت تصطدم بعنف بالقرب منه .

 

من الجانبين .

 

ومن الامام .

 

والخلف ..

 

كأنما يتعمد ذلك العملاق فعل ذلك ..

 

للهو . 

 

أو السخريه ..

 

لكنه بلا شك يقصد ذلك ..

 

إلى أن سقطت محاسن بعنف

 

 وهى تعدو ...

 

 ‏وشعرت بالدماء تنزف من فمها ...

 

 ‏ليتخطاها المخلوق العملاق ويتبع

 

 ‏مصطفى ودار بجسده وتوقف أمامه ..

 

 ‏ليتوقف مصطفى وقلبه يخفق بقوة ..

 

 ‏يرفع رأسه نحو العملاق الذى يبتسم

 

 ‏بشكل مخيف ...

 

 ‏يشعر مصطفى لحظتها باليأس ..

 

 ‏والعملاق يرفع مطرقته وكأنه ينوى

 

 ‏ضربته الأخيره لقتل فريسته

 

 ‏بعد أن تلذذ باللعب معها ..

 

 ‏وانتهى ..

 

 ‏وقبل أن تسقط مطرقته ..

 

 ‏كانت محاسن تتشبث بقدمه ..

 

 ‏وتقبض عليها وهى تصرخ

 

 ‏أهرب ..

 

 ‏اهرب يا مصطفى ..

 

 ‏بدأ العملاق يرفع ساقه ويهز بها

 

 ‏فى الهواء فى محاوله لإسقاط

 

 ‏جسد محاسن

 

 ‏الذى يحاول عركلته ومنعه من قتل

 

 ‏حفيدها ‏مصطفى ...

 

 ‏الى أن أطاح العملاق بجسد محاسن

 

 ‏التى كان من الصعب التشبث

 

 ‏وبين كفيها الجوهره ...

 

 ‏وبدأت تزحف مبتعده .

 

 ‏وقد نجحت فى أثارت غضب الوحش

 

 ‏الذى انقض نحوها ..

 

 ‏ليجذبها مصطفى بيده بين صخرتين ..

 

 ‏جعل من الصعب للعملاق أن يلحق بهم

 

 ‏فبدأ فى غضب يدخل يده ..

 

 ‏وهم يتراجعان ويلتصقان

 

 ‏ بحائط لزج بارد

 

 ‏ داخل شىء

 

 ‏اشبه بالكهف يكاد يكون مظلم ...

 

 ‏لامست يد مصطفى فجأة شىء رفيع

 

 ‏كجزع الشجر المقطوع ..

 

 ‏لكنه كان حاد وقوى .

 

 ‏امسكه ورفع يده عالياً وهوى بها

 

 ‏فوق ظهر يد الوحش الذى

 

 ‏صرخ ...

 

 ‏صرخ بكل ألم ..

 

 ‏وقد انفجرت دماء ذات لون بنفسجي

 

 ‏من يده تناثرت حولهم ...

 

 ‏ليزيد ذلك من ثورة وهياج العملاق ..

 

 ‏ويغيب للحظات عنهم ..

 

 ‏ومصطفى ومحاسن يتبادلان النظرات

 

 ‏بينهم فى صمت ...

 

 ‏كأنما يتسألون هل انتهى الأمر عند هذا ..

 

 ‏وانصرف ...

 

 ‏لكن سرعان ما

 

 ‏فجأة اندب فى الحائط شىء أشبه

 

 ‏بالسكين ..

 

 ‏سكين حاد للغايه ...

 

 ‏يبدو أن العملاق قد بدل خططته لقتلهم ...

 

 ‏شعر مصطفى أن ضربه واحده من ذلك

 

 ‏الذى يضرب جوانب المكان كفيله بشق جسده نصفين ..

 

 ‏لحظات وعاد يجذب العملاق سكينه ..

 

 ‏وينظر بعين واحده داخل المكان

 

 ‏ليرى نتيجة ضرباته ..

 

 ‏ليشعر بالفشل ..

 

 ‏ويعيد ضرباته بقوة أكثر وعنف أشد ..

 

 ‏وشراسه ..

