رواية
سكان القمر
تأليف
محمد أبو النجا
الجزء
10
تأليف محمد أبوالنجا
قبل
أن تنطلق رصاصة ذلك المجهول
كانت
هناك طلقه أخرى إنطلقت من مكان آخر
تطيح
بمسدس ذلك القاتل بعيداً ...
ليفر
هارباً بعدها ذلك المتسلل ...
ويظهر
عبر النافذه وجه الملازم صفوت ..
صفوت
ثابت .. صديق سليم ..
الذى
قفز عبر النافذه
يحاول
اللحاق بذلك الرجل الغامض ..
الذى تلاشى وفقد أثره بشكل غريب
قبل
أن يعود صفوت مسرعاً نحو
سليم
يلامس كتفه بيده قائلاً
فى
لهفه : سليم أنته بخير ..
حصل لك حاجه ..؟
هز
سليم رأسه فى محاوله لإستيعاب
ما يحدث
قائلًا بصوت هادىء مرتبك
:
أنا ...
أنا
كويس ...
كويس
ياصفوت ...
انته
أنقذت حياتى ...
انته
جيت فى الوقت المناسب ...
صفوت
المهم عندى مين ده ...
مين
اللى كان عايز يقتلك ياسليم ...
ينفى
سليم برأسه معرفش ...
صدقنى
أنا مصدوم زيك ...
صفوت
فى تعجب مصدوم ...
يابنى
انته فى الفتره الاخيره
مش
فى حالتك ...
مش
طبيعى ...
خصوصًا
من يوم جيت وسألت عن قضية قتل
حصلت
من قبل منا وانته نتولد ...
من
خمسين سنه ...
وطلبت
منك يومها تصارحنى ..
يمكن اقدر اساعدك
لكنك
رفضت ..
ومش
بعيد يكون فى حاجه كبيره
ممكن
تورطك فى مشكله ...
سليم
مفيش حاجه صدقنى متقلقش ..
صفوت
فى غضب يردد
مفيش
حاجه ومقلقش ..
أنا
لو مكنتش جيت صدفه اطمن عليك
ووصلت
فى الوقت المناسب
كان
زمانك ميت ..
يبتسم
سليم ابتسامه شاحبة
: ممكن
يكون حرامى ..
صفوت
: يبقى لازم يكون فى حراسه
على الفيلا
أنا
جيت ودخلت ملقتش حتى البواب
ولا
اى حد فى الفيلا غيرك
سليم
: كلهم فى اجازة
صفوت
فى صدمه :
كلهم فى اجازة ليه ..!
سليم
: كنت محتاج اكون لوحدى
مط
صفوت رأسه ومط شفتيه
وهو
يشير برأسه نحوه :
انته
بتكدب ياسليم ..
على
كل حال مش هضغط عليك
عشان
تصارحنى وتقولى مالك
لكن
ياريت تخلى بالك من نفسك
اكتر
من كده
لازم
تعيد ترتيب الأوراق من تانى
المفروض
انك شخصيه كبيره ورجل أعمال
مش
معقول يكون ده نظام الامن في الفيلا
عندك
...!
لا
كاميرات مراقبه ولا حراسه ..
ولا حتى بواب على الفيلا ..
لاء
انته كده بطمع اى حد فيك ...
يتنهد
سليم : انا بفكر اصلا اسيب الفلا ..
يتراجع
صفوف فى صدمه
تسيب
الفلا ليه ...!
يقترب
سليم من المقعد الذى بجانبه
ويجلس
عليه قائلًا : الفيلا كبيره عليه
ومبقتش
قادر اقعد فيها بعد وفاة جدى
صفوت
: طب تعالى شقتى انته عارف
انى قاعد لوحدى ..
بعد ما انفصلت عن مراتى ..
ينفى سليم برأسه : لاء انا جدى كان له
شقه كده فى الجيزه فى مكان هادى
هروح اقعد فيها ...
صفوت : زى ما تحب ..
لكن
عشان خاطرى
خلى بالك من نفسك اكتر من كده ...
يبتسم
سليم فى هدوء :
اطمن
متخفش ...
يدور صفوت برأسه يمينًا :
انته مش هتبات فى الفيلا النهارده ..
لازم
تيجى معايا اوصلك بنفسي
للشقه اللى هتروحها ..
سليم : انا هبات فى الفيلا النهارده ..
ومن بكره ها..
يقاطعه صفوت فى حزم : انا قولت لاء ..
لا يمكن اسيبك تبات لوحدك هنا فى الفيلا
يجوز اللى حاول يقتلك يرجع تانى ...
أو يكون فى حد تانى معاه ..
سليم : متحفش ..
انا
هقفل كل مداخل الفيلا كويس
كمان
..
يقاطعه صفوت مره اخرى وهو
ينفى
برأسه : متحاولش
انا مش هسيبك تبات لوحدك ..
ومتفتكرش المسدس اللى معاك ده
هيحميك ...
يتراجع سليم فى تعجب شديد
قائلاً
: انته ..
انته عرفت منين ..!
عرفت منين إنى شايل مسدس ..!