 

 ‏تمسح محاسن بيديها تلك الدماء المتساقطه

 

 ‏ من بين شفتيها ...

 

 ‏ويعود العملاق من جديد لجذب يده

 

 ‏وقبل أن ينظر ثانيا نحو الداخل

 

 ‏كان مصطفى يأخذ قراره الحاسم ..

 

 ‏وينقض يعدو بأقدام مسرعه وقويه ..

 

 ‏رافعا ذلك الشىء الذى يشبه العصا

 

 ‏الذى فى يده نحو عين العملاق ..

 

 ‏لينجح فى ضربها ..

 

 ‏وتفجيرها ...

 

 ‏ومعها يعود العملاق للوراء يصرخ ..

 

 ‏يصرخ بشكل مخيف ..

 

 ‏وسط حالة من دهشة محاسن .

 

 ‏على ما فعله مصطفى ...

 

 ‏ومع ذلك الصراخ الرهيب ..

 

 ‏يبدأ سكان المكان فى التجمع ..

 

 ‏ومحاسن تمسك بيد مصطفى وتبدأ

 

 ‏فى الجرى مبتعده بأقصى سرعه ممكنه ..

 

 ‏لكن يبدو أن تلك الفكره لم تنجح ..

 

 ‏لقد إزداد التجمهر حولهم ...

 

 ‏تأخذ محاسن طريقها نحو ذلك التل المرتفع

 

 ‏وصراخ تلك المخلوقات يعلو ..

 

 ‏وكأنهم يأمرون بعضهم بالإنتقام ..

 

 ‏ويتكاثرون بشكل مخيف ...

 

 ‏ويدركون بكل وضوح هدفهم ..

 

 ‏وهناك أعلى التل لم تجد محاسن بديل وهى

 

 ‏تصل إلى حافته ..

 

 ‏سوى أن تسقط على أمل أن تنجو من قبضتهم

 

 ‏وتمسك بيد مصطفى الذى عجز عقله

 

 ‏عن التفكير .

 

 ‏وهو يهوى معها من الأعلى ...

 

 ‏ويستيقظ ...

 

 ‏يستيقظ مصطفى وقلبه يخفق ويكاد

 

 ‏يهشم ضلوعه ..

 

 ‏يستيقظ مع محاسن التى كانت شاحبة

 

 ‏الوجه حزينه ..

 

 ‏تنظر إلى جسد عزة وشادية

 

 ‏وهم ما يزالان فى سبات ونوم عميق ..

 

 ‏وتستمع إلى صوت سليم الذى

 

 ‏اعتدل من مقعده يقول :

 

 ‏حمد الله على السلامه ..

 

 ‏مصطفى فى ذهول :

 

 ‏أنا مش مصدق اللى حصل ...!

 

 ‏هو كان حقيقه واللاه كابوس  ..؟

 

 ‏سليم فى حزن :

 

 ‏ هيه عزة وعمتى مجوش

 

 ‏معاكم ...؟

 

 ‏محاسن فى حزن : لاء ..

 

 ‏لكن انا هرجع تانى ...

 

 ‏لا يمكن اسيبهم ...

 

 ‏سليم فى حسرة :

 

 ‏إيه اللى حصل ...؟

 

 ‏فريد يكاد يبكى وعيناه على

 

 ‏وجه أمه :

 

 ‏ ممكن أفهم إيه اللى

 
































 ‏خصل لأمى ..؟

 

 ‏انتو بقالكم تسع ايام فى غيبوبه ...

 

 ‏ينتفض مصطفى وهو يصرخ

 

 ‏: مستيحل .. !

 

 ‏تسع ايام ..!

 

 ‏إيه اللى بتقوله ده يا فريد ...!

 

 ‏دنا لسه سايب الأوضه من وقت بسيط ..!

 

 ‏فريد : هو ده اللي حصل يا مصطفى ..

 

 ‏مصطفى فى ذهول : مش ممكن ...!

 

 ‏أنا مش مصدق ....!

 

 ‏الحاج منتصر :

 

 ‏ بس هيه دى الحقيقه فعلاً

 

 ‏ يا مصطفى ...

 

 ‏انتو بقالكم تسع ايام ..

 

تسع ايام  ‏نايمين من

 

غير أكل ولا شرب ..

 

 ‏ومش عارف ده حصل أزاى ...!

 

 ‏محاسن :

 

 ‏هو ده نفس اللى حصل معايا ..

 

 ‏طلعت القمر وحبسونى هناك وقت

 

 ‏كان بالنسبه لعمر الأرض خمسين سنه ...

 

 ‏مات فيها جوزى عبد البديع

 

 ‏ولقيت احفادى أصبحوا رجاله ...

 

 ‏سليم :

 

 ‏ايه اللى حصل بالظبط يا جدتى ...؟

 

 ‏احكيلى بالتفصيل ...

 

 ‏وبدأت محاسن تروى لهم كل ما حدث

 

 ‏بكل تفاصيله وسط حاله من الذهول الرهيب

 

 ‏يتضح على ملامح ووجوه الجميع ...

 

 ‏الى أن انتهت ..

 

 ‏ليدور سليم نحو وجه مصطفى الشاحب

 

 ‏الذى ما يزال عليه علامات الخوف يقول

 

: ‏اظن بعد طلوعك القمر دلوقت هتصدق

 

 ‏القصه كلها ...

 

 ‏وتصدق اللى حصل ل جدك عبد البديع

 

 ‏وجدتك محاسن

 

 ‏ينفى مصطفى برأسه :

 

 ‏عايزنى اصدق

 

 ‏ان اللى شوفتهم دول سكان القمر

 

 ‏دول شياطين ...

 

 ‏ومش بعيد اللى عامله جدتنا دى

 

 ‏تكون واحده ‏منهم ..

 

 ‏يطلق سليم زفيره :

 

 ‏ لسه بتأوح ‏وبتنكر ..؟

 

 ‏مصطفى : انا مصمم على ..

 

 ‏بتر عبارته والحاج منتصر فى غضب

 

 ‏يقاطعه نقاشهم قائلاً :

 

 ‏يا جماعه ارحمونى ..

 

 ‏انا عايز اعرف إيه اللى حصل

 

 ‏لمراتى شاديه .

 

 ‏وبنتى عزة ..

 

 ‏ارجوكم بدل الخناق شوفوا حل ...

 

يمد ‏سليم راحت يده نحو جدته

 

يقول  : هاتى الجوهرة يا جدتى ..

 

 ‏انا اللى هطلع المره دى ..

 

 ‏محاسن بأعين خائفه :

 

 ‏ انا لا يمكن أضحى بيك ..

 

 ‏انته عارف الخطر هناك قد ايه ..

 

 ‏وعادت تغلق عينيها وتبتلع ريقها وهى

 

 ‏تكمل :

 

 ‏أنا حاسه إنى جعانه اوى ...

 

 ‏هاكل وأجهز نفسي

 

 ‏وبعدها ارجع تانى من جديد القمر ...

 

 ‏فريد :

 

 ‏انا مش مصدق كل اللى حصل

 

 ‏وخايف يكون امى واختى حصل لهم مكروه

 

 ‏يقترب سليم ويلامس كتفه :

 

 ‏اطمن مدام ‏قدامنا نايمين بالشكل ده

 

 ‏ يبقوا إن شاء الله بخير ..

 

 ‏مصطفى : ده لو فعلاً المخلوقات المرعبه

 

 ‏اللى شوفتها دول هما اللى خدوهم ..

 

 ‏فأظن أننا فقدنا عمتى وبنت عمتي للأبد ..

 

 ‏خلاص ضاعوا ...

 

 ‏يبتسم سليم : إن شاء الله هيرجعوا

 

 ‏مدام انته قدرت تقتل واحد منهم يبقى ..

 

 ‏يقاطعه مصطفى وعيناه تتسع فى رعب

 

 ‏يصرخ : قتلت واحد فيهم ...!

 

 ‏سليم : ده احتمال كبير جدا ..

 

 ‏وده اللى أثار جنونهم ...

 

 ‏مصطفى :

 

 ‏ بس فى نقطه مهمه بقى لاحظتها ...