يبتسم صفوت : واضح انك بتنسى
انى ضابط شرطه ...
ويالاه بلاش نضيع وقت ...
سليم فى حيره : انته مصمم ...
صفوت فى إصرار : ايوه مصمم ...
سليم :
يبقى
تبات انته معايا النهارده ...
وبكره الصبح توصلنى ...
يتنهد صفوت ماشى ...
مفيش مانع ...
المهم أنى احس انك فى أمان ...
*********
بعد
أن غادر صفوت الشقه التى ترك
فيها
سليم الذى تابع انصرافه عبر النافذه
بدأ
سليم يتحرك ويخرج مغادرًا
يستقل
سيارة أجرة
إلى
مكان آخر ..
شقه
بعيده على أطراف العاصمه ..
لقد
تعمد الإبتعاد عن صديقه صفوت ..
عن
كل الناس ...
اغلق
الشقه وأخرج الجوهره الزرقاء ..
واحتضنها
بكف يده ..
وهو
ينوى الذهاب إلى هناك ..
إلى
ذلك العالم الغريب ..
وسكانه
...
سكان
القمر ...
لقد
حفظ الطريق الذى يؤدى حيث
تسجن
جدته ...
لا
يعلم كيف يمكنه فك أسرها ...؟
أو
حتى طريقة عودتها معه ...؟
لكنه
لن يتركها هناك ..
سيفعل
كل ما فى وسعه من أجلها ..
المهم
ألا يراه هنا أى أحد ..
واحتضن بكف يده الجوهره ..
وانتابه النعاس القادم منها ..
ليذهب هناك عبر أضواء لامعه ..
إلى تلك المنازل الفضيه الضخمه ..
ليحفق قلبه بشده وتتسارع أنفاسه ..
يتحرك
بهدوء وحذر شديد ..
وبأعين
زائغه عبر الطرقات ...
يخشى أن يراه أحد ..
يخطو
نحو ذلك القصر الأشبه
بالجليدى ..عالى البنيه...
لقد
نجح فى الوصول إلى أقفاص الأسرى
من
البشرى ..
نجح
فى الوصول حيث توجد جدته ..
لم
يكن يتخيل سهول المهمه بهذا الشكل ..
فجأة
وعلى يمينه تقع عيناه على أجمل
فتاة
رآها فى حياته ...
تلك
التى رسمها جده فى لوحاته ...
فتاة
فاتنه ...
ساحره ...
تنظر
له بأعينها الحالمه الخضراء
فى
تعجب وهو يقترب منها
فى
هدوء قائلًا :
انتى
مين ...؟
تنهدت
فى هدوء : انته اللى مين ..؟
وجيت
ودخلت هنا أزاى ...!
يقترب
أكثر وهو يلامس قضبان سجنها
الحديدى
: أنا سليم ...
سليم عبد البديع ..
وعلى فكره جدى عبد البديع
جه
قبل كده هنا من خمسين سنه ..
خمسين سنه كانوا هنا بالنسبه لك أيام ..
وشافك
ورسم لك صوره عنده ...
تعقد
حاجبيها فى تعجب وهى تهز راسها
: جدك
مين ...!
ورسمنى ليه ..
أنا
معرفوش ...
ومش فاكراه ..
سليم
: جدى عبد البديع
جه
هنا ونفد من الموت بأعجوبه ..
و رجع
تانى الأرض ..
عاش
خمسين سنه ..
أنا
اتولدت فيهم وكبرت ..
ورجعت
هنا تانى على القمر ..
عشان
ارجع جدتى ...
جدتى
محاسن هنا مسجونه معاكى ..
أومأت
برأسها : عارفها ...
لكن
انته مش هتقدر تاخدها من هنا ..
ولا
هترجع بيها ..
مستحيل ..
احسن
لك تمشى قبل ما حد يشوفك ..
قبل
ما يقتلوك ...
أو
يسجنوك معانا ..
سليم
: متحفيش ..
أنا
لازم أرجع بجدتى ..
لا
يمكن أسبها تعيش مسجونه هنا ...
تتنهد
الفتاة : يبقى إنكتب عليك الموت ..
سليم
: لكن انتى مقولتيش ..
انتى
مين ..؟
يسود
الصمت بينهم وهو يردد
: ارجوكى
جوبينى ...
تنظر
له بأعينها الخضراء الجميله الواسعه
قائله
: ويهمك تعرف ليه ..؟
هز
رأسه فى شغف ولهفه :
مش
عارف ..
بس
حاسس إنك صعبانه عليه
بوجودك
أسيره هنا ...
مش
انتى بس ..
كل
الأسرى دول ..
نفسي
أرجعهم كلهم للأرض ..
بس يهمنى الأول أعرف ..
أنتى
مين ..!
وتبدأ
الفتاة تروى له قصتها
وسرها ...
ومن
تكون ...
وما
كان يسمعه سليم لا يمكن تخيله
أو
تصديقه ...
فما
كانت تقوله مذهل ..
ورهيب
إلى أقصى حد ...
تعليقات
إرسال تعليق