 

 ‏عقد سليم حاجباه فى تعجب يقول

 

 ‏: إيه هيه ...!

 

 ‏مصطقى فى هدوء :

 

 ‏ المخلوق ده مقدرش

 

 ‏يدخل ورانا الحفره ...

 

 ‏او الكهف اللى استخبينا فيه .. 

 

 ‏مع انى توقعت لحظتها يكون زى ريمونا ..

 

 ‏المخلوقه اللى المفروض انك اتجوزتها ..

 

 ‏واللى ممكن تاخد اى جسم ...

 

 ‏واى شكل ...

 

 ‏واى هيئه ...

 

 ‏كان ممكن الوحش ده يعمل زيها

 

 ‏ وياخد اى شكل ويدخل يقتلنا ..

 

 ‏لكن ده كان عاجز يوصل لينا ..

 

 ‏يبتسم سليم : كويس انك فكرت

 

 ‏فى كده ..

 

 ‏ده معناه انك وصلت فى التفكير فى

 

 ‏المخلوقات دى لدرجه مذهله ..

 

 ‏مصطفى : من قصتك وكلامك عنهم ..

 

 ‏سليم :

 

 ‏ لكن ريمونا بالنسبه ليهم مش من نفس

 

 ‏الفصيله ..

 

 ‏زى ما هيه فهمتنى ..

 

 ‏دى من فصيله الأسرة اللى بتحكم القمر .

 

 ‏ودول مختلفين ...

 

 ‏ولهم قدرات خاصه واقوى ...

 

 ‏و ...

 

 ‏قطع حديثه رنين هاتفه

 

 ‏ليسود الصمت المكان ..

 

 ‏وهو يتحدث ..

 

 ‏وتتبدل ملامحه للخوف والقلق

 

 ‏ وكأنه استمع ‏الى أمر غير طبيعى

 

 ‏ ليقول بصوت متوتر منفعل :

 

 ‏انا جاى حالا ...

 

 ‏وانهى المحادثه لينظر لهم بأعين حزينه

 

 ‏: انا راجع الفيلا حالا ..

 

 ‏الداده بتقول أن أدهم ابنى تعبان ..

 

 ‏بعد اذنكم ..

 

 ‏محاسن فى صوت يحمل فى نبراته

 

 ‏ القلق تقول :

 

 ‏ خلى بالك من نفسك ..

 

 ‏وطمنى عليه ..

 

 ‏ومع رحيله تعتدل محاسن من الفراش

 

 ‏وهى تقبل رأس شاديه وعزة وتقول

 

 ‏اوعدكم هرجعكم تانى ..

 

 ‏أوعدكم ...

 

 

 

**********

 

 

 

يفتح سليم باب حجرة ولده أدهم

 

وهو يراه نائم وبجانبه المربيه الخاصه

 

به تصنع له كمادات لخفض الحراره

 

يقترب سليم فى خوف يقول

 

: حصل ايه يا داده ..؟

 

تعتدل واقفه تقول :

 

انا اديته برشام خافض للحراره ..

 

وعملت له كمان كمادات ..

 

 لكن حرارته لسه مرتفعه ..

 

ومفيش فايده ...

 

سليم فى حزن :

 

الدكتور جاى حالا ورايا ...

 

واقترب من فراش صغيره النائم ينظر له

 

فى قلق : سلامتك ..

 

سلامتك يا أدهم ...

 

ومع نهاية حروف كلماته كان جرس الفيلا

 

يطلق رنينه ..

 

ليشير بيده : أكيد ده الدكتور يا داده

 

من فضلك استقبليه ...

 

وبعد دقيقتين كان الطبيب يتفحص

 

الصغير وعاد يغلق حقيبته يقول

 

بصوت مرح :

 





































متقلقش يا سليم بيه ..

 

الولد مفهوش حاجه ...

 

اطمن ...

 

هيبقى كويس ...

 

انا هكتب له على شوية حاجات بسيطه

 

هياخدهم وهيبقى تمام ...

 

وأخرج الطبيب ورقه وقبل أن يكتب

 

قال :  هو اسمه ايه ...

 

سليم فى هدوء يقول أدهم ...

 

عاد الطبيب يكمل سؤاله :

 

وعنده كام سنه ...

 

سليم فى ارتباك أكثر يقول بكلمات متقطعه

 

: عنده ... عنده ..

 

يبتسم الطبيب :

 

 ايه يا استاذ سليم ...!

 

نسيت ..!

 

نسيت عنده كام سنه

 

ثم عاد ينظر للصغير ويغمغم :

 

نقول اربع سنين ...

 

هز سليم رأسه : ايوه ..

 

وعاد يتردد. لحظات ثم قال

 

: لكن ...

 

يعتدل الطبيب واقفاً ينظر له

 

فى تعجب :

 

مش فاهم يا استاذ سليم

 

إيه المشكله ..!

 

الطفل تقريباً فى العمر ده ..

 

او اكتر ..

 

سليم بصوت متلجلج :

 

فى الحقيقه يا دكتور ..  مش هكدب

 

عليك .. هو عمره شهور ... بسيطه ...

 

لكن جسمه كبير شويه ..

 

تتسع عين الطبيب فى صدمه عارمه

 

وهو يستمع إلى كلمات سليم ليقول :

 

فى الحقيقه انا أتردد اسأل حضرتك

 

عن ابو الطفل ...

 

ولانى عارف إن مش ممكن يكون ابن الممثله

 

المشهور زوجة حضرتك ساره سمير ..

 

اللى اختفت والدنيا مقلوبه عليها ..

 

انتو متحوزين من فتره بسيطه اعتقد ...

 

 يشير سليم  نحو صدره :

 

 ‏ده ابنى يا دكتور ..

 

لكن ساره سمير مش أمه ..

 

يتنهد الطبيب : على كل حال ..

 

لازم حضرتك تعمل فحص شامل

 

على الطفل لأن النمو ده و بالشكل

 

والحاله اللى شايفها مش طبيعى ...

 

وممكن يكون فيه خطر على حياته ..

 

تتسع عين سليم وقلبه يخفق فى خوف

 

والطبيب يغادر ...

 

ليجلس سليم فى حزن ينظر إلى

 

صغيره وتتراقص الدموع فى عينه

 

دون أن يدرك السبب

 

ربما من شده قلقه على ابنه ..

 

عاد يضع رأسه أرضاً ويغلق عينيه ..

 

ويعود بذكرياته للوراء .

 

قبل أن يشعر بتلك الايدى التى تلامس

 

شعر رأسه ..

 

بشكل حنون ...

 

ليرفعها فجأة فى صدمه وهو يرى صغيره

 

بوجه شاحب ينصب منه العرق

 

ينتفض سليم فى حسره متراجعا للوراء

 

وهو يرى صغيره يقف على قدميه

 

يبتسم بملامح كلها براءه قائلاً

 

: متخفش أنا بخير يا بابا ...

 

تزاد ضربات قلب  سليم

 

وعيناه تتسع فى ذهول حاد

 

لا يصدق ما يسمعه ..

 

لقد نطق صغيره ..

 

للمره الأولى ..

 

فى مفاجأة لم يتوقعها ...

 

سليم فى دهشه يصرخ :

 

 أدهم ...!

 

انته بتتكلم ...!

 

بتتكلم ازاى .!

 

ومن امته ..!

 

يبتسم الصغير :

 

اتعلمت ...

 

اتعلمت اتكلم ...

 

يصرخ سليم وهو يمسكه من كتفيه بيديه

 

: اتعلمت فين ...!

 

وازاى ...!

 

يتحرك الصغير نحو النافذه ببطء

 

وهو يشير نحو السماء ..

 

ينفى سليم برأسه :

 

 مش فاهم ..!

 

مش فاهم يا أدهم تصدق ايه .. ؛

 

مين اللى علمك الكلام ..؟!

 

أدهم بصوت طفولى عذب يقول

 

: القمر ...

 

القمر ...

 

وهوى قلب سليم بين قدميه ..

 

فقد كان ما يقوله صغيره هذه المره

 

يفوق عقله ....

 

وعقل البشر ..

 إضغط هنا الجزء 46

 

  إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات